أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.















المزيد.....

عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


امتلأت ساحة الثقافة في العالم "الإسلامي ـ الظّلامي" بأشباه المثقفين و مروجي "الدّين العنيف" كبديل واضح عن "الدّين الحنيف" ، و الظاهرة الجديرة بالانتباه هنا هو أن هذه الأسماء أو الأوجه البارزة على السّاحة "الثّقافية" تقوم بدورين سلبيين ، الأول: هو تمثيل أو التظاهر "الإعلامي" بأنهم ضد الأنظمة الحاكمة في عالمنا الظلامي المتخلف بينما على أرض الواقع يكون هؤلاء الإسلاميّون هم من يوفـِّر غطاءا شرعيا للأنظمة المستبدة "الطّائفيّة" ، و حينما يحصل تغيير منشود نحو الدّيمقراطيّة و تعدد الرأي و حُرّيّة التعبير ، ينتقل الإسلاميّون من دورهم السّلبي الأول إلى الثّاني و هو القيام بالمواجهة الفعلية ضد النظام الدّيمقراطي ـ الحزب الإسلامي في العراق و الحركات السلفجية الرجعية في موريتانيا و الإخوان المسلمون في مصر هي خير أمثلة على كلامنا ـ و حين يحدث هذا فلا حاجة بنا إلى البرهنة على أنّ الإسلام السّياسي هو أحد أهم أركان الدّكتاتوريات القائمة في داخل عالمنا و أهم أسباب الإرهاب المُصدَّر إلى الخارج.
من ضمن الفكر الإسلامي المزعوم، جذب انتباهي كاتبٌ لهُ جمهوره في العراق و الخليج و هو الدّكتور عماد الدين خليل، و سبق لي أن قرأت بعضا من أبحاثه حول ما يُسمّيه "التّاريخ الإسلامي العربي"!! و جهود الكاتب خلال أعماله الكتابية و لقاءاته الإعلامية تتمحور حول "أزمة الهُوية الإسلامية", "فلسفة التاريخ من وجهة نظر إسلاميّة"!! و النظرة الاغترابية إلى الآخر المذهبي و الدّيني و حتى القومي ، هذا النهج الذي تبرز من خلاله نمطية "بدوية" قائمة على العزلة و عهود ما قبل ثورة الاتصالات الحديثة من الطبيعي أن تنتج فكرا قائما على العزلة أولا و مواجهة الآخر ثانيا ، و كل هذا يتم خلال أُسلوب خطابي منمق يُركّز على الكلمات و العبارات التي تهدف إلى التعبئة و الحشد في "معركة" أزلية ليس لها نتيجة إلا تدمير الذات أو القضاء على الآخر.
يقول الدكتور عماد الدين خليل في بحثه المنشور على موقع "الفسطاط" بعنوان ((وجهة العالم الإسلامي في القرن الخامس عشر)):
" إن علينا أن نراجع حساباتنا عبر ذلك القرن، المترع بالوقائع والأحداث، والذي تأجح فيه المسلمون، بين الهزائم والانتصارات.. وكان الخط الواضح.. النتيجة الأكثر ثقلاً في مجرى الصراع الطويل، هو كثرة الهزائم، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخنا.. وحتى الانتصارات التي كانت تنتزع انتزاعاً من فكي الخصم بكثير من الدم والأشلاء، كانت تتميّع أحياناً بعد فترة تطول أو تقصر، وتفقد بريقها.. كانت تُمتص أو تُحتوى.. وأحياناً كانت تؤول إلى خسران جديد.. وقليلة جداً هي الانتصارات التي ظلت متألقة تحمل ديمومتها وقدرتها على الفعل عبر السنين.." فالملاحظ أنّ كلمات "الهزائم"، "الانتصارات"، "الصراع الطويل"، "الخصم"، "الدَّم" و.. الخ. هي مجموعة أسلحة أكثر من كونها كلمات و تعبيرات ذات دلالة فكرية خلاقة ، نحن لا نستطيع أن ننفي عن هذه الكلمات أن لها معاني ككل مفردات اللغة ، لكنها مفردات سلبية هي بالنقيض من المناهج الدّينية الحديثة التي تخلق مجتمعات ، المعروف تاريخيا أنّ مفردات الصراع كفلسفة منطلقة من الدين أو الحِسّ القومي أو ألأممي "الشيوعية مثالا" تنتهي دوما بكوارث و إخفاقات و "هزائم" حضارية قبل كونها هزيمة محدودة في زمان معين ، فعندما هزم "نابليون بونابرت" المماليك لم تكن تلك مجرد هزيمة بسيطة و حدثا عاديا ، بل إن العقلية الانعزالية التي جابهت نابليون هي ذاتها التي تخلق نفسها من جديد "على نمط قديم" ، و لنفس السبب تكررت هزائم سقوط العثمانيين، هزيمة 1967 و سقوط صدام صنم بغداد.
