أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة














المزيد.....

هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:44
المحور: المجتمع المدني
    


لم تعد الورقة الطائفية حافزا للرهانات الكبيرة بعد ان ادرك اللاعبون انها باتت مكشوفة ولا تشجع على المقامرة ، ولان الجماهير ذات القهر المتراكم قد جربت
كل صنوف الاذلال والاستغلال والتهميش والاقصاء هي نفسها من كانت وقودا وحجارة لنار اججت كي تنضج طعام لافواه مفترسة فتحت لالتهام النسغ الصاعد في علو الشجرة الضاربة جذورها في اعماق الارض بثمارها المكونة لهوية العراقيين ، ولتؤكد انها (الجماهير) مشروع اكيد سيغير وجه الارض بانعطافة تضع التاريخ في مساره الصحيح .
ان الدفاع عن امتيازات ومصالح مستمدة من واقع التخلف ومغلفة بالغيرة الكاذبة على التراث رغم ان عناصره قد شاخت ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين الذي تطورت فيه وتيرة العلاقات البشرية وتبدلت معارف الانسان وافكاره وقواه جميعا ، فاصبحت الحاجة ماسة الى ان نستوعب بعمق حركة تطور التاريخ ونخطط لتحويل حياتنا الاجتماعية والسياسية ونناضل لاعداد انفسنا اعدادا علميا وعقلانيا لكي نهضم كل اصيل في الجديد ونتمكن من انجاح هذا التحول.
لقد وضعت الخطط للمشاريع الاستثمارية وشرعت القوانين لتاخذ جديتها في التنفيذ والتي تتطلب رؤية شاملة تستدعي كفاءات وخبرات فنية وقدرات ادارية قيادية ورصيد مالي ، لتضع في اعتبارها حركة السوق والانتاج المحلي والدولي وعلاقاتهما المتبادلة المؤثرة والمتأثرة مع هذه المشاريع وجدوى انجازها .
لقد اعلنت الحكومة العراقية المنبثقة من عملية سياسية مستمدة من دستور اتفقت الجماهير على وضعه ؛عن ميزانية لعام 2008 تقدر بـ 48 مليار دولار مضافا اليها ما استرجع من ميزانية عام 2007 تنتظر انفاقا واعدا بامكانه ان سار على خطى القياسات الفنية والمهنية الموضوعة للوصول الى تحقيق البرنامج السياسي والاقتصادي المعلن ولينعكس بشكل ايجابي وفعال على حياة المواطن العراقي وضمان مستقبله ولتضع هذه الميزانية الاساس المتين والمتماسك لبنى تحتية ترتكز عليها قواعد الانطلاق للبناء المؤدي الى مجتمع الرفاه ولضمان حقوق الانسان .
لكن الغرس يبدو متعثرا ، فالارض ما زالت رخوة غير متماسكة وللماضي ثقافة ترجح التحفظ والتحصن من الاخر ويغلب على المشاركين في حراثتها التزاحم على المكان الاسهل والاقرب للفائدة الخاصة ، ونزعة الانا ما زالت هي الباعث المتقدم في المساهمة حتى تحولت الى صراعات ونزاعات تتلاطم وفق الية الفوضى فجعلت مسارات التنظيم والتقنين تتجه بشكل غير ذي جدوى لتكوين الانا الجمعي المشترك والوطني المطلوب ، ولتبقى الابواب مشرعة نحو التشظي والتشرذم الحاضن للمصالح المستغلة والمكونة لجيوب الانحراف .
لم يعد الصراع طائفيا اذن بعد ان ولت واندحرت فلول وتاثيرات تنظيم القاعدة المقيتة ، فللمنطقة الغربية صراعها الجديد وفي الجنوب صراع اخر وفي الشمال صراع معروف وبين هذه الصراعات تحاول الدولة ان تبني هيبتها وتفرض قانونها المشرع ، لكن الفوضى تفتح طريقا سالكا نحو الانحراف وتحدي السيادة والقانون فتزداد الانتهاكات شدة وضراوة ويرتفع معدل الجريمة ويضرب الفساد الاداري المالي والاخلاقي اطنابه في مرافق الدولة الامنية منها والخدمية لينتج علاقة مربكة وغير منتجة بين المواطن والدولة ، ولكي يحمي نفسه يلجأ لعشيرته او طبقته او عائلته فتزداد اناه انعزالا فيكون العرف لا القانون مرجعية ضامنة والذي عادة ما يتقاطع مع السياق والذوق العام فتبرر هذه الاخطاء وكأنها اساليب للدفاع او شكل من اشكال الشطارة .
لقد اشار احد مسؤولي امانة بغداد في حديث خاص " ان امانة بغداد رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها لم تعد قادرة على تنظيم بغداد واسواقها وشورعها واحيائها كما يريد لها المخططون لقصور كبير في امكانياتها الفنية ونقص ملاكاتها ومعداتها فضلا عن قراراتها التي لا تمتلك الهيبة والتقدير لدى المواطن الذي يريد العيش فهو مازال يعاني من البطالة ، المشكلة الكبيرة في بلادنا هي الفساد الذي ما زال يأكل مفاصل مؤسساتنا الحكومية . "
وللفساد هذا اسسه شأن كل ظاهرة تطغى على الواقع ، ومن اعظم هذه الاسس هو ضعف الكفاءة القيادية والقدرة على اتخاذ القرار بشكل واع وموضوعي يتماشى مع كل حركة المجتمع ومستوى اداءه ونوعيته وكيفيته .. فلا تكفي الصفات الشخصية بالخلق الرفيع او الورع والتقوى لقيادة نشاط محدد يمتد بعلاقاته مع النشاطات الاخرى .. فنزاهة المنصب تعني اولا مسؤولية المهمة اتجاه مشروع وطني متفق عليه يصب في مصلحة عامة ، وتعني ايضا الماما كاملا بتكنيك هذه المهمة والقدرة على تطويرها ، وكذلك تعني التزاما شريفا بالبرنامج العام الموضوع وفق خطة استراتيجية اتفق عليها باعلان سياسي امام ممثلي الشعب ، اضافة الى الحرص على المال والانسان .
الازمة الراهنة موضوع مدرك الابعاد ومستوعب بكل تفاصيله وحيثياته وهناك صراع حقيقي بين ثقافة الجديد المطروح وقوانينه وضروراته وبين ثقافة صدئة لا يكفيها الترقيع او الاستئصال الموقعي وهذا ما تؤكده التناقضات الحادة بين ما تطرحه الكتل السياسية من بيانات وخطابات وبين حركتها في الواقع اذ تاخذ تكتيكاتها مجالات تبتعد بهذه الدرجة او تلك عن النهج العام خدمة للمكتسبات السياسية التي تراها ضرورية للمرحلة الراهنة .. وهناك ايضا مسألة السيادة الوطنية التي تستحق كل الجهد والنضال الواعي والمنطقي التي تفتح الطريق واسعا وسالكا نحو هيبة الدولة وسريان قراراتها دون تقاطع مع مشاريع اخرى قد تتناقض مع سيرورة تطورنا الحضاري والتاريخي .. والامل كل الامل ينعقد على المفاوضات القادمة بين الحكومة العراقية والجانب الامريكي لصياغة اتفاقية للتعاون المنتج ولتكون خطوة بالاتجاه الصحيح نحو استكمال تحررنا الذي بدأناه بازالة اكبر طاغية في التاريخ الانساني ولتتضح معالم علاقاتنا مع دول الجوار الاقليمي على الاسس الانسانية والدولية التي تكفل حق الانسان بالحياة الامنة .



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق
- انحراف الخط النضالي في العراق
- تحديات الخيار الديمقراطي
- الطريق الى النزاهة
- جدلية الوعي السياسي.. المفهوم والممارسة
- الاستثناء والقاعدة .. غي ثقافة الاختلاف
- النزاهة .. طريق اقصر لدولة الرفاه


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة