أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام اعبابو - العلاقة بين الإعلام و الطفل














المزيد.....

العلاقة بين الإعلام و الطفل


هشام اعبابو

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف الإعلام على أنه كل وسيلة جماهيرية هدفها الإخبار و الإعلام و التثقيف و كذلك الترفيه,و يعتبر الإعلام عالما في حد ذاته,له أهدافه و رسالته و و سائله,من بين وسصائل الإعلام نجد الكتب و الجرائد و الإذاعة و التلفزيون و مؤخرا الإنترنيت و الذي يعتبر أكبر منافس للتلفزيون في عصرنا الحالي,و تشكل هذه الوسيلة مع التلفزيون أكثر الوسائل تأثيرا على المجتمع و على الطفل بشكل خاص باعتباره اقل أفراد المجتمع مناعة و حصانة ضد تأثيرات هاتان الوسيلتان الإعلاميتان.
تعتبر الطفولة أهم مرحلة و أكثرها تعقيدا في حياة الإنسان,فهي مرحلة تبتدا من سن الرابعة لتمتد إلى السادسة عشر من عمر الإنسان,وهي فترة طويلة يجمع خلالها الطفل و يراكم معلومات و معارف و سلوكيات و قيم تكون اها وقعا كبيرا على تشكيل شخصيته و حياته المستقبلية,و يلعب محيط الطفل في ذلك,دورا محوريا,و محيط الطفل يشتمل على الأسرة و التعليم و الإعلام و هو محور موضوع هذا النص.
من بين أكثر الوسائل الإعلامية تأثيرا على الطفل في عصرنا الحالي نجد وسيلتين إثنتين,تستحوذان على اهتمامات الطفل و تعتبران ملاذه الأول و وسيلته في التعرف على عالمه الخارجي,كما أصبحتا وسيلته المهيمنة على الرغبة في توسيع مداركه و تعليمه و ترفيهه,هاتان الوسيلتان الإعلاميتان, هما التلفزيون و الإنترنيت,و مما ساهم و ساعد على جعل هذا الإرتباط قويا بين الطفل و هاتين الوسيلتين الإعلاميتين,إهمال غالبية الأباء و الأسر عن القيام بالمهام و الأدوار الطبيعية الواجبة على الأسر القيام بها من رعاية و تربية كاملتين و متابعة لكل أعماله و نشاطاته,و يرجع سبب ذلك الإهمال إلى تعقد ظروف الحياة المعيشية المعاصرة و للضغوطات النفسية و الإجتماعية و الإقتصادية التي تسببها,الشيء الذي جعل طفل الأسر الحالية يرتمي في أحضان التلفزيون و الإنترنيت محاولة منه و بالتواطء مع الأباء تعويض ما ينقصه بسبب القصور التربوي و القصور في المتابعة و الإرشاد الأسري الذي تعرفه معظم المجتمعات المعاصرة و خاصة منها العربية.
لوسائل الإعلام و خاصة التلفزيون و الإنترنيت إيجابيات كما أن له سلبيات و تتجلى الإيجابيات في كون الإعلام يوفر للطفل كما هائلا من المعارف و المعلومات في مختلف المجالات التعليمية و المعرفية,كما أنه يوفر له أكثر من مصدر في التعرف على المعلومة محدتا بذلك تنوعا و اختلافا في الحصول على مصادر المعرفة,كما تساهم هاتان الوسيلتان في جعل الطفل يتشرب اللغات الأجنبية من فرنسية و إنجليزية و إسبانية و غيرها من اللغات الأجنبية.
أما سلبيات هاتان الوسيلتان على الطفل فهي تعتبر أكثر مقارنة مع الإيجابيات,ومن أهمها جعل الطفل يدخل في حالة التقمص الذاتي و الوجداني,الشيء الذي يجعله يحاول تقليد ما شاهده من صور و أفلام عنف و إجرام و جنس و ذلك عن طريق الإستبطان و التخزين اللاشعوري و ذلك نتيجة مشاهدة التلفزيون و الإرتباط بشبكة الإنترنيت لساعات طويلة,كما أن لهاتان الوسيلتان نتائج سلبية على قيم الطفل حيث تجعلانه يتبن مفاهيم و معتقدات و أحكام مسبقة و في الغالب خاطئة "كليشيهات" دون إمكانية التحقق من صحتها,مما يكون له تأثير في مستقبله على معاملاته مع العالم الخارجي,بالإضافة إلى ذلك فإن هاتان الوسيلتان الإعلاميتان تجعل الطفل يدخل في عزلة مع محيطه الأسري محدثة بذلك تقلصا في الأواصر الأسرية,أما من الناحية الصحية فإن التلفزيون و الإنترنيت يحدثان انعكاسات سلبية على صحة و تكوين الطفل البيولوجي,و ذلك بسبب عدم الحركية و النشاط الجسماني اللذان يحرم منهما الطفل بسبب الإدمان على هاتان الوسيلتان,مما يضيع على الطفل فرصة التحرك و الحركة الضروريتان للتكوين الجسماني للطفل حتى ينمو بدنه نموا سليما و صحيحا,زد على ذلك عادة الأكل أمام شاشات التلفزيون و الحاسوب مما يحدث سمنة عند أغلبية أطفالنا تكون لها عواقب وخيمة على صحة الطفل,كذلك أريد الإشارة إلى إلى حالات اللاتركيز و الشرود الذهني الذي يعاني منه معظم الأطفال بسبب التعاطي المفرط لهاتان الوسيلتان .
يعد الإعلام في عصرنا الحالي من ضرورات الحياة المعاصرة,فهو كالأكل و الشرب و استنشاق الهواء, لا غنى للفرد و المجتمع عنه فهو الرابط و الصلة بيننا و بين ما يجري حولنا و حول كوكبنا من مستجدات سياسية و ثقافية و اقتصادية و كونية,لكن كل ذلك لا ينبغي ان يمنعنا من ترشيد و تقنين استخدام أبنائنا له حتى نقلص من سلبياته عليهم و نحتفظ و نزكي إيجابياته على فلذات أكبادنا.
هشام اعبابو



#هشام_اعبابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخلاف و الإختلاف
- من هو المسلم العصري؟
- هدايا بوش للعرب
- التأثير في الأخرين
- حقوق الإنسان


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام اعبابو - العلاقة بين الإعلام و الطفل