أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(11)















المزيد.....

حديث الروح(11)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:42
المحور: سيرة ذاتية
    


التظاهرات في الحلة
كان لمدينة الحلة دور فعال ونشاط واسع في انتفاضة تشرين 1956 ،وكنت حينها احد المتوسطة المركزية في الحلة،وكانت تقع في محلة الأكراد مجاور المكتبة العامة ومقابل حديقة عامة وكنت احد أعضاء اتحاد الطلبة العام المرتبط بالحزب الشيوعي العراقي،وكان للاتحاد علاقاته مع الاتحادات الأخرى والقوى الوطنية العاملة في الساحة آنذاك،وكان هناك تعاون وتنسيق في الإضرابات والمظاهرات وبعض النشاطات الأخرى كتوزيع البيانات والمبادرات الأخرى التي يقوم بها أعضاء الحزب من الطلاب وغيرهم وكنت في تلك الفترة متفرغا للعمل الطلابي ولا أتوجه لعائلتي إلا لماما،وفي أوقات متفرقة،واقضي الليل في بيوت أقاربي الحاج محمد علي باش في محلة الأكراد أو في بيت مجيد ملا عباس الرهيمي أو في بيت صديقي فاروق النائب هذه العائلة النبيلة والشريفة التي تعرفت عليهم أواسط الأربعينات عندما كان يسكن بجوارنا المرحوم عبد الرزاق النائب وهم أقارب فاروق فتعرفت عليهم من خلال زيارتهم لأقاربهم،كما كنت
اجتمع مع فاروق وصاحب وباقي الطلاب من الأحزاب الأخرى في كازينو الجندول الواقعة بجوار الجسر الجديد،وكان صاحبها المناضل الشيوعي طالب عبد الأمير،وعندما نحضر الى المقهى وكان الوقت شتاءا،يغلق الأبواب ويشعل النار ونقضي فيها الساعات الطويلة،وفي بعض الأيام الحرجة عندما أكون مطلوبا للشرطة كنت أضطر للمبيت في المقهى وكان يقوم بإشعال النار وتدفئتها،وكنا نجتمع أنا والشهيد الراحل شعبان وجليل جواد نجلس في مقهى رزوقي الوهيب،وكان يرتادها الطلبة البعثيين ،وعند انتهاء الدوام في المدرسة المركزية نختلط مع الطلاب ونبدأ بالهتافات ورفع اللافتات الداعية لنصرة مصر والهتاف بسقوط نوري السعيد وحلف بغداد،وفي احد الأيام طلب منا الحزب التجمع في مقهى أبو ثامر في القاضية للخروج في مظاهرة مع طلاب ثانوية الحلة للبنين المجاورة لتربية بابل،وبعد انتهاء الدوام وخروج الطلاب من المدرسة،نهضنا من المقهى واختلطنا بهم وبدأت الهتافات ورفعت اللافتات وسارت المظاهرة مسافة طويلة وبالقرب من مقهى الكشمشية في محلة الجباويين تصدت الشرطة للمتظاهرين،وصادف في تلك الساعة مرور لوري قلاب محملا بالطابوق فتسلق عدد من الطلاب الى اللوري واخذوا يرمون الطابوق للمتظاهرين الذين قاموا بتوجيه الطابوق نحو الشرطة مما أدى الى إصابة بعضهم وجعلهم ينسحبون خوفا من المواجهة،وبعد إن أدت المظاهرة هدفها وخشية وصول إمدادات للشرطة فقد تفرق المتظاهرين وانسحبوا الى بيوتهم وقامت الشرطة باعتقال الأستاذ محمود محمد ناصر والأستاذ عادل محمد الحسون والأستاذ هشام بهية على خلفية المظاهرة واتهامهم بتوجيه الطلاب للتظاهر.
في تلك الفترة صعد الحزب الشيوعي من نضاله ورمى بكل ثقله وإمكانياته في المواجهة،لنجاح الانتفاضة وتحقيق أهدافها وكانت صحيفته المركزية اتحاد الشعب تصدر بين فترة وأخرى ويجري توزيعها على نطاق واسع،فيما كانت بيانات الحزب ومنشوراته تلصق في الأماكن العامة وتوزع في الإحياء والمحلات،ورفع القطع الصغيرة على أسلاك الكهرباء،وقد استعملنا مختلف الوسائل لإيصال البيانات الى كل مكان،وقد كلفت من قبل الحزب أنا والشهيد الراحل شعبان عبد الكريم بالذهاب كل يوم الى السوق الذي يقع في محلة السنية في منطقة قريبة من سوق الهرج ونشتري الطيور البيضاء للاستفادة منها في رمي المنشورات من الفضاء بالطريقة التي بينتها سابقا.
لجأت إدارات المدارس الى أسلوب خسيس وبعيد عم الأخلاق بالتعامل مع الطلبة لأن الكثير من إدارتها كانت مرتبطة بشكل أو آخر بالحكومة،فقامت بفصل الكثير من الطلاب الذين شاركوا بالتظاهرات والإضرابات والنشاطات الطلابية الأخرى،وكنت احدهم،واتصلت الإدارة بدائرة الأمن لاتخاذ الاجراءت القانونية بحقهم مما أدى الى اعتقال الكثير من الطلبة الشيوعيين وبعض القوميين والوطنيين والبعثيين وسوقهم الى الخدمة العسكرية ونفيهم الى مدينة راوندوز في شمال العراق لإكمال خدمتهم الإلزامية،وحينما علمت بالأمر اضطررت الى الاختفاء وغادرت مدينة الحلة الى مزرعتنا في المحاويل،وقد علمت فيما بعد إن مدي ر الأمن استدعى المرحوم والدي وطلب منه إحضاري الى دائرة الأمن،وبعد أيام جاء المرحوم أخي بسيارة في وقت مبكر من الصباح وطلب مني مرافقته الى الحلة،فاستجبت لطلبه وغادرنا المزرعة وعند وصولنا الحلة ذهب بي الى الحلاق المرحوم حسان وطلب منه إن يحلق شعر لحيتي وشاربي،فضحك المرحوم حسان وقال له :ليس لديه لحية أو شارب حتى احلقها،فاخبره أخي بالموضوع والغرض من الحلاقة وفعلا حلق لحيتي وشاربي الذين كانا زغبا وبعد الانتهاء من الحلاقة ذهبنا الى مديرية تجنيد الحلة ودخلنا غرفة مدير التجنيد المرحوم احمد أبو شعاع ذلك الإنسان الطيب المرح الذي لا يفارقه المزاح والنكتة فوجدت جالسا في غرفته بانتظار قدومي المرحومين السيد شاكر الشلاه صاحب المقهى المسماة باسمه وهادي الرهيمي وعبد العظيم الرهيمي فقام مدير التجنيد مسلما علينا وقال لي تعال أين كنت هاربا فاقتربت منه فمد يده نحو خدي وهو يضحك وقال الحلاق لم يحسن حلاقة ذقنك،فما كان من المرحوم عبد العظيم الرهيمي إلا إن يرفع صوته ويقول له بمزاح أيضا(ارفع أيدك عن خد ابن عمي)فضحك الجميع وطاب من الجلوس وجلب لي الشاي ووقع على ورقة كانت أمامه وأعطاه الى أخي وخرجنا منه شاكرين،وذهبت مع أخي الى بيت محمد علي الحاج باش وطلب مني عدم الخروج من البيت حتى صباح اليوم التالي للذهاب الى بداءة الحلة لأجل تخفيض عمري من مواليد 1937 الى مواليد 1941 حتى أصبح غير مشمول بسن المكلفية،ويحق لي الاستمرار بالدراسة،وفي صباح اليوم التالي رافقت أخي الى المحكمة وكنت ارتدي الكوفية لإخفاء وجهي عن شرطة الأمن،وعند وصولي المحكمة شاهدت الحاج هادي الرهيمي واقفا مع صديقه السيد بدري القز ويني وكان مدعيا عاما في محكمة الحلة بانتظارنا فسلمنا عليهم وذهبنا إلى غرفة الحاكم فرفعت الكوفية عن رأسي وأعطيتها الى أخي ووقفت أمام الحاكم وسألني أسئلة أجبت عليها كما علموني قبل الدخول للمحكمة فوافق على تخفيض عمري وأصبحت من مواليد 1941 وغادرنا المحكمة فذهبت الى بيت أقاربي الواقع قرب المتوسطة المركزية وبقيت الى اليوم التالي حيث جاء أخي ورافقني الى إدارة المدرسة،فوجدنا الأستاذ احمد الذي كان جار لنا،وكذلك الأستاذ محمد الربيعي وهو احد معارفنا،فدخلنا جميعا الى غرفة المدير كاظم كمونة الذي كان صلفا ووقحا ولا تختلف أخلاقه عن أخلاق شرطة الأمن،وحينما سلمنا عليه لم يرد السلام واخذ ينظر نحوي بغضب ولو كان قادرا في تلك اللحظة لاعتقلني،ولكن يبدو أن حضور الأستاذين وأخي ردعه عن التمادي في تصرفاته،فقدم اخي الكتاب الذي يبين إني من مواليد 1941 ومن حقي الاستمرار بالدراسة الصباحية لعدم خضوعي لخدمة العلم،فقال له المدير بقحة وصلافة بأني خطر ولديه إخبار موثقة بأنه كان يحرض الطلاب على التظاهر والإضراب وهو مفصول بموجب كتاب رسمي صادر من المدرسة ونسخة منه في مديرية تربية بابل ونسخة في مديرية امن بابل،ولا يمكن السماح بعودته للدراسة،وبعد إلحاح من الأستاذين الجليلين وافق على منحي وثيقة نقل الى المتوسطة المسائية،وذهبت الى بيت أقاربي الحاج محمد علي باش،فيما قام اخي بإكمال معاملة نقلي الى الدراسة المسائية وكان مديرها الأستاذ الفاضل عبد الحسين حبانه الذي تربطه بنا علاقة وثيقة فرحب بأخي وأكمل معاملة التسجيل،وفي اليوم التالي اصطحبني اخي الى المدرسة ودخلنا غرفة المدير فرحب بنا وقال لي مازحا"لا تعمل تنظيم شيوعي في المدرسة أو تحرض الطلاب على الإضراب والمظاهرات" وكنت أداوم في المدرسة بصورة متقطعة ثم تركت الدراسة بسبب ملاحقة الشرطة ومضايقة الأمن.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(12)
- حديث الروح (13)
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)
- حديث الروح(2)
- حديث الروح(3)
- حديث الروح(4)
- حديث الروح(5)
- العراق الجديد و الإنسان المهمش
- الديمقراطية و التنمية البشرية
- من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟
- الديمقراطية والتجديد ركنان أساسيان في النظرية الماركسية
- خاتمة المطاف
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(1)
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(2)


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(11)