أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم شناتي الركابي - كشي ماكو














المزيد.....

كشي ماكو


كاظم شناتي الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 09:19
المحور: كتابات ساخرة
    


المشهد الاول
وكالات الأنباء تتناقل نبا مفادة ان صدام قد وافق على تنفيذ مطالب الأمم المتحدة واستقبال المفتشين الدوليين؛وأنباء أخرى غير مؤكدة تفيد بان الأمم المتحدة سوف ترفع الحصار عن العراق فورا عند تلبية العراق لمطالبها بخصوص التفتيش .
ليس هذا هو المهم ولكن ..آة ايها العراقيون الطيبون-اكثر مما ينبغي وابعد مما يتصور الآخرون- آة من طيبة رجل الشارع العراقي التي تقترب من السذاجة .. نحن متطرفون في طيبتنا متطرفون في انفعالاتنا . المهم في تلك الايام وحينما سمعنا تلك الأخبار (السعيدة) تناسينا نذالة الطاغية وخداع الأمريكان و(مصلحيتهم) فتصور الناس بناءً على دعايات كانت رائجة ان هناك طائرات محملة بما لذ وطاب تقف على مدارج المطارات وهي مثقلة بحمولتها تنتظر اشارة البدء لكي تصنع جسرا جويا لإغاثة العراقيين، فيما روى بعض الناس انهم سمعوا من الجنود الذين يأتون من القاعدة الجوية المغلقة منذ سنين بان هناك استعدادات قائمة على قدم وساق لتنظيف مدارج القاعدة وتهيئتها لهبوط الطائرات الكثيفة حينما تدق ساعة الصفر – التي لم ولن تأتي- البعض الآخر راح يروج قوائم طويلة عريضة أدرجت فيها المواد التي (سوف) توزع في الحصة التموينية الجديدة المدعومة من الأخوة الاعداء الامريكان الأعزاء . كانت القوائم التي أصبحت تباع في الأسواق – وانا اتكلم عن وقائع حقيقية شاهدتها في مدينتي الناصرية وسمعت أنها انتشرت في كل أرجاء العراق لان العراقيين متساوون في الطيبة ، متماثلون في التفكير ،متشابهون في البساطة -...على أية حال فقد ورد في هذة القوائم ان المواد التي ستوزع تبدأ بالسكر والحليب العزيزين الغائبين في تلك الأيام ولا تنتهي بالمعلبات بكل أنواعها وأحجامها مرورا باللحوم والالبان والاجبان والهمبركر الامريكي والكليجة الفرنسية وصولا الىالعصائر والمشروبات الروحية وغير الروحية بما فيها الويسكي ،حيث تساءل بعض الناس (بغضب) الا يعرفون بأننا مسلمون وان الخمور عندنا من المحرمات ،فيجيبهم البعض الآخر بلهجة العارفين (عمي هذولة اجانب ما ينطون شي اذا مو كامل مكمل) بينما ينبري آخرون بالقول (الما يشربه خل يبيعة هم يستفاد) .
المشهد الثاني
تم ارغام انف القائد الضرورة ووافق على كل ما يريد الامريكان ( وغيرهم) ثم تنازل عن عنترياتة وسمح للمفتشين بدخول غرفة نومه ليفتشوها حيث أوقف –اضطراريا- شواربة عن الاهتزاز ودخلوا وفتشوا ولعبوا كرة القدم في ساحة القصر الجمهوري ولكن الطائرات لم تأتي والمطارات ظلت لاستعمال الزرازير وسواها من الطيور الهائمة وسقط النقاب عن الوجوة الغادرة ،فلا صدام اللعين حفظ ماء وجهة النتن وتركنا لحال سبيلنا ولا الامريكان تصرفوا بأخلاق الفرسان وشهامتهم .
صدام بقي ملتصقا بالكرسي دون ان تعرق جبهته الصفيقة والأمريكان كانوا أوفياء لمصالحهم فقط دون ان يعيروا أي أهمية لملايين العراقيين المحاصرين بين المطرقة والسندان.
المشهد الثالث
رجل في مقتبل العمر كان يقف بكل عنفوان الشباب أمام ماكنة الخراطة وقد أوقف الماكنة عن العمل احتفاءاً بكاميرا القناة الفضائية التي كانت تصور لقاءات مع المواطنين ( الأعزاء ) وعندما سالة المقدم عن مشاكلة او معاناته اجاب بكل جدية (يا أخي من السقوط لحد الآن كشّي ماكو ..لاراتب لاهاي)
المشهد الرابع
كان الجرار الزراعي يهرهر بصوت مسموع وسط ذلك الحقل الفسيح بينما الفلاح الشاب بملابسة التقليدية وعقالة السميك يتربع على قمة راسة ؛ وقد اتكأ على طرف (المسحاة ) التي كان قد فتح بها للتو إحدى السواقي الصغيرة ليسمح للماء بالتدفق الى حقل اخضر .وعندما سالة مقدم البرامج الذي كان يستطلع مشاكل الفلاحين عما يعانيه اجابة بكل رحابة صدر (يا أخي كشّي ماكو من سقط النظام لحد الآن ..لا راتب لاهاي ) .
مداخلة جانبية
يبدو إننا لم نستوعب الدرس لحد هذة اللحظة ولا زلنا ننتظر الطائرات المحملة بالمواد الغذائية اما العمل وبناء الوطن من جديد فهو من الأشياء الكمالية ....
ياسادتي العراقيين ..لقد آن الاوان لنودع العمل ونترك الانتاج ،فلا داعي لذلك ..الدولة العزيزة يجب ان تعطي الجميع رواتبهم المستحقة وغير المستحقة..لينعم المواطن بالهدوء والسكينة ويتفرغ للسياحة والاستجمام .. الا ترون الدول الاخرى كاليابان وأمريكا حيث كل المواطنين فيها يجلسون في بيوتهم متمتعين بتصفح الانترنيت ومشاهدة برامج الفضائيات بينما أكوام الفواكه والخضروات واللحوم المطبوخة والمشوية وكافة أنواع المواد الغذائية والمقبلات اللبنانية على موائدهم فان احتاجوا إلى شيء من العصير أمروا الخادم باعدادة بالسرعة الممكنة واذا جاء موعد الحصة التموينية لا يكلفون انفسهم عناء استلامها من الوكيل المبجل بل ان المواد تدخل إلى مطابخهم دون ان يشعروا بذلك .
أيها الأعزاء..من قال ان العمل شرف بل هو تعب وقرف اللهم إلا ان كان (تعيين ) في وظيفة ثابتة وراتب مضمون وبدون أي عمل متعب او مريح ..فاجلسوا في بيوتكم وانتظروا الرواتب المليونية التي سوف يقرها البرلمان إنشاء الله لكل عراقي ولا تخشوا من المجادلات تحت (قبة ) البرلمان العتيد فسوف تحسم بالتوافق والتراضي وحصتكم مضمونة ، اما إخوتنا في كردستان فسنعطيهم 170% بدلا من17% فالخير كثير والرزق وفير
وليسقط العمل
والعمال والفلاحين
والتجار والمقاولين
والمجد كل المجد
لأبناء الشعب المنتظرين
لرواتب الرعاية الاجتماعية التي( سوف ) تكون بمئات الملايين
لكل ذكر وأنثى وما بينهما من البنات والبنين .


ملاحظة:كشي ماكو تعني كل شئ ماكو اي لا يوجد شئ وهي بلهجة سكان جنوب العراق



#كاظم_شناتي_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم شناتي الركابي - كشي ماكو