إن المدنية الحديثة ليست مجرد لعبة ساحة و ميدان تتوقف على عضلات المتبارين و غذائهم، بقدر ما يتوقف الأمر على المواقف الفكرية و الفلسفية للشعوب في مجموع أفراد كل شعب ، فبينما يوغل الغرب في النزعة الفردية و خلق فردٍ طموح و مثابر دقيق و نظامي في عمله، نكثر نحن "المسلمون"!! من الخطاب الجميل و الجمل الصحيحة "نحوياً" و التي توجه الخطاب إلى "القُطعان" التي تكون شعوبنا ، و ما دامت المسألة تتعلق بجماعات و قطاعات و مكونات ، فإن كل فردٍ في هذا المجتمع سيترك حلّ مشاكل الفرد و المجتمع لحضرة "قائد القطيع" فهو الأعلم بمصلحة الخراف و من منها يؤخَذ إلى السلخ و من لا يؤخذ، يقول الدكتور عماد الدين خليل ـ المصدر السابق:
"إن الصراع لم يكن متكافئاً.. كان الخصم يحقق قفزاته المذهلة في مجالات (المدنية) كافة، وفي (التقنية) والسلاح على وجه الخصوص.. وكنا نحن نستيقظ ونفرك أعيننا في ذيول ليل طويل، لم يكن الإسلام وقيمه الفاعلة قد أضاءت جنباته إلى قليلاً.. وقد جاءت الضربات، في معظمها، سريعة، مفاجئة، متلاحقة، من ملاكم عنيد ذي دربة ومران يضع قفازاً جيداً في قبضته ويلبس قناعاً سميكاً في وجهه.. وكنا نحن أشبه بالملاكم الذي يقاتل على المكشوف.. لا دربة ولا مراناً.. ولا أدوات يتقي بها سيل اللكمات.." نقول تعقيبا على الكلمات السابقة للدكتور أن الكاتب لم يطرح على نفسه السؤال الأهم و هو: لماذا نامت هذه الشعوب أصلا؟ و لماذا تخلفت عن الركب؟ إن المسألة لم تعد تقتصر على ما إذا كان العالم "المسلم" يمتلك التقنية أم لا!! فكثير هي الشعوب التي تطورت تقنيا لكنها متخلفة على مستوى الدولة و النظام و حقوق الإنسان ـ الإتحاد السوفيتي السابق و الصين الشيوعية هي خير مثال ـ لكن المسألة تعدت هذه النقطة لتصبح فضيحة ، فالمسلمون عموما ـ هناك بالتأكيد استثناءات ـ أصبحوا معروفين بالكسل لا جسديا فحسب بل و حتى عقليا ، فلكل شيء جوابه الجاهز ، فإما أن نلقي باللائمة على القدر الإلهي أو نلقي المسألة على عاتق الشيطان و وسواسه الخناس و المضحك هنا أن الملاكم الذي يحدثنا عنه الدكتور خليل ـ و هو كناية عن ما يُسميه بالغرب الصليبي و الصهيونية ـ لا يحتاج أصلا أن يلبس قناعا و هو أمام "ملاكم نائم علا شخيره"!! هذا إذا كانت هنالك أصلا مواجهة كهذه ، ففي بلاد الخصم المزعوم "الغرب و إسرائيل" يمتلك المسلمون حرية لا تقارن أبدا بما يعانونه من اضطهاد بلدانهم "الإسلامية"، بل إن الغرب أصبح بدوره يُصدِّر إلينا أعمال مفكّرين مسلمين تجسد بالفعل محاولات لخلق فهم حداثوي للإسلام.
إنّ النظر إلى الآخر على أنه عدو هي إحدى صفات الإنسان البدائي الذي لا يُدرك حجم العالم المحيط به، و هذا ذكّرني بالبدوي الّذي ظنّ أن قبيلته هي كل العالم ، بالتالي من الطبيعي أن نجد الحضارة "الإسلامية" و "السكان الأصليون في القارة الأمريكية" ينهارون أمام كل مدّ ٍ ثقافي جديد، فالخوف على "الإسلام" و النظر إليه دوما على أنه رضيع لا يقاوم أي خطر يتهدده هو بحدّ ِ ذاته دليل على أنهم لا يثقون بإسلامهم المزعوم، و حينها سوف يضطرون إمّا بالاعتراف بأنهم كانوا مخطئين أو الاستمرار في هذا الإنتحار ، و لكن يبدو ـ حسب الدّكتور عماد الدين خليل ـ أن الإنتحار هو القرار المصيري إذ يقول:
