أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الفساد: «المنطقة المحرّمة» بالعراق!














المزيد.....

الفساد: «المنطقة المحرّمة» بالعراق!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتحت تفاعلات قضية الفساد في القطاع النفطي الباب على مصراعيه بشأن ملف الفساد في العراق، خصوصاً بعد إحالته إلى البرلمان. فالميليشيات ما تزال تفرض سيطرتها على محطات التعبئة، والأحزاب الحاكمة تتنافس في الحصول على عطاءات استيراد المشتقات النفطية التي بلغت بين 5 إلى 6 مليارات دولار، وكل ذلك يذهب إلى تمويل وتسليح الميليشيات. بل إن بعض الأحزاب المذهبية تفرض إتاوات على أسعار المشتقات النفطية المباعة للمواطنين كما أفاد أحد الخبراء النفطيين الذي يعمل في الوقت نفسه مستشاراً لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. وأضاف ثامر الغضبان إن هذه الأحزاب تفرض موالين لها لإدارة محطات التعبئة، ناهيكم عن تهريب للنفط الخام إلى خارج العراق.
وكانت قضية الفساد قد تفاقمت إثر ما قيل عن أن المفوضية العليا للنزاهة تفتش عن مصير 81 مليار دولار اختفت في العراق، ويقدّرها المسؤولون الأميركيون بنحو 100 مليار دولار، وهو ما أنفق فعلاً على العراق ولكن دون نتيجة ملموسة.
وكانت لجنة مراقبة الحكومة والإصلاح في الكونغرس الأميركي قد عقدت جلسة استماع لتقييم وضع الفساد في العراق، وترأس الجلسة هنري واكسمان (من الحزب الديمقراطي). وكان الشاهد هو راضي حمزة الراضي الرئيس السابق للمفوضية العليا للنزاهة في العراق، والذي قيل إنه غادر بغداد ولن يعود إليها بسبب تهديدات وصلته بالقتل، وعيّن محله موسى فرج.
قدّم واكسمان الجلسة بالقول: هذه أهم جلسة نعقدها في هذا العام (2007)، لأن الرئيس بوش جعل العراق من أولويات سياستنا الخارجية!
الرأيان الأميركيان، السياسي والعسكري، يكادان يتفقان ألا حلّ لمشكلة العراق إلاّ بإجراء المصالحة، وهذه لن تتحقق إلاّ بالقضاء على الفساد. ولا شك أن الفساد يتسع بوجود الطائفية والميليشيات، والتخلص من ذلك يتم بإعادة هيبة الدولة العراقية ومؤسساتها العسكرية والأمنية، والتي ما تزال مخترقة -حسب الوصف الأميركي- وقد تحتاج إلى زمن ليس بالقصير لتأهيلها.
خلال عهد بول بريمر (2003-2004) تم تشكيل مفوضية النزاهة، ونسّب إليها القاضي راضي حمزة الراضي. وقد تعرّضت المفوضية إلى تحديات كثيرة، منها قتل نحو 31 قاضياً عينّوا لمكافحة الفساد و12 شخصاً من عوائل «أسرة النزاهة». كما تعرّض موظفوها إلى هجوم من جانب الجهات الحكومية بما فيها حكومة المالكي حالياً، فقد اتهمها البعض هي ذاتها بالفساد، في حين اتهمت المفوضية حكومة المالكي بالتستر على أحد أقاربه المتهم بالفساد!
حسب المعلومات المتوفرة، بما فيها تقرير السفارة الأميركية في بغداد عن الفساد في العراق، فإنه تم التحقيق مع 3 آلاف حالة فساد، ووجد أن الفساد مستشرٍ ومتغلغل في العديد من مفاصل الدولة العراقية. وكانت مذكرات اتهام بالفساد بحق 93 مسؤولاً في الدولة، بمن فيهم 15 وزيراً، قد صدرت عن المفوضية العليا للنزاهة. وجدير بالذكر أن بريمر الذي شكّل مفوضية الفساد اتهم هو الآخر بتبديد نحو 8 مليارات و800 مليون دولار أميركي. وكان قد خصص مبلغاً قدره 750.000 (سبعمائة وخمسون ألف دولار أميركي) لدعم المجتمع المدني لكن هذه المسألة أثارت موجةً من الاستياء والاتهامات والشكوك، خصوصاً للجهات المتعاونة مع واشنطن، وساهمت في تعميق النظرة السلبية السائدة حول دوره والتي تستغلها الجهات والجماعات المعادية لفكرة ودور المجتمع المدني ومؤسساته.
