أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - المرأة الفلسطينية و التهميش السياسي














المزيد.....

المرأة الفلسطينية و التهميش السياسي


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 11:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رغم الاحتلال... و الأسلاك الشائكة... و سيطرة التقاليد و العادات الموروثة... تحاول أن تتخطى عتبة البيت... لتقتحم فضاء الحياة العامة... وتساهم في تغيير تصورات المجتمع حول المرأة الفلسطينية...

مما لا شك فيه أن المرأة الفلسطينية تمكنت من نفض غبار التقاليد و العادات البالية، و عرفت تطورا ملموسا و حضورا متميزا في مختلف المجالات، حيث ارتفعت نسبة تعليم وتشغيل المرأة، كما ارتفعت نسبة الوعي لدى النساء بشكل ملحوظ، و رغم أن هذا التطور ظل حبيس فئة معينة من النساء بسبب مجموعة من الظروف و العوامل الاجتماعية التي تعيشها المرأة الفلسطينية كالتقاليد والموروثات الثقافية و السيطرة الذكورية التي يتشبع بها المجتمع الفلسطيني شأنه شأن كل المجتمعات العربية الأخرى، وهي عوامل تحصر دور المرأة داخل الأسرة و البيت (طاعة الزوج، تربية الأطفال، الأشغال المنزلية،...)، لأن المرأة كيفما كانت تظل في نظر المجتمع مجرد كائن ضعيف و قاصر لا يبلغ سن الرشد أبدا، غير قادر على تحمل المسؤولية و اتخاذ القرارات المصيرية، و قد كرست هذه الأفكار بشتى الطرق و الوسائل داخل المجتمع الفلسطيني إلى أن أصبحت واقعا معاشا في حياة المرأة، إلا أن هذه النظرة الاجتماعية المهمشة للمرأة لم تقف في وجه طموحها و رغبتها في التحرر الفكري والاجتماعي والاقتصادي، بحيث بذلت كل جهدها من أجل التمرد على هذه الوضعية المزرية التي تطبع واقعها اليومي في ظل الاحتلال الصهيوني من جهة، والسيطرة الذكورية داخل الأسرة من جهة أخرى، فاقتحمت مختلف مناحي الحياة العامة و حققت إنجازات و مكتسبات مهمة كسرت بعض الحواجز والضغوط المفروضة عليها.

لكن رغم كل هذا التطور الذي عرفته المرأة الفلسطينية و درجة الوعي الذي وصلت إليه، إلا أنها مازالت بعيدة عن المشاركة في السلطة و مراكز صنع القرار، بسبب السيطرة الذكورية من جهة و سلطة التقاليد من جهة ثانية، كما أن النصوص التشريعية المتعلقة بالمرأة غير عادلة و تعرف مجموعة من الثغرات، لذلك من الضروري دعم المرأة و رفع مكانتها في مختلف المجالات، من أجل تغيير النظرة الاجتماعية التي تكرس دونيتها و تساهم في إذلالها بشكل مستمر، و تعزيز موقعها في المجال السياسي، هذا المجال الذي يعتبر خاصا بالرجال فقط، إلا أنه منذ الثورة الفلسطينية المعاصرة وجهت مجموعة من الفصائل و الأحزاب السياسية اهتمامها نحو قضية المرأة و احتضانها، بحيث استقطبت و أطرت نسبة مهمة من النساء للمشاركة في المجال السياسي، غير أن ممارسة المرأة للسياسة تعترضها مجموعة من العراقيل و الصعوبات نظرا لعدة أسباب أهمها عدم استقلالية المرأة من الناحية المادية و اعتمادها على دعم الأسرة و تبعيتها اجتماعيا و اقتصاديا للرجل ( الأب، الزوج، الأخ، الإبن) والتزامها بعدة مسؤوليات اتجاه الأسرة، لأن الممارسة السياسة تأخذ حيزا كبيرا من الوقت والاهتمام، دون أن ننسى أن المرأة تعاني من التهميش السياسي، بسبب غياب قوة ظاغطة على المؤسسات والأحزاب السياسية لتحسين وضع المرأة، و بسبب استسلام المرأة و عدم قدرتها على منافسة الرجل على المناصب القيادية الأولى رغم نشاطها الملحوظ داخل الأحزاب أو الفصائل السياسية، بحيث يهيمن الرجال على كل المناصب السياسية القيادية في حين تلعب المرأة دورا ثانويا داخل الأحزاب، ومازالت المرأة تعاني من هذه الوضعية لحد الساعة، بحيث اقتصر دور المرأة سياسيا على التعبئة و التأطير و الأعمال التضامنية و الإعلامية البسيطة.
و قد تأثرت المرأة الفلسطينية بهذه الوضعية و بالتهميش السياسي الذي يمارس عليها داخل الأحزاب والفصائل السياسية، الأمر الذي جعل نسبة مهمة من النساء يتراجعن عن الانخراط في الأحزاب خلال السنوات الأخيرة، و رغم رغبة المرأة في خوض غمار تجربة الممارسة السياسية، إلا أن المرأة تشعر بخيبة الأمل من طريقة تعامل الأحزاب السياسية مع قضاياها، ووضعيتها ونشاطها داخل هذه الأحزاب، و هذا الأمر واضح جدا على مستوى السلطات المحلية، لذلك تجد المرأة نفسها شيئا فشئيا خارج اللعبة السياسية، خاصة و أن تعامل الأحزاب مع المرأة باعتبارها مجرد آلة تنفيذية ووسيلة احتياطية تسخر أثناء الحملة الانتخابية، من أجل حشد الجماهير و تعبئة الأصوات المؤيدة للأحزاب، هذه الوضعية جعلت الكثير من النشيطات السياسيات يتراجعن عن نشاطهن الحزبي، كما أن طبيعة الظروف التي تمر بها فلسطين تؤثر بشكل كبير على دور المرأة و مركزها في المجال السياسي، و بالرغم من العراقيل التي تعترض المرأة أثناء الممارسة السياسية فإن مجموعة من النساء الفعالات سياسيا وحزبيا، تعمل بإصرار كبير على طرح وفرض مختلف القضايا التي تشغلها و تعاني منها و تطالب بتطوير وتحسين مكانة المرأة داخل الأحزاب السياسية.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى أصيلة الأول للقصة القصيرة
- العنف ضد المرأة في العالم العربي
- في اللقاء التواصلي الثالث لجمعية - تواصل-
- أصيلة… تحتفي بالقاص المغربي صخر المهيف
- تطوان...بعيون تاريخية
- اليوم العالمي للشعر... في ضيافة جمعية قدماء تلاميذ ثانوية ال ...
- لماذا...8 مارس؟؟
- حقا... لماذا لا تحبني النساء؟؟
- وليلي..أطلال من التاريخ
- دور الأنشطة الثقافية.... في المؤسسات التعليمية
- الرسم على الجسد... تاريخ و حاضر
- التلميذ... و آفاق التعليم بالمغرب؟
- كتابة مقال
- أزمة الحركة الطلابية
- صوت امرأة
- صوت امراة
- اصيلا ...في رحا ب التاريخ
- أصيلا...في رحاب التاريخ الجزء الأول
- اصول اضطهاد النساء
- الحركة التجارية في تطوان.. ما بين الماضي و الحاضر الجزء الث ...


المزيد.....




- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - المرأة الفلسطينية و التهميش السياسي