أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان














المزيد.....

ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 10:58
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أن اسرد قصتي التي أصبحت "بايتة" خاصة أنني أصبحت مزعجا لكثرة حديثي
عن واقعنا نحن اللاجئين الفلسطينيين المحشورين في المخيمات رغما عن منتظرين ساعة الفرج التي يبدوا أنها ستأتي بعد قرن من الزمان في زمن غير زمننا على يد جيل لا يعرف المساومة ولا الاستكانة "للواقعية السياسية" هذا السيف المسلط على رقابنا نحن الفلسطينيون المحاصرون التائهون المشردون في وطننا الذي فقد السلطة على نفسه لتستباح بكارته على أيدي العابثين ممن عرفوا أن"أمريكا حق".

في مخيم الدهيشة حيث اسكن، وبالتحديد في حارتنا المزدحمة كما باقي الحارات، ازدحام يتيح لك دون وجه حق أن تستمع لأدق التفاصيل التي يعيشونها جيرانك الذين كما أنت ليس بيدهم حيلة أمام هذا الواقع الذي تحسن كثيرا لتصبح لك بعض الخصوصية بعد انقراض الخيام والحمامات الجماعية وعين الماء والشوارع المحفرة والمختار والعنصرية الاجتماعية تجاه اللاجئين من محيطهم، مظاهر كثرة غابت عن أعيننا لكنها لا زالت محفورة في الذاكرة تطل برأسها بين الحين والآخر لتذكرنا أننا مختلفين عن محيطنا الاجتماعي المتناغم مع نفسه.

في حارتنا والحارات الأخرى تتجول مجموعات من "المتضامنين" في أزقتنا ، مسلحين بكاميرا الفيديو يعكفون على التقاط الصور"التذكارية" مع الأطفال بشكل خاص، وانأ بصراحة لا اعرف لماذا.... لكن هذه المرة اختلف المشهد حيث كان الضجيج والصخب ما ميز"المتضامنون معنا"... وقفوا على أبواب البيوت الفقيرة واسترقوا النظر لداخلها ليكتشفوا بعض ما يمكن أن يروه لأصدقائهم بعد عودتهم إلى أوطانهم، لم يكتفوا بذلك فانهالوا على سيدة بالقبل الحارة المقرونة بالصور التذكارية... حاولت أن أفسر المشهد لم استطع.... أقفلت شباكي وعدت لمتابعة مستجدات الأخبار على المواقع الالكترونية...لكن المشهد سبب لي الصداع ففكرت بيني وبين نفسي قائلا.

نحن لسنا قرودا يمطرنا زوارنا بالابتسامات والقبل بمبرر وبدون مبرر، ونحن لسنا مزارا أو مجرد مغامرة للذين يريدون أن يدخلوا التجديد لأنماط حياتهم،وقد نكون في غالبيتنا فقراء معدمين وبحاجة إلى التضامن معنا في محنتنا، لكن للتضامن أصول يفترض الالتزام بها وعلى رأسها عدم اعتماد الفوضى في التعامل مع شعبنا، لأننا نعرف الفرق بينهم وبين راشيل كوري المناضلة الأمريكية التي تضامنت مع الشعب الفلسطيني حتى الموت ، كوري التي وقفت في وجه البلد وزر الإسرائيلي لتموت دفاعا عن الفلسطينيين، وغير كوري هناك المئات من المتضامنين الأجانب الذين يأتون إلى فلسطين من اجلها وبطريقة منظمة.

أنا اعرف أن المؤسسات التي تتعامل مع المتضامنين الأجانب تخضعهم لدورات وندوات حول عاداتنا وتقاليدنا، كيف نأكل ... ماذا نحب وماذا نكرة... كيف نفكر... إنهم يقفون على كل صغيرة وكبيرة مع المتضامنين، لهذا نجحت الفعاليات المناهضة لجدار الضم ... ولهذا نشأت علاقات وثيقة بين المواطنين الفلسطينيين والمئات من المتضامنين الذين تعاطفوا معنا حتى الموت، اختلط عرقهم بعرقنا ودمهم بدمنا...توحدت المشاعر بين المتضامن وصاحب الحق... استنشقوا الغاز المسيل للدموع سوية...شكلوا الجدار البشري العملاق في وجه جنود الاحتلال...اخذوا منا وتطبعوا بثقافتنا الملتزمة.

شتان بين النضال من اجل الحقوق المدعومة من أنصار الحرية، واستجلاب المشاريع المدفوعة الأجر....المشروطة الأداء...المقيدة بتوجهات سقفها غير فلسطيني...المستنفذة للطاقة الكامنة فينا تحت شعار الانفتاح على الآخر... وللآخر حكاية أخرى... وفي هذا الصدد تستحضرني مقولة الأديب الفلسطيني غسان كنفاني في رائعته أم سعد"خيمة عن خيمة بتفرق"... كدلالة واضحة على الهدف والمضمون الذي يقف وراء سلوكياتنا، وبمعزل عن الاتجاه الايجابي في أداء القليل من الجهات الفلسطينية إلا أن الصورة قاتمة...عفوية.. تكسبيه...استغلالية...غير منتمية لواقعها...تحمل في أحشائها التناقضات التي ستسبب المزيد من الضياع والانحطاط الفكري الذي يفتقر للمضمون المعبر عن مصالح الشعب المتطلع إلى الخلاص من الاحتلال واسقاطاتة الثقافية والتبعية الاقتصادية له.

السؤال المركزي... هل يمكن ترميم الانفلات ألقيمي والثقافي التي تعيشه بعض الأوساط التي قفزت عن واقعها وأصبحت أسيرة تطلعاتها التي اعتمدت مبدأ دعة يعمل دعة يسير...؟ أين طريق السلامة..... وما هي سبل العلاج لمرض استفحل في مجتمعنا ...؟ لماذا لا تخضع تلك الجهات ...عبده الدولار إلى الرقابة الوطنية والاجتماعية الداعمة للتفاعل مع الآخر ولكن على أسس تحفظ كرامتنا ومصالحنا وتاريخنا .... والى متى تبقى الجعجعة الكلامية وقطعان الفوضى والتطبيع يتحكمون في مصائرنا وتطلعاتنا وسلمنا الأهلي الذي يشكل دعامة لأسباب وجودنا.

ما يحدث في الوطن المحتل من عمليات توالد لشريحة أمية هدفها احدث انقلاب في بنيتنا يفرض علينا أن نقرع ناقوس الخطر، وإشاحة النظر عن ممارساتهم التي قد يكون بعضها حق ولكن يراد بة باطل، والمطالبة بتصويب الأوضاع المؤسساتية في وطننا الذي أصبح مرتعا للفاشلين الذين حرقوا السفن التي تربطهم بواقعهم، لهذا نرى مشاهد مقززة تحدث في أوساطنا ... مشاهد تعكس فوضى المؤسسات التي تؤدي دورا لا يتناغم ومجتمعها الذي له فيها رأي واضح.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفيريون وبطاقات الدخول لجهنم
- رحل الحكيم: في فمي ماء
- لماذا يتعاملون معنا كقطعان بشرية..
- دكتور فياض وشعار ادفع بالتي هي أحسن
- يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي
- ثقافة الإطارات المشتعلة
- في الشأن اللاجئ
- طبقة التكنوقراط وسقوط ورقة التوت
- في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار
- زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
- في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
- أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
- غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
- تكتيك مكشوف
- انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
- مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
- أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
- العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل


المزيد.....




- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان