أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟















المزيد.....

هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 06:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



"إسرائيل" من الناحية الفلسفية كيان لا يحتمل الهزيمة ، وهو قائم بالأساس على فكرة الأمن المطلق . وهو يرى أن تحقق هذه النتيجة المتوخاة لا يمكن أن تكون إلا في سياق واحد خارج عن مألوف وطبيعة حياة الأمم والشعوب ، وهو بطبيعة الحال هنا كما تريده إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إبقاء الأمة العربية وامتدادها الإسلامي في حالة من الضعف المزمن والانحداري بحيث يكون ممنوعا عليها امتلاك إرادتها للتحرر والتطور.

قالها بن غوريون مؤسس دولة الكيان وأول رئيس وزراء لها بان" إسرائيل" لا تحتمل خسارة معركة واحدة . وفي سياق الضعف والهوان وفقدان الإرادة للأمة العربية ، حققت "إسرائيل" فيما مضى انتصاراتها السريعة والخاطفة في جولات ماضية من حرب ال48 مرورا ب67 وحتى 73 ، إذ في الأخيرة مالت كفة ميزان الحرب لصالحها في النهاية على مستوى الميدان وقطف الثمار السياسية لها . لكن المسألة تغيرت كليا واستراتيجيا بالنسبة لعلاقة الصراع العربي الإسرائيلي مع صعود قوى الكفاح والنضال الإسلامي الصاعد من إيران حتى فلسطين مع جميع ارتباطاتها المتشعبة في العراق لاحقا بعد الاحتلال الأمريكي له وقبله أيضا في أفغانستان وفي ساحات أخرى في إطار الجغرافيا العربية الإسلامية .

لم تكن "إسرائيل" في وعي الأمة الغائب سوى مجرد وهم هو أوهن من بين العنكبوت . وقد صدق السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في هذا التوصيف الدقيق الذي لا يروق لأنصار المشهد الآخر في المنطقة والمرتبطين عضويا بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي . وكانت "إسرائيل" في وعي الأمة الحاضر المشوه والمضلل بفعل قمع أنظمتها لحريتها وسلبها لحريتها بشتى السبل والوسائل عبارة عن القوة الفريدة في المنعة والانتصار والتفوق والتطور . وظنت الأمة العربية بفعل ما سبق أنها امة هكذا هي جبلتها الضعف والمهانة والدونية وغيرها من واقع الصفات الدنية. .

وكان حالها هذا في إطار النظم التي اتخذت عن الإسلام بديلا من نظم علمانية وماركسية شيوعية ، ظنا منها أن هذه النظم الوضعية هي طريق التحرر والخلاص والتطور والارتقاء . ربما كانوا مخلصين بالمعنى الإنساني المحض لأفكار وأهداف التحرر والاستقلال ، لكن حقيقة أن المنطقة العربية تحديدا والإسلامية عموما قد كلفت بأعظم واشمل وخاتمة الرسالات السماوية التي لها ما لها وعليها ما عليها " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " ، حالت دون أن يكون هناك أي نجاح أو فلاح في شتى مجالات الحياة الإنسانية في ظل تغييبها عن واقع حياة الإنسان فيها واستبدالها بغيرها من النظم الوضعية التي ربما يتطور ويتفوق أهل العوالم الأخرى بها إلا أن تأتيهم رسالة التبليغ على أيدينا نحن العرب ومحيطنا الإسلامي القريب ؛ لغياب التكليف عنهم ابتداء ؛ واصطفائنا نحن العرب بشخص محمد صلى الله عليه وسلم لمهمة الدعوة والتبليغ العالمية ، التي بموجب الالتزام بها: نصر فوق العادة ، ودونها: هزيمة نكراء لا يتصورها عقل إنسان أو منطقه المتكون في وزن الأشياء وفهمها وتمييزها والموازنة بها عبر التاريخ الإنساني كله . انه التكليف الكبير الذي يلمح منه عظيم التشريف ، فكانت الحال منه تمخضا ومخرجا بمقتضى التكليف أو دونه بين النقيضين بعدا شاسعا . ذلك أن ربك ليس بظلام للعبيد .

