أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - تناقض التغيير














المزيد.....

تناقض التغيير


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم اليوم تحولات تبدو إنها تبتعد بمسافة ما عن التطلعات العقائدية والأيديولوجية التي تصر على أن ترى هذا العالم عبر قناعات منظرة أو موروثة فبعد الانتصار الكبير الذي حققته الشعوب الغربية على أنظمتها القديمة وتوليها زمام الحكم فيها والذي جاء كنتيجة حتمية لتطور وسائل الإنتاج المادي وما صاحبه من تقسيم للعمل استوجب تصنيفا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا يقر بأحقية الفرد بإنسانيته وحريته وطاقاته دون تمييز عرقي أو عنصري أو جنسي حيث تفجرت الطاقات البشرية وهي واثقة من أن طموحاتها ممكنة التحقق في عالم بات لا يؤمن بأنصاف الآلهة كالاباطرة والنبلاء أو إنسان السوبرمان كهتلر وموسوليني و ميلوزوفيتش او صدام .. وها هو الحزب الديمقراطي الأمريكي ينافس على رئاسة البيت الأبيض بمرشحين كانت ميزاتهما بالأمس محط احتقار وتهميش - امرأة وزنجي - وهاهي جوائز نوبل تكلل عبادي ونجيب محفوظ واحمد زويل والبرادعي، وفي لندن ينتصب تمثال مانديلا ليذكر بالسلام ،وتمتد يد مانشيسرستي إلى اللاعب العراقي نشأت أكرم ومثل ما ذكرت الكثير الكثير ..
غير إن التناقض يظهر متجليا حين تلامس مجسات التحضر معوقات تقدمها فترسل إشارات التحذير لتكون المعالجة حاسمة ومنتجة في نفس الوقت غير عابئة بما ستؤول إليه النتائج على من تخلف عن الركب الحضاري، وغالبا ما تاتي هذه المعالجة بشكل قاس وعنيف فتزيد البؤس بؤسا.. ويغوص الامل بعيدا في الزمن والجغرافية، والفجوة تتسع بين عالم يتشدق ويتفاخر بل ويمارس حقا جدوى الوجود وبين عالم ينوء بحمل القديم المتصديء وجديد لا يكترث لحاله. والحقيقة ان العالم الاول لايستطيع التخلي عن الوجود الانساني الاخر فهناك الثروات المخبوءة والاسواق التي تعالج الركود المهدد للرفاه الممتع والثروة المتركزة ، فلابد من علاقة دائمة الربط به مهما كان شكلها فبدأت بالاستعمار المباشر ثم التبعية ثم التحالفات وهاهي اليوم تعلن ضرورة تغيير اسس العالم النامي هذا بالانفتاح التام والمباشر امام مشاريعه التي تقف الثقافات حائلا امامها، و يستدعي هذا تفكيك منظوماته القيمية المنغرسة عميقا حتى لتصل بدايات النشأة الاولى للانسان وان تعيد تركيب النظام الاجتماعي ثم السياسي بقوالب تضمن طاقات البشر والارض على حد سواء .
اكثر من اربع مليارات انسان يعيش اليوم في عالم صنف مجازا بالنامي في حين ان الواقع يقول انه متخلف وفق كثير من المقاييس وأولها الارادة الجادة بالانعتاق من الكسل و ثقافة الاستهلاك واللجوء الى الانتاج ... بدليل حجم الثروة الضخمة التي تضمها اعماق الارض التي يقفون عليها ، حتى ان احد المحافظين الامريكان تطرف بالقول "ان الطبيعة الجيولوجية قد اخطأت حين ادارت ثروة الارض لتضعها تحت اقدام هؤلاء " .. لقد صنف الخبراء الامريكيون الارض العراقية بانها الاكبر احتياطيا للنفط في العالم غير ان كمية استخراجه منذ اكتشافه في بدايات القرن الماضي لم يتعد اكثر من 2.8 مليون برميل يوميا ومن ضمن 85 حقلا مكتشفا لا يعمل غير خمسة عشر حقلا معظمها في الجنوب الذي يحفل حتى الان ببيوت الطين وظلمتها وجرائم الشرف وقتل النساء والماء الغير الصالح للشرب ، وحين دخلت جيوشهم هذه الأرض اهدوا المال العام برمته غنيمة للمحتلفين بفرار الطاغية الا منابع النفط ومكاتبه احاطوها بجندهم وأسلحتهم الحديثة ... لكن لابأس سيمن علينا التاريخ أخيرا لنكون السباقين الى بناء نظام كانت نتائج نجاحاته في الغرب ان ضمنت حقوق الإنسان وان حشرنا داخل مثلث تقبع في رأسي قاعدته كل تراكمات الموروث البدائي –ايران- القاعدة- لتحتفظ امريكا بالرأس الاعلى .



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق
- انحراف الخط النضالي في العراق
- تحديات الخيار الديمقراطي
- الطريق الى النزاهة
- جدلية الوعي السياسي.. المفهوم والممارسة
- الاستثناء والقاعدة .. غي ثقافة الاختلاف
- النزاهة .. طريق اقصر لدولة الرفاه


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - تناقض التغيير