أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالحسين الساعدي - مقاومة عكد الأكراد 1963














المزيد.....

مقاومة عكد الأكراد 1963


عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 08:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد عصفت ردة الثامن من شباط عام ألف وتسع مائة وثلاثة وستين بالبلاد وأصابتها بالذهول والصدمة ، وعندما علمت الجماهير الشعبية العريضة المؤيدة والمناصرة للعهد الجمهوري الأول بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم بالأنقلاب صبيحة يوم الجمعة خرجت تلك الجماهير على بكرة أبيها الى الشوارع بفعل وإندفاع عفويين ، وكان هدفها هو عمل أي شيء من أجل منع الأنقلابيين من السيطرة على دفة الحكم والعودة بالبلاد الى الوراء ، حيث رأت في ثورة تموز وقائدها ملاذاً ومخلصاً من العذاب والفقر والجهل والقهر ، فما كان من هذه الجماهير إلا التفكير بالتوجه الى مبنى وزارة الدفاع مقر الزعيم عبدالكريم قاسم وقسم من رفاقه الضباط الأحرار ، حيث يتحصنون هناك ، ويرقبون الوضع ويوجهوا بما تمليه الظروف من تطورات ميدانية .
خاب أمل الجماهير الزاحفة على مبنى وزارة الدفاع في الحصول على السلاح والأذن من الزعيم بالتصدي للأنقلابيين ، بالرغم من الألحاح الشديد من قبل تلك الجماهير الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب ، ناهيك عن وجود كتل بشرية زاحفة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية ، وخروج الآلاف من مناطق بغداد مثل الشاكرية والثورة والوشاش والكاظمية وغيرها من مدن العراق ، وهي تطالب بالسلاح للوقوف بوجه الردة السوداء ، إلا إن تسامح وتهاون ولاأبالية الزعيم حالت دون ذلك وهو ما جعل ميزان القوى يترجح لصالح قوى الردة ، وبدأت كفة السيطرة تميل لصالحهم ، حينها قررت الجماهير وبحسها الثوري الفطري الى أتخاذ قرار الأنسحاب من تلك المناطق وإعلان العصيان والكفاح المسلح في المناطق الشعبية مثل الوشاش والكاظمية وعكد الأكراد .
كانت منطقة عكد الأكراد في بغداد من المناطق الشعبية الفقيرة وذات الكثافة السكانية العالية ، ويقطن فيها نسبة كبيرة من الكورد الفيليين والتي سميت المنطقة نسبة لهم ، وكانت من المناطق المؤيدة للنظام الجمهوري وللزعيم عبد الكريم قاسم ، وكان للحزب الشيوعي العراقي حضور فاعل بين هذه الجماهير ، لذا فقد تحولت منذ الساعات الأولى للأنقلاب الى ملاذٍ وحصن للوطنيين الذين وقفوا بوجه الردة فأنسحبت الجماهير الى داخل هذه المنطقة معلنة المقاومة الشعبية المسلحة ، وقد أنبرى لقيادة هذه الجماهير كوادر الحزب كل من محمد صالح العبلي ولطيف حيدر الحاج وحسين الوردي وغيرهم ، وجرى توزيع المقاومين بشكل يتناسب مع طبيعة المنطقة ، حيث وضعت الجماهير خلف المتاريس وفي الخنادق وفوق سطوح البنايات والدور وخلف الأسطوانات الكونكريتية في الشوارع مستخدمة أسلحة بسيطة وقنابل المولوتوف والهراوات والمدي ، وكان للكورد الفيليين وعوائلهم الدور الأوضح والأبرز في هذه المقاومة البطلة .
بالرغم من أستمرار المعارك بين المقاومين والأنقلابيين وعلى مدى ثلاثة أيام إلا أن الأنقلابيين وما يمتلكونه من قدرات عسكرية هائلة ومساندة البعثيين والقوى الرجعية في تلك المناطق لم يستطيعوا أن يدخلوا تلك الحصون الشعبية المنيعة حيث كانت روح المقاومة والتصدي لدى الجماهير تمنعهم من ذلك .
بيد إن الوضع العام في البلاد كان مخالفاًلواقع الحال في هذه المناطق حيث رجحت الكفة لصالح الأنقلابيين ونتيجة السيطرة على الدفاع بعد معركة شرسة تم أعتقال قيادة الحكومة والوزراء وإعدام كبار ضباط الجيش وتصفية قادة وكوادر الحركة الوطنية والشخصيات التقدمية والديمقراطية ، كل هذا جعل قيادة المقاومة في عكد الأكراد الى الأسراع في عقد أجتماع في المنطقة ذاتها ، قرروا بعدها انها المقاومة حفاظاً على الأرواح وعلى الأهالي والإيعاز الى المقاومين بالأنسحاب لتبدأ صفحة جديدة من النضال البطولي والتصدي للجراد الزاحف على حقول العراق وبساتينه.
سلاماً عكد الأكراد سلاماً الى الغرة البيضاء في جبين العراق من الرجال الأبطال ، وسلاماً للأبطال كل من فؤاد حاتم ورضا عزيز ونور الله رضا وكريم دعبلة وحازم مصلاوي و محمد جعفر والأخوين طالب ودكتور باقر وحميد سيد حسين ووهاب سيد حسين وجواد عليخان ومظفر عليخان ومالك وشوكت مجبرجي وألمان وعدنان وعمران وكامل كرم وجعفر ملا نظر وصباح أحمد حسين وعدنان حيدر وحسين فانوس وعبد فرهاد وحسين مراد سليم وجاسم محمد وطالب عبد الجبار وصاحب عباس وغيرهم وتحية إجلال لك يا أختاه في هذا اليوم . تحية لك يامن كنت تفتخرين بكونك ( رابطية ) وأنت ترفعين أكف الدعاء بنصرة الزعيم والثورة وأبنائها البررة ... كم انت رائعة يا أم الشهيد فهد ، فسيبقى ماحملت من الفكر خالداً خلود عكد الأكراد ... سيبقى الشرفاء من أبناء عكد الكرد يحملون لك كل الحب والوفاء .. فلن ينسوا أبدا ًكيف كنت تحملين الخبز والشاي والمولوتوف الى سطوح المباني للمقاومين .... فشكراً لك يازهرة الكورد وبطلة عكد الأكراد ... وشكراً لكل النساء الفيليات من أمثالك .



