أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جلنار صالح - وزارة حجي سلمان ...!!!














المزيد.....

وزارة حجي سلمان ...!!!


جلنار صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


لا شك أننا عندما كنا نسمع عبارة مثل أن (شرطي وفقه الله فتح مركز للشرطة ) نضحك باعتبارها نكتة ولا يمكن لشخص مهما كان مركزة أو قدرته أن يتخذ موقعا أو يتولى مهمة من مهمات الدولة ,لكن يبدو أن مثل هذه الحالة لم تعد غريبة في هذا الزمن الغريب ..ولا شك أنكم تتساءلون ألان من هو الحاج سلمان هذا وما هي قضية وزارته ؟!
الحاج سلمان هو أشهر مضمد صحي في بغداد , يمتلك عيادة في منطقة الكرادة يمارس فيها مع مجموعة من مساعديه مهنة التمريض بكافة مهماتها إضافة إلى الختان وقلع الأسنان ومداواة الجروح والحروق الخطرة وعشرات الحالات المرضية المختلفة التي يضيق المقال عن ذكرها ,الحاج سلمان ربما لا يكون المضمد الأشهر فقط لكن الأقدم أيضا حيث انه يزاول مهنته هذه من عدة عقود مضت وحتى ألان ويبدو أن الله وفق الحاج سلمان أخيرا ليفتتح وزارة !! واليكم القصة ..
بدأت رحلة اكتشاف وزارة الحاج سلمان بإصابة طفل يقل عمره عن عشر سنوات بحروق خطرة بعد انسكاب قدر الماء الساخن الموجود فوق مدفأة داخل الحمام فوق جسده الصغير بطريقة الخطأ عندما كانت والدته تحممه..
والد الطفل –الذي روى لي القصة- قام بنقل الطفل فورا إلى المستشفى الأقرب إلى دار سكنه وهي مستشفى ابن النفيس لكن المستشفى رفضت استقبال الطفل لعدم احتوائها على قسم خاص بالحروق فقام بنقلة إلى مستشفى الكندي.. داخل هذه المستشفى وجد والد الطفل نفسه وسط جو لا يدل ابدآ على أنها مستشفى فعدد المسلحين فيها يفوق عدد الكادر الطبي الموجود والأدهى من ذلك أن الطبيب المسؤول عن قسم الطوارئ كان يقوم بدور شيخ عشيرة !! .. نعم فقد ترك المرضى والمراجعين (ليفصل) بين مجموعتين من المتنازعين القادمين من إحدى المناطق القريبة لذا لم يكن عنده الوقت ولا المزاج ليتفقد حالة الطفل المصاب !! .. المراجعين في المستشفى نصحوا والد الطفل بنقل ابنه إلى عيادة الحاج سلمان في منطقة الكرادة ..ومن هنا كانت الإشارة الأولى للوصول إلى وزارة الحاج سلمان !!
لم يقتنع والد الطفل بالحل الذي قدمه المراجعين وبقي مصّرا على العثور على مستشفى تقدم إسعافا طبيا لابنه ,فقام بنقله إلى مستشفى الواسطي للجراحة التقويمية وفي استعلامات المستشفى اخبره المسؤول عن عدم وجود قسم للحروق فيها,وإنها كانت تحتوي على هذا القسم في زمن النظام السابق أما ألان فلا , وهنا قدم عامل الاستعلامات نصيحة لوالد الطفل بان ينقل ابنه إلى الحاج سلمان والتفت إلى ورقة معلقة على الجدار خلفه وراح يقرا لوالد الطفل عنوان الحاج سلمان المدون فيها !! .. تصوروا مستشفا حكومي يحيل المراجعين إلى مضمد صحي !!
بعدها حاول والد الطفل نقل ابنه إلى أكثر من مستشفى أهلي لكن جميع المستشفيات الأهلية رفضت استقبال الحالة بنفس العذر السابق وفي احد هذه المستشفيات رفضوا حتى فتح الباب الخارجي للمستشفى وقام الطبيب بالتحدث إلى والد الطفل من خلف سياج المستشفى !!
بعد هذه المعاناة التي مر بها الطفل المصاب وعائلته ألقلقه على حالته قرروا الاستسلام للحل الوحيد المطروح إمامهم ونقله إلى عيادة الحاج سلمان في الكرادة ..
العيادة كانت مزدحمة جدا بالمرضى والمراجعين وبشكل غير اعتيادي يثير الكثير من التساؤلات حول وضع الخدمات الصحية في بغداد
قام الرجل بإسعاف الطفل بالإمكانيات البسيطة المتاحة في عيادته .. وعندما أبدا والد الطفل بعض الشك في إمكانية أن يقوم الحاج سلمان بدور يعوض عن مراجعة طبيب أو مستشفى , اخرج له الحاج سلمان شهادة مكتوبة من قبل طبيب مشهور شهد له فيها بقدرته على علاج حالات صعبه ومستعصية هذا إضافة إلى انضمام عدد من المراجعين الذين تكدسوا في عيادته للتأكيد على قدرة الحاج على شفاء حالات صعبه جدا من الحروق وصل البعض منها إلى درجة اليأس من شفائها في عيادات الأطباء والمستشفيات !!
بعد أن أنهى الحاج سلمان علاج الطفل بدا منزعجا من تعليقات الأب وقال بلهجة المتحدي الغاضب .. اذهب بابنك إلى الطبيب أو إلى المستشفى !
ولان والد الطفل بقي قلقا على حاله ابنه قرر نقله إلى مستشفى اليرموك ليشرف على حالته طبيب .. المستشفى كان يخلو أيضا من قسم للحروق لكن قسم الطوارئ قام بتقديم إسعافات أوليه وعلاج للحروق المنتشرة على جسم الطفل وسط أسّرة ملوثة بالدم والأوساخ !! .. قام والد الطفل بعدها بإخراج ابنه فورا بعد أن اقتنع أن غضب الحاج سلمان كان عن قناعة بمستوى الخدمات التي يقدمها مقارنة بمستوى مستشفيات بغداد وان المريض سيلّف ويدور ليعود إليه في النهاية !!
لا شك أن الحاج سلمان يقدم خدمة كبيرة في وضع صعب وخطير لكن السؤال الأكثر إلحاحا ..ماذا عن الحالات الخطرة والحرجة التي لا يستطيع الحاج سلمان إسعافها وماذا عن المرضى والمصابين الذين لا يعرفون ولا يستطيعون الوصول للحاج سلمان ؟؟!
المستشفيات في العراق كانت تعاني من نقص في النظافة والخدمات والأدوية والكادر الملتزم والمخلص في زمن النظام السابق وربما اتهمت في كثير من الأحيان أنها كانت السبب في تدهور بعض الحالات بسبب سياسة النظام السابق التي تعمدت إلحاق الضرر بالناس فما بال مستشفياتنا ألان ؟؟ وإذا كان الحصار قد اضر بالخدمات الصحية وبصحة الناس فما الحجة التي تتحجج بها وزارة الصحة ألان لتبرير الإهمال البشع والخطير الذي تعاني منه مستشفياتنا ؟؟ ومتى سيحظى المواطن العراقي بخدمات صحية لائقة تناسب حجم المعاناة والأهوال التي عايشها ؟؟!!
وإذا كان الحاج سلمان بامكانياته البسيطة مستعدا وقادرا على تقديم هذا الكم من الخدمات الطبية للمواطنين بينما وزارة الصحة بإمكانياتها الهائلة غير قادرة على تهيئة مستشفى واحد لائق.. فسلموها للحاج سلمان وأريحونا !!!



#جلنار_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة أم عباس المستجابة !!
- من الرفيق ألبعثي إلى المسلح المليشوي .. معاناة المرأة العراق ...
- لغة النار ..المحرّمة !
- مدينة الحزن .. مدن !!
- الساقية والجدار........
- قصة قصيرة (( النافذة القريبة من الموت ))
- من وحي البحث عن وطن بديل
- اعتراضات انثوية على فتاوى ذكورية
- لا لشعار ( الأسلام هو الحل) التضليلي
- أنتزاع
- مرايا
- طفلة الفرح
- المرأة العراقية ... نضال على جبهتين
- مدينة النساء
- مو خواطر
- !ما اصعبني


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جلنار صالح - وزارة حجي سلمان ...!!!