و"إسرائيل" الكيان الغريب والمشوه خلقيا وأخلاقيا، والذي تؤثر فيها الهزيمة والفشل الموضعي وليس الهزيمة الكاملة الذي تعرضت لها الأوطان والشعوب الأصيلة، ولكنها لم تفت أبدا في عضد إرادة قادتها ونخبها وشعوبها، تقف الآن عاجزة ومرتبكة وخائفة إلى درجة الحيرة والقلق على وجودها أمام قوى المقاومة والممانعة ذات التوجه الإسلامي التي صعدت عمليا إلى سطح المعادلة في المنطقة في ثمانينات القرن الماضي . وهذه القوى على ضآلة حجم كثير منها وتواضع إمكانياتها استطاعت أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في غير مكان في لبنان وفلسطين . وكان آخرها حرب تموز يوليو 2006 مع حزب الله اللبناني ، والتي شهدت لجنة فينوغراد الإسرائيلية في تقريرها النهائي والأخير بان "إسرائيل" لحقتها الهزيمة وان أرادوا تجميل النتيجة بعبارات الفشل والإخفاق .

وبالفعل تقف اليوم "إسرائيل" أمام المشهد الحقيقي لجدلية الخوف والتوجس على بقائها ووجودها في ظل معادلة القوى والحركات الإسلامية التي ينسجم مشروعها الإسلامي التحرري مع مقتضيات التكليف الرباني لهذه المنطقة .والمآل الذي سيكون عليه وجود إسرائيل الاحلالي مكان ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرتهم عصاباتها الإجرامية تعرفه"إسرائيل" نفسها انه إلى زوال في نهاية المطاف في ظل حقيقة وواقع جدلية العلاقة الرائعة والرائقة بين الإسلاميين ومشروعهم المستوحى من طبيعة وفلسفة التكليف لعموم المنطقة .

وبعد هزيمتها في لبنان 2000 ،بخروجها من جنوبه ومن غزة بانسحابها منها في 2005 ،ومن تموز 2006 ، بخروجها فاقدة غطاء التضليل والوهم أمام شعوب المنطقة بأنها القوة التي لا تقهر . أصبحت" إسرائيل" تحيا في سيكولوجية جماعية وتحديدا في مستواها القيادي السياسي والأمني لا تقوى على المواجهة المباشرة بإعلان الحرب وفقا للتقاليد العسكرية المعروفة في هذا المجال ضد الجمهورية الإيرانية الإسلامية أو ضد حزب الله أو حماس في قطاع غزة ؛ فبالنسبة لقطاع غزة المحاصر يسود في إسرائيل كلها على مستوى الساسة والجيش والإعلام جدل واسع باجتياح أو عدم اجتياح غزة ، ليس خوفا على السكان المدنيين في غزة ، بل بسبب الخوف من الخسائر الفادحة في أرواح جنودها على أيدي المقاومة الإسلامية التي تقودها حماس . مجمل القول إن "إسرائيل" وصلت إلى درجة من الجبن القائمة أساسا في طبيعتها وفلسفتها الأمنية المطلقة، بحيث أنها باتت تلجأ إلى الطرق الالتوائية والقذرة والتوريطية للذات بسبب فقدان الثقة بالنفس المتأثرة سريعا بأي إخفاق أو فشل . وهي حقيقة الكيان التي أطلقها بن غوريون قبل خمسين سنة من الآن. .

