أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب فارس - لنْ ينتصرَ السّمُ على الحياةْ














المزيد.....

لنْ ينتصرَ السّمُ على الحياةْ


حبيب فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


أيّها الدّوري الأغبر / المستحمّ بقطرات مطر الرّبيع / لا أدري من سبق الآخر / إلى أسفل الكون / لقد نسيت التّفاصيل / قد نكون صعدنا ونزلنا من نفس المركب / قد نكون ركبنا نفس الغيمة / قد تكون روحي تخفّت تحت جناحيك / هرباً من تمزّقها / قد تكون اختَلَسْتَ حافة صورتي / على جواز السفر/ هرباً من الرّعد الجديد / قد لا يكتشف أحدنا السّر / أبداً / لكنّ سرّ صحبتنا الأبديّة لن يخفى على أحد .
***
نعرف أننا نحمل نفس فصيلة الدم / ونعرف أننا انسحبنا / أو سُحبنا / على غفلة من الصيّاد / من جزيرة دمنا / فحلّينا في أكبر الجزر / أصغر القارّات / نعرف أننا مذ ذاك / امتهنّا وظيفة التّبرّع بالدّم / دون جدوى / لم تقبل أجساد المرضى الجدد / ولا أرواحهم / فئة دمنا / وكلّما تبرّعنا لُعنّا / حتى أنّ طوابير المتفرّجين على نزف الدماء / صارت تمقت حضورنا / إلى غرف الطّوارىء / صرنا سمّاً في متعة المبتهجين بمشاهد النّزف / صرنا شكلان لمخلوقين آخرين / لا يشبها إلاّ نفسيهما / صارت وظيفتنا نزف الأرواح / في وطن حبّ النزف / الإستنزاف / صرنا جزءً من لوحات تبرير الإيديولوجيا / تعدد / أو/ صراع الحضارات / تنوّع / أو / تصادم الثّقافات / وملصقات التّرويج للسّياحة / نوعان آخران من المخلوقات / الغبراء / غبار إنسان / وغبار عصفور .
***
صديقي الدّوري / لقد صارت فصيلة دمنا سمّاً / تبحث عن ماهية تسمّمها / أهي سمّ أم مُسَمَمَة / فالتّفسيران سواس / الدّم الخارج عن خريطة العِرْق / سمّاً / والدّم الخارج عن دورة الحياة مسمّماً / والدّم المصمّم على الحياة يُسَمّّم / لتحافظ النّقاوة على شعارها / لينعم الأموات بحياة موتهم .
***
عمر السّم / صديقي الأغبر/ من عمر نفي الآخر/ حسبي أنّ الأفعى أسميت حيّة بفعل سمّها / فالسّم القاتل يصبح صفة للحياة / عندما تكون حياة الموتى رهناً بموت الأحياء / لم يكتف السمّ بتكاثره الطبيعي/ ولم يقتصر على مكنونات الجراثيم والأوساخ / فكان للسمّ شرف السَبّاق في علم الإستنساخ .
***
كما للدّم فصائله / أصبح للسمّ أيضاً فصائله / وكما للدّم وظائفه أضحى للسمّ وظائفه / هناك السمّ البيولوجي / السمّ الثقافي / السمّ الفلسفي / السمّ السياسي / السمّ النّفسي / الإجتماعي / فالإقتصادي / فالنّقدي/ فالصناعي / وحتّى السمّ الإلكتروني / فالكيميائي / بالنّسبة لعقلية السّم / على تكنولوجيا السمّ / المنافسة الدؤوبة لكل فروع التكنولوجيا الأخرى / على إبداع السّم / أن يسجل الإنتصارات / على كلّ فروع الإبداع / على صناعة الموت / أن تتخطّى صناعة الحياة / إذا شاء الموت أن يحيا / على حساب الحياة.
***
صديقي الدّوري / في بلاد فصيلة دمنا / حيث تركنا الحياة لُفافة أفعى / تصرخ اليوم قصيدة / من وجع كيميائي /
تُستبدل أشعّة الشّمس / جدّوْلة صبيّة بيت الشِّعر / برزمة خناجر سمّ / يبلغ تصنيع الحقد قمّة القتل العمد / في بلاد فصيلة دمنا / لا مؤشّراً على "نوبل" جديد / يبرّىء ذمّته / كلّ المؤشّرات تبشّر بأن الضّحيّة ذاهبة / إلى لانهاية الجريمة / تصنيعاً / تجريباً / استخداماً للسّم / أين حلّت الحياة .
***
دوريّ الأغبر الجميل / هلاّ نستجمع بقايا روحينا / نُطلقها مع الرّيح / باتّجاه كل ممالك النّحل / تَستجدي موت بعضها / تَستعير ما تكرّمت به علينا من لسعات / لتصنيع الحياة / من الموت / لأجل الحياة / بوجه / صناعة الموت / من الحياة / لأجل الموت ؟! .



#حبيب_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعَكْسْ
- اعذريني يا غزّة
- إنتمائيّات
- كلمة
- زمن العضّ والنّسيانْ
- حوارات مُقتضبة
- دراسة حول مسرحية آرثر مِيلَرْ الخالدة -البوتقة-
- عناقيدٌ تكرَهُ الحياةْ
- أودغيرو نونيوكول أوّل شخص أبوريجيني أسترالي يُنشر لها ديوان ...
- قراءاتٌ مُشاكِسَة
- سقوط الحكايات
- جوديث رايت رائدة في الشعر الأسترالي المعاصر
- قراءة أوّليّة في قصص -شقائق الأسيل- للأديبة راوية بربارة


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب فارس - لنْ ينتصرَ السّمُ على الحياةْ