أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .















المزيد.....

الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتبطت الوهابية كعقائد ومنظور للذات وللآخر وللعالم ، بالتشدد والغلو حيث بلغت حدودا لم يبلغها أي مذهب فقهي . وإذا كانت الوهابية أفرزتها بيئة اجتماعية مغلقة أضفت صفة القداسة على الأعراف الاجتماعية بعد أن أنزلتها منزلة الفرائض الدينية والشرائع السماوية ، فإنها تحولت إلى "دين" يلغي غيره من المذاهب والأديان ويعاديها . وكان هذا أبرز عامل شجع كثيرا من الأنظمة العربية على استيراد المذهب الوهابي وتيسير عمل أتباعه ودعاته على نشر معتقداتهم التي تكفر التشيع ، خصوصا عقب نجاح ثورة الخميني في إسقاط نظام الشاه وإقامة نظام الملالي الذي يخضع لولاية الفقيه ، واعتماد هذا النظام على إستراتيجية تصدير الثورة وزعزعة استقرار الدول العربية . وكانت هذه الأنظمة تتوخى "تحصين" مواطنيها ضد اختراق العقائد الخمينية الشيعية ، فكان الاختراق الوهابي الذي هو أشد وأخطر . وأثبت الواقع أن الوهابية لم تحم الدول والمجمعات من الخمينية ، بل مجتمعاتنا العربية لها من الرصيد الثقافي والتراث التاريخي والوضوح العقائدي ما يضمن مناعتها . وازداد خطر العقائد الوهابية لما اعتلى دعاتها وشيوخها منابر المساجد وجعلوا من البراريك والكاراجات أماكن للتأطير والاستقطاب وتخريب الصفاء المذهبي والنسيج المجتمعي بالبدع والأعراف التي جعلوها أس الدين وجوهره . وكانت أم المصائب لما اختلطت الوهابية بتعاليم قطب والمودودي ، حينها حل الخراب والقتل والتفجير . ولم ينج من الكارثة بلد المهد والتصدير ، حيث باتت السعودية الضحية الأولى للفكر التكفيري /التفجيري . وإذا كانت السلطات السعودية قد تمكنت من محاصرة التيار التفجيري وتوجيه الضربات الاستباقية التي أفشلت مخططات التخريب ، فإنها لم تفلح في التصدي الحقيقي لمنابع التشدد والغلو التي تهيؤ التربة النفسية والوجدانية والفكرية لزرع عقائد القتل وعبوات التفجير . وأقصد عقائد الغلو وثقافة التكفير ومشاعر الكراهية التي تتأسس كلها على عقيدة الولاء والبراء . ورغم كل الانتقادات التي صدرت عن مسئولين سعوديين ومفكرين تنبه إلى خطورة هذه العقيدة ، فإن السلطات السعودية لم تتعامل بالحزم المطلوب مع التيار الوهابي الذي لبس السلفية وتلبست به ، كما لم تنخرط بجدية في إصلاح الخطاب الديني بما يتوافق مع قيم العصر وظروفه التي تفرض على كل الدول التعامل فيما بينها خارج دائرة الولاء والبراء وعقائد التكفير . وقد عانى ملوك السعودية كثيرا من تشدد فقهاء الوهابية ولا يزالون . وما رفض الوهابيين للهاتف والفاكس أول مرة على عهد الملك فيصل ، ثم تحريمهم للتلفاز فيما بعد والبارابول قبل أن يتراجعوا إما لاعتبارات ذاتية أو ضغط الواقع ، إلا دليل على تحجر فكري وتشدد فقهي . ورغم التغيرات التي أحدثتها الطفرات النفطية على المجتمع السعودي والتي مست نمط الحياة ، فإن نمط التفكير لدى أقطاب الوهابية وسدنتها لم يطرأ عليه أي تغيير . علما أن فئات واسعة من المفكرين والأدباء والساسة والإعلاميين ، نساء ورجالا ، تغالب التحجر وتواجه التشدد ، وفي مقدمتهم الملك عبد الله الذي كثيرا ما أصدر عفوه في قضايا رفعها متشددون واستصدروا أحكاما قضائية ضد كتاب وأدباء . ويمكن الوقوف على نماذج من التشدد والغلو على سبيل الذكر لا الحصر في الآتي :
1 ـ إنكار العلم كما تبين الوقائع التالية :
أ ـ رفض فقهاء السعودية الإقرار بجدوى التقنيات العلمية في مراقبة الأهلة . وقد أثارت رؤية هلال ذي الحجة الأخير جدالا قويا بين العلماء والفقهاء المعنيين بشرعية رؤية الهلال ، حيث نفى علماء الفلك إمكانية ولادة الهلال ليلة زعم الفقهاء رؤيته . وكذلك كان الحال مع نزول الإنسان على سطح القمر حيث أنكر ابن باز وابن عثيمين هذه الحقيقة العلمية .
