أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - ايمان ادهم/واستلهام التراث الأسلامي















المزيد.....

ايمان ادهم/واستلهام التراث الأسلامي


حسين الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:44
المحور: الادب والفن
    



من خلال نظرتنا واستعرضنا لتطور الفن الإسلامي خلال العصور التي مرت نجد
ان هناك تحولا واضحا"حدث في الآفاق الجديدة منذ سقوط بغداد على أيدي المغول سنة656
من حيث التعبير والقيم الجمالية العالية واتجه الفن التشكيلي الى مسارات عدة اتخذت مستقرا"لها واصبح وضوحها وأسلوبها مميزا"،بدءا" من فن العمارة الى دخول الفن الإسلامي في حياكة النسيج والسجاد إلى اقتحامه التصميم الصناعي وهو جزء من أساليب فنية أخرى دخلت في هذا المجال كان الفنان الإسلامي واقع بين فكر الهّي منزل يجهد نفسه بأن لا يقع في محذورات التحريم وبين امتلاكه لأرث حضاري كبير منذ فجر التاريخ، حضارة وادي الرافدين وحضارة وادي النيل، لكن بعض فتاوى علماء السلمين سهلت على الفنان للولوج في طريق الفن التشكيلي بطريقة غير مباشرة كتزيين الكتب ورسم الحكايات والمقامات وقد برزفي تلك الفترة يحىبن محمود الو اسطي في مقامات الحريري
والفن الصناعي أو التصميم الصناعي هو فرع من فروع الفنون الأخرى تم فتحه في الأكاديميات
وكليات الفنون الجميلة في مصر والعراق ولبنان لما لهذا الفن من أهمية كبرى في دخول جميع
مرافق الصناعات الهندسية وتصميم الأقمشة انه فن اتخذ للحاجة الصناعية،ويبقى الفنان يتلقى أوامره من رب العمل وحسب الحاجة للتصميم وهي حالة مهما تكون فهي آمريه وقسرية وبالتالي يصبح جزء من الآلة وضمن العرض والطلب، ولكن هناك حالات استثنائية لايمكن ان نبني عليها حالات إبداعية ثابتة قام بها الفنان هنا وهناك، وإيمان ادهم خرجت من هذه القاعدة قبل ان تقتنصها الآلة وتصبح أسيرة لها،فهي فنانة متفجرة في داخلها لاتعرف السكون بالرغم من كونها تنتمي إلى هذا الفرع ،لقد هربت بعيدا"من شرنقة المعامل محلقة" بأفكارها الإبداعية في سماء الفن الإسلامي ومثاليته وجماليته الرائعة واستلهمت المورث والتراث الذي يملا البنايات في الحارات القديمة وفي الأسواق التراثية المصرية وأبت إلا أن تطرح نفسها بأعمالها الجميلة مستلهمة روحية الفن الإسلامي لتقدمها بطبق الحداثة المبهج،اعتبارا" من الزخرفة الإسلامية مرورا" بالأباريق العباسية والأندلسية 0
ان لوحة(أباريق) تحدثنا عن هذا السفر الجميل والاختيار الواعي وتعطينا انطباعا" مدهشا"عند النظراليها بشكل عام ولو ولجنا داخل تكويناتهالايمكن ان نجد ثغرة واحدة ينفذ منها ضعف في التكوين اواللون، ان الحلم الرومانسي الذي ينبعث السحر من بين ثناياه هو المغزى الذي طرحته إيمان ، أن حلمها الذي نشرت جماليته على اللوحة،هي التي دبرت التعشيقات والزوايا والنوافذ المدورة والخطوط الانسيابية المتعانقة مع بعضها البعض الآخر لتعطي لنا شكلا" جماليا" ثابتا" في (الرجعيات)الزخرفية العربية الإسلامية،أنها تختفي خلف كل هذا لتقص علينا حكاية الحلم وراء الستائر مثل ربات القصور من الأميرات وهن يتحدثن في أمور الحياة من خلف هذا الشكل الستائري 0
أما الجانب الثاني المتكون من الأباريق الأسلامية( العباسية والأندلسية) المتطاولة مع الجانب الستائري ، هذه الأباريق المتكئة بحنو جميل على بعضها في فراغ الوسط وتتطاول إلى حد الغيوم متوجة نهاياتها بكاسة دائرية الشكل مثل تلك التي كانت مستخدمة في القصور العربيةوالأسلامية تزيّن قاعدتها زخرفة ثرة متكونة من أقواس وأهلة تحيط بزخرفة وسطية جميلة وعلى التكوين بكامله وزعت مساقط النور الذي لامس التكوينات في أماكن متوازنة شدت هذا التكوين شدا" محكما"، وتكوين اللوحة بشكل عام يغرق بغيوم رمادية مستوحاة من أجواء شتائية هي الأقرب إلى الأجواء الأسبانية مثلا" أو إلى أجواء البحر الأبيض المتوسط والذي يشكل التدفق الهارموني للوحة، إنها لوحة تعج بمثل عليا رغم الحرفة الصناعية التي فرضها الأسلوب الصناعي وهذا هو اختصاص إيمان ، لكنها ذهبت بعيدا عن هذا القالب المحدد الذي يلغي الإبداع وحلم الفنان ، هي كالفنانين الأسلاميين الذين أبدعوا من خلال غوصهم في بواطن الأشياء وابتعدوا عن التشخيصية في الرسم هروبا"من المحذورات الدينيية(( الفكر الإسلامي الذي يتقبل رسوم ما ليس له روح من المخلوقات)) ولكن نرى ان هناك دعوات تتسامح بعض الشيء مع الرسم 0
ويذهب بابادو بولو في التمهيد لنظريته عن (( واقعية العالم الممثل اوعام الهياكل المستقلة))
(( ان السمات الموضوعية التي عرضناها- هي التي تميز كل الأعمال في جميع الأمصار الأسلامية بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر لم تكن سوى مؤثرات خارجية لثورة اكثر عمقا" عرفتها جماليات الرسم ، وتتجه هذه المؤثرات العامة للتدليل عاجلا" أم آجلا" على جواز الرسم وعدم مخالفته للتحريمات المعروفة )) لقد استلهمت ايمان بوعي التراث الإسلامي والريازة الأسلامية في فن العمارة وكانت هذه الريازة ملفتة للنظر يتجلى فيها فن الزخرفة والتكوينات الأخرى التي تعطي شكلا" جماليا" راقصا"، وهناك كثير من الأمثلة التي استخدمها الفاطميون اثناء حكمهم لمصر في بناء المآذن والقباب والأضرحة 0
فقد (( تطور بناء المحاريب كثيرا" حيث أيحيط جدار المحراب بإطار كبير مستطيل تمتد عليه
الزخارف والكتابات الكوفية فاصبح شبه ستارة مزركشة مسدولة على الجدار فوق المحراب وعلى جانبيه، كما تحولت أنصاف القباب التي تعلو المحاريب إلى أشكال محارات شمسية تنبثق ضلوعها من دوائر وسطى، وتحولت عقود المحاريب المتتابعة إلى مجموعة من العقود المقرنصة أو الطاقات المسطحة )) (المورد العدد الثالث 1976- شريف يوسف- تاريخ فن العمارة العربية الأسلامية ) وقد اقتربت إيمان كثيرا" من هذا الفهم عندما ترجمت كثير من الأشياء بروحية جديدة يمكن إظهارها ونشرها بشكل واسع في مختلف اوجه الفنون وقد خرجت لوحاتها بهذا الإطار الحديث المجدد وهذا الأسلوب المتفرد0
بقى ان نقول بان إيمان ادهم هي :-
1- خريجة كلية الفنون التطبيقية من جامعة حلوان بمصر سنة 2000 متخصصة بطباعة المنسوجات
2- حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في نفس التخصص سنة 2003
3- تحضر حاليا"للماجستير عن سلفا دور دالي
4- شاركت في ثلاث معارض في القاهرة



#حسين_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيول فائق حسن اليتيمة
- خاد الجادر/ الطائر المهاجر وصاحب الرؤيا التعبيرية الغنائية
- الحسين ثائرا والحسين شهيدا
- اورحكاية الزمن الخالدة
- اور حكاية الزمن الخالدة
- جذورالفن السومري /القسم الرابع /النحت بين شرعية الريادة والأ ...
- جذور الفن السومري / تماثيل كوديا تحتل مكانتها بين فنون العال ...
- شاكر حسن ال سعيد / احد رواد الحركة التشكيلية والمنظر لها
- جذور الفن السومري /الملكة (بو- آبي ) (شبعاد )/وفنانو والأدوا ...
- خيول فائق حسن اليتيمة
- مقهى عزران البدري / ظاهرة الأدب في الناصرية
- فتشها المخبرون
- خالد الجادر الطائر المهاجر وصاحب التعبير الغنائي
- جذورالفن السومري


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - ايمان ادهم/واستلهام التراث الأسلامي