|
الطلاق ! سجن للمرأة وحرية للرجل
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:23
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الطلاق كابوس تفزع منه كل النساء ، لأنه يعني الوحدة والمسؤوليه ، وحزن على الماضي وخوف من الاتي . تحّرمه بعض الديانات كالمسيحيه ، اما الاسلام فبالرغم من انه يعلن ان الطلاق ابغض الحلال الى الله ،الاّ ان بعض المسلمين يعشقون هذا الابغض لدرجة ان يكاد يفهم انه الاحب الى الله . وكذلك الحال لبعض الطوائف المسيحيه التي احلّت الطلاق ولكن لا لعلّة الزنا كما صرّح بذلك السيد المسيح ،بل لعلل تافهة اخرى للاسف الشديد . الطلاق كلمة ترعب الاطفال لأنه يعني لهم تمزق وتشتت شمل العائلة ، فتراهم يفزعون منه اكثر مما تفزع منه امهاتهم ، لأنهم سيفتقدون الدعة والامان ، وسيشعرون بان هنالك شيئا مدمرا قد حل بالعائلة السعيده ،وبأنهم سيحرمون من عطف احد الابوين ،فيحاولون وبشتّى الطرق منع وقوع الكارثه ، ولكن جهودهم تذروها الرياح في معظم الاحيان . ان ما يثير الحيرة هو كثرة تعدد حالات الطلاق في الغربة عنه في داخل الوطن ، فبدل ان تتعمق المودة بين الطرفين ، وبدل ان يحتضن كلاهما الاخر ، وبدل ان يواسي كلاهما الاخر ويتمسّك به ،نرى العكس يحدث تماما ، فكل منهما يحاول ان يختلق الاعذار لنفسه ويلقي باللوم على صا حبه ، ولكن لوتمعّنا في الامر لرأينا بأن اغلب المشاكل هي مشاكل مادّية بحته ، فكل منهما يريد التحكم في دخل الاسره ،والسبب هو انعدام الثقة بينهما ، لان كل منهما يفكر في الطريقة الذكية في مساعدة اهله دون علم الطرف الاخر . وعند افتضاح سر اي منهما تثور ثائرة الاخر ، وهكذا دواليك . هنالك اسباب اخرى للطلاق ولكنها نادرة الحدوث ، كالخيانات الزوجيه ، وغالبا ما تتم من قبل الزوج فقط ، فتثور المرأة انتقاما لكرامتها اولا ،وحزنا على ضعفها و جبنها ثانيا ،لأنها لا تمتلك تلك القدرة في الخيانه التي ينفرد بها الرجل ، وثالثا لأنها تندم على عشرة طويلة تتراوح بين السعادة والشقاء والعوز والصمود والتضحيات الجسام التي يتنكر لها الزوج في غمضة عين ، بينما تعيشها الزوجة لحظة بلحظه وثانية بثانيه . قد يقف طموح الرجل وراء بعض حالات الطلاق ، فنراه طيرا محلقا هنا وهناك يبحث عن مصدر رزق في مكان بعيد عن جو الاسره ، مما يجعل المرأة في حالة شك وتساؤل : ترى الا يوجد هنالك مصدرا للرزق الا في البلدان النائية ،وهل يعتبر الرزق حلالا عندما يقع احدهما في الحرام نتيجة الجوع والحرمان العاطفي المستمر ؟ الا يفكر الآب في الفراغ العاطفي الذي يحسه اولاده في هذا الغياب الذي قد يطول اشهر عديده ؟ لا يخجل الرجل من اعلان الطلاق ، لأنه بالنبسة له نهاية البدايه ولكن بالنسبة للمرأة فالأمر مختلف تماما ،لأنه بداية النهايه ، خاصة بالنسبة للام التي تريد ان تحتل دور الاب ايضا لتعوّض اطفالها حنانا وعطفا كبيرين كي لا يشعروا باليتم ووالدهم على قيد الحياة . نصيحة لكل رجل يتمتع بالانانية وحب الذات ، ان يفكر الف مرة قبل ان يقبل على الطلاق ويوجه لنفسه الأسئله التاليه : هل يحب زوجته كحبه لنفسه ؟ هل اشعرها بحريتها في اختيار الصديقات والاصدقاء ام انه يفرض عليها الاختيار حتى وان تعارض ذلك مع رغبتها ؟ هل منحها الثقة التامه في الامور العاطفيه والاقتصاديه؟ هل بامكانه التغاضي عن الاخطاء البسيطه واللامقصودة من شريكة حياته ؟ هل منحها الحب والحنان في وقت مرضها كما هو الحال في وقت معافاتها ؟ هل قدم لها الهدايا في المناسبات والاعياد ام انها لم تعد بحاجة الى ذلك بعد الزواج ؟ هل فكر في تقبيلها في مكان اخر من المنزل غير سرير الزوجيه ؟ هل يغار عليها ويشعرها بانها اغلى ما لديه ؟ هل يحتضنها بحنان وحب من وقت لاخر دون ان تطلب منه لك ؟ هل يصدّق كل ما تقول ام يدور في رأسه الشك من ذلك؟ هل افشى اسرارها ام ان سرها في مكنون اعماقه ؟ هل تصرف باموالها كأنها ماله الخاص ام ابدى زهدا به حفاظا على الثقه المتبادله بينهما ؟ هذه الآسئله موجهة للزوجة ايضا ، متمنية للجميع حياة زوجية سعيده
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتتحد كل قوى اليسار ،من اجل عراق يرفل بالاخوة والعدل والمساو
...
-
بشرى سارّه للعراقيين : دنيانه دايره على عمامه وشال اخضر!
-
الام وعلام اللطم وضرب الزناجيل والتطبير يا شيعة العراق ؟
-
عندما تسقط عباءة رجل الدين ،وتظهر عورته امام الجميع ، من ذا
...
-
الجاحد العزيز
-
حكومتنا العراقيه تجد علاجها في خارج العراق ،ولكن اين يتعالج
...
-
لا بد وان تتساقط اوراق المريضة الصفراء
-
وكأني بطائرات خادم الحرمين الشريفين
-
القانون العادل يعاقب الزاني ويعفو عن الزانيه
-
المهدي يملأ الارض عدلا وقسطا ،وجيشه يملؤها ظلما وجورا
-
عندما تواجهني ذاتي بالسؤال الذاتي : من تراني انا ياأنا ؟
-
اعتبروا من ثورة اطفال العراق ايها السراق !
-
كان هدفهم الوحيد العراق
-
المرأه العراقيه في عراق ما بعد التغيير
-
كان بامكان امريكا القضاء على الارهاب دون اللجوء الى الارهاب
-
المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه
-
بلى، الوطن انسان وارض وذكريات
-
أجهلا ام تجاهلا لمقام السيده زينب ياوفاء سلطان؟
-
الى منظمة حقوق الانسان! اخوانناالعرب البدون يستصرخونكم
-
عندما تصبح اهانة الاخرين لنا اطراء ،فهذا يعني اننا فقدنا اخر
...
المزيد.....
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
-
البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
-
مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة
...
-
“سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى
...
-
هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
-
اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر
...
-
“الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت
...
-
جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
-
لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|