كتاب حوارات وقضايا، يجب مواجهته والرد عليه.

أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

أشواك وصراع وفضائح كنسية ودينية، وقضايا أسرية وجنسية تملأ كتاب واحد. حاول المؤلف أن يكون محايداً ـ كما قال ـ لكن اتجاهات أسئلته وخلفيته العقائدية قادت محاوراته نحو استخراج مجموعة من الفضائح الكنسية التي أظهرت عجز القادة الدينيين عن الوحدة في هدف أو رؤية جماعية لخدمة الكنيسة ـ جسد المسيح ـ أو خدمة المجتمع العربي المحيط بها.
الكتاب المقصود هو: حوارات وقضايا، لمؤلفه عماد خليفة توماس، وهو ناشر الكتاب 2008. ويقع في 260 صفحة.
المؤلف، أو المحاور ـ كما كتب عن نفسه ـ حصل على بكالوريوس هندسة2002، وبكالوريوس لاهوت إنجيلي2007، وله العديد من المقالات والتحقيقات والحوارات المنشورة في العديد من الجرائد المطبوعة والإلكترونية. عنوانه هو: [email protected]
الكتاب عبارة عن مناقشة قضايا مع مجموعة من القساوسة والمفكرين المسيحيين، والذين لهم تفاعل في التاريخ الكنسي العربي المعاصر. أثاروا قضايا ومشاكل حولهم، سواء من خلال الشائعات أو المعارك الفكرية أو المحاكم المدنية.

أولاً: حوارات على نار ساخنة.

• الدكتور رفيق حبيب وكتبه التي أثارت الكنائس بكل طوائفها.
يقول عن رسالته: إن دولة العدل والحرية والمساواة هي التي تحقق للمسيحيين حياة أفضل مع برنامج الإخوان المسلمين. ويحلل مشكلة الكنائس اليوم أنها بدأت تعتبر نفسها ممثلة عن المسيحيين من خلال دخولها طرفاً في الصراع السياسي، وهذا جعل الدولة تؤمم المسيحيين.

• الأستاذ كمال زاخر وصداماته وخلافاته مع البابا شنودة والمحيطين به.
اكتشف أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، كما يقول الإنجيل الشريف. كمال زاخر يحكي كم مِن الصراعات والفضائح المالية والمحاكمات الكنسية، ويطالب بأن يخضع الرهبان للتحليل النفسي لأن منهم يخرج الأساقفة الذين يحاكمون الآخرين بدون قانون، ومنهم يخرج البابا الذي يعتبر صورة المسيح المنظورة.
"البطريرك ليس رأس الكنيسة، لأن المسيح هو رأس الكنيسة"، هذا لب تعاليمه واتجاهات عمله من خلال العلمانيين الذي يسببون صداع في رأس الكنيسة رغم قلة عددهم.
يرى كمال زاخر أن الكنيسة بها خلل في التعليم، والنتيجة هي ارتفاع نسبة الطلاق عند المسيحيين.
حتى جورج حبيب بباوي الذي لم يقابله، سبب له مشاكل مجرد الوقوف بجوار شخص لا يجب أن يتهم بالهرطقة بدون إعطاؤه فرصة للدفاع الكافي عن نفسه.

• الدكتور أوسم وصفي ومعالجته للجنسية المثلية بتوضيح محبة الله.
يقول: المشكلة في تعاليم الكنيسة المعاصرة أنها بعيدة عن المجتمع، ولا ترى أن مشكلة مثل الجنسية المثلية منتشرة بين الرجال والسيدات في مجتمعنا العربي بصورة مذهلة.

• القس صموئيل مشرقي، القس الثائر وصاحب القضايا الشهيرة.
يتحدث هنا عن صراعه مع أغلب المذاهب الإنجيلية في مصر. وتاريخه الطويل لطلب الاعتراف بكنيسته مع الطائفة الإنجيلية. وحديثه عن تاريخه المليء بالدراسات الكتابية واللاهوتية الدفاعية عن الكتاب المقدس. بجانب كتبه عن قصة صراعه المرير مع الطائفة الإنجيلية.
وحديثه عن الغيبوبة الروحية وظاهرة الوقوع على الأرض في الصلوات الكاريزماتية وكيف يفرق بين "الإنطراح" أي الارتماء على الظهر والذي يحدث للضعفاء والأعداء، وبين "الانبطاح" أي أن يخر الشخص على وجهه ساجداً للرب.
يلذ للقس صموئيل مشرقي أن يسمي "الطائفة الإنجيلية"، "الطائفة المشيخية" ـ نسبة إلى سنودس النيل الإنجيلي المشيخي أكبر أفرع الطائفة الإنجيلية ـ لخوفهم من المنافسة معه.

• ماهر فايز المرنم الشهير لم يخلو حواره هو الأخر من صراع خفي بين الطوائف المسيحية. وإن كان يبدو الحوار هادئاً على أنغام العود، لكن تخرج من بين السطور نيران غضب على التسبيح البارد في كنائسنا، وعلى العلاقات الغير ناضجة بين المرنمين ومدعي الترنيم والذين يسميهم مقدمي تجارة زائفة.
• القس الأمريكي أدريان فان فاكتور، لم يخلو كلامه من توجيه التهمة لمسيحيي مصر من إيمانهم بالسحر والشعوذة.
• الأب وليم سيدهم اليسوعي يرى أن لاهوت التحرير وثورة الكنيسة ضد المجتمع الفاسد الظالم عن طريق تقديم خلاص الله العملي للفقراء وحصولهم على حقوقهم الإنسانية المفقودة. لاهوت التحرير يقبل الآخر من منطلق احترامه لآدمية الإنسان ورفضه للعنف.
• الأستاذ جلال دوس وعرضه للفكر اللاهوتي للسبتيين الإدفنتست، ومفاجأته ـ لي شخصيا ـ أنهم يعترفون بألوهية المسيح. لكنه يرفع صوته عالياً متهماً جميع الكنائس بأنها لا تطبق تعاليم الكتاب المقدس الصحيحة.
• المطران منير حنا يقدم الفكر اللاهوتي للكنيسة الأسقفية، ويوضح كيف أن العبادة فيها أقرب إلى الكنيسة الكاثوليكية مع فكر التعاليم الإصلاحية. يتناول القضايا المتبادلة بين الكنيسة الأسقفية ككنيسة مستقلة على مستوى العالم والطائفة الإنجيلية في مصر كما كانت قبل عام 1981. يرفض بشدة رسامة أسقف في أمريكا من الشواذ جنسياً، ويعتبر الشذوذ الجنسي فحشاء وفجور. يهتم بالحوار والإخاء وتبادل المحبة مع المسلمين متمثلاً في الأزهر.
• الدكتور القس سعيد إبراهيم والفكر اللاهوتي لكنيسة الإيمان، ولماذا لا يعترفون بمعمودية الأطفال؟ ولماذا يدققون على المظهر والسلوك الخارجي النقي؟ ويتحدث عن حسنة هي الغيرة في الحسنة مع كنيسة قصر الدوبارة أكبر كنيسة إنجيلية مشيخية.

ثانياً: مجموعة من الحوارات اللاهوتية الهادئة نوعاً ما:-

• مثل القمص عبد المسيح بسيط وحديثه اللاهوتي العميق عن شخصية السيد المسيح وأدلته الكتابية والتاريخية على لاهوت السيد المسيح.
• والدكتور فريز صموئيل وحديثه الهادئ أسلوباً والقوي عقيدة عن إنجيل برنابا كأحد أشهر الأناجيل المزيفة.
• والقس يعقوب عماري وحديثه عن صلب السيد المسيح فخر الكنيسة المسيحية، والذي يعتبر الصليب مثل شمس في السماء.
• والدكتور القس غسان خلف الذي يتحدث حديثاً جديداً عن الترجمات القديمة للكتاب المقدس وخاصة إلى لغتنا العربية. وما هو الوحي اللفظي والوحي بالإيحاء.

ثالثاً: حوارات مشتعلة الغليان إلى درجة الحرائق.

• الدكتور القس منيس عبد النور الراعي المتقاعد لأكبر كنيسة مصرية مشيخية يرى أن كثرة الانشقاقات في الكنائس سببها أن المسيحيين يحتاجون إلى التوبة والندامة الشديدة. ويقول: إن رسالة الكنيسة لا تصل إلى العالم الخارجي لأنهم يشاهدون نهش الكنائس في بعضها البعض. يوثق عماد في حواره عن الصراع بين أجيال القساوسة ويحاول الدكتور القس منيس أن يعطيه المفتاح في قبول القساوسة بعضهم البعض. وعن سؤال عماد عن أن كنيسة قصر الدوبارة تخطف المؤمنين من كنائسهم أجاب القس منيس: السؤال يجب أن يوجه إلى المسئولين في الكنائس الأخرى.
• الدكتور القس إكرام لمعي راعي كنيسة شبرا النزهة الإنجيلية وأستاذ اللاهوت المقارن بكليات اللاهوت يتهم الكنيسة المحلية صراحة أنها لا تتلامس مع المشاكل الحية للناس. ويقول: إن المرأة مظلومة في الكنيسة المصرية مثل باقي عناصر منظومة المجتمع المصري الذي لا يعطيها حقها ولا يساويها بالرجل. وعن سبب هروب الشباب من الكنائس يقول: لأن اللغة المقدمة لا تناسب الشباب، وكذلك المواضيع قديمة، ولا توجد أنشطة تجذب الشباب للكنيسة. أما عن الطلاق المنتشر بين المسيحيين فيقول أن الحل هو الزواج المدني أي ابتعاد الزواج عن الكنيسة، مثلما كان قبل القرن الخامس الميلادي، وقت آباء الكنيسة، فليس منطقياً أن نترك الأزواج يلفقوا قضايا زنى لهم أو لزوجاتهم للخلاص من استحالة العشرة الزوجية.
• السيدة الوحيدة التي حاورها عماد خليفة هي السيدة حياة مشرقي مسئولة اتحاد السيدات الإنجيلي في كل البلاد المصرية والتي فتحت نيران صديقة قوية وقاتلة على النسوان الذين يخرجون من بيوتهم للعمل ويطالبن بحقوق مساوية للرجال، قائلة: إن هذا سبب خراب البيوت المسيحية أن تتساوى المرأة مع الرجل، لأن الرجل رأس المرأة مثلما المسيح هو رأس الكنيسة. كل هذه الاتهامات للنسوان لأنها ترى أن المرأة جامحة في غباوة وجهل أحياناً. كما أنها ترفض المناصب للمرأة وترى أن الخدمة لا ترتبط بالدور الرسمي، كما ترى أن المرأة يجب أن تخضع للرجل في كل قراراتها حتى لا تجلب غضب الله. ومن نيرانها القاتلة ـ في حق ـ أن قساوسة الكنائس المشيخية انشغلوا بالأمور الإدارية عن الأمور الروحية، وانشغلوا بالمباني والمشاريع الخاصة على حساب العمل الروحي.

رابعاً: رسالتي إلى المحاور المهندس عماد خليفة المحترم الراقي.

بصراحة يا عماد لقد نشرت غسيل غير مغسول (المصطلح الذي أقصده قاسي). يا عماد، إن صح في كتابك ما قلته وما دافع عنه القساوسة والمفكرين تكون بذلك قد فضحت صراع وفضائح كنسية وبين الخدام المسيحيين ما كان يجب أن تنشرها بعد جمعها وتوثيقها بهذه الطريقة.

أرجو مع الشكر من المسئولين الذين لم يذكرهم الكتاب ضمناً أن يدافعوا عن أنفسهم، أو فليصادروا الكتاب ويحاكموا المحاور بدعوى الافتراء على الكنيسة المحلية المعاصرة بما فيها من مفاسد.

#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات