أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الرزاق السويراوي - ركود المجلات الثقافية الحكومية














المزيد.....

ركود المجلات الثقافية الحكومية


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس من الإنصاف , أنْ يعمّمَ المرء حكماً على ظاهرة ما , دون الرجوع الى ما يحيط بها من ملابسات حتى ولو كان هذا الرجوع على سبيل الإجمال . وتماشياً مع هذا القول , فنحن أزاء قضية متصلة حميمياً , برافد مهم من روافد الثقافة العراقية , وأعني به , حالة الركود الذي يخيّم بظلاله على المجلات والدوريات الثقافية الحكومية , سواء تلك التي صدرت منذ سنين طويلة وما زالت تتواصل في صدورها , والتي واكبت المنتج الثقافي العراقي بتألقه وإزدهاره أوبأنينه المكبوت جرّاء سيف الرقيب السلطوي الذي ما أنفك يقطر دماً يمازجه حبر حرية الكاتب المصلوبة على حدّه المرعب . أو تلك لتي صدرت ما بعد 2003 ولم تتعدَ في أعدادها , حتى أصابع اليد الواحدة , متضمّنة بين أغلفتها , رداءة واضحة في التصميم ومستوى متواضعاً جداً , في الكثير من موادها , أكثر من ذلك , هو عدم توزيعها في المكتبات لكي تكون في متناول يد القارىء , وكأنّها , صدرت لإبراء ذمة مَنْ أصدرها ثم لتُركن في فضاءات الغرف المظلمة , بدلا من إيصالها للقراء , ولا ندري ما وجه الحكمة من ذلك . ولكن في قبال هذا الكلام , من المؤكد أنّ الجهات المعنية بهذا الشأن , لديها ما تقوله عن سبب هذا التعثر في مستوى هذه المجلات , إنْ كان بخصوص توقف بعضها عن الصدور , أو عدم إنتظام صدور بعضها الآخر , ومن المؤكد أنه مهما كانت قوة تبرير هذا الإخفاق , فأنه سوف لا يصمد حتما أمام مبررات هي في الواقع أقوى منه , من قبيل حاجة الساحة الثقافية الماسة , لمثل هذه المجلات في ظروفنا الحالية , وكذلك لتوفر الإمكانيات الإخرى كالدعم المالي والكوادر الإدارية المؤهلة , إضافة الى الهامش الكبير من حرية الرأي , كل ذلك يقطع كما قلنا كل التبريرات الواهية التي يمكن أنْ يتحجج بها البعض , لتبرير ضعف مستوى هذه المجلات .
نحن نعرف أنّ من أبرز معوقات إصدار المطبوع , بالنسبة للقطاع الأهلي , هو ضعف الإمكانيات المالية , وهو مبرر معقول ومنطقي , ولكن على مستوى القطاع الحكومي , فأنّ الجانب المالي يكاد لا يشكل عائقا أمام إصدار أيّ مطبوع حكومي , لأننا وعبر ما تطالعنا به وسائل الإعلام بخصوص ما يرصد لهذه الوزارات من أموال , نشعر بالذهول أمام هذه الأرقام الخيالية المخصصة لها .
وما دام الحديث جرّنا الى موضوع الوزارات , فبقدر تعلق الأمر بالمجلات والدوريات الثقافية الحكومية, لابدّ لنا من الإشارة ولو إجمالا , عن حالة الإخفاق الواضح في أداء الكثير من هذه الوزارات , ولأنّ وزارة الثقافة , هي إحدى هذه الوزارات , فمن الطبيعي أنّ ينسحب هذا التعثر على هذه الوزارة أيضا , وهي حسب الفرض , الوزارة المعنية قبل أي جهة حكومية أخرى بمجمل الأنشطة الثقافية وبالذات , إصدار المجلات الثقافية والدوريات المماثلة الأخرى . وينبغي القول هنا أنّ العارفين بالأمور , يردّون معظم الأداء غير المرضي للوزارات , الى أسباب متعددة يأتي على رأسها , تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي الذي لا تكاد تفلت من قبضته , أيّ دائرة من دوائر الدولة . وهنا , ربما يقفز هذا التساؤل للذهن : ما هي العلاقة التي تربط بين ظاهرة تفشي الفساد الإداري والمالي وبين الأداء المتواضع أو المتدني لما يصدر من مجلات حكومية مختصة بالشأن الثقافي ؟؟.
الواقع أنّ هناك بعض الظواهر تبدو من خلال النظرة العابرة لها , أنها منفصلة عن بعضها , ولكن الإقتراب منها أكثر , يعطينا صورة جلية عن مدى تداخلها وتشابكها ببعضها , حتى أنها لتبدو شبيهة بلعبة الكلمات المتقاطعة , من هنا يمكن القول , أنّ ظاهرة الفساد الإداري والمالي وعلاقته بالمطبوع الثقافي الحكومي , يأتي منْ باب ما تتيحه هذه الظاهرة من فرص تتسلل عبرها , بعض العناصر ممن لاتربطهم بالعملية الثقافية بل وحتى الإدارية , الى مراكز وظيفية تتطلب في أبسط مواصفاتها ومؤهلاتها قدرا مميزاً من الجانب المعرفي والثقافي والإداري , وقد أثبتت التجربة وواقع الحال , أنّ هذه العناصر التي تسللتْ الى هذه الوظائف , هي أبعد ما تكون عن الحقل الثقافي , فضلا عن عدم إمتلاكها لأيّة رؤية يمكن أنْ تسهم في تحسين مستوى المطبوع الثقافي الحكومي وتطويره أو التخطيط لإصدار مطبوعات أخرى من مجلات وغيرها . الواقع أنّ مَنْ يهيمن على مركز وظيفي ذي شأن مباشر بالمطبوع الثقافي أو بعموم العملية الثقافية وهو لا يحسن منه شيئاً , يصبح كمن هو سائق دراجة أجلسوه في كابينة قيادة لطائرة ركاب وأسلموا له قيادتها , فما هو مصير الطائرة وركابها في مثل هذه الحال , إنّْ لم يتداركها العارفون بالأمر , وليست بعيدة عنّا , قضية وزير الثقافة الـ ....هارب ! .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنْتبهْ رجاءاً:العام الجديد يبدأ بالرقم ( 8 ) !!
- إحْذرُوا ( حوْبَة ) العراقيين !!
- وقفة مع آخر فتوى سعودية
- قرار التقسيم :وضرورة توحد الموقف الرسمي والشعبي على رفضه
- إقتحام مؤسسة المدى هل هو ممارسة حضارية جديدة لديمقراطية بوش
- دعوة لإعادة النظر في :الحصانة القضائية للعاملين في الشركات ا ...
- أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟
- في العراق :ما أكثر ستراتيجيات بوش حين تعدّها ولكنّها معدومة ...
- الحكومة العراقية وضرورة الوضوح في التعامل مع الشعب :( قضيّة ...
- قصة قصيرة:لاءاتُ أبي
- ليس ردّا على مقال : ( مدينة الصدر ... تلك القروسطية الإسلامي ...
- عودة الى موضوع : لجان التحقيق الحكومية
- روح الإيثار : هل هي مغيّبة عن ذهنية النخب السياسية العراقية ...
- قراءة في :بعض معوّقات العملية السياسية في العراق
- آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات ...
- إطفروا النهر ما دام ضيّقاً
- الحكومة السعودية وإزدواجية التعامل تجاه القضية العراقية
- قصة قصيرة :(( مع خيوط الفجر ))
- ( طفولة هرمة) :والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي
- طفولة هرمة:والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الرزاق السويراوي - ركود المجلات الثقافية الحكومية