أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح (13)















المزيد.....

حديث الروح (13)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:01
المحور: سيرة ذاتية
    


في الطريق إلى موسكو
وفي احد أيام تموز طلبوا منا الحضور بعد الساعة الحادية عشر ليلا الى ساحة في دمشق وسنجد سيارات كبيرة علينا الصعود أليها مباشرة لان الأمن العراقي قدم الى سوريا لمعرفة الأشخاص المشاركين في المهرجان،وقد استبدلت أسمائنا بأرقام للتعمية على القوى الأمنية وعدم معرفتهم أسماء المشاركين في المهرجان وكان رقمي 14 وعندما ينادون على الرقم 14 فهذا يعني فلاح الرهيمي،وبعد أن ركبنا السيارات المخصصة لنا تحركت بنا إلى ميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط ومررنا بمدينتي حمص وحماة ولم تتوقف السيارات عن الحركة إلا صباح اليوم التالي وسمحت السلطات السورية للسيارات بالدخول الى الميناء وحملنا حقائبنا واتجهنا نحو الباخرة(القرم) الروسية التي كانت بانتظار الوفد العراقي والسوري واللبناني وقسم من الوفد السوداني وعند اكتمال تجمعنا بالقرب من الباخرة صعد الى سلم الباخرة رئيس الوفد العراقي الأستاذ الفنان يوسف العاني واخذ ينادي على أعضاء الوفد بحسب أرقامهم،فيعطيه رقم الغرفة المخصصة له،وقضينا ليلتنا في الباخرة حيث تحركت صباح اليوم التالي وأطلقت البواخر الراسية في الميناء صفاراتها توديعا لنا،وكان معنا في الباخرة إضافة للوفود العراقية والسورية واللبنانية والسودانية والأردنية بعض الفنانين وأصحاب المواهب وكانت في كل ليلة تقام حفلة ساهرة تقدم فيها أجمل الأغاني والمسرحيات والقراءة الشعرية،واستمرت سفرتنا بدون توقف حتى ميناء اوديسيا في جمهورية أوكرانيا الهضاب الجرداء المرتفعة والواطئة،وبينما كانت الباخرة تجتاز المضيق حلقت طائرة أمريكية مقاتلة ودارت ثلاث دورات فوق الباخرة،وقد انطلقت من إحدى القواعد الجوية الموجودة في المنطقة،وفي تلك الليلة اجتزنا مضيق البوسفور الذي يقسم مدينة اسطنبول الى قسمين أسيوي وأوربي وقطعت الباخرة المضيق من بدايته الى نهايته،ثم دخلنا البحر الأسود وظهر اليوم الرابع وصلنا ميناء اوديسيا واستقبلتنا الجماهير باليختات أو سباحة في مياه البحر ورويدا رويدا اقتربنا من الميناء وكانت أعداد الجماهير المستقبلة للوفود بالآلاف ،وتوقفت الباخرة وغادرنا إلى الباصات الكبيرة التي كانت بانتظارنا ونقلتنا الى محطة القطار حيث ينتظرنا القطار المعد لنقل الوفود الى موسكو،وكان طعامنا وشرابنا في الباخرة نتناوله في مطعمها الواسع الكبير،وحينما غادرنا الباخرة أعدت لكل واحد منا وجبة طعام سفريه،وعند حلول المساء تحرك القطار الى موسكو وكانت الجماهير السوفيتية تستقبلنا بالورود والأناشيد في جميع المدن التي يمر بها القطار،وقبيل الظهر وصلنا الى محطة موسكو وحضرت الجماهير لاستقبالنا وتحيتنا وكانت بعشرات الألوف وقد تبادلنا معهم الهدايا والتذكارات،بعدها ركبنا السيارات المعدة لنا وتوجهت بنا الى فندق موسكفايا وحملنا حقائبنا وتوجهنا إلى قاعة الفندق حيث وزعت الوفود على الغرف وكان معي في الغرفة الأستاذ كاظم جعفر الصفار والأستاذ الأديب محمد شرارة،أما الفندق فكان موجود فيه الأستاذ الشاعر عبد الوهاب ألبياتي وزوجته والسيد هاشم الحكيم والأستاذ الأديب سعدي يوسف والأستاذ الأديب محمد سعيد الصكار والشهيد محمد صالح العبلي والراحل البطل الرياضي في رفع الأثقال عبد الواحد عزيز،وكان معنا أيضا الأستاذ عبد القادر إسماعيل البستاني وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة باستذكارهم،وكانت قد نصبت في ساحة الفندق خيام كبيرة وواسعة أعدت كمطعم لإطعام أعضاء الوفود وقد وزعت علينا دفاتر فيها بطاقات حسب الأيام للفطور والغداء والعشاء وبطاقة رابعة لشراء علبة سكائر أو أي حاجة أخرى من المخزن الكبير(السوبر ماركت) الموجود بالقرب من الفندق،وبعد يومين من الاستراحة طلبوا من التهيؤ لافتتاح المهرجان العالمي الرابع للطلبة والشباب،وفي صباح ذلك اليوم تجمع أعضاء الوفد أمام باب الفندق وشكلنا طابور طويل مع الأشخاص الذين التحقوا بنا من أوربا الغربية والدول الاشتراكية وقد أصبح عدد الوفد العراقي 150 شخص وكان يشارك فيه خمسة أشخاص من مدينة الحلة هم الأستاذ الدكتور ممتاز كريدي الذي قدم من ألمانيا الغربية والأستاذ محمد علي الشيخ عبد الكريم الماشطة والدكتور مهدي صالح المهدي اللذين كانا لاجئين في سوريا والأستاذ عبد الإله عبد الحسين مطلب والسيد مهدي علي الرهيمي وكاتب السطور،وقد تم تنظيم الطابور على شكل كراديس،وكل كردوس يتكون من خمسة أشخاص،فحملتنا السيارات الى موقع الاحتفال،وهو ملعب كبير وساحة واسعة وقد امتلأت مدرجاته بالضيوف،وجاء عقد المهرجان متزامنا مع عقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي،وشاهدنا الشهيد الراحل سلام عادل ومعه أعضاء الوفد العراقي،والراحل خالد بكداش وفرج الله الحلو وأعضاء الوفود العربية والعالمية الأخرى،وعلى منصة الرئاسة أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي،وضيوف وشخصيات عربية وعالمية،واستعرضت الوفود مشيا على الأقدام وكل وفد يحمل علم بلاده أمام منصة الرئاسة التي بقيت واقفة طول الوقت الذي استغرقه استعراض الوفود إمامها،وكانوا يرفعون أيديهم لتحية المستعرضين،ونرقع أيدينا بتحيتها،وقبل الاستعراض وإثناء تجولنا في ساحة الملعب ردد أعضاء الوفود الذين بلغ عددهم (28) وفدا وبصوت واحد ولحن واحد بلغاتهم المختلفة نشيد المهرجان الذي كان حسب ما علق بالذاكرة:
أمالنا المقبلات حشدتنا لنبني الحياة
ونستثير النضال في قلوب تحب السلام
هبت شعوب البلاد تشدوا بلحن الفوأد
أن الشبابا يلوي الصعابا ويبهج الحياة
ينشر السلم شباب كالأسود...كالأسود
ودنا البغضاء تطوى لن تعود...لن تعود
إنا سنبني الى الشعوب ما نهوى
ودنى البغضاء تطوى لن تعود
يا عزت الشهداء يا شباب النضال العنيد
انتم على الأرض نور في كل درب ينور
إن الشبابا يلوي الصعابا ويبهج الأيام
ينشر السلم شباب كالأسود..كالأسود
ودنى البغضاء تطوى لن تعود..لن تعود
وألقيت كلمة مجلس السوفيت الأعلى للترحيب بالوفود،وكان الشهيد الراحل محمد صالح العبلي يسير بجانب الوفد العراقي ويطلق الشعارات والهتافات وأعضاء الوفد يرددونها بعده،كما كان يفعل الأستاذ سليم حميد مرزة وغيره،وبعد انتهاء الحفل التقينا بعدد من الشخصيات العراقية والعربية والعالمية،وأخذنا معهم الصور التذكارية،كما صورنا مع القائد العسكري العظيم جوكوف الذي كان أول من دخل برلين في الحرب العالمية الثانية وكانت بدلته مطرزة بالأوسمة والنياشين،وستقبلنا بمرح وبشاشة وصافحنا وتكلم معنا وكان مرافقنا الروسي يترجم لنا كلامه،وتبادلنا مع أعضاء الوفود المشاركة الصور والهدايا والباجات التي تحمل صور حمامات السلام والشخصيات العالمية،وكذلك تبادلنا معهم أقلام الحبر والساعات اليدوية ثم غادرنا الملعب الى الفندق لتناول الطعام،وكانت الطريقة المتبعة اخدم نفسك بنفسك ,وبعد فترة الغداء التقيت بالإخوان ممتاز كريدي الذي كان جار لنا في الحلة،وكان يمتلك دراجة يستخدمها لنقل البريد وتوزيع المناشير وغادر العراق الى ألمانيا سنة 1953،كما التقيت بالأستاذ محمد علي الشيخ عبد الكريم الماشطة،الذي فر من العراق سنة 1956 وطلب حق اللجوء السياسي في سوريا واشترك بمهرجان الشبيبة في موسكو،وبعد المهرجان حصل على زمالة دراسية في إحدى جامعات موسكو وحصل على شهادة الدكتوراه في النفط،كما التقيت بالدكتور مهدي صالح المهدي الذي كان لاجئا سياسيا في سوريا ،وكان من المتفوقين في الدراسة الإعدادية وقد حصل على زمالة لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية،ولكنه فصل بسبب نشاطه السياسي ولجأ إلى سوريا،وكنت قد التقيته سابقا مع الدكتور محمد علي الماشطة عندما كنت في سوريا في مقهى اللاجئين العراقيين،وكنت اعرفهم منذ بداية الخمسينيات من خلال العمل السياسي إضافة الى أواصر القربى التي تربطنا وكانت بيوتنا في منطقة واحدة ومتقاربة،وقد تذاكرنا أيام زمان وسألني عن أشخاص كثيرين،وتكلمنا عن الكثير من الذكريات المشتركة،وكان من اقرب أصدقائه الراحل صاحب جاسم حمادي الحسن والدكتور علي السعدي والسيد عزيز كاظم وتوت وأولاد الحاج صاحب،وكان يتكلم بشغف وحب عن تلك الأيام التي كنا نقضيها نلعب في الملاعب أو المقاهي،واستذكرنا كيف كنا نلعب كرة القدم في ساحة واسعة في البساتين التي أصبح محلها الآن متنزه الشعب والمنطقة التي تسمى الآن النزيزة،وقد أصبحت في الوقت الحاضر ضمن الشارع الرئيسي الذي فيه مديرية شرطة الحلة وأصبح هذا الشارع يمتد من منطقة الجبل حتى ساحة باب الحسين،وكان يضحك بصوت مرتفع عن شخص(لم اذكر اسمه)كان يلعب معنا كرة القدم وكانت السماء ممطرة وعندما انزلق على الأرض كان لا يرتدي لباس داخلي فظهرت أعضائه التناسلية،وتذكرنا كيف كانت تأتي الغربان السوداء وكيف كان المرحوم كاظم بصل يصطادها بواسطة المعجال،وكنا إذا تشاجرنا مع المحلات الأخرى كيف كان المرحوم كاظم بصل يرد هجومهم بمعجاله الذي كان لا يخطئ الهدف ويصيب خصومه،وقضينا أكثر من ثلاثة ساعات نستذكر الماضي الجميل بكل ما يحمل من فرح ومرارة.
وبعد ذلك توجهنا الى مدير الفندق الذي يحتفظ ببطاقات الدعوة للاحتفالات الأدبية والفنية والسياسية وأخذنا منه البرنامج الخاص بها،وقد عقد الوفد العراقي ندوة سياسية اجتماعية أدارها الأستاذ عبد القادر إسماعيل والشهيد الراحل صالح العبلي والراحل الأستاذ عزيز شريف،وقد حضرنها جماهير مثقفة وأدبية واقتصادية وسياسية من جميع الوفود المشاركة،وحدثت خلالها مداخلات ونقاشات موسعة ودامت الندوة أربعة ساعات،وفي احد الأيام ذهبنا الى زيارة الكرملين وتجولنا في غرفه وقاعاته،وكان مرافقنا الروسي يشرح لنا بالعربية،ثم أخذنا مكتب لينين فشاهدنا الكرسي الذي كان يجلس عليه والسرير الذي ينام فيه والطاولة التي يكتب عليها والسيارة التي يستخدمها والبذلة التي يرتدها عندما تعرض لمحاولة الاغتيال،والمؤلفات التي كتبها في السياسة والاقتصاد وتطوير النظرية الماركسية والتي بلغ عددها(60) مجلدا،ثم عرض فلم عن حياته الثرة بالنضال والكفاح والعمل،وخطاباته في مجلس الدوما والتجمعات الجماهيرية،ثم توجهنا لزيارة ضريحه في الساحة الحمراء واستمرت الزيارة أكثر من خمس ساعات عدنا بعدها الى الفندق لتناول الطعام واخذ قسط من الراحة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(14)
- حديث الروح(15)
- حديث الروح(16)
- حدسث الروح(17)
- حديث الروح(18)
- حديث الروح(6)
- حديث الروح(1)
- حديث الروح(2)
- حديث الروح(3)
- حديث الروح(4)
- حديث الروح(5)
- العراق الجديد و الإنسان المهمش
- الديمقراطية و التنمية البشرية
- من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟
- الديمقراطية والتجديد ركنان أساسيان في النظرية الماركسية
- خاتمة المطاف
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(1)
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(2)
- الماركسية اللينينية
- وفاة لينين


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح (13)