أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - باسم فرات الى شعرية النثر الجاد














المزيد.....

باسم فرات الى شعرية النثر الجاد


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


العين الشعرية الراصدة التي ترافق باسم فرات جعلته يستخدم اسلوب السرد الموضوعي في الكثير من اشعاره مما فض بكارة نرجسية الشعر وقربته من الشاعر الحكواتي اي الشاعر الشعبي الذي ما انفك يقنص عوالمه المحيطة ، ليدلقها في ساحاته الشعرية يقول:
(التحف امانيك
واتخذ من عزلتك سريرا
هاهو نكوصك يتطاول)
يعني استخدم اسلوب السارد العليم وبانت قدرته على هذا من خلال الشعرية التي تمس جمله يمس الشفافية والرقة ...
(اناملك تُسمع فيها الزقزقة
وخفقاتك ..
قداس لتموز البابلي
على كتفك مواويل نخلٍ ودموع اسٍ)
لكن باسم فرات تُغتصب شفافيته ويخرج من عرين الشاعر الذي يقتنص لحظات الشعر من مشتبك الذات الى محيط الحياة الساخن ..
(وفي لسانك خمسون قرنا من النحيب
شرطي بهيئة شاعر
جاهدا
يقود الغبار الاعمى)
ما الضرورة التي جعلت الشاعر ان يكون شرطيا ماهي؟
(سوى الدسائس والخيانات)
ولانه ايضا عاش وسط مجتمع بوليسي جعلت امنياته اي الشاعر ان يجعل نموذجه (جنرال بلباس رب عمل)
ويخاطبه(ليسومك لغة المنفى ورائحة الثكنات)
وتظل عين باسم فرات الشعرية ترصد حالاته النفسية وسط حصارات متعددة ، حتى يصرح بحقيقة مرّة قائلا:
( .. بينك والمآذن ذكريات وبحار وجيوش غزاة)
فالشاعر مكبل في كل مفردات الحياة ، لذا يقول :
(انت تقول: النهار عبودية
تفرس مخالبها في فم الوقت
فارقص على جثتك الى اخر الوهم )
هذه افرازات الحياة يحمل اوصابها باسم فرات وفيا صادقا بمقتضيات الايمان الحقيقي من اجل اعادة صناعة الحياة من جديد اي استثمار ..
(ماضيك تقرعه بكل فطنة
بينما ايامك المقبلات
تتسربل بمدلهمات الثياب)
ويقول: (اصغي له
يوشك البوح ان يتهجد في لسانه
الرقة ذابلة فيه)
لان (.. آيته النقاء) حتى ولو (يزهو بأخطائه
ولياليه يطرزها الاسى
واقماره ملأى بالبكاء ..)
هكذا الشاعر يحمل نفسه بمشكاة الالم والاوصاب والحصارات المتعددة انزلته من سماء الشاعر الى قاع الحياة ، فبات يرسم معالمها المؤلمة التي جرته الى استعمال الكلام المباشر الذي فقد بريق الشاعرية غير ان الشاعر يلتفت لهذا فيغوص في اعماق البحار وبدون قصد اللاليء نفسها انما تأملها وتأمل رونق البريق ..
(اغني للوردة
بينما يحاصرني الحزن)
ثم يقول: (العبق المنتشر كدبيب فوق ساقيك
الحروف في بيتي
لكن القصيدة تتهيكل)
العبق والهم والحب : مفردات تخلق اشكالية انبثاق القصيدة ، وكلما انحاز الشاعر للورد والحب كلما دخل آمنا في خيمة الشفافية ، وعمق المضامين واستوالدها المعاني الموصلة ..
(ياله من جنون يختزل القصيدة
اعني انتِ)
(كل النساء اللواتي عرفت
واللواتي سوف اشم شهواتهن بحماقاتي
شممن صهيل السواتر في زفيري)
هكذا باسم فرات بين الصعود الفردوسي والنزول الارضي في تلك المسافة يخلق اشكاليته الشعرية مدجنا بذلك قاموسه الخاص وفق رؤية التميز ، ورغم انه قد يعزف في نفس الالة لكن بتوزيع لحني جديد ليواصل محاولاته في الصعود ...
(تستغفلني الحرب ، فتكنس افراحي
امسك بالسراب)
هذا التواصل بالتمسك جعل الشاعر (في اقصى الجنوب جنوب) مستفزا بذلك(.. هديل شفيف يلامس الورقة)و(ابواب تقودني الى البهاء) ..
والحقيقة ان الشاعر يقودني انا المتلقي وارهاصاته الانسانية الى (شهوة الخلود) بمعاناة الانسان الشاعر الذي يبحث عن الحقيقة ، فيصور مداخله ومخارجه وصعوده ونزوله بصور شعرية مباغتة قريبة مما يقول عنها العرب بالسهل الممتنع ..
( دلني ....
كيف ارسم بروقي فوق سريرك
دلني ..
دلني ايها السواد)
وهنا عكس البروق على السواد او نادى السواد رغم انه هو البروق وانا اركب صهوة صوره الشعرية اظل تقصرني المسافات لاتحلى بالوان الاكتشاف مساقا بدافع الحياة الناطق كما يقول فرويد وهو دافع الجنس الذي يستدعي التواصل مع الاخر ثم تكون الرؤى عند باسم فرات كالبندول متأرجحة بين دافع الحياة بصخبها وبين دافع الموت بصمته واراه يؤسس لتكوين رؤية خاصة يحاول النظر اليها من خلال كوة من صناعة وضعه الخاص ....

1/ديوان انا ثانية
2/ديوان خريف المآذن







#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة
- احزان في زمن العولمة
- لهاث خلف الباب
- امجد نجم الزيدي يتخذ اسلوب القطع والالصاق للوصول ...
- خالد خشان شاعرا باهرا بهدو
- امام انظار السيد وزير المالية المحترم
- قبل البرد المبكر
- حوار لانظير له
- رغبات زئبقية
- همسات في الثقافة
- وبدى يزاحم اشيائ
- احمد الخاقاني بين الوجع والتألق الشعري
- فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور
- آمنة عبدالعزيز تشهر السنة العطش


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - باسم فرات الى شعرية النثر الجاد