أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو الكيا البغدادي - دون أسماء وألقاب...هل هو الحل يا سيدي الحارس؟















المزيد.....

دون أسماء وألقاب...هل هو الحل يا سيدي الحارس؟


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 07:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقال إن للمشاكل كلها حلول سريعة أو بطيئة شاملة أو جزئية مباشرة أو غير مباشرة..المهم وجود الحل..لكن الأهم من ذلك كله هو تحديد معالم المشكلة، حجمها وامتدادها وإطارها الزماني والمكاني وأسبابها ونتائجها..وما إلى ذلك، وهذا لا يعني تعقيد المشكلة بل صعوبة البحث عن الحلول الناجعة..
لا بد من القول إن المشاكل التي يعاني منها العراق ،الشعب والدولة والسلطة لم تكن وليدة سنة أو عقد أو قرن من السنين ،ومن يختلف معي في الرأي اذكره إننا نبحث عن حلول سياسية (ناجعة)لمشكلات تاريخية تحولت إلى سلوكيات سياسية وربما اجتماعية ،وان تسطيح الحوادث لا يخدم مهمة البحث عن هذه الحلول ،وإلا لما كان الذي حصل ليحصل لو إننا سلمنا بضالة تراكمات فيض الحوادث في الأماكن والأزمان التي مرت على شعب وادي الرافدين باثنياته المتعددة .
إن الطبيعة العراقية كلها وليس سكان العراق فقط متباينون ،لقد كانت ارض العراق هي مكان الاحتكاك في الصراعات الحضارية القديمة والحديثة ‘فقد احتل الفرس العراق وأقاموا إيوانهم قرب بغداد قبل أن تقوم فيما احتل الاسكندر العراق وقيل انه مات في بابل أثناء عودته من غزواته الشرقية ،كما أن بغداد أصبحت لاحقا مسرحا للصراعات السياسية في زمن الدول التي حكمت باسم الإسلام ابتداءً من الدولة الأموية وليس انتهاءً بالدولة العثمانية وقد تناوب الفرس والعثمانيون على احتلال بغداد .
لم يكن التكوين الجيولوجي لأرض العراق سهلا كما هي الحالة في ليبيا أو مصر أو حتى السعودية،يشير المتخصصون إلى إن ما يعرف بالدرع العربي وهي أقدم الصخور النارية ينتهي في ارض العراق وان الصفيحة التكتونية العربية تغوص تحت الصفيحة الإيرانية وان مناطق الاحتكاك بينهما تتمثل في جبال زاكروس التي تفصل العراق عن إيران وان هذه المناطق وبضمنها مناطق شمالي العراق تتميز بفعاليات تكتونية كبيرة من حركات أرضية تكتونية نجم عنها الفعاليات البركانية القديمة والزلازل وتكسرات وانفلاقات في قشرة الأرض وما نجم وينجم عن ذلك من آثار بناء الجبال وانطقة التمعدن المرافقة لهذه الأنواع من الفعاليات الأرضية ،كما يلاحظ الاكتمال النسبي للسجل التاريخي الجيولوجي ابتداءً من العصر الكامبيري والى العصر الحديث الهولوسين وصولا إلى العصر الحاضر وما يحوي هذا السجل من تنوع صخاري وأحيائي وفيزيائي يحكي قصة غنى التنوع الهائل لطبيعة ارض الرافدين .
من المشكلات التي يواجهها المنبؤن الجويون هي التعقيد في طبيعة المنظومات الطقسية التي تتعاقب على ارض الرافدين وكثرة العوامل المؤثرة في حركتها أو نموها أو انحلالها فطقس العراق متباين كثيرا في الزمان والمكان وتتجاذبه عوامل فيزيوغرافية و مسطحات مائية ومظاهر صحراوية جافة و مرتفعات عالية عديدة محيطة به وعلى العموم هنالك مجموعة أنظمة طقسية معروفة لدى المتخصصون منها المنخفض المتوسطي والمنخفض السوداني والمنخفض الموسمي كما إن هنالك مجموعة من الكتل الهوائية الشمالية القطبية والجنوبية المدارية والاستوائية ،إن طقس العراق المتطرف تحدده طبيعة التفاعل الديناميكي بين هذه المنظومات المتصارعة على ارض الرافدين .
