أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إلهام لطيفي - اللغة الرسمية؛ إتحاد أم إضطهاد ؟














المزيد.....

اللغة الرسمية؛ إتحاد أم إضطهاد ؟


إلهام لطيفي

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بمناسبة يوم لغة الام العالمي

إن شرايينا تنبض حباً إلى لغة الأم وتحن عليه اعتزازاً في زمن تصوّب البنادق فوهتها على صدور تلك اللغة لتقتلها.

ان الإنسان مخلوق اجتماعي بفطرته ويقضى وقتا طويلا في الاتصال مع الآخرين. إذن اللغة عنصر أساسي لحياته فوجوده وتعاونه مع إخوانه معتمدا لدرجة كبيرة على اتصاله وتواصله وحواره وكلامه مع محيطه ولذلك كان تعليم الإنسان الأدوات اللازمة( اللغة والمعلومات) للتعامل مع الآخرين من أهم عناصر المشروع التعليمية. فمن البديهي إن هناك علاقات وثيقة بين اللغة و المعرفة و التواصل و التماسك الاجتماعي. وقد أثبتت الخبرات والدراسات والتجارب أن تدريس لغة الأم أولا دون مشاركة لغات أخرى في المراحل الأولى للتعليم هو الأساس المتين لبناء شخصية متكاملة دون تشتت عقلي و اختلاط ثقافي وقيمي. أيضا فان إجادة لغة الأم هي مقدمة ضرورية لإجادة اللغات الأخرى. اذن فانما يحدث عي مستوي الدراسي لتلاميذ الدوره الاعدادية في اقليم خوزستان وشتي القوميات في ايران من فشل الدراسي وبالتالي إنهاء الدراسة هو عبارة عن الاغماض من هذا المهم حيث يصل الهبوط الدراسي في هذا المجال الي 30 بالمئه في مدينة الاهواز وفقا للاحصائيات العلمية و التي هو نتيجة عن اهمال لغة الام ووعدم استخدام تلک اللغة في المدارس والتي نصت عليه الماده(15) في القانون التشريعي للحکومة الايرانية التي دون منذ بداية انتصار الثورةالاسلامية .فان ما يترتب علي عدم تنفيذ تلک الماده القانونية هو البقاء في المستوي الدوني من الدراسة والثقافة وانتاج التخلف وتکريس النظرة لهذا الشعب بسبب عدم التوعية الکافية.
اننا لاننکر سيادة لغة رسمية واحدة علي المجتمع فلا تزا ل النظم التعليمية في کثير البلدان تفرض علي مواطنيها لغة رسمية واحدة يتخاطب بها الجميع لان يعد هذا الامر من مقومات الانسجام الوطني ووحدة الکلمة« وکذلک نري ان توجد لغة رسمية واحدة في العالم » إلا أن البلدان التي تسيطر عليها الأيدلوجيات العنصرية، فأنها تطرح لغة رسمية واحدة وتفرض ثقافة واحدة، ولا تفسح المجال لنمو أو انتشار أي لغة أو ثقافة محلية أخرى ، في حين توفر جميع الإمكانيات للغة الرسمية لبلدانها؛ فان قضية اختلاف اللغات بين القوميات هي عامل من عوامل زعزعة الاستقرار الوطني والدولي، وخاصة عندما يكون الناطقون باللغات المختلفة يعيشون ضمن حدود بلد واحد، وتجمعهم راية واحدة، لان كل جماعة قومية تنطق بلغة تختلف عن لغة الجماعة القومية الأخرى، وبالتالي تعمد الأكثرية السكانية أو السياسية مثلا إلى إجراءات دستورية وقانونية وتطبيقية لمنع تداول لغة قوم يشكلون الأقلية في بلد ما من البلدان، كالنص في الدستور على لغة رسمية واحدة، وتشريع القوانين العقابية بحق الناطقين بلغة الأقلية غير الرسمية، وحظر كتابة الخطابات الرسمية بتلك اللغة، وما ينتج عن ذلك من التفرقة الجنسية في حقوق تلك القوميات، فذلک يعتبر من أفضل الطرق للتحكم في الدول الاستعمارية ، وبذر الشقاق والخلافات و إضعاف الانتماء وقد يکون ظلم واضطهاد في حق القوميات الاخري.
ومن جانب اخرعدم الالتفات بلغة الأم بشکل عام والتي هي احدي المؤلفات الرئيسية للتکوين الهوية واستخدام اللغة الرسمية قط ، قد ينتهي الي ازمةهوية يواجهها الافراد في کل مجتمع ومن هناک يأتي الاختلاط الثقافي والفکري والتي يتنافي مع تغليب قيم التسامح الفكري والسياسي والابتعاد عن العنصرية والانغلاق والجمود الفكري والانعزالية لان تلك الصفات مدعاة لإنتاج ثقافة العنف والكراهية والإرهاب .
فإن السعي إلى تفعيل دور الكيانات الثقافية المتعددة داخل المجتمع الواحد وتفعيل اللغات الحية داخل المجتمع الإنساني قد يکون خاصية الحوار بين الحضارات وتلاقح القيم والثقافات ؛ و قد عمدت كثير من الدول إلى التركيز على تعليم اللغة الأم في المراحل التعليمية الأولى لقناعتها بأهمية ذلك للانتماء إلى ثقافة الوطن الأم فعلي سبيل المثال نري بعض الدول كأستراليا التي تضم اكثر من مئة قومية ، مع اختلاف الثقافات واللغات قد تکون من اهدئ بلاد العالم وکذلک هولندا تسمح للقوميات اوالاقليات ان يدرسوا بلغتهم اي لغة الام .
ومن هنا لابد من إعادة النظر في درجة الاهتمام بتعليم اللغة الام وبذل الجهد لتحسين طرق تعليمها و الكتب التي تستخدم لذلك من خلال تنفيذ ماده 15 التي نص عليها الدستور الايراني بالاهتمام والتدريس بلغة الام في سبيل ما يطمح اليه من الاستقرار الامن الوطني لتقليل الصراعات الثقافية وتغليب التسامح الفکري والسياسي والإبتعاد عن الاضطهاد القومي بحجة الاتحاد الوطني بفرض اللغة الرسمية والقبول بوجود كل القوميات كجزء من المكون الاجتماعي له الحق في ترجمة أفكاره بتعبير لغوي يعتقد به واعتاد عليه.



#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجوة بين المثقف والمجتمع،الأسباب والحلول - نظره من خلال ال ...
- دقيقة صمت وحداد علي تخلفنا الثقافي!
- من هو المثقف؟ إشكالية التثقيف بين النخب
- من هو المثقف؟...... إشكالية التثقيف بين النخب
- مابين تحريزالمرأة وإستعبادها


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إلهام لطيفي - اللغة الرسمية؛ إتحاد أم إضطهاد ؟