أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بدرالدين حسن قربي - الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني














المزيد.....

الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


في أجواء من الردح المتبادل بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة والمختلفة على مشاريعها التحريرية ورؤاها النضالية والجهادية ونظرتها للعديد من قضاياها الذي كان يصل في بعض أحيانه حد الضرب والاعتقال بل حتى الاقتتال، ينعقد في العاصمة السورية المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يضم عشرة تنظيمات فلسطينية مقيمة في سـورية وهي تشكل بعمومها خطاً يحتكر لنفسه أوصاف المقاومة والممانعة والمحافظة على الثوابت، فيما غابت عنه فصائل رئيسية أخرى فاعلة أيضاً في القرار الفلسطيني ممن تحتكر لنفسها أيضاً نعوت المقاومة والنضال تأسيساً وتاريخاً، زعامةً وقيادة.
كان يُخطط للمؤتمر أن يُعقد في دمشق وأن يسبق مؤتمر أنابوليس بأيام رفضاً وممانعةً وتميّزاً وصموداً، مناكفةً ومفاصلةً بين حلفاء إقليميين عرباً وعجماً، ولكن الموافقة المتأخرة لأهل أنابوليس على دعوة الحليف السوري لحضور مؤتمرهم دفعت بمؤتمر لا لأنابوليس بعيداً، وأخّرته حتى إشعار آخر لأنه من غير الممكن للسوري وهو اللاعب الرئيس في مؤتمره الدمشقي لا لأنابوليس أن يحضر المؤتمرَين المتضادين معاً. ولكن رغم كل ماقيل ونشر عن موافقة إيران وتشجيعها لاستضافة المؤتمر في حينه بديلاً عن دمشق وإصراراً على المفاصلة الأنابوليسية فإن المنظمات الفلسطينية تعذّرت عن قبول هالدعوة لأسبابٍ أقلها أن يحشموا أنفسهم مع الحليف السوري.
قيل ماقيل في حينه عن مؤتمر لا لأنابوليس. فأعداؤه قالوا: المؤتمر قد ألغي. وأصحابه قالوا: بل أرجئ. ولكن بعد شهرين من قول الأعداء إلغاءً وقول الأصحاب إرجاءً، أكّد سحَرَته انعقاده، ولكن بعدما غُيِّر موضوعه وأصبح البحث في إعادة اللحمة إلى الساحة الفلسطينية، تأكيد حق اللاجئين في العودة وتأكيد حق المقاومة بكل أشكالها. وبذلك صح قول الأعداء، وصدق قول الأصحاب وتحققت إرادة الحلفاء.
ومابين خلاف وتشقق القيادات، وتناحر اللجان والمنظمات على الأولويات والموضوعات يبقى الشعب الفلسطيني المكبل والمضيع يستجير من فرقة الأبناء وظلم الأشقاء وغدر الأعداء وجَهد البلاء. وحتى يجييء يوم يفرح فيه الناس بنصرٍ وعودة، فإننا نتمنى لكل جهد مخلصٍ لقضية فلسطين أن ينمو وأن يباركه الرب شجرةً طيبة أصلها ثابت في قلوب أصحابها وفرعها عنده، وأن يتوحد عزماً وإرادةً بعيداً عن البيع والشراء في عرض الأمة.
ومهما قيل عن المؤتمر وأهله مدحاً أو قدحاًً فإن موضوعاته لاشك كبيرة وماتحتاجه من جهود لاريب أكبر، والناس مابين غدر الأعداء وقهر الأشقاء تلهث وراء قضيتها منذ أكثر من 60 عاماً. ومع زعمنا أن الطريق مازالت طويلة طويلة، وحالة الركض ستستمر، ولكن هنالك قضية لاتحتمل التأخير أو التأجيل أمام هذا الحشد الكبير للمؤتمر والقادر على حلها فيما نعتقد، لأن حلها بأيدي الحضور إن أرادوا لها حلاً، وهي لاتساوي شيئاً إلى حجم الأهداف المعلنة، والبلد المضيف للمؤتمر الكريم قادر بأمر واحد أحد أن يحلّها ويفّرج عن أصحابها ماهم فيه من الهمّ والكرب والشدة. وإلا فإن هالحضور الكريم في هالمؤتمر إن كان عاجزاً أن يحل هكذا مشكلة ولانعتقد ذلك فهو عن غيرها أعجز، لأنها مشكلة حلها ليس مربوطاً لا باليهود ولا بالأمريكان، وإنما هي مشكلة عربية بحتة بدها ضمير ونخوة.
جمع لايتجاوز عددهم ثلاثة آلاف من الفلسطينيين هاربين، ومن جحيم القتل العراقي والخطف والإبادة متجمعين، فيما سمي بمخيم التنف ومخيم الوليد وعلى حدود أهل أمة عربية واحدة من الطرف العراقي عالقين، وبأصحاب الرسالة الخالدة مستغيثين، وعلى بلاد الصمود والممانعة واردين .
فالسلطات السورية فيما يبدو أنها ممانعة وبإصرار لدخول هؤلاء العالقين إلى سورية ومن ثم إقامتهم. وهي لاشك لها أسبابها وترد كالعادة بحرصها على حقوق العودة للاجئين الفلسطينيين وخوفها من أن تدفع بهم إقامتهم الدائمة في سورية إلى الاستيطان ونسيان الأوطان، وترفع على الدوام قرارات الجامعة والقمم العربية في هذا الشأن. ولكن بالمقابل فإننا نذكّر بأن الأخطار والأهوال التي واجهها ويواجهها هؤلاء الناس من أهلنا وناسنا تستوجب تجاوز الأعذار والقرارات.

إن حل مشلكة ناسنا في مخيم الوليد والتنف تستصرخ كل واحدٍ من حضور هالمؤتمر الكريم عنده ذرة من الشهامة والكرامة أن يعمل لإنهاء معاناتهم و(مرمطتهم) في الصحراء وفك حصارهم. وإن السكوت عنها وعدم حلها أمر مُدان لكل من يعنيهم الأمر بشكل خاص للمنظات الفلسطينية المقيمة في سورية وحلفائها الصامدين والممانعين لأنهم المعنييون أساساً في هكذا أمر، فالمستسلمون والمتآمرون لايعنيهم هكذا أمر افتراضاً.

إن حاضري المؤتمر والمشاركين فيه مدعوون لاعتباراتٍ كثيرة لفك الحصار عن أهلنا في مخيم التنف والوليد ليس بتفجير الحدود السورية ومعابرها لكسر الحصار عن المخيمين كما فعلوا في غزة هاشم، فالأمر لايحتاج ذلك ويكفيه من حضور المؤتمر عدم شرب قهوة (المعزّم) أو شيء من مثله على طريقة أحرار العرب والنشامى، أو أن يبحثوا عن حلٍّ يرونه مناسباً، وربنا يعين.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعقول اللبناني في زمن اللامعقول
- الأزمة اللبنانية في طورٍ جديد
- حصار ولكنه ليس كحصار غزّة
- حجاج غزّة والهاربون من الموت
- لبنان والنظام السوري والعام الجديد
- حراميّة..!! ولكن لمال اليتامى والأوقاف لا
- لبنانيات 2/2
- لبنانيات 1/2
- خطاب حزب الله التمزيقي
- من لطائف القراصنة والمستبدين الجدد
- كلمة وردّ غطاها
- ساعة من نهار على ضفاف نهر البارد
- لماذا استثنت الوزيرة بثينة شعبان النظام السوري..!؟
- للمرة الثانية - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- اكتشافات أثرية سورية خطيرة في تدمر
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 3/3
- يومَ هوى حصان الدكتور/محمد حبش
- يومَ هوى حصان الدكتور محمد حبش
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 2/3
- هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بدرالدين حسن قربي - الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني