أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد الديوان - ذكريات اليماني عن صدام














المزيد.....

ذكريات اليماني عن صدام


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يستهجن احمد زكي اليماني (وزير النفط السعودي السابق) اعدام صدام حسين بل يتهجم على الحكومة العراقية وسواد الشعب فذكرهم بالقول "كأنهم بشر من اكلة لحوم البشر" في مقاله يوم 12/1/2007 على موقع ايلاف، مشيدا ومتعجبا من شجاعة صدام امام المشنقة ليستنتج بعدها بان ذلك جعله شهيدا وبطلا! ويغمز للطائفية بتاكيده ان ذلك كان انتقاما.
في بداية الستينات، شاهدت اعدام بطلين في البصرة (كريم حسين وعبدالله رشيد) لاتهامهما بقتل انس ابان حكم عبد السلام عارف، ويعلم الكل وقتها وعمال الميناء ومن حضر عملية الاعدام (تم تنفيذ الاعدام علنا وامام الناس) بانهما لم يشتركا بالعملية ولا علاقة لهما بها (اقسم جدي لامي وكان مسوؤلا عن سواق الرافعات في الميناء وعدد من الاقارب ممن يعملوا سواق للرافعات بان البطلين لم يكونا في الميناء وقت الحادثة). اوصى كريم حسين ولده (كان في عمري وقتها) بان يكون رجلا ليكف عن البكاء والنحيب موضحا بان كل الحاضرين من الرجال اباء له مؤكدا براءته من الجريمة وهتف مع عبدالله رشيد ضد عبدالسلام (عبد حرب وعدو السلام) وحياة الشعب العراقي لتنال منهما المشنقة فكانت بحق ارجوحة الابطال في تلك اللحظات:
والكاس عادت كاس موت ينتشي
زاهي الشباب بها ويمسح شاربا
ولم تكن كذلك لحظة اعدام صدام. والاخير كان ماخوذا بهول اللحظات ومواجهة الموت.
وروى عدد من الاطباء الذين حضروا اعدام شباب العراق في سجن ابوغريب ابان حكم الطاغية وباحكام البندر، بان العديد منهم كان يقرا سور القران بهدوء اثناء انتظار دورهم للشنق! وكلهم هتفوا بحياة الشعب وبسقوط الطاغية. ويروي طبيب عيون عراقي (لا زال حيا يرزق) صورا من شجاعة هولاء الشباب. ويحضر طبيب العيون في حفلات الاعدام الجماعية لقلع العيون بعد الوفاة مباشرة. لقد شرع النظام السابق ابان حكم البكر قانونا يتم قلع عيون المحكومين بالاعدام بعد التنفيذ للاستفادة منها في زرع القرنية! وكان هناك خزين من القرنيات (لايوجد مثل هذا القانون في بلد من العالم). وابلغ استاذ في طب العيون طلبة الطب بانهم لم يحلموا بمثل هذا القانون، ووصفه بانه هدية من القيادة لهم. وقد عمل عدد من اساتذة طب العيون (يعيشون خارج القطر حاليا) لاصدار مثل هذا القانون. وتم تطوير القانون في نهاية التسعينات لينص على ضرورة الحصول على موافقة المحكوم او ذويه. لقد كان الطبيب المشار اليه يفخر بانه اسرع من يقلع العين بالمقص المعقوف بعد ان يقطع العضلات الستة التي تربط كرة العين بالجمجمة ثم قطع العصب البصري ليضع العين بعدها في محلول خاص للمحافظة على حياة الانسجة.
لقد تمنى معظم العراقيين لو كان المهداوي يحاكم الزمرة المشار اليها بعد ان لمس كبار السن منهم تساهل القضاة وكانت هناك فسحة لتكون المحكمة وسيلة للعمل السياسي في حين تذكر اليماني محكمة المهداوي اثناء متابعته محاكمة صدام.
لقد ابدع اليماني في تشبيه صدام بالحجاج بن يوسف الثقفي، فكان كلاهما جبارا، وكلاهما مهتما بالقران حفظا وعناية ولكنه اسقط التفسير من الاهتمام. فاساء للاسلام فوصفهما بالجبارين (تتوعد الايات كل جبار عنيد وقصة الخليفة الاموي الوليد اثناء قراءة الاية معروفة) فكيف يهتم الطغاة بالقران دون معرفة التفسير فقد نسي الطاغية والحجاج تاكيده سبحانه بالحكم بالعدل. لقد نفذ صدام احكام الشريعة الاسلامية باعتباره عبدالله المؤمن (يشير اليماني لحادثة اعدم بها صدام البريء والمجرم في نفس الوقت ونقلا عن ضابط مخابرات سابق).
يؤكد اليماني ارتباط كل من عبد الناصر وصدام حسين بالمخابرات الامريكية (يورد قصة من صفحة لكتاب خالد عبد الناصر، صورها استاذ عراقي في السعودية وبعثها للدكتور فاضل الجلبي / المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة في لندن). وبذلك تاكد ارتباط قادة القومية العربية (البعث والناصرية) بالمخابرات الامريكية وبالتالي فكل اعمالهم صنيعة المخابرات وليس مصلحة الشعوب العربية. ورغم ذلك وصف صدام بالشهيد والبطل، وهي اشارة الى ان الشهداء في الوطن العربي تصنعهم المخابرات المركزية الامريكية.
يتعرض البشر مع تقدم العمر الى اشكالية في انخفاض القدرة العقلية (الاستنتاج والاستقراء) وكذلك الذاكرة، سواء كان بدايات الخرف او الزايمر كمرض ينتشر في الدول المتقدمة، والظاهر ان رجال العرب المعمرين اصيبوا بالزايمر فلا توجد شعوب عصية على هذا المرض.





#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج من العراق
- مدنيون ونزدهر في النور اتحاد قوى سياسية لا انشطارها
- التناقضات في شعر المتنبي
- الم في الذاكرة
- محاولات لبناء مفهوم علمي للعنف
- رواية حبال الغسيل
- جابر حبيب جابر يقترح حلا لازمة العراق السياسية
- برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي
- تجمع القوى الديمقراطية جنوب وسط العراق
- بلال عبد الله ظاهرة شاذة في طب العراق
- ملاحظات حول المازق الثقافي العراقي
- كثر من وزارة قصرت في فضيحة دار الحنان لشديدي العوق
- ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي
- قادة في العراق


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد الديوان - ذكريات اليماني عن صدام