كان الفساد قد أصبح ظاهرة عراقية بفعل استمرار الحصار الدولي طيلة 13 عاماً، وخصوصاً خلال ما سمي اتفاق «النفط مقابل الغذاء» بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. وترافق ذلك مع ما أطلق عليه فضيحة «كوبونات النفط» لبعض الجماعات الموالية للنظام السابق. لكن الظاهرة استشرت على نحو لم يسبق له مثيل لدرجة أن أحد المسؤولين الأميركيين وصف الفساد باعتباره «التمرد الثاني» في العراق. ورغم وجود مفوضية النزاهة، فإن الفساد ازداد ولم يتقلص، خصوصاً السعي لتسييسه -وهو ما أكده الراضي في شهادته أمام الكونغرس- بتدخلات من جانب الوزراء العراقيين، إما خلال التحقيق أو بإعطاء الأوامر بوقف التحقيق أو عدم البدء به، الأمر الذي يتعارض مع دعاوى المحاسبة والشفافية والرقابة، ناهيكم عن الديمقراطية. وعلق الراضي أن رئيس الوزراء العراقي الحالي طلب منذ قبل بدء التحقيق إبلاغ مكتبه، ويستثنى العسكريون من التحقيق إزاء تهمة الفساد من جانب مفوضية النزاهة.
ويذهب تقرير السفارة الأميركية في بغداد إلى «أن العراق غير مؤهل حالياً حتى لتطبيق قوانين مكافحة الفساد تطبيقاً بدائياً». ويشير إلى أن مفوضية النزاهة هي وكالة استقصائية غير فاعلة أكثر مما هي وكالة حقيقية، وهي شكوى وردت على لسان المفتشين العامين. ناهيكم عن أن المحاكم في العراق ما زالت ضعيفة، وهي عرضة للترهيب والضغط السياسي.
وقد أسهمت أموال النفط المهرّب، أي التي يتم تحصيلها بواسطة الفساد، في تغذية الميليشيات، وبالتالي في ملاحقة بعض المعنيين في كشف الفساد وملاحقتهم. وبهذا المعنى يكون بعض أطراف الحكومة هي التي تموّل الإرهاب أحياناً عبر منظمات متهمة بالفساد. فقد أوقف الفساد عملية إعادة الإعمار، خصوصاً بوضع الميليشيات يدها على النفط في بيجي والبصرة، حيث تقوم ببيعه وشراء السلاح وتوزيعه على أفرادها.
إن مسألة مكافحة الفساد قضية سياسية لا يمكن أن تترك تأثيراتها وانعكاساتها الايجابية إلاّ في ظل بيئة ملائمة وإجراءات قضائية مستقلة ومنصفة، ويتطلب الأمر حسن الاختيار لكبار الموظفين وتأهيلهم وتدريبهم، وفي أوضاع سلمية وطبيعية بعيداً عن التداخل الخارجي، لكن ما الذي يبقى لمفوضية النزاهة إذا اتهم أعضاؤها بالفساد أيضاً؟! وهذا سؤال آخر بحاجة إلى بحث وتدقيق، خصوصاً أن الحديث عن الفساد بالعراق ما زال في إطار «المنطقة المحرّمة»!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديان العراق وطوائفه: عنف الحاضر وتعايش الماضي
- من يضمن حقوق اللاجئين -العراقيين-؟!
- غاندي وروح التسامح واللاعنف
- نفق غوانتانامو الذي لا ينتهي!!
- الحرب الاستباقية واحتكار العدالة: حالة غزة
- أور أو -مدينة القمر- والشبكة العنكبوتية
- جورج حبش: الاستثناء في التفاصيل أيضاً!!
- صورة المجتمع المدني بين التصادم والتواؤم
- دولة مواطنة أم مواطنة دولة ؟!
- المجتمع المدني بين الاقرار والانكار !!
- راية الليبرالية الجديدة!!
- العقدة النفطية في المشكلة العراقية!!
- العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!
- اللاجئون العراقيون : مسؤولية من؟
- سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!
- سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!
- العدالة الانتقالية وذاكرة الضحايا!!
- شط العرب.. وصاعق التفجير!!
- هل الديمقراطية مثالية؟!!
- المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الفساد: «المنطقة المحرّمة» بالعراق!