أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد الهاشمي - بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا














المزيد.....

بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من بين الصور النمطية (stereotype) والقوالب والأحكام الجاهزة ضد المرأة، أنها قاصرة و"ناقصة عقل"، بمعنى القدرة العقلية على الإبداع والابتكار والإنجاز، بغض النظر عن التفسير المتعلق بأداء الفرائض الدينية. وهذه الأحكام تصنف من ضمن المخيال والأرث الاجتماعي والثقافي في مجتمعات البشرية، بصورة عامة وطيلة تاريخها على الأرجح. وهناك اتجاه يدعي الحجج العلمية وإن كانت ضعيفة. زاعما أن الفوارق البيولوجية ترجح كفة الرجل على المرأة. ولكن الأكيد، هو عدم إعطاء المرأة فرصتها الكاملة لتبدع في مختلف المجالات. ورغم اختصاصها بأمور تميزها عن الرجل وتعطل أدوارها هذه منها، الحمل وحضانة الأطفال وما ترتب عليها من أمور بيتية اختصت بها دون الرجل. وأن قصور العقل المرتبط بتكوين المخ مثلا وما الى ذلك، لا يصنف إلا في خانة الـ"نظريات والفرضيات" العنصرية التي تضع ذوي البشرة السوداء مثلا بمرتبة أدنى والجنس الأبيض في المرتبة الأعلى وباقي الأجناس ما بينهما.
هناك من الحقائق التاريخية التي لم تحظ باهتمام كبير وخاصة من قبل "المرأة" نفسها كحجة لتعزيز موقفها، وتغيير تلك الصور النمطية، فبالإضافة إلى إنجازات مدام كوري، التي نعلمها في مجال أبحاث الكيمياء، تصَدُّر قائمة طويلة من المتفوقات في المدارس والمعاهد والجامعات لترتيب الناجحين سنويا، وبراءات الاختراع التي تسجل باسم نساء، هناك قائمة طويلة من النساء المخترعات والمبدعات للعديد من المنجزات العلمية والصناعية التي خدمت البشرية منها مثلا:
أن سترة الأمان (pallet-proof vest)التي يستخدمها رجال الشرطة اخترعت من قبل الأميركية ستفني كولك (Stephanie Kwolek) في عام 1966. وهي مصنوعة من معدن خفيف الوزن يسهل حمله أو لبسه. ونعلم جميعا أن لهذا المنجز العلمي والإنساني قيمة كبيرة في حفظ أرواح الآلاف من رجال ونساء الشرطة والأمن والجيش. بغض النظر عن هوية من يستخدمها من هؤلاء وما هي أغراضه. وبصرف النظر عن توظيفها من قبل بعض الساسة والطغاة لحماية أجسادهم.
وأما ماسحة زجاج السيارات (windscreen wipers)، فقيمتها عظيمة كما نعلم في حفظ أرواح الآلاف من مستقلي السيارات سواء سواقها أو ركابها العاديين. بالإضافة الى ما يذهب مصادفة ضحية تلك الحوادث الناجمة عن سوء الأحوال الجوية مثل غزارة الأمطار وتساقط الثلوج والضباب وغيرها. وقد كان للنساء عامة ولميري اندرسن (Mary Anderson) شرف ابتكار هذا الإبداع الجميل في عام 1903.
قد يصدق القول من يظن أن معظم ما ابتكرته النساء هو وثيق الصلة بحياتها اليومية أو تخصصها على الأرجح وتناغما مع مقولة "الحاجة أم الاختراع"، وذلك حينما نعلم أن من اخترع حفاظات الأطفال (disposable nappies) هي السيدة ماريون دونوفان (Marion Donovan) عام 1950. وفضيلة هذا الإنجاز هو عناية أكثر بالطفل والأم التي تخلصت من معانات غسل حفاظات القماش التي يعاد استعمالها مرات في ذلك الوقت. وقد فتحت بابا للاستثمار والعمل لمنتجي وبائعي الحفاظات الصحية التي تستخدم لمرة واحدة وترمى. وقد تكون سببا في تلوث البيئة وربما تفشي بعض الأمراض إن لم يحسن جمعها وإتلافها في أماكن مخصصة، حيث يقدر معدل استهلاكها بـ 55 مليون حفاظة يوميا في كل أنحاء العالم. على أن لا ننسى أن هناك مجتمعات وأسر فقيرة لا زالت تستعمل الأساليب البدائية في تحفيظ وتنظيف الأطفال ولا تفقه من الأساليب الحديثة شيئا، أو ليس لديها الإمكانيات المادية لذلك.
جوزفن كوتشرين (Josephine Cochrane) ، هي التي ابتكرت غسالة الأطباق (dishwasher) عام 1886، بعد أن عانت من تكسير أطباقها من قبل خدمها، ففكرت باختراع هذه الآلة لتكون مريحة للخدم وربات البيوت وعمال المطابخ والمطاعم، حيث توفر الوقت والجهد.
وتسجل نسمث غراهام (Nesmith Graham) إسمها بأحرف من نور حينما أبدعت مصحح أخطاء الكتابة الطباعية خاصة، المادة البيضاء السائلة (tipp-ex). وقد حدث ذلك عام 1956. وهي كانت تعمل سكرتيرة، معظم عملها ينصب على الكتابة. فكانت تضطر بعد تعدد الأخطاء إلى تبديل الورق والجهد الذي أنجزته بآخر جديد وهكذا. فلننظر كم وفرت من مال وجهد ووقت حتى ظهر الإختراع الأبرز حاليا في تاريخ الكتابة والتدوين وهو الكومبيوتر، حيث يتم تصحيح الأخطاء آليا قبل طبعها على الورق.
لا تتوفر لدينا قائمة كاملة بالإبتكارات والاختراعات التي أنجزتها المرأة وبرهنت على أنها لا تقل شأنا عن الرجل لو أتيحت لها الفرص لتثبت ذاتها.

باحث في الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع- [email protected]



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المحافظ الذي خلع العمامة من أجل السلطة: علاقة الدين بالسي ...
- على هامش تحركاته السياسية الأخيرة: اياد علاوي في الميزان
- تداول المقاومة في العراق: ما مفهوم المقاومة الشريفة؟
- نظرية بناء الأمة وقابلية تطبيقها في المجتمعات غير الغربية
- مؤسساتنا وثقافة مواقع الانترنت: الجامعات نموذجا
- جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة ...
- المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
- المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
- المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
- الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
- المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد الهاشمي - بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا