أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - الوفاء ؟ !...وهل هو الا ليلة مخمورة ؟














المزيد.....

الوفاء ؟ !...وهل هو الا ليلة مخمورة ؟


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بيتي أنا بيتك .....يا بيت الطين , في تلك الدروب المتداعية ...حيث رجل الأمن الحقير يحدق في الظلام بأكياس ورقية لا تشيل غير قنينة خمر ومزات منزلية متواضعة ...
بيت ( إحسان ) لا أكثر من غرفتين ...تخلى ليلة الجمعة ( ليلة الصلاة على محمد ) غرفة لنا ...
وتتكدس كل العائلة ...بالجدات والعمات والكنات ..في غرفة الطين الأخرى ...
الأكثر ثراءا (ووسامة طبعا !) كان عامر اليحيى ..طالب القانون ..( وهو الان رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ...إقليم ديالى )
و(إحسان ) الأكثر فقرا هو صاحب المنزل ...وشقيق الشهيد (دهش علوان الدهش ) ولا فخراكبر من إن تدخل البيت الذي تربى به فخر الشيوعية في بهرز ...دهش علوان الدهش ؟
لا اعرف لماذا لا يتذكره حزب الشيوعيين العراقيين الذي لملم (من قلة الخيل ) حتى اعتى نصابي بعقوبة ..المطلوب حتى الساعة بالكمبيالات القانونية ما يخزي العين ..وسنمه كحامل اختام اول وزير ثقافة شيوعي ...

ودهش علوان الدهش ...فخر الشهداء الشيوعيين ..ينام بلا قبر ...نسيا منسيا !
(كانت ليلة مطيرة شديدة البرد ..وتحت نصب الحرية تماما ..حيث كنت عائدا لمبيتي في ذلك الفندق الحقير في البتاوين ...نظر الي بصر نافذ و وصاح :
إلى أين أيها البهرزي الجميل ؟
التفت الى وجهه الحازم وصحت :
أبا مخلص ..
ما عدت افهم شيئا !
آخر كلمة سمعتها منه ...لآخر مشهد رايته فيه وهو يحتضن بنيتي المتداعية :
ما جرى علينا يا إبراهيم ...لم يجر حتى على الحسين ..وال الحسين ....
بعدها مارا يته قط
وبالتأكيد ..لن أرى غير ذكراه ...في زمن صارت الذكرى مبولة للأنانيات ..
...............................................................................................................
على طارف تخت في المقهى ..كان (دهش ) الوسيم يذرع الشارع متأبطا ذراع ( السيد يوسف ) وهما يضحكان ....
غوغاء عزيز محمد قالوا :
انه ينافق الرجعيين ...
هو من قال لنا حين العتاب :
أنهم يجهلون من نحن .. والإنسان عدو ما جهل ..
لنكن أصدقاء لهم بغية الحوار والمعرفة !
وكان هذا ايامذاك من مقولات الكبائر
لان التحالف كان بين صغار العقول ..
..........
في أزقة الطين ودروبها ..وبعد أن تشظت السحب البيض الجميلة ..اصطنعنا لنا بين اوجار الخوف رفقة ماعاد يجمعها بعد التشرذم غير :
أقداح خمر رخيصة
وفيروز ..عبر كاسيت مرقع
وجذوة الحنين العنيدة
الحنين لمن لا يشتاقون إلينا ( من اشتاق للعظيم دهش علوان الدهش ؟ ...لا احد ! ...لا حزب ..ولا أصدقاء مرائين أنانيين ...اجل ! .لا احد مطلقا )
...............
ربما في مثل هذه الأيام من أواخر شتاء 1979 اعتقل دهش علوان الدهش ..وغاب إلى الأبد ...
وفي غرفة الطين الصغيرة في منزله الفقير ( وهي التي كانت غرفته الشخصية ) كنا في مقتبل أعوام الثمانينات الناضحة بالوشايات وكتاب التقارير المناويك (وهذه ليست صفة ...بل حال !)...نكتفي نحن الأربعة بقنينة خمر عراقية (نترابعها )باشتراكية رضية :
ربع لاحسان علوان الدهش
وربع لعامر لطيف اليحيى وربع لانتصار حميد ناجي
واربعة ارباع لي
......................
كل ما تغير :
إن الدنيا كانت (كحبة )
فتحولت بفعل الديمقراطية إلى :
قوادة !
وان بيوت الطين المشبوهة التي كنا نسكر فيها بعناد اليائسين
صارت جدرانا من الكونكريت ..يستحيل أن ينفذ عبرها
كاس من العرق ...
لا ادري لم اشك بوفاء من لم يرتشف كأسا من العرق ..



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلة عراقية تباع بخمسمائة دولار ...وبرلمانيونا يتصارعون على ...
- باتجاه حملة المليون توقيع من اجل ان تكون (مدنيون ) حركة شعبي ...
- لا دولة مدنية ديمقراطية علمانية بوجود الاحتلال والطائفية
- انا ....المهدي المنتظر!
- مدورة عن الحب والموت
- من يلملم شتات اليسار العراقي ؟
- عن ( خرقة ) اسمها العلم......صوتوا معي لاجل البياض!
- عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باك ...
- يقولون( قيس) في العراق مريض ...
- عام اخر اكثربردا ...اعني اكثر حزنا
- فقراء العالم مدينون للشعب الصيني بحصولهم على مستلزمات التكنو ...
- دخل خليجي ...بطريقة عيش صومالية!
- بي نظير بوتو ...علمانية اخرى على مذبح السلطات الذكورية ..
- والشرف حرب طبقية ايضا ..
- اغلقي الباب ...وارضعيني ..يا زميلة !
- جوابا على معايدة من الديوانية ...كم الساعة عندكم الان ايها ا ...
- ان كان لافتح ..ولا هجرة ..ولا نضال ولا احتلال ..ولا صلح ..ول ...
- اي شيء في العيد ...اهدي اليك ؟
- يا ضاربين الودع !
- سانحة امين زكي ....وبغداد ان روت


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - الوفاء ؟ !...وهل هو الا ليلة مخمورة ؟