أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - حركة((فتح)) ومنطلقات المزج بين التحرير والتسوية؟؟!!















المزيد.....

حركة((فتح)) ومنطلقات المزج بين التحرير والتسوية؟؟!!


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

كما بات معلوما أن حركة فتح, انطلقت من رحم المعاناة , وكانت إفرازا قوميا لحالة العجز العربي, معلنة حينذاك استنهاض الأمة العربية من محيطها حتى خليجها, في مواجهة العدوان الصهيوني الشامل والمعلن على وطن عربي بكامله,في ذلك الزمن من تعميم الصراع العربي_ الصهيوني, كان صدى انطلاقة حركة فتح وتداعياته على الشارع العربي المثقل بهموم اليأس والحسرة جراء فشل خيار النصر الموعود, وسبق تلك الانطلاقة مخاضا عسيرا لخلق جسد قيادي هيكلي على تلك الساحات العربية العريضة, وما واكب ذلك من احتضان ومضايقات تراوحت بين التشبث بتلك الطفرة الثورية, وفي أماكن أخرى اعتبارها لعنة تكشف عورات الكثير من الأنظمة ذات الشعارات الثورية العقيمة, لكن سر قوة انطلاقة الحركة كانت تكمن في القاعدة الجماهيرية العربية الثائرة العريضة, متحفزة للتمسك بخيار الثورة الصادقة لتضميد جراحها الغائرة, لهثا خلف بارقة أمل تعيد لتلك الجماهير عزتها ومجدها وعنفوانها, فكانت حينها ومن وسط طوفان العجز العربي والمرارة, عمومية الشعار "بالتحرير" وإزالة آثار العدوان, سيكولوجيا وميدانيا, وقد ثبت بالدليل القاطع والتجربة أن الجيوش الرسمية المكدسة, والتي تترنح بين اختلاف وإرباك توجهات قياداتها, وإعدادها بشكل سيء لتخسر المنازلة تلو المنازلة, أمام عدو يشاع عنه هيبته وسطوته وإعجازه وصلابته, فكانت أيدلوجية الهزيمة والعجز متجذرة ومعممة في النفوس قبل بدء تلك المنازلات.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" بارقة أمل, وإضاءة على الجوانب المظلمة من مجهول الميدان, وطوق نجاة لكرامة عربية هدرت بفعل إجماع النظام العربي على روح الشتات وعدم الوفاق, وقد أكملت حركة"فتح" بنيان هيكلها القيادي المترامي داخل تلك الميادين العربية, وتم تكوين أولى خلايا الفعل العسكري وتوزيع مهامها, وتلقي التعليمات للزحف صوب نقاط التماس بالحدود العربية مع العدو, ونفذت بعض العمليات البسيطة في فعلها, والضخمة في أثرها لا على الكيان الصهيوني بالسلب فحسب ومواجهة حالة جديدة من المنازلة الزئبقية, بل على خلايا الكرامة العربية المنكسرة لتدب فيها الحياة, وتهتف جموع الجماهير العربية"عاشت الثورة", ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل اخذ القادة المنتكسين أو المنتشين يرددوا من قصورهم وعلياء عروشهم" كلنا فدائيون" , واخذ العديد منهم بالمنافسة للتقرب من قيادة حركة" فتح" والبعض سعى إلى محاولة احتوائها, والبعض الآخر أجزل عليها العطاء, ووفر لها كل أدوات الترحاب والإقامة كضيافة لرموز الشرف الجدد, ولم يكن ذلك السلوك في معظمه إيمانا بالثورة والنصر حتى لا تزداد انكشاف عوراتهم, ومواطئ تخاذلهم وضعفهم, بل تناغما مع شعوب حية ثائرة تسابقت للبحث عن جيوب المقاومة وقيادتها السرية العسكرية , والعلنية السياسية, للتطوع في حركة" الفدائيين الأحرار" ثم مالبثت حركة" فتح" بتعاظم زخمها وبروزها إلى منصة مشهد الانتصار وإضاءة لمشهد اللوحة كخلفية ظلامي إحباطية, فكانت بجدارة " عاصفة" وسط سكون اليأس والإحباط والذهول العربي.

ثم تقدمت الحركة لتوحد جبهة المقاومة العربية الفلسطينية, وتعلنها مسيرة تحريرية لامجال فيها للمهادنة ولا للاعتراف ولا للمساومة على الثوابت والحقوق, حتى أممت القرار الفلسطيني وجعلت من " منظمة التحرير الفلسطينية" كيانا سياسيا وعسكريا واقتصاديا, كمؤسسة فلسطينية متكاملة وذات قرار بطابع فلسطيني مستقل, مميزة للمنظمة عن سابق عهدها, كمؤسسة متوحدة في اسمها, مختلفة الأيدلوجيات والمشارب السياسية, انطلاقا وتبعية لفلك إيوائها في تلك البلدان العربية, حتى امتلكت حركة"فتح" زمام المبادرة ورقبة القرار داخل هياكل "م.ت.ف" كحركة فعل أغلبية , وكان ذلك بالتوافق وتقاسم المهام والمسئوليات مع باقي فصائل المقاومة المنضوية تحت سقفها, وسارت الأمور على خير مايرام, بل وأقدمت المنظمة بقيادة " فتح" على تشكيل وحدات مقاتلة أشبه بمؤسسة الجيوش الميدانية, وكان أهمها ما أقيم على الساحة اللبنانية , التي احتضنت الثورة الفلسطينية في زمن كان الشعار به ثورة ودعم الثورة للتخلص من عقدة العجز وروح الهزيمة, وكان الشعار العام تحرير لكافة الأراضي والكرامة العربية, وبقي الوضع على حاله من استثمار لزخم الثورة وامتدادها إلى عمق كيان الاحتلال, لنقل المعركة إلى خاصرته وخطوطه الخلفية, ولم تكن أي قيمة لمصطلحات التسوية, وحتى من يجروء على إطلاق كلمة تسوية؟ لأنها في زمن الثورة وشمولية شعار التحري, يعني التسوية رديف للخيانة والعمالة والمؤامرة, كان كل هذا بفعل زخم الفعل العسكري لخندق المقاومة وطليعته أول الرصاص"حركة فتح".

لكن استمرار فعل المقاومة الشرسة, وتسليط الضوء على شرفها, وعدم تجرؤ كائن من كان على طرح استثمارات سياسية لذلك الزخم الثوري الممتد حتى أواسط السبعينات, ومع بدء تحميل الأنظمة العربية مسئولية احتضان وضيافة تلك الايدولوجيا الثورية الخطرة, وما لذلك النقد والتهديد من مخاطر على ركائز العروش العربية, إضافة إلى الشعور بالدونية القيادية الوطنية لتلك الأنظمة العربية, أمام القيادة الثورية, جعل من بعض الأصوات الخافتة ترتفع شيئا فشيئا, بداية بالعزف على وتر استثمار ذلك الرصيد النضالي المعمد بدماء شهداء العرب , من اجل تحقيق مكاسب سياسية استجابة إلى نداءات المجتمع الدولي, حتى وصلت في الدفع بإغراءات وزيادة وتيرة العمل السياسي إلى ملاعب الأمم المتحدة, وتحقيق انجاز كمشروع عربي لاعتبار " م.ت.ف" عضو مراقب في هيئة الأمم المتحدة وصولا إلى الاعتراف الصريح, بان منظمة التحرير الفلسطينية, الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده, ورفع أي وصاية عربية وتمثيل آخر له, وأصبح نهج الدفع باتجاه المسار السياسي ينطلق من تغير على الشعار التحريري العربي بواسطة وحدانية أداة البندقية, مرورا بالمؤتمرات الدولية للإعلان عن انطلاقة زخم العملية السياسية, وإعلان الدولة الفلسطينية, وصولا إلى شعار يجسد ويترجم الاتجاه للتخلص من نقمة زخم المقاومة على الأنظمة, واتخاذ قرار إجماع بين فرقاء على مفهوم الشرف, وشركاء بوفاق على أيدلوجية" السلام والتسوية كخيار استراتيجي ووحيد للتحرير".

وقد سبق هذا التطور صوب هاوية وحل التسويات, أكثر من مضايقات, واعنف من مؤامرات, بل نصبت الشراك وافتعلت الخلافات مع المقاومة, ومع الهيكل العسكري لمنظمة التحرير وخاصة مع الزخم العسكري الفتحاوي, حتى وصلت إلى الصدامات, من اجل خلق مبررات كانت ترسم في الخفاء, لإخراج مشهد التسويات التي أصبحت الأنظمة التي اضطرت على غير قناعاتها في وقت شمولية شعار الثورة والفداء إلى تبني أجندات مشابهة, لكن سرعان ما انكشفت أنها أجندات مشوهة مشبوهة, وقد تكالب الجمع على إقصاء خلايا العمل العسكري الميداني الفلسطيني, إلى منافي الأرض, والتبروء من تهمة دعم المقاومة العسكرية, حتى أصبحت الخيانة وجهة نظر, وتم إقصاء الهياكل العسكرية والأمنية لحركة "فتح" خاصة إلى بلاد ضيافة تهيئها إلى زخم الإستراتيجية التسوية السلمية, هذا تزامنا مع عدوان صهيوني شرس على أهم التجمعات العسكرية الفدائية في لبنان, ومن ثم تفعيل كل أدوات المجزرة في المخيمات الفلسطينية, التي أصبحت بلا حماية, وبواسطة أذناب العدو الصهيوني وشركائهم من العرب الصامتون على المجزرة الصهيونية العربية صمت قبور الأموات.

كانت المؤامرة العربية قد انقشع عن وجهها القبيح ضبابية الادعاء, وكانت بموازاة فعل إجرامي صهيوني في كل أماكن تواجد الثورة الفلسطينية, مما وجه طعنة قاسية في خاصرة م.ت.ف وقيادة حركة"فتح".
ووسط طوفان المؤامرة والتآمر والعدوان, ترك بابا وحيدا مواربا للقيادة الفلسطينية, وتم حرق رايات التحرير, واستبدلت بشعار التسويات أو زيادة النفي والهلاك, وحينها لم يجد بد قادة الثورة الفلسطينية من الانحناء قليلا في مواجهة هول عاصفة التسوية العربية الدولية الصهيونية المضادة, بعد عاصفة الانطلاقة الثورية الأولى, وشتان بين عاصفة التحرير والتسوية, لكن الأمر والمسئولية تطلبت مزيدا من قراءة المشهد العربي العام, وتقدم صوت الأنظمة بالفعل على صوت الجماهير بشكل قوي ومرتد عن زمن إستراتيجية الثورة والتحرير, وصولا إلى إستراتيجية التهدئة والتسوية, فما كان من القيادة الفلسطينية والتي تتزعمها "حركة فتح" إلا بإعادة صياغة معطيات المشهد وقبول تحدي أيدلوجية التسوية المرفوضة والمفروضة, بما لا يتعارض قدر الإمكان مع ثوابت التحرير, فكانت كما أعلنها زعيم الثورة" شهيد القدس والثوابت- ياسر عرفات, " بندقية باليد اليمين وغصن زيتون باليد اليسار " وطالب على مسمع العالم بالا يسقطوا غصن الزيتون.

وهنا بدأت مع بعض الخلافات داخل حركة فتح خارجيا وداخليا, رحلة المزج بين تحرير بواسطة البندقية, وتحرير بواسطة الأدوات السياسية, وكنت ومازلت وسأبقى ارددها حتى آخر يوم في حياتي," سياسة دون مقاومة صفر وأدنى, ومقاومة دون سياسة هدر وتشتت, مع ثبات الثوابت" ومن ثم تم إعادة صياغة الاحتضان العربي في زمن الردة وفق شعار التسوية الجديد, وكم تعرضت القضية إلى مذبح التصفية تحت مسميات التسوية, فصعدت فتح من مقاومتها بالتزامن مع باقي الفصائل المختلفة على جدوى التسوية من عدمه, ويكفي أن نقول أن الزعيم الخالد - ياسر عرفات دفع حياته ثمنا لرفض أي تسويات هزيلة هي اقرب إلى التصفية, وأعلنها مدوية " للقدس زاحفين شهداء بالملايين" فكان سيد شهداء- القدس ومازال هناك قابعا في ضريحه الذي لن تستقر به روحه, إلا باحتضان تراب القدس لجثمانه الطاهر, وكله على الله يسير.

