أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة















المزيد.....

سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عليه اختلفت الاطراف وعليها تباينت المهمات .. سقط النظام وانتهى واحتل العراق , ودمرت مؤسسات الدولة وبناه التحتية, وقتل الانسان وشردت العوائل وانتهكت الاعراض , والموقف موقفان والشعب يحترق بناريهما نار الاحتلال والارهاب , ونار الاحتلال والطائفية ..فأين هي القوى الوطنية والديمقراطية التي تخلص الشعب وتنقذ الوطن من هذه المحنة الكبيرة . سقط النظام لسببين , اولهما ذاتي تمثل بسقوط النظام نفسه , بعد حرب الكويت وفرض الحصار الدولي على الشعب العراقي , والعزلة السياسية العربية والاقليمي والدولية الخانقة على النظام , وانهيار قواه السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية. وثانيهما ارادة السياسة الامريكية اليمينية المحافظة للسيطرة على العراق , لأسباب ستراتيجية سياسية واقتصادية , اتخذ من الارهاب الدولي لأبن لادن والقاعدة , واحتمال امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل , ذريعة للغزو والاحتلال , خلافا للقانون الدولي وللامم المتحدة وللاتحاد الاوربي . حصل الغزو وقامت الحرب غير المتكافئة , وسقط النظام خلال عشرين يوم تقريبا , ودمرت الدولة العراقية ونهبت ممتلكاتها . دخل العراق مرحلة جديدة هي مرحلة الاحتلال الامريكي والتدخلات الاجنبية وظهورالارهاب ضد ابناء الشعب, وسيطرةاحزاب وشخصيات ما سمي بالمعارضة العراقية في الخارج , بالتعاون مع الاحتلال الامريكي على دفة الحكم , عبر ما يسمى بالعملية السياسية ابتداء بمجلس الحكم الانتقالي , ثم الحكومات المؤقتة والحكومة الحالية بعد الانتخابات.. يهمنا في هذا الوقت مناقشة دور اليسار العراقي من الاحداث غزوا وسقوطا واحتلالا وعملية سياسية . لا اعتقد بان اليسار العراقي الممثل بالحزب الشيوعي العراقي , قد شارك بالغزو واعطاء الموافقة المسبقة من خلال اجتماعات اطراف المعارضة العراقية في الخارج , بل العكس كان يعارض أي غزو واي احتلال ويفضل دعم الشعب العراقي من اجل اسقاط النظام , ولم تكن بيده أي قوة او مسؤؤلية لا هو ولا غيره من اطراف المعارضة , ولا أي طرف اقليمي او دولي لمنع الغزو , بل كانت الارادة الامريكية مصممة ومستعجلة لغزو العراق واحتلاله . ولموقف حزب البعث وقيادة صدام السلبية من الحزب الشيوعي العراقي واليسار والشعب العراقي عموما والتجربة المريرة , جعلت من الحزب الشيوعي ابعد ما يكون عن الاستجابة لنداء صدام بدعوة الاحزاب المعارضة للدفاع عن العراق قبل الغزو, ولا يمكنه في أي حال من الاحوال ان يقف مع صدام او حزبه , سواء قبل الغزو او بعد الاحتلال . هذا لا يعني بأي حال من الاحوال بان الحزب الشيوعي كان مع احتلال امريكا للعراق, او سندا للقوى الاسلامية الرجعية التي تسيطر على السلطة الان , بل اتخذ في تقديري موقفا تجريبيا احترازيا في المشاركة في العملية السياسية , كي لا يبقى معزولا عن جميع الاطراف , ظانا بان هناك امكانية نجاح التجربة الديمقراطية , وان اصطفافا طائفيا بغيضا كالذي حصل لم يكن في حسبانه , وكأن امريكا تريد فعلال الديمقراطية , دون ان ينتبه الى ان امريكا تريد وضعا ركيكا في العراق , كي تبقى مدة اطول لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها في المنطقة وعلى مستوى العالم .. الى هذا الحد ممكن ان يكون العاقل المعتدل في مواقفه ورؤاه مع الحزب خاصة وقد انعدمت فرصة المقاومة العسكرية لان اطرافها ارهابية وبعثية وتكفيرية , ولتكن التجربة شاهدة و حاكمة لمسيرة القادم من الايام . لكن يبدو ان الرياح جرت وتجري بما لا تشتهي سفينة الحزب , فتغاضى عن المبادىء والمنطق والحجة والدليل العملي , ولم يقر بان العملية السياسية عملية فاشلة وخطيرة سواء على مستوى الشعب ومستقبل الوطن , ابتداءا من مجلس الحكم الطائفي والانتخابات الطائفية ونتائجها المدمرة , التي لم يأخذ الحزب منها درسا , ولم يعمل مراجعة وتقييم للحكومة الطائفية الحالية المشلولة ومنذ تكوينها . فالمرحلة هي مرحلة تحرر وطني في ظل احتلال اجنبي بغيض , وتدخلات اجنبية معقدة , وسيطرة احزاب الاسلام السياسي الطائفية والاحزاب القومية الكردية بخطوطها واتجاهاتها( الشيعي والسني والعروبي والكردي) ووجود الحزب في هكذا بيئة , وجود غريب وطارىء , لا يعبر عن شيء ايجابي , ولا ترجى منه نتيجة ايجابية . اما كيفية مواجهتها فيتم اولا ليس في الانغماس فيها ولا بتوجيه الوعظ والنصائح لأطرافها , وهي سائرة في طريق تعميق التخلف والتردي على كل المستويات , كما لا عن طريق المشاركة مع الارهابيين والصداميين والتكفيريين , بل الأنسحاب الى منطقة الحياد , وعدم اعلان العداء الصريح لها , لان الظرف الذاتي للحزب والموضوعي للقوات الامريكية المحتلة وللتدخلات الاجنبية , لا يسمح للحزب بان يقذف نفسه في معمعة صراع ليس مؤهلا لخوضه في المرحلة الحالية وما بعد الاحتلال مياشرة . موقف الحياد هذا يأتي ابتداءا من عدم قبول مبدأ مجلس الحكم الانتقالي الطائفي , والاصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية , من اطراف المعارضة السياسية السابقة , لتمشية الامور وسد حاجات الشعب الاولية , وكذلك عدم تأييد اجراء الانتخابات في فترة قصيرة , لم يهيأ لها ولم يكن الشعب في مستوى اجراءئها, والحزب يعرف مستواه وحجمه , وبالتأكيد يعرف مسوى وحجم الاحزاب الاسلامية , وطبيعة التحالفات القائمة فيما بينها واسناد المرجعيات الدينية الطائفية والقبلية والعشائرية لها . كان بامكان الحزب ان يعيد بناء صفوفه , ويعطي اهتماما لكوادره المتقدمة, التي كانت تعترض على المشاركة في العملية السياسية , و ان يفسح مزيدا من الوقت للحوار معها , مادا يده الى القوى الوطنية والديمقراطية التي استثنيت من المشاركة في العملية السياسية , ومنها الحركة الاشتراكية العربية مثلا وتيارات وطنية وديمقراطية عديدة , منها قديمة ومنها حديثة الظهور, وخلق نواة الوحدة الوطنية التي لو كونت لوقفت وبقوة في وجه الطائفية التي تريد للشعب والوطن التجزئة والتفتيت , ولظهر دور وقيمة الحزب كما كان يتمناه الشعب والاصدقاء ويخشاه الاعداء , ولما تفتت الحزب واختزل الى صوتين في البرلمان ولأنضوى تحت سقفه معظم البعثيين الخيرين الذي لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين ولما استطاع مقتدى الصدر ان يجمع حوله فقراء مدينة الثورة , التي كانت في يوم من الايام مدينة الحزب الشيوعي .. لا يعني مستلزمات المرحلة ان يتهور الحزب بمقاومة عبثية , كما يفعل الاخرون , ولا ان ينام ليل نهار , منتظرا السماء ان تمطر ديمقراطية , وهي ملبدة بغيوم رصاصية تمطر ارهابا وطائفية وتخلف وحجاب ولطم على الصدوروتفجير جوامع وحسينيات على مصليها . لقد تخلى الحزب عن كوادره المناضلة اولا ولم يعط أي اهتمام لقوى الشعب الوطنية والديمقراطية القديمة والناشئة , التي تحتاج الى فهم ورعاية .كان يطلب من الاخرين عدم الاعتراض على مواقفه , بل الانضواء تحت خيمته باعتبارها خيمة اليسار العراقي الكبيرة , ناسيا بأنها تحتوي على ثقوب وفراغات , ففضل الالتقاء مع الجعفري واياد علاوي وجلال طالباني ومسعود البارزاني وغيرهم وهؤلاء جادين في كسب مصالحم , ولم يكسب هو شيئا لا لقيادته ولا لكوادره ولا لشعبه . هذه ليست مرونة ولا واقعية , انها ميوعة وتأخر عن تحمل المسؤؤلية السياسية والاخلاقية . فكما ان الاخرين التقوا مع الارهاب والصداميين والتكفيريين ليرهبوا الشعب بحجة المقاومة الوطنية , انشغل الحزب الشيوعي العراقي مع الاحتلال والطائفية والقومية في عملية سياسية بائسة ونسى نفسه وكوادره والوطنيين والديمقراطيين لوحدهم يأكل فيهم الهم والحسرة . من يقول ان الحزب في موقفه من العملية السياسية , قد اتخذ موقفا واقعيا ؟ حتى وان كان هكذا في بداية المشوار, ولكن عاما بعد عام وتجربة حكومية سلبية بعد اخرى , يدعوه الى المراجعة والتقييم وتغيير المسار ان تطلب الامر , والا تحول الموقف الواقعي الى موقف جمود وموت سياسي محقق , وهذا ما يحصل الان . اني ارى بان الدعوة التي تقدم بها الحزب وغيره من الاحزاب الوطنية , الى ضرورة بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق , هي خير فرصة ووسيلة لتقييم الاوضاع ودعوة الجميع للحوار اولا وللتحالف ثانيا وللتوحد ثالثا , وهذا يحتاج الى وقت طويل وليكن , لان المرحلة الحالية ستطول وسينقرض الحزب والتيار الوطني الديمقراطي ان لم يراجع ويلتقي ويحاور ويتوحد.
ضروري جدا ان يناقش الحزب وجهة نظره مع الاخرين , لا ان يفرضها عليهم فرضا , كونه العمود الفقري او لأنه الخيمة. بل يجب ان يقنع الاخرين بانها نظرة واقعية للوضع في العراق , ومن خلال التجارب اليومية التي تعيشهاالعملية السياسية والحزب مشارك فيها , فاذا فشلت هذه العملية , ويعترف الجميع بذلك , فكيف يقنع الاخرين بصحة موقفه وواقعيته , فعوضا عن الحوار والنقاش مع المنشقين , بدأ هؤلاء يوجهون الانتقادات اللاذعة لمواقف الحزب ,تتصلب المواقف على نفسها , ويمنع التقارب ويزيد الشكوك , في ان الدعوة لها اهداف سياسية انتخابية محدودة , في نطاق العملية السياسية دون نقد او تقويم. الناس تحتاج الى اقناع وقناعة , كذلك الكوادر والاعضاء. كيف هبط دور الحزب الى هذا المستوى , رغم تجربته السياسية وتاريخه النضالي الطويل؟ ليس صحيحا الادعاء بان ارضيته الحالية هشة . ان ارضيته هي الشعب عبرطلائعه وكوادره. فاذا انفصلت عنه هذه الكوادر وكونت كتلا واحزابا بلغ عددها العشرين الآن , معنى هذا ان هناك فشلا سياسيا وتنظيميا , غير قادر على احتواء الاخرين واقناعهم , مما ادى الى فقدان شعبيته وليس فقط هشاشتها.
ليس مبررا ايضا الحديث عن الواقع الموضوعي المعقد, فهو يتغير بحركة الانسان ونضاله وليس بالمشاركة الباردة في هذا الواقع السيء , او انتظار التغيير دون تدخل الانسان المناضل وليس أي انسان . ليس مطلوب من الحزب ان يغير الواقع في يوم وليلة . وليس مطلوب منه ان يمتلك ما تمتلكه احزاب الاسلام السياسي , التي تسرق المال العام وتسند بعضها ايران والآخر العربية السعودية. كل الناس يعرفون بان الحزب الشيوعي , حزب سياسي فقير في ماليته , لانه حزب الفقراء , ولكنه غني بذكائه وبنضال منتسبيه , و دعم اصدقائه ومحبيه وبقدرته التنظيمية والاقناعية لكوادره الواعية , وتجاوز الصعوبات والابتعاد عن التبريرات. وهذه صفات لم نلاحظها على الحزب منذ اشتراكه في العملية السياسية . ليس المطلوب الدفاع والتبرير للحزب , بل كشف الاخطاء والاعتراف بها ثم تجاوزها . ان القنوات التلفزيونية الاسلامية قنوات فارغة المحتوى , لولا بعض الاطراف الوطنية , ومعظمهم شيوعيين يقومون بتلميع وجوه اصحاب هذه القنوات الكالحة , بمدهم بالموضوعات من خلال اللقاءات والمقابلات التلفزيونية وقصائد الشعر الشعبي وغيرذلك , وما اكثرهم. ليس لها قوة ونفوذ في الشعب هذه القنوات , بل ان نشاط الحزب اضعف مما هو مطلوب بسبب تشظيه . في الظرف الراهن يكفي للحزب ان تكون لديه جريدة ولكن يجب ان تطرح الشيء الصحيح الذي يشد الناس اليها , لا امورا كلاسيكية مكررة. واحداث التغيير المطلوب لا يأتي بقراراو بشكل ميكانيكي , وانما عبر نضال طويل وصبور وعلى اسس صحيحة . لا يقبل الاخرون دعوتهم الى الخيمة الكبيرة وفي الخيمة شقوق . يجب اصلاح الخيمة ومدها كي تتسع للجميع وتحميهم.

اليسار العراقي الآن مصاب بشلل نصفي ..علاجه ليس مستحيلا.. يبدأ بالدعوة الى بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق.
الشلل النصفي معناه عضويا ووظيفيا ان يصاب نصف الجسم بالشلل , وهو ضعف او انعدام الحركة او الاحساس او كليهما , نتيجة اصابة في الجهاز العصبي المركزي او النخاع الشوكي. وفي حالة اليسار العراقي , الذي جسمه وجهازه المركزي يعتبر الى حد اليوم , هو الحزب الشيوعي العراقي , رغم ما اصابه من انقسامات وتشظيات. فهذا الحزب وكما يبدو قد اتعبه النضال والترحال لسنوات طويلة سابقة , ونوى قادته ان يخلدوا الى الراحة , ولكن الوقت غير مناسب الآن , وهذه الراحة ادت بالحزب ان يخسر جماهيره وقيمته واعتباره , وسبب بموقفه هذا شللا نصفيا لجميع اليسار , سواءا كان ماركسيا او ديمقراطيا وطنيا , فهو يتحرك بنصف وعلى عكازة , بسبب الاستعجال في حركته وانضوائه في عملية سياسية غير موفقة , ملوثة بالأحتلال والتطرف الديني والطائفية , محاطة بجدار فولاذي هو جدارالاحتلال , وجداراحزاب الاسلام السياسي والاحزاب القومية الكردية , ومطوقة في المنطقة الخضراء ,. مما جمد اعضائه وافقدهم الشعورالواعي والحركة بين الناس , بان العملية خطيرة ويجب ان تكون محسوبة ومبرمجة . ان قرار الاشتراك في العملية السياسية لا يعني بأي حال من الاحوال اشتراكا مفتوحا , بل يفترض ان يكون مقرونا برضى وموافقة الغالبية العظمى من الكوادر المتقدمة والاعضاء والمؤيدين والاصدقاء , وان تتم مراجعة دورية لمسيرتها وما حققت من نتائج , ودور الحزب فيها وكيف يفهم الشعب هذا الدور. لا ان تترك هذه الكوادر والقوى الحزبية المتعطشة الى النضال ,والتي تبكي الان على الحالة التي فيها الحزب من ركود وجمود, لا يأبه لها قائد او مسؤؤل في الحزب . الحزب ينتقد العملية السياسية , نقدا خجولا بين الحين والاخر . اما الكوادر والمثقفين فينتقدونها بحزم وهمة , ولكن من مواقع شخصية , والجميع يعترف بأنها عملية سياسية فاشلة و ساقطة , قبل ان تخطو خطوتها الاولى , عندما تأسست على اساس طائفي وقومي تحاصصي , وقد اخذ الحزب ومع الاسف الشديد حصته من طائفة الشيعة , واعتبروها حصة كبيرة عليه , بعد نتائج الانتخابات والمقعدين اللذين فاز بهما . لحد الان الشلل النصفي لم يؤثر كثيرا على حركة الحزب وتحسس اعضائه , فبأمكانه الانسحاب واعادة التأهيل , ويمكن في هذه الحالة التعويض عما فقده عضويا من حركة او احساس او كليهما . فبعد التأهيل الفيزيائي المركز, ممكن ان تتقوى عضلات الحزب وتقوى , وقد تصبح افضل من السابق عنما يلتحم حوله الشعب . هذا ليس كلاما مزاحا, بل كما انه كلام علمي من الناحية الطبية , فهو واقع حال وصحيح من وجهة النظرالسياسية . فالاحزاب تخطأ وتغامر بعض الاحيان , ولكنها عندما تصحو مبكرا , وتعتذر من كوادرها وجماهيرها والشعب , تعوض ما خسرت وتعاود العمل والنشاط . لقد مرت خمسة سنوات والحزب الشيوعي العراقي مشارك في العملية السياسية, لم ينتبه الى ما تم تحقيقه على ارض الواقع , ولم يعتذر ولم يعوض ولم يجري علاجا طبيعيا, وفضل ان يبقى مشلولا نصفيا (بصوتين) في برلمان , لا ناصر له ولا معين . يجلس على يمين سكرتير الحزب , عدنان الدليمي وعلى شماله خلف العليان , فكيف يسمحا له ان ينتبه اوان يعوض . ان الدعوة التي شارك فيها (مدنيون) ممكن ان تكون خطوة تصحيحية الى الامام , ولو انها متأخرة للتعويض عن ما فات. وهذا يتطلب جهد مضاعف من قيادته الحالية , او قيادة شابة علمية واستثنائية , بديلة في حركتها وتعويض ما تلف خلال الخمسة سنوات الماضية , وتقوم بعلاج طبيعي مركز ومكثف لأعادة الثقة بين صفوف الحزب ومع الشعب ومع الكتل السياسية التي انشقت عنه اخيرا, فقد يعود الوئام والانسجام , و تعود متفتحة الآمال نحو مستقبل عمل جديد , وعندها يمكن له ان يوحد اليسار , وان يقود تحالفا وطنيا اوسع , ويأخذ العبرة من تحالفات سياسية سابقة في الخمسينات والسبعينات , جلبت على الحزب الخسائر والدمار والويلات والانقسامات . فقد خسر جبهة الاتحاد الوطني في اواخر الخمسينات , والجبهة الوطنية (التقدمية) مع حزب البعث اواخر السبعينات , ثم الان جبهة العملية السياسية الحالية التي لا تحتوي على أي مقوم او اساس لعمل جبهوي , بسبب تناقض بنائها الفكري والسياسي والتنظيمي وتناقض قياداتها , والتصرف بها من قبل الاحتلال , والعبث الذي يحصل بخيرات البلاد من قبل احزاب الاسلام السياسي والاحزاب القومية . على الحزب ان هو اراد سلوك طريق الشعب , ان يغادر طريق العملية السياسية , وان يهجر والى الأبد اسلوب توجيه النصح والوعظ لقوى سياسية , تحالف معها , لم تفهم النصح والوعظ , بل استخدمت دائما اسلوب التهميش والألغاء اتجاهه .. ان الدعوة الى بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق , ممكن ان يفتح بها الحزب الشيوعي صفحة جديدة نحو الشعب , الذي يبحث عن قيادة وطنية مخلصة , وان يلتقي برفاقه الذين غادروه , وتعود اللحمة قوية فيما بينهم جميعا , ويغلق الباب في وجه الاطراف المتطرفة , التي ترفض أي حوار وتشكك بالاخرين ... فلتكن الدعوة الجديدة دعوة امل من اجل التوحيد للذات , والوحدة لليسار والعمل الجبهوي الصحيح مع القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى ضمن برنامج نضالي وعضوي لا اصلاحي ارشادي. 6-2-2008 عبد العالي الحراك






#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب امر بعض اطراف اليسار العراقي
- من اجل الدولة الديمقراطية المدنية في العراق نتحاور2
- من اجل الدولة الديمقراطية في العراق نتحاور /الهدف من الكتابة ...
- بالوحدة يعوض اليسار الفلسطيني عن فقدان ابرز قيادييه
- لا تتشككوا ولا تيأسوا.. بل اعملوا فأنتم وطنيون
- الى اهلي واحبائي في العراق... و (مدنيون) / مهمات اليسار والق ...
- دعوة مخلصة الى الشيوعيين والوطنيين الاحرار
- دور الحركة الكردية القومية في بناء الدولة الديمقراطية في الع ...
- متى يتجاوز اليسار العراقي التقليدية والديماغوجية
- هل ان ايران تدافع عن مصالحها؟؟ ام تتدخل في العراق؟؟
- الاخ سامان كريم يعبر عن موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي ب ...
- حوار صريح مع يساري صريح..في سبيل التعاون من اجل بناء الدولة ...
- الظواهر الدينية والاغراق في اللاوعي
- ;وتتعالى الاصوات في سبيل وحدة اليسار والتعاون المشترك بين ال ...
- مؤتمر حرية العراق اثلج صدر العراقيين... والاستاذ ياسين النصي ...
- فلنحول بصيص الامل الى لهب ثم شعلة../ رسالة مفتوحة الى الاستا ...
- ملاحظة حول اتفاقية الجزائر 75
- دعوتان مباركتان ولكنهما يحتاجان الى مبادرة عملية
- كيف سينتفض اهلنا في الجنوب يا استاذ ياسين النصير؟
- ملاحظات حول حوار الاستاذين الجليلين كاظم حبيب وسيار الجميل


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة