رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 08:41
المحور:
الادب والفن
دعوني أغفو قليلا في زمن القلق هذا وأبتعد عن صباحات الإنفجارات والجنازات أحلم بغد مشرق ترفرف على أسماعنا أغنيات فيروز الحالمة في عالم البساطة والإنسانية أقود سيارتي بإنسيابية وبسرعة مقبولة في شوارع بلادي دون إزدحامات ولا ضجيج ولاحوائط كونكريتية مكتوب عليها قوة مخولة بالقتل
أسير يصدح المذياع ببرنامج صباحي يزرع الأمل في النفوس يتحدث عن الحياة والحب والعمل وحالة الطقس
وطرائف الحياة تزرع ابتسامة على الشفتين
محطات الوقود شبه خاليه الا ممن يحتاج لتعبئه سيارته وحين أتوقف أمام إشارة المرور لاأرى باعة متجولين
بين السيارات ولا اطفال ونساء يتسولون
الخضرة تزهو في شوارع بلادي والنظافة تعلن عن نفسها وشرطه المرور مبتسمون فرحون وهم ينظمون السير
أصل الى عملي أسوار الحوائط الكونكريتية مختفيه والشوارع الضيقة أصبحت فسيحه
وزملائي يرحبون بي مبتسمين والزميلات خلعن السواد وبدلا من إستقبالي بدموع الحسرة وأخبار الإغتيالات
يستقبلنني بأخبار نجاح ابنائهن أو زواج أخوانهن
لاأحد غائب يبحث عن أخ مخطوف أو إبن أعتقلته عصابه أو قوى الأحتلال
هناك من أحد الأجهزه يصدح صوت فيروز شايف البحر شو كبير
أجلس لمكتبتي أفتح جهاز الكمبيوتر أستقبل رسائل أصدقائي العراقيين في المهجر حسين وقاسم وحيدر ومحمد وبرهان ونجاة وغفران وريم كلهم وكأنهم على موعد واحد كتبوا لي نحن قادمون في الطريق للعراق
فتحت عيني مذعورة على صوت إنفجار قوي تتبعه اخر صرخت طفلتي وهي ترتمى بحضني رعبا
نظرت حولي أدركت أنني كنت أغفو في زمن القلق
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