أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - الرفيق الشهيد عبد الأمير يحي الموسوي














المزيد.....

الرفيق الشهيد عبد الأمير يحي الموسوي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رفاق في الذاكرة

قد يرث الأبناء عن آبائهم الكثير من السجايا والصفات والطبائع والسمات،ولكن أن يتوارثوا المبادئ والأفكار فهذا من النادر القليل،وأبو سلام واحد من هؤلاء،فقد ورث عن والده النفس السمحة الرضية،والوجه البشوش الباسم،والروح الهازئة المرحة،والدعابة اللطيفة المحببة،والصلابة والاندفاع إلى حد الجنون،وتشرب بالمبادئ السامية التي ناضل والده من أجلها وسعى لتحقيقها والذود عنها بروح مفعمة بالتفاؤل ونفس راضية بما تقدر الأقدار.
لقد آمن أبو سلام بالمبادئ الشيوعية منذ نعومة أظفاره،وتشرب بحب الوطن منذ الصبا والشباب،وآمن بإرادة الشعب،وكان لوالده أبلغ الأثر في هذه التربية،وهذه النشأة السليمة،ففي منزلهم تعقد الاجتماعات،وتقام الاحتفاليات الصغيرة في المناسبات الوطنية،بعيدا عن أعين السلطة،فلا عجب أن يكون الابن على سر أبيه،وأن ينهج نهجه،فانتمى لاتحاد الطلبة العام في سن مبكرة،ومارس العمل في صفوف الشبيبة لنشاطه واندفاعه الشديد،وأخذ طريقه إلى الحزب الشيوعي،فكان كثير المؤهلات،ونال شرف العضوية في وقت قياسي لنشاطه الدائب وحرصه الشديد على تنفيذ ما يناط به من مهام ،ويكلف بواجبات،وأخذ سهمه من النضال والذود عن كرامة الوطن وشرف المبادئ،وأندفع بروح جهادية عالية لا يتسرب إليها الخوف ،ولا ينالها الوهن،فيصبح علما بين ألأعلام الكثيرة التي ترفرف في سماء القاسم المناضلة،وكان مثلا أعلى لأقرانه وأنداده في حسن السيرة ونقاء السريرة،والاجتهاد في كل ما أوكل إليه من مهام،فتراه قائدا وليس بقائد،وزعيما وليس بزعيم،فتجمع حوله الكثير من الشبيبة والطلبة ممن أعجبوا بمزاياه الرائعة،وتأثروا بأفكاره السديدة،فكان طريقهم لولوج باب الحزب الضيق تلك الأيام،عندما كان يتوخى النوعية في الاختيار ويخضع رفاقه للتجارب حتى يصقلهم النضال وتعركهم الأيام ليأخذوا طريقهم لنيل شرف العضوية،وعندما أصبح معلما كان مثالا للمعلم الجاد الملتزم،فأعطى الكثير من وقته لعمله،والأكثر لمهامه النضالية،ويزاوج بين الاثنين فلا يتحيف جانبا على جانب،وكان له النشاط المتميز في نقابة المعلمين،والدور المشهود في التظاهر والمسيرات،ولصق المنشورات وتوزيعها،والروح الاقتحامية التي لا يأخذ الخوف طريقه إليها في أحلك الظروف،مما أدى به أن يكون الزبون الدائم لدوائر الأمن،والهدف الأمثل لرقابتهم،فكانوا يحصون عليه أنفاسه وتحركاته،ولكنه بما عرف عنه من قدرة على المناورة والمراوغة يستطيع الإفلات منهم والتخلص من رقابتهم ليؤدي ما عليه من واجبات وما يوكل له من مهام،فيؤدي دوره على أحسن ما يكون الأداء،وكان في أوائل المعتقلين عندما يلصق منشور على عمود،أو يوزع بيان في شارع،فما أسرع ما يداهم الأمن منزله ليكون في أوائل المعتقلين،لذلك كان فراشه مهيئا لينتقل من سكنه المؤقت إلى سكنه الدائم في سجون النظام وأقبيته وزنازينه العفنة.
