أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر رزيج فرج - نقد قصصي















المزيد.....

نقد قصصي


شاكر رزيج فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


ظل استثنائي ... المجموعة القصصية لـ ـ عبد الحليم مهودر
تغريب وفنتازيا السرد المتقارب للوهم
شاكر رزيج فرج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تكون مأخوذا بالمكان ، فانك ستفقد حتما المعايير التي درجت على تبنيها
للخروج بأفضل رأي ، فقد قيل إن الحب أعمى ، فكيف إذا كان ذلك هوسا ، والتحاما وتعايشا ، وربما لأني عشت على تخوم الصحراء الغربية وعرفت الكثير عن أسرارها، وبكل ما أوردته من قصص وحكايات ، وجدت نفسي منحازا إلى الأقصوصة الأولى ( شاهد قبر ) بشكل لايصدق
محلقا في الفضاء وكأني امسك كاميرا سيمية ، أصور ما يجري على الأرض بلقطات الطائر وبزوم على كبر مساحة الشاشة ، رجل يفر من جيش أبرهة بعد إن شتتهم ـحجارة السجيل ـ( يقال إن السبب هو تفشي مرض الطاعون ـ والعهدة على الراوي ) فينتابني شعور متعاطف مع هذا ـ الهارب ـ حتى خلاصه بعد وصوله إلى المدينة ، ( في اقصوصة النافذة لـ حامد فاضل يهرب ثلاثة من سجناء الضمبر من نقرة السلمان ، عبر الصحراء ولم يستطع أي واحد منهم الخلاص ) إلا إن هناك لعنة!! هي أشبه بلعنة ـ الفراعنة ظلت تلاحقه (..)
( وكأن لعنة تطارد سجناء الضمير لايفاء نذر لشعبهم ) طائرواحد في السماء يلاحقه ليرميه بحجر فيقتله .. وعبد الحليم مهودر يدرك إن محمول البنية! تعني له : إن الحرب ومشعليها لابد إن يكون خلاصهم بموتهم ..ذلك ما حاوله في ( شاهد قبر) .
في الندوة النقدية التي عقدت بصدد المجموعة ، وردت آراء معتبرة لبعض
المستعرضين لها وان بدت بعيدا عن التفصيل فـ ـ علي عباس خفيف ـ
قد ذكر ما عناه ، إن هناك متقاربات بين قصص المجموعة ، أطلق عليه تعبير
( القطع المكافئ) وان القاص كان مبحرا نحو الفضاء الشعري ، مبحرا في الحلم.
بينما اشرـ منذر خضير ـ بعض قصص المجموعة وبالتحديد / رأٍس مقطوع يتكلم / ظل حكاية / ظل الرماد / على انه صرخة ضد الظلم والاستبداد وان المجموعة بشكل شامل إنما هي نتاج روحي ، أي التعبير بشكل مدهش عن توق الانسان الى الحرية والانعتاق من ربقة القهر، بينما وثق ـخضير حسن خلف ـ
رأيه (..) إن القاص قد اعتمد التجريب ووهم الحقيقة ( التغريب والفنتازيا ـ هنا
استثمرت المفردتين لهامش العنوان ) وان أقصوصة رجل مفترى عليه (..) لها بنية السرد المتشابه اشبه بالسرد في قصص ـ ألف ليلة وليلة ـ وانه يرقى لان يكون معادلا لتجربة فكرية مختزنة ، بينما القاص ( ناصر قوطي ) قد اقفل باحكام كل السبل بقوله : ـ اغلب القصص هلامية المعالم قد لا تنتمي الى اسلوبية معينة ، بل تتخذ لها مساحة واسعة من التجريب .
وإذا ما أخذنا برأي ( حسين مروة) / إن كل عمل إبداعي هو عمل واقعي /تتضح إمامنا صوربينة لقصص المجموعة ، إذا كانت الواقعية تعني تلك العلاقة الجدلية
بين العوالم الداخلية للمتن الإبداعي والعالم الخارجي .. ربما نكتشف ذلك بسهولة
في أقصوصتي / الدائرة والمفتاح / رجل مفترى عليه / كمثالين ، فابراهيم محمد
الكاطع ( 1930 ـ 1964 ) ،/ وهو بكل تأكيد شخصية حقيقية / ينبغي لمن بيده الأمر إن ينفذ وصيته ، وان يدفن تحت قبة الموانئ لأنه هو احد الذين شيدوها بكل هذا الجمال ، وفي الثانية (..) نخلص إلى حقيقة مريرة هي:ـ إن السد لازال موجودا داخل النفوس .... أي إن الخلاص من القبليات!!ستظل تفعل فعلها في المجتمعات الطبقية حتى آوان رحيلها مستقبلا .
في ( عشرة أبواب ) نجد إن أجراس هذه البوابة وربما الأبواب الأخرى قد توقفت لتحل محلها أصوات البواخر القادمة والراحلة من الميناء والتي بدورها تتوقف لأسباب ـ كأن تكون بفعل الحرب !ـ أو لأي سبب آخر.... لاشئ هناك
يستقيم إلى الأبد بما فيها ما يعتقد بأنها من الثوابت ... فهو قد بدأ بشطب كل ما كان يعتقد به باطلا من القاموس ( مدونات الرقي ) ليطبع ـ وبافكار جديدة ـ
كتابا عن المستقبل!! وان بمقدوره الحصول على الأسماء السبعة ( رأس مقطوع
يتكلم ) بتخليقه لشجرة العائلة الجديدة ، وان الاعتراض على قصة ـ حي بن يقظان ـ (البرزخ ) على انه رواية ، قد يكون مقبولا ، لان البطل الذي تحول
إلى لص أدبي وأصبح مجرد /ظل ناسخ /.. إما العرافة (رقم العقرب) فهي تنصح الرجل ( سيولد لك طفل عقرب ، لا تحضر ولادته ، يتعمد بالتراب ويلقي البغضاء بين الناس ... النص ) .
هذه النصوص التي قد تبدوا متباعدة ليس بينها آصرة من حيث البناء الشكلي ، الا مايوجدها هو الاطار الفكري الواضح المعالم لكل متلقي يمتلك وعيا معرقيا .
لكن عبد الحليم مهودر المتعاطف بشدة مع الإنسان يؤمن بعدم وجود حقيقة مطلقة وان الثبات والسكون حالة عرضية زائلة، إن لم تكن غير موجودة أصلا ، وهو بذلك يؤسس رؤاه ويوثقها وفق مدونات تكاد إن تكون مفتوحة وعبر نصوص
( يمكن سردها!!) على نحو مرض ومقبول وبلغة تقترب كثيرا من الهاجس
الشعري وبعيدا عن الهذر القصصي ، وقد تكون وفي حدود معينة وكأنه يبحر حقا
داخل حلم ، (وفق رأي علي عباس خفيف ) ، فقد استثمر إلى حد بعيد إيحاءات الصور الشعرية لترسيم أفكاره وزيادة الكفاءة الهيكلية للبنى الشكلية لنصوصه ومن ثم غنى المضامين بلحم وتوصيفات لها تأثيرات فكرية متنوعة وعميقة ....
(خيول واسود حجرية ورجال ذوو أجنحة حجرية لاتستطيع المشي دائما ، تقفز،
تركض ، تثب ، تطير....ـ الانطفاء ـ) .
( توقف عن سبر أغواري ولا تفتح في كل مرة جواب حكايات لوحي وكف عن تمزيق قناع بكائي ، غريمي يختفي في ركن ما يسخر مني ويدسها بين السامعين
ـ ألواح الاستنساخ ـ) .
( أسماء النخيل ، كسر جناحي الوهم وعلامة الدلائل المجنحة ، مدد في سلاسل حقب أكل عليها الدهر وشرب ، مواسم النهش العادل اضمحلت ، حلم يزدرد حلما،....ـ ثنائية الوهم ـ) .
(طيبة العيون المسكونة في مدينتك تبطئ ، تجلت في الدروب كالحة من دون محاجر ، بقايا رذاذ متطاير لا يستقر.... ـ ظل الرماد ـ).
وقد نجد في كتابات القاص المبدع ـ عبد الحليم مهودر ـ خارج هذه المجموعة
ما يستظهرمنحى الاسلوبية التي اختطها لنفسه لكي يتفرد ـ بشخصية !! ـ متمايزة ، وانه كقاص لم يكن رقما طارئا أو مضافا ، بل فاعلا مؤثرا في الساحة الأدبية العراقية عموما والبصرية خاصة ، وذلك بتتبع بعض ما نشره هنا وهناك
سواء في الصحف المختلفة أو المواقع الالكترونية المعتبرة .. منها ( قلب على جسر ) مهداة إلى مهدي جبر على موقع الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين .
ولشدة ما أدهشني هو نشره لنص أدبي ( أو حديث أدبي ) في مجلة علمية لاشأن لها بالادب .. تحت عنوان ـ مجزرة النخيل ـ والذي اظهر من خلالها تعاطف
إنساني حميم مع ما يجري من تدمير وابادة لنخيل البصرة .
إن المجموعة القصصية ـ ظل استثنائي ـ والصادرة طبعتها الأولى قبل تسع
سنوات ، لم تجد لها متنفسا في أجواء صحية إلا مؤخرا وهذا مما يعزز من سيرة قاص مبدع ظل يتحدث بصوت خافت ومتعثر لسنوات طويلة ، ليعود إلى الساحة
كأحد الرموز الثقافية العراقية الفاعلة .



#شاكر_رزيج_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مجموعة قصصية
- نقد لمجموعة قصصية


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر رزيج فرج - نقد قصصي