ب ـ رفض الإقرار بحقيقة كروية الأرض ودورانها حول الشمس . فقد كتب خالد بن صالح ــ وهابي كويتي ــ ما يلي ( لقد كتب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رسالة صغيرة في نهاية القرن 14 هـ بين وأوضح فيها أن الشمس جارية في فلكها كما سخرها الله سبحانه وتعالى ، وأن الأرض ثابتة قارة قد بسطها الله لعباده وجعلها لهم فراشاً ومهداً وأرساها بالجبال لئلا تميد بهم ، وأن ذلك قد دل عليه القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية ، و إجماع علماء الإسلام ، والواقع المشاهد المحسوس ، ثم طفق الشيخ في تبيان الأدلة من القرآن الكريم ثم من الأحاديث النبوية وأقوال علماء الإسلام والواقع المشاهد المحسوس .
ولقد رأيت في رسالتي هذه أن أكمل وأتمم ما قام به الشيخ رحمه الله من الاستدلال بالقرآن الكريم ).
2 ـ تحريم الفنون : وهذه مجرد نماذج :
أ ـ سبق للمجلس البلدي لمدينة قلقيلية، المحسوب على حركة حماس ، شمال الضفة الغربية أن منع إقامة مهرجان فلسطيني دولي للفنون الشعبية في المدينة ، الأمر الذي أثار صراعات داخلية حول أهمية ذلك المهرجان ومدي تعارض فعالياته مع الشريعة الإسلامية.
ب ـ تحريم الفرح : ويمكن إدراج نموذجين :
الأول : نموذج كرة القدم ، إذ نشرت جريدة الوطن السعودية بتاريخ "25/8/2005 نص الفتوى التي تحرم الفرح في كرة القدم ، ومهدت له بالتقديم التالي ( حصلت "الوطن" على نص فتوى منسوبة إلى عدد من المشايخ، تحرم لعب كرة القدم إلا بتوافر عدد من الشروط، أهمها أن يرتدي اللاعبون ثوب النوم خلال ممارسة اللعبة، وأن يلعبوا ثلاثة أشواط. وحرمت الفتوى، التي نشرت بأحد مواقع "الإنترنت" في ربيع الثاني عام 1423هـ، وجود حكم أو جمهور خلال المباراة. وأكدت على ضرورة بصق اللاعبين في وجه زميلهم الهداف الذي يعبر عن سعادته عند إحرازه هدفا. وبررت الفتوى الغريبة ذلك بعدم التشبه بالكفار ).
الثاني : نموذج عيد الحب حيث تصدر كل سنة عشرات الفتاوى بالتحريم والمنع ، وأبرزها البيان الصادر عن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية جاء فيه : (ما يسمى بعيد الحب هو عيد من الأعياد الوثنية وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأنه لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعل هذا العيد أو يقره أو أن يهنئ به وأن يعين عليه بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك .. لذا ما تقوم به الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكافحة لمظاهر هذا العيد المحرم شرعا لم يأت من فراغ بل جاء من منطلق نظامي .. كما أنها تحول دون ظهور مظاهره وذلك بمنع الاحتفالات الخاصة به فلدى رجالها توجيهات بمصادرة الهدايا والتحف الموسومة بوسام هذا العيد و لهم صلاحية اتخاذ الأجراء اللازم حيال من يبيعها) . وقد كتب الأستاذ محمد السحيمي في جريدة الوطن السعودية ليوم 17/2/2008 مقالا ساخرا تحت عنوان "رسالة الهيئة في يوم الحب" جاء فيه ( ماذا لو ـ ولو فقط ـ أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،اشترت كل ما تسمح به ميزانيتها من الورد الأحمر،يوم الرابع عشر من فبراير الماضي، بدلاً من إتلاف ما استطاعت منه .. ثم اشترت جميع البطاقات الحمراء ومغلفاتها،ووضعت كل بطاقة في مغلفها،وألصقتها بساق كل "وردة"،وراحت تطوف الشوارع بـ"جموسها" الحمراء،لتقدمها لأكبر عددٍ من الشبان ) .
3 ـ تكفير الديمقراطية : إذ تعتبرها شركا بالله من حيث إسنادها سلطة التشريع للإنسان ، فضلا عن المنظومة القيمية التي تتأسس عليها . فالديمقراطية تضمن جملة من الحقوق يرفضها الوهابيون بشكل قاطع ، ومنها حق الاختلاف ، حرية الاعتقاد ، حرية التعبير ، حقوق المرأة السياسية والمدنية ، حقوق الأقليات ، حق الانتماء الحزبي والنقابي الخ .
إن خطورة العقائد الوهابية يمكن التركيز على أشدها كالتالي :
أ ـ مناهضة كل مشاريع الإصلاح السياسي ودمقرطة الدول العربية .
ب ـ مناهضة كل الإجراءات والتعديلات القانونية التي تضمن حقوق المرأة السياسية والمدنية والثقافية والاقتصادية .
ج ـ معاداة كل السياسات الرامية إلى تحديث المجتمعات ودمقرطتها .
د ـ تحريم الاستفادة من التطبيقات العلمية والتقنية بدءا من المجالات الطبية وانتهاء بالتجهيزات المنزلية .
هـ ـ إشاعة ثقافة الكراهية ضد باقي أتباع المذاهب والديانات الأخرى .
و ـ تكفير المجتمعات والأنظمة السياسية في العلمين العربي والإسلامي والتحريض ضدها .
ز ـ خلق الاستعداد الذهني والوجداني لاعتناق ثقافة التفجير والقتل على خلفية عقائدية ، الأمر الذي تستغله التيارات الجهادية في استقطاب وتجنيد المتطرفين لتنفيذ العمليات الإرهابية داخل المجتمعات الأصلية أساسا وخارجها . لهذا فكل تغاض أو تساهل مع أنشطة التيارات الوهابية في مجتمعنا المغربي سيعرض الأمن والاستقرار لمخاطر جمة لن تسعف في مواجهته كل الإجراءات والخطط الأمنية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة الظلامية والعدمية
- حركة لكل الديمقراطيين استنهاض للهمم واستنفار للطاقات .
- هل المشروع الياسيني يتسع للقوى الحية ؟
- ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(2).
- ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(1)
- -هل تريدوننا أن نصبح سجناء إرهاب حتى نحصل على تلك الحقوق؟-
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).
- تنظيم القاعدة وإستراتيجية أفغنة شمال إفريقيا
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).
- هل ستنتقل جماعة العدل والإحسان من الأبواب المفتوحة إلى الموا ...
- حول مراجعات المتطرفين
- المسعى الانقلابي لجماعة العدل والإحسان .
- هل حقا الدولة تستهدف جماعة العدل والإحسان ؟
- الحوار المتمدن ساحة للحرية وضوء في آخر النفق .
- من يبيع المغرب بالملايين ومن يبيعه بالملاليم .
- محاربة الإرهاب تبدأ من عقائده .
- الإنتربول وشروط مكافحة الإرهاب .
- السعودية والمقاربة الشمولية لمواجهة الإرهاب .
- المنهجية الديمقراطية إستراتيجية لم تبلغ بعد مداها .
- الأحزاب السياسية ورهان الملكية الدستورية .


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .