أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - وديعة بوش الساخنة لخليفته !














المزيد.....

وديعة بوش الساخنة لخليفته !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ازاحت جولة بوش الاخيرة لدول المنطقة الكثير من الغموض والذي مازال بعضه يكتنف توجهات الاشهر الاخيرة من فترة حكمه ، فالتوقعات مازالت غير راسية تماما لا على بر ولا بحر او جو !
يضرب ايران ضربة استباقية ام ينضج مبررات الضرب لتتولاها اسرائيل ؟ او يدع امر التنفيذ للرئيس الجديد بعد ان يكون قد وفر كامل الاسباب المؤدية للضرب خاصة وان عامل الوقت سيكون لمصلحة التدرج وتكوين تحالف دولي مدعوم ولو جزئيا من الامم المتحدة لفرض حصار اقتصادي مؤثر تتخلله ضربات اسرائيلية سريعة وموجعة ، بعد ان تكون الاخيرة قد امنت نفسها فلسطينيا ولبنانيا باحاطة امريكية فاعلة ؟
عراقيا يسحب 50 الفا من الجنود الامريكان في العراق لصالح البقاء النوعي في خمسة قواعد ثابتة ، ويباشر العمل بعقد اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الحكومة العراقية بعد ان يروض الوضع باكمله لصالح اقرارها بالتوازي مع اقرار قانون النفط والغاز الجديد بتعديلات غير جوهرية ، وتفصيص العراق عمليا حتى لو لم يجري اعتماد القانون الامريكي غير الملزم بتقسيمه الى ثلاثة دويلات فدرالية ، وعليه ستكون موضوعة اقامة جيش عراقي حقيقي امر غير وارد لان وجوده سيسرع بالمطالبة بالانسحاب الامريكي الشامل والكامل ، تسريع الامور على هذا النحو مع تركيز نوعي لسياسة احتواء الجميع بما فيهم المعارضين والمقاومين واشراكهم بالحكم برعاية امريكية واسناد عربي تحت عناوين مدروسة كالمصالحة الوطنية ، والصحوة !
زيارة بوش للمنطقة اكدت سعيه على شحن دولها وخاصة الخليجية منها لتكون طرف مساعد في اي مواجهة حقيقية قادمة مع ايران ، حتى انه اختار دولا لها شجون معها كالبحرين والامارات ، ثم جاء الاعلان عن صفقات جديدة للسلاح مع اكبرها تأثيرا السعودية ، اما قبلته الاولى فكانت اسرائيل التي لم تشهد ما يشذ عن مواقف الادارات الامريكية المتعاقبة لكن الملفت كان تاكيد بوش على ضرورة توحد الاسرائيليين وراء تحالف اولمرت باراك والعمل على تجاوز محنة الارهاب في غزة وفي لبنان اضافة الى حرصه على ضمان امن اسرائيل كدولة يهودية حليفة ، وبعدها كانت زيارته الى الضفة الغربية حيث التشديد على ايفاء عباس بالتزاماته لمحاربة الارهاب الفلسطيني مقابل ضمانات اقامة الدولة بحدود الامر الواقع المعفي سلفا من الايفاء بحق عودة الاجئين ، وبايجاد تخريجة مرضية للاماكن المقدسة في القدس ، لم تخرج طروحات بوش عن المتوقع منه لكنه شدد على الحق الفلسطيني باقامة دولة مستقلة كاملة السيادة ويبدو ان هذا التشديد ضروري لاي رئيس امريكي يريد مايريد من الحكام العرب تماما كما حصل مع جورج بوش الاب اثناء مؤتمر مدريد الذي جاء بعد حرب الخليج الثانية !! الذي يحصل اليوم في غزة من حصار خانق مع تلميحات مستمرة لباراك بضربات موجعة هو اول الغيث في نتائج جولة بوش التي اكدت لاسرائيل على ضرورة تهيئة الاجواء للتعامل مع ايران !
محادثات بوش من الكويت مع المالكي عبر الدائرة التلفازية ثم زيارة رايس الخاطفة الى بغداد ومهلة الثلاث اشهر التي اعطيت للحكومة العراقية لانجاز ما يترتب عليها انجازه من موضوع المصالحة الى سن القوانين الملحة امريكيا ، وبالتساوق مع همة الحزب الجمهوري للتاثير في مجرى الحملة الرئاسية التي بدأت ساخنة فان كل المؤشرات تؤشر على ان بوش وادارته يرتبون امورهم على الجبهات الاربعة الساخنة في الشرق الاوسط ، جبهة العراق ، جبهة ايران ، جبهة الاعتدال والتطبيع ، جبهة محاربة الارهاب ، للشروع ببرمجة مسارات المنطقة كلها على ايقاعات الفوضى الخلاقة التي ستفرض نفسها حتما على البقية الباقية من فترة حكم بوش حتى تجد الادارة الجديدة جمهورية كانت ام ديمقراطية نفسها سائرة على نفس خارطة الطريق المرسومة سلفا !
جبهة الاعتدال والتطبيع حسب الخارطة الامريكية تتكون من دول الخليج مع مصر والاردن والسلطة الفلسطينية والموالاة في لبنان وهي توضع بخندق واحد مع اسرائيل لمواجهة جبهة الارهاب المطاطة والتي تتسع لتشمل سوريا وايران وحزب الله وحماس والمقاومة العراقية واحيانا يجري تقديم وتاخير واستثناء لهذا الطرف اوذاك حسب مؤشرات المصلحة الامريكية ذاتها ، ان مصير القمة العربية القادمة معلق على التفاهمات السعودية السورية حول لبنان ولان هذه التفاهمات يصعب تحقيق تسوية وسطية بشانها بحكم احتدام مطالب الجبهات وبحكم ضيق الوقت عند الادارة الامريكية ، فان القمة العربية ذاتها مهددة بصعوبات الانعقاد ، رغم تشبث النظام الرسمي العربي بورقة التوت ـ المبادرة العربية لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي ـ التي تجاوزتها امريكا واسرائيل بمسافات يصعب الرجوع عنها !
في كل الاحوال ان خرجت اسرائيل او لم تخرج على التوقعات بضربة لايران بالوكالة أوبالاصالة عن نفسها فستبقى ملفات المنطقة المطبوعة بحبر بوش وديعة جاهزة يصعب على الادارة الامريكية الجديدة ان تتجاهلها لانها توالدت وتداخلت بما يكفي للتعاطي معها كخيارات استراتيجية مادام النفط واسرائيل هما خطان احمران لا يمكن لاي ادارة كانت ، ديمقراطية او جمهورية تجاوزهما ، ويبدو ان اسرائيل تستعد موضعيا لانجاز ماهو مطلوب منها ، فتدريبات طيرانها الطويل لم ينقع ، وحربها المخابراتية في تصاعد بالضد من حزب الله وعقوله الامنية ، وكان اغتيال عماد مغنية واحدة من نتائجها ، ومن جهتها فالسياسة الامريكية تشحذ بقوى المولاة اللبنانية لتكون شريكا فعليا في المواجهة القادمة الى جانب الجيش اللبناني لتصفية حزب الله ، اما جبهة غزة فيتولاها باراك ويداه مطلقتان بما يلقيه عليها من عناقيد الغضب او شوالات الطمر ، والمعتدلون العرب يتفرجون !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الطرشان !
- العراق بين التخيير والتسيير؟
- نداء غزة !
- الرجل المومس والبغي الفاضلة !
- اين النمو من البلدان النامية ؟
- وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
- القاعدة ليست استثناء !
- متى يكون المثقف متبوعا ؟
- ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
- الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - وديعة بوش الساخنة لخليفته !