أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - الطهر الستاليني














المزيد.....

الطهر الستاليني


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بقليل من الإهتمام أتابع كتابات السيد مازن كم الماز في الحوار المتمدن، فهو يبذل دائماً جهداً مميزاً في التنقيب عن وثائق الفوضويين (Anarchists) التي تعارض مشروع لينين وتدين التجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي. ولست أكره منه ذلك على الرغم من كراهيتي لكل الذين يهاجمون الإتحاد السوفياتي من منطلقات بورجوازية وضيعة والفوضويون ليسوا استثناء. نعم، لست أكره منه ذلك لأنه الحالة الإستثنائية الخاصة جداً فهو الفوضوي الأول الذي أقرؤه في حياتي السياسية الطويلة ـ السيد مازن يكره ترجمة المفردة(Anarchy) إلى العربية ويصر على استخدام لفظ (الأناركي) العربي الذي يعني الفوضوي تحديداً. وهنا أود أن أعبر عن شكري وامتناني العميقين للسيد كم الماز لأنه زودنا بوثيقة تاريخية لا شبهة فيها تطهر ستالين من كل ما نسب إليه أعوان الرجعية ومأجورو الرأسمالية الإمبريالية من جرائم بقصد تشويه الإشتراكية أولاً قبل ستالين ـ وهو الفخ الذي وقع فيه معظم الذين يخطبون خطاباً معادياً لستالين وأولهم سيء الذكر نيكيتا خروشتشوف ـ لأنه ليس ثمة من اشتراكية في تاريخ البشرية غير تلك التي بناها ستالين في الإتحاد السوفياتي. أشكره مع علمي بأن الماز ما ترجم الوثيقة ونشرها إلا بقصد تشويه صورة ستالين، غير أن الرمية لا تأتي دائماً على قدر هوى الرامي. هذه الوثيقة التي كتبها ستالين في العاشر من يناير كانون الثاني 1939 تثبت بصورة قاطعة الطهر الستاليني، طهر البلاشفة، قادة أول دولة للعمال في التاريخ، ومثالهم جوزيف ستالين الذي كرّس كل حياته بكل تفاصيلها وبكل أيامها وحتى ساعاتها ودقائقها من أجل الثورة الإشتراكية والدفاع عن مشروع لينين الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي.

تشير الوثيقة إلى أن اللجان الحزبية والإدارية في المقاطعات قد أدانت المسئولين عن الأمن في استخدام التعذيب الجسدي للمتهمين في السجون. لكن ستالين عارض مثل هذه الإدانة المطلقة، كما تنص الوثيقة، مشيراً إلى أن اللجنة المركزية لمفوضية الشعب كانت قد أجازت التعذيب الجسدي في العام 1937، في حالات خاصة ضد أعداء الشعب فقط. ويسمي ستالين في الوثيقة الضباط الذين استخدموا التعذيب الجسدي بغير مبرر مؤكداً أنهم نالوا جزاء ما اقترفوا وعوقبوا بما يستحقون.

ما فات السيد مازن كم الماز أن يلاحظه يتمثل في الحقائق التي استبطنتها الوثيقة وأكدت عكس ما استهدفه الماز وهي..

أولاً ـ أن التعذيب الجسدي كان محرماً في الإتحاد السوفياتي لأي سبب من الأسباب قبل العام 1937 ولذلك لم تتردد اللجان الحزبية والإدارية في الأقاليم في إدانة التعذيب الجسدي الذي صادفته في السجون.

ثانياً ـ جاء قرار اللجنة المركزية في إجازة التعذيب الجسدي في العام 1937 إثر اعتقال قائد الجيش المارشال توخاتشوفسكي مع سبعة من كبار الضباط في القيادة قبل دقائق فقط من قيامهم بانقلاب عسكري بالتعاون مع هتلر ضد الحزب والقيادة السوفياتية. وبعد أن رفض هؤلاء المتآمرون الإعتراف عن شركائهم في المؤامرة ،منتظرين القيام بالانقلاب المخطط له رغم اعتقالهم، اتخذت اللجنة المركزية لمفوضية الشعب للشؤون الداخلية قراراً يجيز استخدام التعذيب الجسدي للوصول إلى كشف حقائق هامة تساعد في الحفاظ على الأمن الوطني وسلامة الثورة الإشتراكية.

ثالثاً ـ حصر قرار اللجنة المركزية استخدام التعذيب الجسدي في حالات خاصة جداً عندما تتعلق الحالة بالعداء المؤكد للشعب وانتهاك الأمن الوطني بصورة لا تحتمل الإشتباه.

رابعاً ـ احتاج جواز استخدام التعذيب الجسدي لقرار موثق من أعلى سلطة في وزارة الداخلية واتخاذه بصورة جماعية.

خامساً ـ لم تتردد الدولة في معاقبة الضباط الذين استخدموا التعذيب الجسدي في غير ما يجيزه قرار اللجنة المركزية وقد وصفهم ستالين في الوثيقة ب " الأوغاد " تعبيراً عن احتقاره وشجبه لمثل هذا الأعمال والممارسات غير الإنسانية.

كان ستالين على علم تام بأن الإمبريالية كانت قد مهدت طريق وصول هتلر إلى رأس السلطة في ألمانيا في العام 1933 من أجل توجيهه للهجوم على الإتحاد السوفياتي وتصفية الثورة الإشتراكية فيه التي شكلت خطراً داهماً على مصالح الإمبريالية في مستعمراتها وعلى الرأسمالية في مراكزها بالذات. كشف عصابة توخاتشوفسكي في قيادة الجيش وتواطئها مع هتلر للقيام بانقلاب عسكري تطلّب من القيادة السوفياتية أن تكون في يقظة تامة وأن تحافظ على جبهتها متماسكة وخالية تماماً من مختلف أشكال المتعاونين مع النازيين وأعداء الثورة الإشتراكية ويقع العبء الرئيسي في هذا على دوائر الأمن الداخلي المختلفة. من هنا وصف أعداء الإشتراكية والشيوعية من نازيين وإمبرياليين سنتي 37 و 38 بسنوات التطهير (Purge). لو تراخى ستالين في تطهير جبهته الداخلية من عملاء النازية والإمبريالية لرأينا اليوم أحد كبار النازيين الألمان يحكم أوروبا الغربية بما في ذلك بريطانيا ـ ويذكر في هذا المقام إقتراح هتلر على مولوتوف، أثناء المحادثات حول "ميثاق عدم الإعتداء" في آب 1939، إقتراحه اقتسام بريطانيا ومستعمراتها مناصفة بين المانيا والإتحاد السوفياتي ـ ولرأينا الأمريكان كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً يخرّون ساجدين أمام الميكادو. قيام ستالين بتطهير البلاد السوفياتية من أعوان النازية قبل المواجهة الحربية مع جيوش النازية(1941 ـ 1945) كان أعظم خدمة قُدمت للبشرية عبر التاريخ.

الوثيقة التي تفضل علينا أخونا الفوضوي (Anarchist) مازن كم الماز بالكشف عنها تقطع كليّاً بتطهير جوزيف ستالين من كل ما نسب إليه كارهو الإشتراكية من اتهامات هي أبعد من أن تنسب لأي زعيم اشتراكي فما بالك بباني الإشتراكية الوحيد في التاريخ، جوزيف ستالين.

شكراً لك أخي مازن كم الماز مرة أخرى وقد حررت البشرية من حمل ثقيل عبر كشفك عن مثل هذه الوثيقة التاريخية المجهولة !




#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء اليسار الأجوف للوحدة!
- ماركسيون يلقون براياتهم في الوحول (5)
- حول بيان الأحزاب -الشيوعية- في بلدان شرق المتوسط
- الدكتور سمير أمين (الماركسي!)
- الحرية مفهوم طبقي (روزا لكسمبورغ في مواجهة فلاديمير لينين)
- نحو فهم أفضل للماركسية
- في (درس ثورة أكتوبر الإشتراكية)
- ماركسيون يلقون براياتهم في الوحول 4- كاظم حبيب
- من يدافع عن الماركسية؟!
- دور المعرفة في بناء الإنسان
- تقادم أحزاب الأممية الثالثة الشيوعية
- - الحوار المتمدن - بين التغيير والإصلاح
- الدولة ما بعد الحديثة
- خطاب إلى أحد منتحلي الشيوعية - رزاق عبود
- أي دولة، في أي فلسطين ؟
- على هامش الفلسفة
- معزل المتثاقفين
- متى تستحق الإشتراكية ؟
- أوجب واجبات الشيوعيين
- ليس من السهل أن تستمر ماركسياً حقيقياً !!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - الطهر الستاليني