أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - المستقبل في الجدل السياسي














المزيد.....

المستقبل في الجدل السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 09:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في حمى التنافس والجدل والاحتقانات داخل المؤسسة السياسية تنسى القوى العراقية إنها تعيش مرحلة بدايات وتضع تقاليد وترسي معادلات للقادم من الايام، وهي بذلك تلزم من سيأتي بعدها بتحمل عواقب أعمالها في مختلف مجالات الحياة وبالتالي على تلك القوى مسؤولية تمهيد الطريق للأجيال القادمة بدل وضع العراقيل.
من يراقب الجدل السياسي يكتشف بسهولة إن القوى العراقية تحدد موقفها من القضايا المطروحة للنقاش في ضوء مصالحها وأوضاعها الراهنة دون ان تحسب للمستقبل حسابه، فمن يقف في موقع السلطة يتجاهل فكرة أن يكون في يوم ما في موضع المعارضة والعكس صحيح أيضا حيث يتجاهل المعارضون إمكانية وجودهم في يوم ما في السلطة، ولو تخلت الاطراف المتخندقة عن جمودها في متطلبات اللحظة الراهنة لتمكنت من تجاوز الكثير من خلافاتها بسهولة ويسر ولكان بناء المؤسسات الرسمية أكثر قوة وصمودا ولجاءت النصوص الدستورية والقانونية أكثر وضوحا وتماسكا، لكن كل هذا تمت التضحية به من إجل اللحظة الراهنة وفي مناخ من ضيق الرؤية الامر الذي عقد الكثير من المشاكل.
التفكير المستقبلي يهيمن على التخطيط في مختلف جوانب الحياة راهنا وتعتمده معظم الادارات السياسية المعاصرة في البلدان الديمقراطية وتعتمد على مؤسسات ومتخصصين في المستقبليات ولذلك تضع تلك الادارات ظروف وحاجات الاجيال القادمة ومصالحها من ضمن الاحداثيات التي تلتزم بها في إتخاذ قراراتها، في حين يتناسى الساسة العراقيون الالتزام حتى بهامش ضئيل من العناية بالمستقبل القريب الذي سيشهدونه بأنفسهم غالبا، ولعل ابرز نموذج لتجاهل المستقبل هو حالة الاتهامات والتشنيع التي تمارسها بعض القوى ضد خصومها مما يعمق الشقاق والاحتقان بين مكونات الشعب العراقي.
النظام الديمقراطي هو أقرب الانظمة السياسية الى التفكير العلمي لأنه يأخذ بنظر الاعتبار إمكانية حدوث الخطأ ومحدودية القدرة الانسانية وكثرة المتغيرات المحيطة بالقرار السياسي وعلى ذلك تكون القرارات في ظل النظام الديمقراطي اقل صرامة وحدة من بقية النظم لأن الديمقراطية تأخذ بنظر الاعتبار إمكانية التراجع وكذلك حدوث تطورات مستقبلية وعدم الاهتمام بالمستقبل هو ما يسرع بدفع النظام السياسي الى مسارات مغلقة بسبب قرارات أتخذت تحت ضغط الراهن مما أدى الى تقييد قدرة المؤسسات الرسمية والقوى السياسية على الحراك والمناورة.
لقد فكر النظام الاستبدادي السابق في مستقبله بشكل إجرامي حيث وضع الكثير من العقبات والمشاكل أمام كل من سياتي بعده فزرع ألغاما سياسية وإجتماعية في أكثر من مكان سواء في مؤسسات الدولة أو في علاقات العراق بجيرانه أو في العلاقة بين مكونات العراق، وإذا أخذت القوى السياسية العراقية الصاعدة حسابات المستقبل في نظر الاعتبار فعليها التأني وهي تفكك ألغام الماضي وأن تسير بكل هدوء وحذر بين الحقول الخطرة التي بنيت عبر عقود من التخطيط للبقاء الابدي في السلطة.
هناك الكثير من القضايا المطروحة للتجاذب السياسي لها آثارها الطويلة الامد على مستقبل العراق والعراقيين مثل قانون النفط والتعديلات الدستورية والمادة 140 وقانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم وغيرها وإذا أستمر تعامل القوى السياسية مع هذه الملفات من خلال مؤثرات ومعطيات الراهن فقط فإنها ستؤثر بشكل سلبي على مستقبل العراق كما إن الصفقات السريعة للحصول على تمرير سهل لهذه القضايا يمثل زرعا جديدا للألغام في طريق الاجيال القادمة، ولعل اهم موضوع تؤثر فيه حسابات المستقبل هو العلاقة بين المكونات العراقية القابلة للتشنج تحت وطأة الاحتقان السياسي والمناوشات الاعلامية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - المستقبل في الجدل السياسي