تلك الرحلة التي انطلقت من أقاصي البلدان العربية بالتحرير صوب فلسطين, ثم ارتدت إلى المنافي بالإقصاء والمؤامرة والتقصير, ثم تم إعادة صياغة المزج بين أيدلوجيا التسوية والتحرير, وتم الدفع بالمؤسسة القيادية الفلسطينية, على قاطرة التسوية العربية إلى قلب فلسطين, وتبين أن الأمر, لا بل المؤامرة, تصفية لاتسوية ,واستسلام لا سلام , فتم حسب مقتضيات الأمر إعادة صياغة أدوات الحوار مع العدو من الداخل ولكن هذه المرة دون حضن عربي لا باحتضان ثورة ولا باحتضان تسوية, فكانت الثورة الداخلية وهبة الأقصى, وانقلبت الطاولة السياسية بسبب تزوير أجندة المواصفات السياسية المعروضة مسبقا, والمخالفة واقعيا, ثم تطلب الأمر مزيدا من التمرد على "شرك" التسويات المزعومة, فتم عسكرة انتفاضة الأقصى, وفلت لجام القيادة, حتى اختلط الحابل بالنابل, وقد امتزج الفلتان المسلح, بالمقاومة المسلحة, حتى فقدنا كل عوامل التوازن, وأصبح كل يدلي بدلوه باسم المقاومة والتحرير, وهذا بحد ذاته ألقى بظلاله بحجم المسئولية على حركة فتح, وانفلاش هيكلي, وتنافر حلقاتها, حتى وصلت الأمور إلى العمل اللاتنظيمي واللامركزي, وكل في فلك يسبحون أو يعبثون , وبرزت ظاهرت تعدد القيادات وتشرذم المسميات تحت مسميات كتاتيب وليس كتائب, فرقة بعد وفاق, فكانت الأمور كتحصيل حاصل تنبئ بعاصفة داخل حركة فتح, كان أولها على المستوى القيادي ذوبان كادر ورموز الحركة داخل سلطة وطنية فلسطينية, حتى كاد أن تتلاشى معالم الحركة كتنظيم ثوري, وحتى على مستوى المغالاة في إذابة طابع الحركة التنظيمي داخل كيان سلطة في مهب الريح, كتبت في قراءة لما بين سطور معطيات الحاضر, والتنبؤ بوجه غريب ممسوخ ليس بحقيقة فتح مستقبلا,كتبت" أنقذوا فتح" فزادوا في إغراقها وتجاوزها تحت مغريات لعنة الكرسي البغيض, وحتى ذلك الكرسي المسخ الذي لو دام لأحد لما وصل لغيره, وانطلاقا من الحرص على أصول الريادة الحركية لحركة" فتح" حتى في منافستها الشرعية للقيادة الوطنية, كتبت" هناك تقارب في الرؤوس" ولا حياة لمن تنادي, وكتبت نتيجة بداية ظهور الصياغة الجديدة, وفق معطيات تسوية يتم جلب الفصائل المعارضة إليها بإغراء السلطة, كتبت" على فتح أن تجهز نفسها لكرسي المعارضة" وناديت إذ أسمعت حيا , لقد طمس بريق السلطة الزائفة على معالم الحركة التنظيمية, فختمت كتابة نهاية المشهد المتجسد واقعا لا محالة" انتم على عتبات الأربع العجاف"

ومن ثم انتقلت أيدلوجية المزج بين التحرير والتسوية إلى حركة حماس التي ظفرت بالسلطة, ثم مالبثت أن اكتشفت المكشوف أن المطلوب تصفية للأداة العسكرية وإبقاء الأداة السياسية, فانكفأت على نفسها, معلنة تارة استمرار المقاومة حتى التحرير, وتارة أخرى قبول التهدئة والهدنة والتسوية بنفس المعطيات, وصولا إلى لجم المقاومة واو تأجيلها بعد تأجيجها, مقابل رفع الحصار عن " غزة" ووقف استهداف القادة والاغتيالات, ووقف العدوان, والتشبث بسلطة زائلة لامحالة وكأنها نهاية المطاف.

وفي الختام فان مايدور على ساحة حركة فتح حاليا من مهاترات وحراك صعودا وهبوطا وتحديات, ماهو إلا إفراز رحلة التيه والابتعاد عن روح الثورة والهيكل القيادي التنظيمي, الذي يكفل ريادة للمشروع السياسي والطموح الوطني وفق ثوابت فلسطينية, ليس منا ولا بيننا من يساوم عليها, وأقول هنا رغم الصخب الذي يدور خارج حدود الأطر التنظيمية"حاليا", والذي وصل إلى حدود تقديم المادة الدسمة للفضائيات, لدرجة تجرؤ بعض الواهمين, أن حركة فتح تحتضر وذاهبة بلا عودة, أقول بكل الحسابات الوطنية, أن التغيير ومقاومة التغيير سيؤدي حتما للتغيير, مهما بلغت حدة الخلافات والتي يستخدمها البعض للدلالة على مستقبل لايكون" لفتح" به مكان الريادة فإنني أقول انه واهم, بل أن مجرد التفكير بغياب فتح عن المشهد العسكري والسياسي والقيادي, إنما يتبنى أيدلوجية الانهيار الشامل. وأطمئنه بان هذه الحركة والتي تتعرض إلى منعطف الخلط والمزج الغير سوي والمستحدث على غير ثقافتها, هي حركة سرعان ما ستنهض لتجسد الجماهيرية الشعبية, والديمومة, والعاصفة قريبة أكثر مما يتصور البعض, وهي عاصفة حتما سلمية لادموية ولا انشقاقية كما يتمنى أو يغرد البعض, ستعيد لفتح هيبتها.

ولعلي هنا أوضح أنني أتحدث عن حركة ثورية, وريادة ثورية أكثر من ريادة سلطوية, أقول على حركة فتح أن تتجاوز تلك المهازل الإعلامية الفضائية, لأنهم يجرمون بحق أنفسهم قبل إجرامهم المستمر بحق حركة الديمومة الثورية, وأقول أن على فتح أن تفيق من غفلتها, وتنتبه إلى خطوط العودة الثورية جيدا, فإمكانية انهيار السلطة وارد, وإمكانية شمولية الثورة من جديد وارد, وحاجة الحركة إلى ميادين عربية ثورية لا يجب أن يستهان بها, فلو كان الخيار الوحيد هو إما تسوية وسلطة!!! وإما سلطة دون تسوية!!! أو تهدئة وسلطة!!!أو سلطة دون تهدئة!!! فان في ذلك استغباء متعمد, وعدم التفكير بخطوط العودة والأمان حيث لايريد البعض مجرد تصور المشهد وضياع الجاه والثروة والنفوذ ففي ذلك جريمة.

لكن الأمر يتعلق بالفرصة الأخيرة, وأكررها الفرصة الأخيرة في مسار التسوية, والتي تقبل عليها القيادة الفلسطينية, وإعلان الرئيس - أبو مازن بوضوح قبول تحدي السلام, وقبول منهج التسوية على أساس سلام شامل وعادل, بمرجعية القرارات الدولية, والانسحاب الصهيوني إلى حدود الرابع من حزيران 1967 , وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, وفق قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات الرباعية والمبادرة العربية, وهنا أقول كما قلت سابقا وبينت بعض مواطئ الخلل , لان طبيعة المرحلة بعد رحلة الهبوط أو الصعود من المنافي إلى ارض الوطن, أن يتم المزج بين ن أدوات التحرير وأدوات التسوية, وهذا يعني أن يتم تقاسم الأدوار وإيجاد أرضية لقاء بين سياسة ومقاومة, لايطمس إحداها الآخر, يتراجع أي منهما لصالح الآخر بحجم السلوك الصهيوني, وفي هذا الوقت العصيب وقريبا ستصل ذروة التغيير داخل حركة فتح إلى حدود العظام, والمفترض أن يتوافق الحديث والقديم على عدم إحداث شرخ وكسور في تلك العظام, بل العمل على كسوتها من اللحم الحي الثوري النابض, ولن يتآتى ذلك إلا بتوافق, واني على يقين من حدوث ذلك التوافق عندما يتحرك الشرفاء قريبا لرأب الصدع, أو عندما سيجد الجميع أنهم يتناحرون والمركب يغرق, وعلى البر الآخر كثيرا من الأقوام يتهامسون ويتربصون, فسوف تنطلق عاصفة جديدة تنهض بفتح من كبوتها, لتختار وسط منعطف الامتزاج طريقها, ولا طريق لها إلا التحرير.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة
- وثيقة الخليل ومهزلة المبادرات
- ردا على وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي (( ليفني))
- مصر عمق استراتيجي فلسطيني
- حماة عرين القدس
- حمى الله مصر و فلسطين
- وداعا يارفيق الدرب .. وداعا ياحكيم الثورة
- الفصائل الفلسطينية المتحدة
- مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية
- عين على بوش وعيون على هيلاري
- السلطة مقبرة الرموز التنظيمية
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية
- أفتوني يا كل علماء النفس والسياسة ؟؟!!
- قراءة أولية لقوات الفصل الدولية ؟؟!!
- الخطر الصهيوني مابين ديختر وريختر
- تداعيات الأمننة والأقصدة على القضية الفلسطينية
- مهرجانات الاستفتاء والمقارعة بالجماهير


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - حركة((فتح)) ومنطلقات المزج بين التحرير والتسوية؟؟!!