إذا ، إسرائيل تريد الحرب بل هي مضطرة لها لتحقيق فكرة الردع والتفوق من جديد. وهذا ما حث عليه تقرير فينوغراد بشأن حرب لبنان ؛ فهو من جهة وبخ الجيش لعدم استخدامه قوة أكثر واقسي في الحرب، وهو دعا في الوقت ذاته إلى شن حروب جديدة مستقبلية أكثر قسوة على العرب وتحديدا الدول والقوى التي تدخل في الصراع مباشرة معه لتحقيق الردع والانتصار الموهوم والمزعوم . ولذلك فان إسرائيل قامت باغتيال عماد مغنية القائد العسكري الكبير في حزب الله ضمن سياق محاولة توريط الذات في الحرب والمواجهة ؛لان هذه الذات محكومة بالخوف والرعب الكبير عن بدء المواجهة الحربية التقليدية . وهي بسبب هذا الخوف لجأت في البداية إلى نفي علاقتها بجريمة اغتياله في دمشق رغم أن كل الدلائل والمعطيات تشير إلى تورطها في عملية اغتياله . و"إسرائيل" كما يبدو أعدت مخططا لاغتيال قادة آخرين في حزب الله والحركات الفلسطينية سواء في الداخل أو الخارج، بحيث يكون اغتيال عماد مغنية هو حلقة من مشهد كلي تريد منه إسرائيل ومعها الولايات المتحدة العمل فيه على سياقين:-
الأول : هو توريط الذات الخائفة من العدو بحرب على أمل القضاء على حزب الله وحماس وإيران وربما سوريا.
الثاني :أنها تريد من عمليات الاغتيال لقادة مهمين في حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية إعادة نوع من الثقة بقدرة الردع الأمني الإسرائيلي أمام المجتمع الإسرائيلي . والغاية في النهاية هو الوصول إلى الحرب الشاملة واستخدام كل الثقل الأمريكي والإسرائيلي وربما بتحالفات أخرى كبريطانيا وفرنسا في المعركة من اجل إجهاض مشاريع وطموحات الدول والحركات المقاومة والممانعة للمشروع الإسرائيلي والأمريكي . لان الانتظار يعني للأخيرتين مزيدا من القوة لقوى المقاومة والممانعة وتحديدا إيران في مشروعها النووي، وحماس وحزب الله في بناء وتعاظم قوتهما العسكريتين .

والمتوقع أن يكون هناك رد من حزب الله في كل الأحوال على اغتيال عماد مغنية .وسيكون الرد كما تشير التوقعات بما فيها الإسرائيلية كبيرا وموازيا لحجم عماد مغنية . وبرأي أن هذا سيدفع إلى تطور دراماتيكي للإحداث يؤدي إلى نشوب حرب قريبة جدا ستدخل على أثرها إيران وسوريا معمعان المعركة . إن الهدف الحقيقي من اغتيال مغنية هو الوصول إلى حالة الهجوم على إيران لتدمير منشآتها النووية ، وستتذرع أمريكا و"إسرائيل" في حينها بان إيران وسوريا ساعدت حزب الله في الانتقام لمقتل مغنية .وهذا المبرر تحدث أيهود باراك سلفا عنه عقب اغتيال مغنية " بان إيران وسوريا سوف تدعمان حزب الله في انتقامه لمقتل قائده العسكري عماد مغنية ".

فهل سيكون اغتيال مغنية فاتحة الحرب الإقليمية الشاملة ؟ هذا ما سيكشفه قادم الأيام.
.
كاتب وباحث فلسطيني
20 – 2- 2008



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تكمن العلة في مشهد العلاقة بين فتح وحماس؟
- مدى صلاحية محكمة الجنايات الدولية في النظر في الجرائم الاسرا ...
- معضلات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
- موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية ال ...
- يهودية الدولة في قلب حل الدولتين لشعبين
- الخيار الوطني المطلوب من الرئيس عباس
- من المسؤول عن جرائم الحرب في الاراضي المحتلة؟؟
- أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس
- ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي
- ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -
- مؤسسات حقوق الانسان و- التشاطر - على حماس!!
- الضفة الغربية : في سجون السلطة معتقلون سياسيون مغيبون!!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