من مظاهر تباين الطبيعة العراقية هي تكرار حصول الفيضانات وتعاقبها مع حالات الجفاف ،بمقاسات مختلفة للظاهرتين المتضادتين(ظاهرة الفيضان وظاهرة الجفاف)ابتداءً من الفيضانات المدمرة وانتهاء بحالات ًالقحط القاسية لقد أشارت المدونات التاريخية لحادثة الطوفان إلى أنها الحدث الأبرز في تاريخ وادي الرافدين في عصور ما قبل التاريخ ،كما يشير المتخصصون في التاريخ الطبيعي إلى إن الوديان الكبيرة في الصحراء الغربية العراقية ما هي إلا دلالة واضحة إلى حصول عصور مطيرة في فترات تاريخية سابقة نجم عنها تعرية مائية أدت إلى وجود هذه الوديان الكبيرة كوادي حوران ووادي المحمدي ووادي الأبيض ووادي عكاش ووادي الغدف وغيرها ..تلت ذلك فترات من الجفاف الشديد في المنطقة.
لابد إن يترتب على هذا التنوع الطبيعي تنوعا متماشيا في طبيعة المزروعات والمحاصيل الزراعية مكانيا وموسميا فمن محاصيل المناطق الباردة كالقمح إلى المعتدلة كالحمضيات وصولا إلى المناطق الحارة والمدارية كالقطن والموز والسدر ،ومن الجبال الشاهقة إلى المنخفضات السحيقة كالثرثار ومناطق الاهوار والخيران البحرية مرورا بهضاب الجزيرة والسهول الشاسعة ومن البرد القارس إلى الحر الشديد ،ومن الأمطار والثلوج الغزيرة التساقط إلى الجفاف الشديد ،ومن الغريب حقا إن ذلك يحصل أحيانا في ذات الموقع .
كل ذلك التنوع في التشكيل الطبيعي العراقي لابد إن يكون حاضرا في الذات النفسية والاجتماعية والاقتصادية العراقية وصولا إلى البناء السياسي المتعاقب لولاية أمر أبناء الرافدين فكان الإفراط في القسوة أو في اللين،في التدين أو في التهتك في الضبط أو في الانحلال ...في الخير أو في الشر. يقابله حالات رد الفعل الشعبي متمثلة في الانقياد أو التمرد، الرضا أو التبرم، الشكر أو الجحود، الثورة أو الخنوع.
بعد هذا الاستعراض المختصر جدا أعود إلى اقتراح السيد طارق الحارس الذي يدعو فيه إلى العمل على دراسة السيرة الشخصية لكل مرشح لتسنم منصب مهم في الدولة العراقية ،بعد حجب اسم ذلك المرشح .أقول اعبر ابتداء عن اهتمامي الشديد بما كتب السيد الحارس وشكري الجزيل له لمحاولته البحث عن أنجع الحلول التي ربما ستتمخض عن تنبيه المسؤولين بالدولة العراقية لمخاطر مواصلة النهج السياسي الحالي المبني على ضيق في الأفق وقصر في النظرة وأملي كبير بالمثقفين العراقيين بمواصلة الدرب الذي اشر إليه أستاذنا الحارس في نفس الوقت الذي أشير إلى جملة ملاحظات حول الاقتراح،أهمها إن حجب أسماء المرشحين لا يقتضي بالضرورة عدم إمكانية معرفة المرشحين ،فنحن نعيش في بلاد يعج فيها الفساد و بمظاهره المختلفة كالرشوة والمحسوبية والمنسوبية والطائفية والمناطقية والحزبية القبلية والعشائرية والعائلية والشخصانية...وان حجب اسم معين لغرض معين لن تكون له الديمومة لغاية تحقق الغرض، لقد انتشرت أسئلة الامتحانات الوزارية وغيرها وربما كان الحال قبل ذلك أيضا كما يقال بصورة محدودة وفق حالات وجود هيبة السلطة ورغبتها وسياساتها،هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى فان ذكر انجازات شخص مؤهل لتسنم منصب مهم في الدولة ،ضمن سيرته الذاتية أو الأكاديمية أو العلمية أو الوظيفية ،يعني التعرف عليه حتى وان لم يذكر اسمه ،فعلى سبيل المثال إن ذكرت لك إن المرشح سبق وان تولى منصب وزارة الإعلام ووزارة الخارجية وأدار مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فستقول لي انه السيد محمد مهدي الصحاف ،وإذا ذكرت لك انه أستاذ جامعي يهتم بالكتابة في الصحف الالكترونية غالبا بأسلوب السخرية وان له كذا بحثا منشورا وكذا وكذا مشاركة ، فستقول انه أبو الكيا ،وهكذا .إن صدقت النوايا فان التعامل بأسماء الوزراء أو سواهم من مرشحي قيادات الدولة قد لا يكون المشكلة بل على العكس قد يكون جزءً من الحل ،فاسم الشخص غالبا ما يقترن بتاريخه الوطني وانجازاته السياسية والثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية...وهناك أسماء تشرفت بالوطن وشرفته فاستحقت بعطائها إن تكون رموزا وطنية لا نختلف بشأنها إلا إذا جانبنا الحق ففسدت نوايانا وهذا ما أريد التركيز عليه في هذا المقام..حسن النوايا والحرص على بناء البلاد بأسلوب عصري هو ما يجب إن يكون الشغل الشاغل للعراقيين.ولا بد إن يكون ذلك الخطوة الأولى في تشكيل وبناء الدولة المدنية.إني أجد صعوبة كبيرة جدا في إن تنهض القيادة السياسية الحالية في العراق وبقطع النظر عن مواقف الاحتلال منها بمهمة قيام الدولة المدنية ،فان هذا الهدف لا بد إن يمر بتغييرات جذرية في الدستور وقوانين الانتخابات والأحزاب السياسية كما يتطلب بيئة مناسبة لقيام مؤسسات مجتمع مدني فاعلة وليست واجهات حزبية أو حكومية أو طائفية أو تجارية.