وكان لوالده السيد الجليل ،والخطيب الحسيني المعروف أثره الكبير في هذا الاندفاع،فقد أعفاه من مسؤولية الأسرة،وما تتطلبه العائلة،فكان حصنه الحصين في ساعات الشدة والرخاء،وما أن يعتقل حتى يرتدي لباسه المحترم ويتمنطق حزامه الأخضر وينطلق لمتابعة أمره بما يمتلك من مهابة واحترام وتقدير،لمركزه الديني وشكله المهيب ووجهه المنير المنبئ عن ورعه وتقواه ،فيكون سبيله للخروج من سجنه.
وبعد أن ضاقت عليه المسالك ورأى في بقائه في القاسم مصدر خطر عليه ارتأى الابتعاد عن الأضواء والانتقال إلى مدينة الحلة والخروج عن دائرة الضوء وأعين السلطة التي تحصي عليه حركاته وسكناته،ليضيع في عباب المدينة الكبيرة،ولكن الأقدار لا تألوا جهدها في دفعه لمصيره المقرر،فكانت انتفاضة آذار الباسلة التي أنتفض فيها الشعب بمختلف قواه الوطنية،فطاف على خياله طائف أخيه الشهيد الرفيق صاحب الذي تناولناه في حلقة سابقة،وأطياف الأحبة من رفاقه الذين غيبهم النظام الدكتاتوري المهان،فأنبعث ما كان خزينا في داخله ليطرح بكل المخاوف وما تتطلبه مسئولية الأسرة من تحرز،فيشارك باندفاعه المعروفة،فقد آن الأوان للانطلاق ومواجهة الحكم الدكتاتوري الأهوج،فكان في أوائل المناضلين الذين لعبوا دورا مشرفا في الانتفاضة الشعبية الباسلة،ويؤدي واجبه الوطني على أحسن ما يكون الأداء،فها هو اليوم الذي أنتظره كثيرا وآن له أن يوفي بما في ذمته من دين لشعبه وحزبه،فأندفع بتلك الروح الاقتحامية التي تحملت الكثير في سنوات القهر والاستبداد،وتفشل الانتفاضة لعوامل كثيرة أهمها رغبة الإمبريالية العالمية بإبقاء النظام،ومحاولة البعض تجييرها لصالحهم والاستفادة منها في تمرير مخططاتهم،فأنقض أزلام السلطة العفنة للانتقام ممن بقي من رجال الانتفاضة الشجعان،وكان أبو سلام ممن قبض عليهم،وغابت آثاره في دهاليز وأزقة الأمن العفنة،وبعد سقوط النظام الجائر عثر على جثمانه في مقابر المحاويل الجماعية،وأقيم له العزاء بحضور رفاقه النجباء وأصدقائه الأوفياء،وقيادة الحزب في بابل.
فأبكيك يا أبا سلام أخا ورفيقا ومربيا ومناضلا باسلا،فنم قرير العين فها هو ولدك الدكتور (سلام) شعلة وضاءة على الدرب الذي سرت عليه واستشهدت من أجله،وستبقى في الذاكرة ما بقي حزبك العتيد خالدا في ضمير رفاقك وزملائك وأصدقائك،يستلهمون العزم في نضالهم العتيد لبناء وطن حر وشعب سعيد.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا... فؤاد التكرلي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات/5
- (أنه المسيكينه)
- هل كان الحزب الشيوعي العراقي مخطئا في تأييد قرار التقسيم
- ( وثيقة عهد بالدم)
- نحو وحدة الشيوعيين العراقيين
- ملحمة الكاظمية 8 شباط 1963
- انقلاب شباط الأسود(2&1)
- وحدة الشيوعيين العراقيين..تحتاج إلى سلام عادل جديد
- مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة
- في يوم الشهيد الشيوعي
- حول أيجاد حلول لمشكلة الكرد الفيلية
- انهيار المعسكر الاشتراكي.. الأسباب والتصورات/4
- أنهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(3)
- رأي في قانون العفو العام
- وين ماكو حافي صاير صحافي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(2)
- انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1
- الأكراد ضمانة لقوة التيار الديمقراطي وفاعليته
- وقفة لوالد الشهيد أمام صورته


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - الرفيق الشهيد عبد الأمير يحي الموسوي