"وثمة إرهاصات في العودة كرة أخرى إلى أنماط من الهجوم الاستعماري، فضلاً عن استمرار معارك الغزو الاستراتيجي والاقتصادي والثقافي، وتطور أسلحتها وازديادهاخطورة.. وها هنا يتوجب اعتماد صيغ أكثر فاعلية في المجابهة التي يبدو أنها ستكون مصيرية.."
إنها مجابهة مصيرية فعلا بين نمطين من التفكير و النظر إلى علاقة الدّين مع الحياة و الحرية ، فإما أن ينتصر أصحاب المنطق القديم ، المروجين للصراع و الحرب و الذبح!! أو تنتصر العقلانية و الحرية و التسامح الديني الحقيقي ، لا ذلك التسامح الكاذب الذي يَمُنُّ على الآخرين بكرمه من أعلى هرم السلطة ، فلا بد من القضاء على كل الأديان و المذاهب و التفاسير ليبقى إله واحد ـ حسب هذا المفهوم فإن الله هو أشد الطغاة دكتاتورية لأنه يرفض أي وجود لأي دين آخر ـ و مذهب واحد و طاغية أوحد يكون وكيل الله و ظله في الأرض.
و في أُسلوب يتناقض مع العنوان المطروح في موضوعه الذي أشرنا إليه آنفا، إذ من المفروض أن يحدثنا عن "العالم الإسلامي"، و إذا به يتحدث كأي منظِّر قومي عروبي فيقول:
" والصهيونية –على وجه الخصوص- ستتحرك لتأكيد انتصاراتها السابقة وتوسيعها باتجاه حلمها التاريخي.. وهي بعد أن ربحث المعركة باستخدامها آله الحرب أكثر من مرة، تريد أن تربح أكثر باستخدام أداة السلام.. بالدخول من الثغرة الكبيرة والخطيرة التي أحدثتها المحاولة السلمية في جدار الرفض المهترئ..
إننا إذا أردنا أن نلقي نظرة مسبقة على مصيرنا إذا ما حدث أن تم الاعتراف النهائي بإسرائيل، فإن لنا أن نسأل أنفسنا وقادتنا وزعماءنا بوضوح: هل للعربي المعاصر قدرة على مجابهة رأسمال اليهود ونسائهم وتنظيمهم وماكيافيلليتهم؟ وإذا ان الجواب بلا.. وهي يقيناً سيكون كذلك، فلماذا –إذن- نسلّم أنفسنا إلى الهزيمة الحقيقية الأخيرة في تاريخ صراعنا مع اليهود؟ ولماذا –إذن- نقطع على أنفسنا الطريق ونسعى بملء إرادتنا إلى الزاوية التي ستفقدنا وجودنا كأمة لها حضارتها وعقيدتها وتاريخها ومستقبلها؟"
فهو ها هنا يستمر في النهج ذاته و في الفكر الشوفيني "العنصري" لا فرق بين أن يكون التعصُّب للإسلام المزعوم أو للقومية فكلاهما وجهان لشرٍّ واحد ، بل أشك أنّ في الإمكان أن نطلق على هذا المنهج "العدائي" كلمة "فكر" أو "ثقافة"!! فمن جهة نجد الإسلامويين يهاجمون "نظرية صدام الحضارات" لصامويل هينتيغتون، و في المقابل نجد أنهم خائفون حتى من التعامل مع "نساء" الآخر و أمواله ، فكيف بالتعامل مع حضارتهم أو صناعاتهم الجبارة، و إذا كانت هذه الحضارة "الإسلامية المزعومة" لا تملك و لو امرأة جميلة أو فنــّاً أو مــالا للعمل الخيري؟ فالأكيد أنها ليست لا حضارة و لا عقيدة و ليس لها تاريخ أو مستقبل.
Email: [email protected]
Website: http://www.sohel-writer.i8.com





#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30
- نقد العقل المسلم ح 29
- نقد العقل المسلم ح 28 الفرد و الدّولة
- نقد العقل المسلم ح 27
- نقد العقل المسلم ح 26
- نقد العقل المسلم ح 25
- نقد العقل المسلم ح 24
- نقد العقل المسلم ح 23
- نقد العقل المسلم ح 22
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية و العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة التاسعة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثامنة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة السابعة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة السادسة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الخامسة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الرابعة عشرة الإسلام و الإرهاب .. ...


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.