أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - التلويح ب -كوسوفو-!














المزيد.....

التلويح ب -كوسوفو-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يجهل، أو يتجاهل، كيف، ولماذا، انفصل إقليم كوسوفو، وأستقل، إنَّما يقيم الدليل على أنَّه غير جدير بأن يكون مفاوِضاً فلسطينياً للإسرائيليين، في قضية ما زالت، على الرغم من كل ما قدَّمه الفلسطينيون والعرب من تنازلات جوهرية وتاريخية توصُّلاً إلى إيجاد حلٍّ لها، تُثْبِتُ وتؤكِّد، في استمرار، لـ "المفاوضين" و"المقاومين (بالحديد والنار)" مِمَّن يتولُّون قيادتها، والتحدُّث باسمها، أنَّها أكبر وأعظم من قدراتهم جميعاً، وفي ظروفها الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية الحالية على وجه الخصوص.

ولو كنتُ مفاوضاً إسرائيلياً وسمعتُ هذا "التهديد" بأن يلجأ الفلسطينيون، إذا ما بلغ بهم يأسهم التفاوضي مبلغه، وقد بلغ ذلك منذ زمن طويل، إلى إعلان استقلالهم عن إسرائيل من طرف واحد كما فعل ذلك سكَّان إقليم كوسوفو من الألبان المسلمين، وإلى دعوة الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، وسائر دول العالم، من ثمَّ، إلى تأييد ودعم هذا الاستقلال، لقلتُ: إنَّ على إسرائيل أن تمضي قُدُماً في تشدُّدها التفاوضي، وأن تزيده أضعافاً مضاعفة، فهذا "التهديد الفلسطيني" إنَّما يدلُّ على أنَّ المفاوِض الفلسطيني لا يملك من "أوراق الضغط التفاوضي" إلاَّ ما يُظْهِره على أنَّه أضعف من أن يُكْرِه إسرائيل على تقديم تلك "النازلات المؤلمة" التي طالما تحدَّثت عنها، مُتَرْجِمة إيَّاها عملياً بمزيد الآلام للشعب الفلسطيني.

ولو أردنا عقد مقارنة بين إعلان منظمة التحرير الفلسطينية "الاستقلال (من طرف واحد)" سنة 1988، والذي تحوَّل عبر "أوسلو" من "دولة اسمية" إلى "حكم ذاتي محدود"، انتهى إلى ما انتهى إليه من مآسٍ وكوارث، وبين هذا "التهديد" بإعلان استقلال فلسطين طرف واحد، لتوصَّلنا إلى أنَّ الفلسطينيين سنة 1988 أقوى وأفضل حالا منهم سنة 2008.

والمأساة الفلسطينية نراها أعظم وأشد إذا ما نظرنا إلى العواقب المترتبة على إعلان إسرائيل "استقلالها" من طرف واحد عن "إقليم غزة" بعيون يقظة لا تغشاها أوهام كأوهام من فاوض في جنيف لينتهي به اليأس إلى التهديد باستنساخ الفلسطينيين لـ "استقلال كوسوفو"، فهذا "الاستقلال" أو "الانفصال" الإسرائيلي من طرف واحد عن "إقليم غزة" انتهى إلى ما هو أسوأ من "الاحتلال" في "إقليم غزة"، وإلى الانفصال بين شطري الوطن الفلسطيني حتى قبل أن يستقل.

ولو كان الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة يملكون بعضاً مما يملكه سكَّان كوسوفو من الألبان المسلمين، وقيادتهم السياسية، من عناصر القوَّة الدولية لَمَا احتاجوا إلى أن يلوِّحوا، على سبيل الضغط والترهيب، بورقة "الاستقلال من طرف واحد"؛ ذلكَ لأنَّ إسرائيل ستضطَّر، عندئذٍ، إلى أن تقدِّم من "التنازلات المؤلمة" ما يكفي لقيام دولة فلسطينية (مجاورة لها) مستقلة وذات سيادة. وهذا إنَّما يعني أنَّ جعل الاستقلال الفلسطيني حقيقة واقعة نابضة بالحياة لا يحتاج إلى أن تقف الولايات المتحدة (مع حلف الأطلسي ودول الاتحاد الأوروبي) من إسرائيل الموقف الذي وقفته من صربيا سنة 1999 (شن "حرب إنسانية"!) فأقل من هذا الموقف بكثير، وبكثير جدَّاً، يمكن ان يَحْمِل إسرائيل على منح "فلسطين الصغرى" الاستقلال.

شيء واحد فحسب يتفوَّق فيه الفلسطينيون على "شعب كوسوفو" هو أنَّهم يستحقُّون الاستقلال قبل "شعب كوسوفو"، وأكثر منه؛ أمَّا صربيا فتتفوَّق على إسرائيل، بحسب مقياس "الحقوق القومية والتاريخية (والدينية أيضاً)"، في أنَّ لها من تلك الحقوق في إقليم كوسوفو ما لا تملك إسرائيل نزراً يسيراً منه في فلسطين كلها، وليس في الضفة الغربية فحسب.

لقد تمخَّضت المأساة الفلسطينية المتعاظمة (والتي هي من صُنْع ضحيَّتها في المقام الأوَّل) عن تلك المهزلة.. مهزلة "التهديد" بإعلان الاستقلال من طرف واحد، وكأنَّ كل ما ينقص الشعب الفلسطيني الآن هو أن "يجرؤ" على أن يحذو حذو "شعي كوسوفو"، فهو امتلكَ من "الأسباب الموضوعية" لهذا النمط من الاستقلال ما يكفي، ولم يبقَ لديه إلاَّ أن يضع في فمه "اللقمة" التي هي الآن في يده!

السلطة الفلسطينية لم تقنط بَعْد من رحمة "مفاوضات أنابوليس"، فإذا قنطت بعد حين، أي عندما يغادِر الرئيس بوش البيت الأبيض تاركاً المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تدور حول "محور الفشل" إلى الأبد، فالخيار، عندئذٍ، إنَّما هو العودة إلى "أمَّتنا العربية" لتقول كلمتها النهائية، وكأنَّ "أمَّتنا" لم تقلها إذ التزمت السلام مع إسرائيل خياراً استراتيجياً، أنْتَج، في آخر المطاف، خيار "المفاوضات الأبدية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات أم جعجعة بلا طحين؟!
- مرض يدعى -المظهرية-!
- وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!
- اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - التلويح ب -كوسوفو-!