أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هفال زاخويي - -سنستدرجهم من حيث لايعلمون- القلم آية 44














المزيد.....

-سنستدرجهم من حيث لايعلمون- القلم آية 44


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 04:22
المحور: كتابات ساخرة
    


الطبقة الجديدة في العراق ماضية نحو الانتعاش على قدم وساق ، والانتعاش هذا مذهل للغاية فهو يحدث في وقت قياسي لا يمكن للعقل تقبله ، هذه الطبقة للأسف تسمن لذاتها على حساب بلد مدمر وانسان معوز ، لاضير من انتعاشها ان كانت تمتلك ثقافة بناء البلد وتسخر ما في خزائنها من اجل القضاء على الجوع والعوز والحرمان من خلال اقامة مشاريع ضخمة لتشغيل الأيدي العاملة على اقل تقدير للقضاء على البطالة الممولة للارهاب فكلنا يعلم ان البيئة الخصبة لصنع وتأهيل جيل ارهابي مؤمن بالعنف هي البيئة الفقيرة المعوزة ، وكل البلدان التي شهدت ظاهرة الطبقة الجديدة عانت من الإرهاب والإجرام نتيجة استحواذ قلة قليلة على مقدرات البلد في مقابل معاناة الملايين التي تتضور جوعاً وتعاني من البطالة.
"كي لاتكون دولة بين الأغنياء منكم":
في هذا الجزء من الآية 7 من سورة الحشر إشارة صريحة الى خطورة الطبقة الجديدة لذا تم فرض الزكاة على اصحاب رؤوس الأموال لتحقيق شيء من العدالة الإجتماعية والقضاء على الفارق الفاحش بين بني البشر ، وقد لاأكون ملماً بهذا الجانب فهو شيء يخص الفقهاء في الدين لكني افهم من الآية بأن الأغنياء يمكن ان يتحولوا الى قوى ومراكز نفوذ يكون بمقدورها خلخلة التوازن في المجتمعات ، لذا كانت المعالجة الاسلامية هي الزكاة ، والزكاة بحد ذاتها كفيلة باشباع الجائع لكنها في كل الأحوال وفي عصرنا هذا وتوزيعها بهذه النمطية غير كفيلة ببناء المجتمع على اسس سليمة ، فالطبقة الجديدة قد لاتفهم من فلسفة الزكاة شيئاً رغم بساطتها الظاهرية ، لكن الدعوة الحالية يجب ان تكون دعوة توعية للطبقة الجديدة ذاتها وافهامها بأنها فانية لامحالة وان هذا الثراء الفاحش سيكون في النهاية وبالاً عليها هي وعلى المجتمع أيضاً ، أغنياء العالم المتمدن يقفون وراء رفاه مجتمعاتهم وبنائها وتقدمها بل يقدمون من اموالهم مساعدات انسانية الى مجتمعات غير مجتمعاتهم فنرى الكثير من المشافي ودور العجزة والمعوقين ومعالجة المرضى ومد يد العون الى الفقراء تأتي الى مجتمعاتنا الإسلامية من مصادر غير اسلامية ، وأعلم تماماً ان هناك من يمتلك تلك الثقافة لدينا ليواجهني بها دون تفكير ويقول تلك المساعدات مؤامرة ...! بالطبع هذا التنظير الخاطيء يقف وراء تلكؤنا ومراوحتنا في مكاننا وعجزنا عن فهم حقيقة الحياة ... وهذا الجواب تعودنا عليه ...مع اني لاافهم من مليونير بريطاني او فرنسي يكتب الوصية ان امواله وقف للفقراء بعد مماته فأين المؤامرة في وصية انسانية بسيطة كهذه...؟!
ظاهرة ارصدها في مجتمعنا العراقي وبخاصة في اقليم كردستان اذ تعود الأغنياء على بناء الجوامع والمساجد ... ومع نبل هذا التوجه ومع قدسية دور العبادة لكني اتوجه الى هؤلاء بتساؤل وليس بسؤال: كم من المعوزين في هذا المجتمع لا قدرة لهم على دفع ايجارات الدور والشقق السكنية وكم هي عدد العوائل التي يعيش عشرة من افرادها في غرفة واحدة وصاحب الملك او العقار رغم استلامه للايجار يتوهم بانه يمن على المستأجر ... من منهم فكر ببناء وحدات سكنية لايواء ابناء مجتمعهم فيها وليكن ذلك مقابل اسعار رمزية ، من منهم فكر بانشاء معامل لتشغيل الأيدي العاملة، من منهم فكر في دعم الطالب المتميز المتفوق لكن المعوز والفقير لايفاده الى خارج البلد لاكمال دراسته خدمة للبلد...؟!
الثراء رقم فحسب ، انت تملك ثلاثة ملايين ثم اربعة ثم خمسة ... رقم يضاف الى رقم ، لكنك تنام في غرفة واحدة وتمشي بسيارة واحدة وتأكل بملعقة واحدة وتشرب الماء بقدح واحد كما الآخرين .
"سنستدرجهم من حيث لايعلمون" كلام مخيف للغاية ، فكم من الأقوياء والمتخمين استدرجهم الله في لحظة مرعبة ... هكذا استدراج مرعب للغاية ...اليس كذلك...؟!
"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا "



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها -
- معضلة الفساد...مقترح لالغاء هيئة النزاهة وخفض رواتب المسؤولي ...
- الإخفاقات البرلمانية ... البطاقة التموينية ... الميزانية الا ...
- اجتثاث البعث ...!قانون المساءلة والعدالة ...!وإختلال التوازن ...
- حرية الفرد في النظم الديمقراطية وفي خطاب أحزابنا الديمقراطية ...
- وهم الإنتماءات الكبيرة
- نريد - أنقرة- صديقة تبتسم في وجه بغداد الجريحة...لا أن تضغط ...
- الكوليرا ...تنظيم إرهابي جديد !
- نحن صُنَاع الطغيان ومانحو الشرعية له...! لكنها دعوة الى اللا ...
- عبدتك حباً فيك ، لا خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك -
- المصالحة الوطنية ... أم تقاسم المصالح والإمتيازات...؟!
- -الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف
- لكي نؤسس لصحافة رائدة ،علينا ان نقول : لا لوعاظ السلاطين
- المجالس الثقافية وثقافة المجالس خواتم ذهبية في ايدي الساسة.. ...
- - الطبقة الجديدة - ومستقبل البلد
- ثقافة التهم الجاهزة
- سيادة رئيس اقليم كردستان شكراً لكم ... لكن مواطنيك يتطلعون ل ...
- العراق الجديد : دولة ب -78 - وزيراً


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هفال زاخويي - -سنستدرجهم من حيث لايعلمون- القلم آية 44