#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبل سري في يوم مطير (*)
- معركة الدفاع عام 1963
- أنتفاضة أذار شعبان 1991
- محاولة أغتيال عدي صدام حسين ... وأسطورة الجدار الأمني الموهو ...
- نحو جبهة وطنية عريضة
- ملحمة الطف قراءة من وجهة نظر أخرى
- سميرة مزعل إمرأة من هذا الزمان *
- معارك الأهوار ( معركة أبو الروس) الحلقة الخامسة
- الشهيد البروفسور صفاء الحافظ ( 1 )
- معارك الأهوار ( معركة أم الغزلان ) الحلقة الرابعة
- معارك الأهوار ( معركة الحَمَّارَة ) الحلقة الثالثة
- معارك الأهوار ( معركة الزورة ) الحلقة الثانية
- معارك الأهوار ( معارك هور الغموكة ) الحلقة الأولى
- مقاومة مدينة الكاظمية عام 1963
- سجن الكوت وداعاً والى الأبد
- - سيدة الأعصر - مهداة الى مهناز (1)
- المتحف
- إنتفاضة الحي 1956 .... ذاكرة تتجدد
- المجد لذكرى أنتفاضة تشرين الثاني عام 1952
- أي قنون للآستثمار نريد ؟


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالحسين الساعدي - مقاومة عكد الأكراد 1963