أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد منيري - بنت منظور و كبير صعاليك مصر الأحياء و قصيدة صغيرة














المزيد.....

بنت منظور و كبير صعاليك مصر الأحياء و قصيدة صغيرة


رشيد منيري

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


كنت أكتب مقالة طالما أجلت كتابتها عن الشيخ الغريد إمام عيسي، حين ناداني مصطفي كي أتابع حوارا تلفزيا مع أحمد فؤاد نجم. كان ذلك مناسبا جدا لي، وقد فكرت أني قد احصل علي معطيات جديدة أفيد منها.
نأسف للإزعاج ، هذا هو عنوان البرنامج، ولأن ضيف الحلقة كان كبير صعاليك مصر الأحياء، ولربما الموتي أيضا، فلقد توقعت أنه برنامج شبه ثقافي يحاول أن يزعج ولو قليلا أي شيء.
لا يمكنني مطلقا تحمل ذلك النوع من البشر الذي لا يحترم الشعراء. وتلك المذيعة اللامعة، بسبب المكياج وكشافات النور، كانت من ذلك النوع علي الرغم من أنها امرأة، كما يبدو.
من يعرف الفاجومي، يعرف أنه حكاء فريد وإنسان عميق نافر، يده في التراب وقلبه في السماء وفمه غمد ولسانه سيف. وأما هي، فلم تكن مذيعة، بل شرطية مرور أفكار، تقف في الشاعر بدل الشارع، مصفرة بغير توقف. كان بإمكاني أن اكون حادا واستخدم سلطتي كمشاهد يمكنه الضغط في أية لحظة علي أزرار جهاز التحكم، لكن نجم لم يبد لي مستاء، وكان يناديها باسمها، بما يوحي بوجود معرفة بينهما خصوصا أن القناة التي تبث البرنامج هي نفس القناة التي يقدم فيها برنامجه الأحمق. ليس بمقدوري ان أتحمل لوحدي هموم كل الشعراء، ولذلك واصلت الفرجة.
ومن طرائف هذه المذيعة، شرحها لكلمة صعلوك في سياق الحديث عن كذا صفة أطلقها أحدهم علي نجم الذي أكد أنه صعلوك، هذا ما قالته بالحرف:
ـ الصعلوك يعني شخص ضئيل الجسم وضئيل في الهيئة وعندو قلة حيلة..
الله عليك يا بنت منظور!
و دون أن تعطيه فرصة حتي يتم فكرة واحدة، كانت تقصفه بذلك النوع من الأجوبة الذي ينتهي بعلامة استفهام. ولما أخذ نجم يحدثها عن تجربة الاعتقال في سياق لا أذكره صفرت:
بس الكلام ده حصل في الستينات...
و الحقيقة أنها لم تكن تعرف شيئا عن الشيخ إمام، ولا عن نجم، ولا عن الشمس، ولا عن القمر، بل إنها لا تعرف كيف تضع مكياجا علي عينيها. فلم يكن ابدا يلائمها الأزرق.
و من بين ما وجهته من تهم إلي الشاعر، هو انه كان يتطاول علي جمال عبد الناصر، وقد حكي نجم أنه كان في الزنزانة حين علم بموت الزعيم، وانه بكي كثيرا رغم ما بلغه قبل أربع وعشرين ساعة من أنه صرح:
طول ما انا حي نجم دا مش حا يخرج من السجن.
إنها تجهل مثل الجميع، أن الشاعر هو أعظم إنسان في الكون، لأنه إنسان متفرغ لإنسانيته، وأنه من يعيد خلق الأشجار بأن ينظر إليها، والنساء بأن يحبهن. ولقد طلبت من نجم ما أسمته شهادة عن العصور الثلاثة التي عاشها، وعنت بوضوح أن عهد مبارك زاهر فأجاب نجم:
آه..يعني الواحد ممكن يقول رأيو في جرايد المعارضة وحتي في التلفزيون..
و لما حدثته عن الديمقراطية قال: دي مش ديمقراطية، دا هامش صحافي...
أعجبتني دقته، هذا الوصف يليق أيضا بالمغرب، بلادي التي بلا وطن، كما قال مظفر النواب بطريقته ذات يوم. لكن السيدة المذيعة لم تكن لتوافق، وراحت تتم حديثها عن التطاول، عن كون الجميع بدأ يتطاول، عن التطاول الذي أصبح ظاهرة، وكان صوتها يعلو وشدقاها ينتفخان وأنفها ينفتح وينغلق، وعيناها تجحظان، وهي تخاطب نجم بطريقة من لم يكن ينتظر غير الفرصة لقول ما كان يفكر به ويخطط له طوال الوقت،ثم غمزت بعينها، محاولة الإيحاء بالنباهة والذكاء، وهي تسأل نجم عن قصيدة كتبها مؤخرا عن نجل الرئيس.. ابتسم نجم وهو يقول ان ذلك ليس تطاولا بل مجرد مداعبة. لكنها واصلت قائلة أنه كما لا يحب أن يهزئ أحد ابنته زينب امام الملأ، فلا يجب أبدا أن يقبل لنفسه أن يهزئ علنا ابن الرئيس، وبعبارات من نوع؛ لما توصل لحد التطاول يبقي الكلام ده مش مقبول، وأنا بحب الرئيس وبحب عيلته، وهلم سخفا وبداءة. نجم كان هادئا تركها تغلي .لقد تجاوز السبعين، وشبع من صفع العالم.
و في إحدي اللحظات فاجأها قائلا:
ـ انت بتحلوي كده ليه؟
فانفتحت مناطقها، وكركرت فظهرت أسنانها الطويلة وامتدحت طيبة قلبه وفكره (قالت فكره!) ثم طلبت منه كلمة أخيرة إلي الشعب المصري. فتمني نجم للمصريين سنة يكون فيها الفقر أقل، والفساد اقل....
ما جعل مناطق المذيعة تنغلق من جديد، ودفعها إلي أن تتكئ علي طاولة الزجاج وتسأل الشاعر، كأنما لم يبق لها غير الضرب:
ـ إنت إيه داءك.
قال: الحب.
ثم سألت: وإيه دواءك.
قال :الحب.
وهذه هي قصيدة الفاجومي عن نجل الرئيس الذي تكن له السيدة المذيعة كل الحب:
مبروك يا عريسنا
يا أبو شنة ورنة
يا واخدنا وراثة
أطلب وإتمني
وأخرج من جنة
أدخل علي جنة
مش فارقة معانا
ولا هارية بدنّا
ولا تاعبة قلوبنا
ولا فاقعة بيضاننا
يا عريس الدولة
إفرح وإتهني
ما احناش كارهينك
لكن هارشينك
حا تكمل دينك
وتطلع دينّا




#رشيد_منيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الخالق العالمي أو مجنون استراليا وموكل المخلوقات وأكبر ع ...
- أوهام حداثية
- المجد لمن يقلق راحة الغباء
- أكاد أسمعها تعتذر
- اعتراف
- ملاح البحرين /زجل
- الأشياء الأخرى
- همس النزوة
- مارسيل خليفة: صوت الحب و الحرية
- العازف
- ثلاث ساعات مع يوجيف أتيلا في مقهى فرنسا
- مقبرة تدور حول الشمس
- السفينة-شعر
- الغرفة صباحا-شعر
- رجل عار.. تماما
- وطن-شعر
- وردة واحدة من أجلها../شعر
- خوف-شعر
- المهمة......قصة قصيرة
- رغم أخطاء العزف


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد منيري - بنت منظور و كبير صعاليك مصر الأحياء و قصيدة صغيرة