أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!














المزيد.....

-نار الغلاء- فاكهة الشتاء!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لمَّا كان الشعب هو المكتوي بنار الغلاء العام المتولِّد عن الغلاء النفطي قرَّر البرلمان، على ما سمعنا، أن يُرْسِل وفوداً برلمانية إلى الدول العربية الخليجية الغنية نفطياً لحضِّها على تزويدنا وقوداً رخيصاً، أي بسعر أقل (كثيراً أو قليلاً) عن سعره في الأسواق الدولية، ففي الوقود يكمن الداء والدواء معاً. وإنَّنا نتمنى أن توفَّق الوفود البرلمانية في مهمتها وسعيها، وأن تشتمل "النتائج الإيجابية" على أن يزوِّدنا الأشقاء النفطيون وقوداً مجانياً، أو شبه مجاني.

وإمعاناً في التمني، نتمنى أيضاً أن تنجح القمة العربية المقبلة في دمشق، إذا ما قُيِّض لها أن تُعْقَد، في الاتفاق على إقامة ما يشبه "إطفائية عربية" لمكافحة وإخماد وإطفاء نار الغلاء العام الذي يكاد أن يأتي على الأخضر واليابس من القدرات الشرائية للمواطنين العرب جميعاً، فنحن الأمَّة النفطية العظمى في العالم، ويمكننا وينبغي لنا أن نتكافل بما يَنْزَع من هذا الغلاء العام الذي نكتوي بناره مُكوِّنه النفطي، فالمشتقات النفطية هي في منزلة "البنية التحتية" لهذا الغلاء، الذي لا يَعْدله غلاءً سوى غلاء حقوقنا وأراضينا التي اغتصبتها إسرائيل، والتي ما عاد في مقدورنا "شرائها" بسبب المغالاة الإسرائيلية في أثمانها!

ولا شكَّ في أن استفحال الغلاء العام، النفطي في أحد أهم مصادره وأسبابه، هو الآن من أهم مَصادِر التهديد للأمن القومي العربي، فالدول، على ما نستخلصه من دروس وعِبَر التاريخ، تسقط وتهوي (مهما كان بريقها الفكري) عندما تعجز عن تلبية وإشباع الحاجات الأولية لشعوبها من مأكل وملبس ومسكن..

وأحسبُ أنَّ من حقِّنا، نحن الأمَّة النفطية العظمى في العالم، أن نميِّز بين الشقيق وغير الشقيق (أو الأجنبي) في بَيْعِنا لنفطنا ومشتقاته، فليس في الأمر ما يشبه اجتراح معجزة أن يباع نفطنا ومشتقاته في أسواقنا العربية بسعر يقل (ويقل كثيراً) عن سعره في السوق العالمية.

إذا تحقَّق لنا، أي للمواطنين العرب كافة، ذلك فإنَّ على كل حكومة عربية تمتَّعت بهذا "الامتياز النفطي" أن تستخدمه وتوظِّفه بما يُخْمِد نار الغلاء العام التي يكتوي بها شعبها، فهذه المصلحة العامَّة يجب أن نراها هذه المرَّة متغلِّبة على كل مصلحة فئوية.

نقول بذلك، ونتمناه؛ لأنَّ ما قبضناه من زيادة في الراتب (50 أو 45 ديناراً) قد طار وتبخَّر قبل أن يَسْخُن في جيوبنا؛ وها نحن، وعملاً بمبدأ "الحاجة أمُّ الابتكار (أو الاختراع)"، نتحادث في أمر الأسلحة الأنجع التي يمكننا استخدامها في حربنا على عدوٍّ جديد يُدْعى "الشتاء المقبل"؛ وها هو بعضنا يُعِدُّ العُدَّة للاعتداء على كل ما يَرْمُز إليه اللون الأخضر بيئياً، فالبيئة ترخُص مع استفحال الغلاء النفطي؛ أمَّا "المسالِم" منَّا فينوي أن يتَّخِذ من غرفة واحدة في منزله مَشْتىً له ولعائلته، فتدفئة غرفة واحدة (بدلاً من المنزل كله) ما زال (إلى الآن) أمراً ممكناً!

ومع التبخُّر السريع للزيادة في الراتب تَبَخَّر من الأنفس التأثير السيكولوجي لـ "زيادة الراتب"، فكثيرٌ من الذين زيدت رواتبهم لم يُبالوا كثيراً بعواقب "تحرير الأسعار"؛ لأنَّ لـ "زيادة الراتب" أثراً سيكولوجياً كالخمر؛ ولقد ذهب "يوم الخمر" وجاء "يوم الأمر".

واليوم، حيث لا منازع لسلطان الأمر، ترى الغلاء النفطي يتحوَّل إلى غلاء عام شامل.. حتى "الرشوة الصغيرة" ارتفع سعرها. لقد كنتُ أُضيف إلى سعر جرَّة الغاز نصف دينار رشوةً للبائع حتى يأتيني بها إلى منزلي في الوقت الذي أريد تقريباً؛ أمَّا اليوم، وعلى الرغم من ارتفاع سعرها، فيطلب ديناراً رشوةً له، بدعوى أنَّ كل شيء ارتفع سعره!

حتى "ضريبة المبيعات"، التي تنازلت عنها الحكومة في بعضٍ من السلع الأساسية، لم يتورَّع كثيرٌ من التجار عن السطو عليها، فـ "العقوبة الحكومية" للتجار المارقين ليس فيها ما يكفي من قوَّة الردع، وكأنَّ قَدَر المواطن أن يستولي التاجر على ما تتنازل عنه الحكومة للمواطن. وإذا أراد المواطن نقاشاً عقيماً فعليه أن يناقِشَ أحد الطرفين في أمر غلاء هذه السلعة أو تلك، فجواب الحكومة عن سؤاله هو "اسألْ التاجر"، الذي جوابه "اسألْ الحكومة"!

لقد انْتَظَرْنا "الزيادة"، فلمَّا أتت تأكَّد لنا أنَّ الغلاء قد امتَّصها قبل أن تمتصَّ شيئاً منه؛ وها نحن الآن ننتظر رحمة "قوانين السوق الحرَّة"، بعد "تحرير الأسعار"، فقد نفثوا في روعنا أنَّ "قانون العرض والطلب" سيُنْصِفنا، ولو بعد حين، فالأسعار لن ترتفع إلاَّ لـ "تعاوِد" الهبوط، مع أنَّ التجربة أكَّدت لنا أنَّ "السوق الحرَّة" ليست بـ "حرَّة" بما يكفي لعودة "الأسعار" من السماء إلى الأرض!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!
- -تسونامي- السنة الجديدة!
- ولكم في -قِصَّة إبليس- حِكْمَة يا أولي الألباب!


المزيد.....




- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية
- أرباح بنك -أبوظبي التجاري- ترتفع 26% في الربع الأول من 2024 ...
- البنك الدولي: توترات المنطقة تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم ...
- أسهم -وول ستريت- تهبط بعد نتائج ميتا وبيانات اقتصادية سلبية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!