كثير من المشكلات ستتهاوى مع مرور الزمن ،لكن بالإمكان التسريع بالوصول إلى الحلول الناجعة المنشودة رغم صعوبة ذلك ،ذلك لان ليست كل مشكلات العراق هي مشكلات تتمنطق داخل حدوده الجغرافية فقط ،بل على العكس فان التناقضات والتباينات في الطبيعة العراقية مترافقة غالبا مع تناقضات إقليمية وعالمية اتخذت من الأرض العراقية والمكونات العراقية مسرحا وأداة لها ،فالعراق ارض الثراء والخصب والنماء ليس فقط في موارده الطبيعية بل إمكانات مفكريه ونخبه العلمية على مدى التاريخ ،والعراق هو الملهم للانجازات العلمية والفكرية والمدارس الفلسفية والفقهية في التاريخ القديم والأوسط.إنني لا أقول هذا غزلا بوطن يشرف على الانهيار كما يرى البعض، بل من باب وضع الحقائق في إطارها العلمي المدروس بغية تسهيل البحث عن حل للازمة السياسية العراقية.إذن يجب إن تمنح الفرصة الكاملة لسياسيين من الطبقة الأولى ذهبت بأسمائهم الريح الطائفية بعيدا عن العمل السياسي في الوقت الذي يكون فيه بناء دولة المؤسسات والاستعانة بالخبرات الأممية والاستفادة منها ،وكل هذا بحاجة إلى وضع آليات يمكن تدارسها والاتفاق بشأنها مع ما تبقى من أكاديميين عراقيين ،فمعظمهم إما رحل إلى بلد آخر أو رحل إلى الدار الآخرة دون إن يحصل على نصيبه من الدنيا في بلده.
وبناءً على كل ما ذكر أرى انه من غير الممكن عمليا النظر إلى اقتراح السيد طارق الحارس على انه الخطوة التي لا بد منها للوصول إلى حل مشكلة المحاصصة في البناء السياسي العراقي لفترة ما بعد صدام ،فهل يمكن لمدرب فريق كروي مثلا إن يختار لاعبيه لبطولة معينه دون النظر إلى اسمائهم ،لا اعتقد إن السيد الحارس وهو الضليع بالشان الكروي سيجيبني بالإيجاب .للسيد الحارس شرف البدء بمناقشة أهم المواضيع إطلاقا على ساحة السياسية العراقية ، وأتمنى إن احظي بشرف الدعوة لمناقشة الموضوع من نواحيه المختلفة من قبل كتابنا الأعزاء ومثقفينا واكاديميينا ، عسى أن نضع الحل أمام أهل الحل والعقد ،حلا ناجعا خدمة لوطننا الجميل ولشعبنا الجليل.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمل علي ...كام الداس يا بن عباس!
- اكعد أعوج
- عطلة عطيل
- مذكرات عراك
- مللي مول وحيد في زمن أيوب
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي (2)
- طاقية الحاج القطنية....طاقية إخفاء صوفية
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي
- أحلام جنية وأحلام إنسية
- سعادة العيد في دولة الملك ونيابة أبو الكيا
- رزق النواب وسورة الواقعة
- ِولْيَة الغُمٌان في حَي بن سَلْمان
- الجمل وحرب النجوم..حكاية علم العراق
- المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي
- انتحار التاريخ
- غابة الجوراسك
- أحداث نصفها لم يقع
- صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل ا ...
- بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير
- جمهورية العراق الاتحادية و دولة الحمر الطرشانية


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو الكيا البغدادي - دون أسماء وألقاب...هل هو الحل يا سيدي الحارس؟