يوم حَزُن العراق

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يصنع الناس ذكرياتهم وينشطونها كــل حسب مقدرته الفكرية ومـا تمليه عليه مواقفه المبدأية والأخلاقية , وهكذا العراقيون فلقد خلدوا الشهيد الحسين بن علي بن ابي طالب عبر ذاكرة شعبية ( عامة وخاصة ) يحاول البعض جاهدا ومرائيا حصرها في طائفة دون غيرها , مغرقين الموقف المبدأي الرافض للظلم بمغالاة تعكر المنطق والعقل وتغرق حقيقة الشهيد والشهادة بسيل من الخزعبلات والمشهد الايراني وإمتداداته في العراق وبعض المناطق يشكل دلالة واضحة لكل ذي بصيرة ...
وها نحن العراقيون ننشط ذاكرتنا كل عام عبر مفردات كبيرة على مدار اللحظة عن يوم لايقل دموية عن ذكرى واقعة كربلاء فلقد كان يزيد 8 شباط 1963اكثر دموية مــن يزيد 10 محرم الحرام عام61 هجري....
وليس مهما الفرق ان كان شهيد 61 الأمام الحسين او كان شهيد 63 سلام عادل فكلاهما ذادا عن مبدء وعن موقف , ولم ارغب البتة في ان ننحى نحن العلمانيون والليبراليون والديمقراطيون وأنصارهم ما جنح اليه المغالون في ان يكون لنا عاشوراء آخر , بل الحكمة تقتضي في ان لايكون عاشوراء أصلا , وذلك عبر قراءة ودراسة متأنية وعقلانية , لماذا قُـُتل الحسين ؟ ولماذا قـُتل العراقيون في 8 شباط ؟
ولا بد لمحكمة نزيهة من كل شئ تنظر بعيدا عن فحوى القتل؟
وقد تقودنا العاطفة وتجنح بنا الى خطأ في التقدير والسبب والمسبب ونخلط بين هذا الموقف وذاك ونفتي كالأعرابي في الحجاز آنذاك عندما سئل عما حدث في العراق ؟ بأن أجاب لقد قتل سيدنا يزيد سيدنا الحسين .
لقد كتب الكثير عن هذا اليوم الدموي ( التاريخي ) عن بطولات الشيوعيين وأصدقائهم عن المقاوميين بالحجارة والهراوة والسلاح وعن المقاومات بالدموع والدعاء ويبقى السؤال هل كان رجال الحكم من الضباط الأحرار بعيدين عن هذه الجريمة ؟؟ وعن فشل التجربة ( التموزية ) وهل انصفوا القول والموقف مع الشيوعيين الذين لم يدخروا وسعا في الذود عن حراسة الجمهورية ؟ وهل ان ماجرى يبرئ ساحة من استدعى ( الكفار ) بفتوى شيطانية كالتي إستعدت البعض الجاهل والأقطاع والمأجورين على صفوة الشعب وخيرته.
ان الكتابات المنصفة والرصينة تثبت ان الدكتاتورية العسكرية والمدنية والفردية والترهل والتباهي والأستبداد بالرأي والتفكير بالنيابة وتجاهل الأرادة الشعبية والفعل الثوري كانت سببا ً ليوم حزن فيه البيت العراقي شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ...
فلذكراكم ياشهداء العراق وصفوته نشعل الشموع ,, كي نقرء ونستنير وكي نتجنب يوم 8 شباط آخر
السويد رشيد كَرمـــــــة 8 شباط 2008

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات