هل المسيحيون واليهود بشر طبيعى مثلنا؟

احمد الأسوانى

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قبل ان يغضب البعض اويشمئز من هذاالسؤال المستفزبالفعل فهذا هوردفعلى الأول عند سماعه
من الفتى الذى لايتعدى عمره السابعة عشر والوافد الى القاهره من احدى القرى المنسيه فى
الصعيد المصرى ولكنى حاورته لأصل الى منشأهذاالسؤال الغريب وفوجئت بأن الفتى له كل العذر
فيما يسأل فهويسمع من خطيب مسجدهم فى خطبة الجمعه التى تصل من خلال الميكروفونات الضخمه
الى الجميع من يصلى ومن لايصلى حتى المسيحيين يسمعون باذانهم انهم ليسواعلى دين حقيقى وان
كتابهم محرف ومزور امامايقال فى الدروس الدينيه بدون ميكروفون ولا غيره وهوحتى ماسمعته بأذنى
هنافى القاهره ويتناقله كثيرمن المسلمين فهو ان المسيحيين لهم رائحه معينه بل ويعتقد بعض عتاة
الجهل والتعصب ان لهم ملامح حاده معينه يمكن معرفتهم بها ولسذاجتى حاولت كثيرا ان اوضح تفاهة
هذاالمنطق العبيط الغبى بلافائده فقدتربى كثيرمن الناس على هذا الأعتقاد وتشربوه مع لبن امهاتهم فى
طفولتهم ونعود للفتى الذى سمع هذه الأقاويل من الشيخ فى المسجد ومن اهله واصدقائه وبالطبع فى
قريتهم يسكن بعض المسيحيين وعندمايمرمع اهله اواصدقائه بجواراحدهم يغمز لفتانا ويهمس له عن
رائحته النفاذه ، هذاعن المسيحيين اماعن اليهود فحدث ولاحرج فهم احفاد القرده والخنازير كمايقال
علنا وجهارانهارا وفى تليفزيون الدوله الرسمى وفى الجرائدالقوميه وفى الكتب الدينيه التى تملأكل مكان
فى مصرالمحروسه والجميع يحفظ الحديث المشهور عن ماسوف يحدث آخرالزمان وان المسلمين سيقتلون
اليهود والبعض يزيد عليهم النصارى ايضا وان الحجروالشجرسيدل عليهم لكى يتم استئصالهم جميعا وبعدها
تقوم القيامه الكبرى وهوحديث مكذوب لأن الله لم يعطى علم الغيب لأحدحتى للرسول نفسه
وجلست مع الفتى فى حوارطويل لأنى ايقنت ان من يسأل يريد ان يفهم كماان سؤاله نفسه يدل على انه
يشك فى هذاالذى سمعه وكان مدخلى معه اننا نؤمن بالله وانه عادل وانه خلق جميع البشر سواسيه وجميعنا
ابناء آدم وحواء والبشروجدوا قبل ان توجدالأديان بل وان اغلب اهل الأرض لاينتمون لأى من الديانات
الثلاث الذين يعرفهم فهناك البوذيه والكونفوشيوسيه واديان اخرى كثيره بل وهناك ملحدون كثيرون
وان من حق اى انسان بعقله الذى يملكه ان يختار الدين الذى يريده دون ارهاب او اجبار وان اراد تغييره
ايضاهذاجزء اساسى من حريته فى الأختيار ويجب ان ندرك انناجميعا متساوون ومن منا يؤمن بدين اولايؤمن
بأى دين فليس لهذا علاقه بحقوقه كأنسان كما ان الأخلاق لادين لها فلاتوجد اخلاق اسلاميه واخرى مسيحيه
فستجد بين جميع الأديان الكاذب والصادق والكريم والبخيل وستجد بين الملحدين من يعاملك بأخلاق كريمه
او عكس ذلك ودليلى انك تجداهل اليابان مثلا وكماتعلمنافى المدارس من اطيب الناس اخلاقا ومعامله وهم
يدينون بديانة نعتبرها نحن المسلمين غيرسماويه ومن المسلمين من يعتبرهاوثنيه وهم فى فقهنا المتحجر
يعتبروامن الكفارالواجب هدايتهم اوقتالهم وهذاهولب المشكله
عندمانعتقدنحن كمسلمين ان دينناهوالحق فهذاشعورطبيعى وكل انسان يؤمن بدين يشعربذلك ولكن ان تتعالى
على باقى الأديان والبشربذلك وتزرع فى نفوس المسلمين ان الآخرين هم اتباع ديانات فاسده ومن الكفارالواجب
هدايتهم اوقتلهم ومادمنافى بلد اغلبيته العدديه من المسلمين فإننااعلى فى الدرجه من اى اتباع دين آخر كماصرح
مفتى مصر فى احدالفضائيات وقد استمعت فى رمضان الماضى عندماكنت فى المنزل يوم جمعه وفى التليفزيون
الرسمى للدوله لخطيب مسجد السيده نفيسه فى خطبة الجمعه وفى حضوربعض المسئولين فى الدوله يتحدث
عن الهوان الذى يعيشه المسلمون والذى جعل احط البشر يتحكمون بهم وهوبالطبع يتحدث عن غير المسلمين
وخاصة الغرب فهل نعتبر الغرب الذى ينتج لنا كل شىء من الطعام والشراب والدواء ووسائل الحياه والترفيه
هو امة منحطه لماذا؟ فقط لأنه لايدين بديانتنا وهذا قمة الباطل والنفاق وبالطبع هذاهوالخطاب الرسمى فى
كافة محافلنا وهذاهوسبب هذه الخرافات بأننانحن البشرالكاملين اماالباقين حتى لوكانوا يشبهوننا ولكنهم ذوى
رائحه معينه وملامح معينه وابناء حيوانات امامن تخطى كل ذلك منهم فهو انسان خرب اخلاقيا اوضائع
نفسيا وهذاهوالخطاب المنتشربين اوساط المسلمين على اختلاف اعمارهم ومستوياتهم بينماالحقيقه وكما
ذكرت عكس ذلك تماما بل اننافى مصر التى غالبية نسائها يلبسن الحجاب وينتشرالنقاب بينهن بسرعة
صاروخيه وتمتلىء شوارعها بالرجال والشباب الملتحين بزبيبة الصلاه البارزه وبالجلباب القصير الأبيض
ومع ذلك يعمهاالفساد والرشوه والدعاره التى اصبحت فى كل شارع وحاره من مصرنا المحروسه وفى
الوقت الذى تزداد القنوات الدينيه المتطرفه والبرامج التى تحض على ذلك فى تليفزيون الدوله الرسمى
حتى فى قنوات الأطفال كماشاهدت بنفسى فى قناة النيل للأسره والطفل وتمتلىء الفضائيات بأمثال
زغلول النجاروالعواومحمدعماره وفهمى هويدى ليبثوافكرالأرهاب والتطرف بين البشر بحجة الدعوه
للأسلام نلاحظ ازديادوتفاقم جرائم القتل وزناالمحارم وغيرها من الكبائر الى يرفضها جميع الأديان
لذلك يابنى جميعنابنى آدم وجميعنا سنحاسب امام الله الذى نؤمن به جميعا وهوالذى سيفصل بيننا يومها
ولكن هذه الأرض واجب علينا التعاون فى اعمارها وتنميتهاو هذاهوالهدف من خلق الله لنا

#احمد_الأسوانى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات