أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد محمود القاسم - بقرة ومعزة شلومو














المزيد.....

بقرة ومعزة شلومو


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2187 - 2008 / 2 / 10 - 10:47
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال بان يهوديا كان يعيش مع زوجته وأطفاله في غرفة واحدة، ويملك بقرة ومعزة، ولقد ضاق به الحال، وبزوجته، فلم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك، فطلبت منه زوجته، حلا لهذا الوضع الصعب والمزري، فلم يستطع عمل أي شيء لها.
فقالت له زوجته: عليك بالذهاب الى حاخام الكنيس، وتشكو له حالنا ووضعنا المزري، وتطلب منه، أن يطلب من ربنا الله، أن يوسع علينا منزلنا ويخفف من معاناتنا.
وفعلا ذهب شلومو الى الحاخام في الكنيس، كما طلبت منه زوجته ذلك، وابلغ الحاخام بحاله الصعب، ومعاناتهم من الضيق والهم الذي يعيشونه.
أجابه الحاخام بأنة تبلغ الرسالة وفهم المضمون والمطلوب منه عمله، ووعده بأنه سيعمل على نقل الرسالة الى ربه ليعطيه حلا لها، وطلب منه، أن يعود إليه بعد أسبوع، وفعلا انتظر شلومو وزوجته على أحر من الجمر، مرور الأسبوع، ثم ذهب الى الحاخام في الكنيس في الموعد المحدد، وسأله عما اذا جاءه رد من ربه؟
فأجابه الحاخام بالإيجاب، بأنة عندما نقل الرسالة الى الرب، أن الرب ابلغه بان عليه أن يدخل البقرة الى داخل الغرفة، لفترة مؤقتة من الوقت، وطلب منه العودة إليه، ومراجعته بعد أسبوع.
ذهب شلومو متجهم الوجه الى زوجته، فسألته زوجته عن سر تجهم وجهه؟
فأجابها شلومو برد الحاخام الذي تلقاه من ربه، وبأنه اذا كان يود رأي الرب ومساعدته في محنته فعليه، الالتزام بتنفيذ كل ما يطلبه الرب منه.
فقالت زوجته له، وماذا يود الرب منا أن نفعل؟
فقال لها بأنة امرنا أن ندخل البقرة الى داخل الغرفة، لفترة من الوقت، ويجب أن لا نرفض أمره هذا حتى يتسنى له مساعدتنا والا فلا داعي للذهاب عنده والشكوى له.
فقالت له زوجته، لا حول ولا، وطلبت من زوجها شلومو العمل على إدخال البقرة فورا، حسب تعاليم الرب وحاخام الكنيس ففعل.
مضى الأسبوع الأول على شلومو وزوجته أكثر صعوبة وهما من ذي قبل وتذمرا وألما، فسارع شلومو حسب طلب زوجته له بمراجعة الحاخام مرة أخرى، فيما اذا وصله رد من الرب مرة أخرى او لا؟
فقال له الحاخام، بأن الرب يطلب منك، أن تدخل المعزة وتخرج البقرة من الغرفة، فذهب الى زوجته وابلغها بالخبر، وفعلا قام شلومو بإخراج البقرة من الغرفة، وادخل مكانها المعزة، وبقي شلومو وزوجته على هذا الحال، أسبوع يدخل البقرة وأسبوع يدخل المعزة او يبقيهما معا داخل الغرفة، والحاخام يضحك على شلومو ويقول له أن الرب طلب مني أن أبلغك الرسالة، وأنت حر فيما ترفضه أو تقبله من الأوامر، ولكن هذه هي شروط الرب لمساعدتك والتخفيف عن معاناتك، إذا كنت تطلب منه الرحمة، فعليك تنفيذ أوامره بحذافيرها، والابتعاد عن نواهيه.
حتى أصبح شلومو ألعوبة امام الحاخام، يصيره كما يشاء، وحسب مزاجه، ووصل الأمر بزوجة شلومو حدا قالت لزوجها، أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك، أن تبلغ الحاخام، بأننا مرتاحين جدا بوضعنا السابق، ولا نريد رحمته، ونرجوك أن تخلصنا من وضع البقرة والمعزة من داخل البيت، وإننا كنا مخطئين عندما التجأنا إليك، ولم يكن في علمنا ما حصل لنا ويحصل الآن معنا على لديك، وهذا فعلا ما بلغه شلومو للحاخام، وتركه ورجع عائدا إلى زوجته.
هذا نموذج للعقلية اليهودية في تعاملها مع المفاوض الفلسطيني بالضبط، في مفاوضات الحل السلمي لمعاناة الفلسطينيين، بحيث تضع أمامه العراقيل تلو العراقيل، وتضعه بموقف يتمنى فيه العودة الى ما كان قد رفضه بالسابق، من وضع يصعب قبوله وهكذا دواليك،فبعد أن يرفض المفاوض الفلسطيني ما يقدمه المفاوض الاسرائيلي من حلول ومقترحات، يعود مرة أخرى بترجي المفاوض الاسرائيلي بقبول ما سبق أن رفضه، وهنا يعاود المفاوض الاسرائيلي لفرض شروط أخرى أكثر إذلالا وإجحافا بحق المفاوض الفلسطيني، وحيث انه لا يوجد لدى الجانب الفلسطيني، اختيارات وأوراق كثيرة للمساومة لفرضها على المفاوض الإسرائيلي، فلا مجال أمامه إلا السكوت والرضي بكل ما يطرحه عليه المفاوض الإسرائيلي.
المثل الفلسطيني يقول: " تمسكن حتى تتمكن ", ومثلا آخر يقول: " تمسك بالمقصقص حتى يجيك الطيار " ومثلا آخر يقول " خذ ثم طالب " طالما لا يملك المفاوض الفلسطيني القدرة على خلق وفرض ظروف أخرى جديدة على الأرض عبر القوة، فلن يستطيع المناورة او المساومة، وطالما موازين القوى المحلية والعربية والدولية ما زالت تميل لصالح العدو، فلن تستطيع فرض الحق والعدل عليه، ولن تنفعنا سوى السياسة القائلة، ليس بالإمكان أحسن مما كان، وإلا سنصبح بوضع شلومو بالضبط، وعليه يجب التلويح بسلاح الانتفاضة دوما، ووقف المفاوضات دون رجعة، اذا أردنا تغيير موازين القوى المحلية على اقل تقدير، وقبل التلويح بهذا السلاح، يجب أن تكون قادرا على تثوير الجماهير في المكان والزمان اللذين تريدهما، وهذا يتطلب إعادة شحذ همم الجماهير الفلسطينية مرة أخرى، حتى تتجاوب مع طلباتك، وحتى تتجاوب هذه الجماهير معك، عليك أن تكون صادقا وواضحا معها وصريحا، بما فيه الكفاية، وان تستمع الى وجهات نظرها وتحليلاتها السياسية، ومواقفها النضالية وتستطلع آراءها، قبل أي خطوة تخطوها مهما كانت صغيرة، كما يفعل تماما الوفد الاسرائيلي المفاوض.



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع حق العودة والتعويض للجميع
- جدار الفصل العنصري وقضم الأراضي
- العولمة والاستعمار الجديد
- الدولة الفلسطينية المقترحة شكل بلا مضمون
- لقاء بالصدفة، مع صحفية على الناصية
- أصول اليهود واليهودية، وكيف تنامى اعدادهم في فلسطين
- أصول اليهود واليهودية في العالم العربي
- النظام الاجتماعي وعلاقته بمشكلة المرأة العربية
- دور المرأة في الفضائيات وكيف يستغله الرجل
- التمسك بمنظمة التحرير، وانضمام الكل تحت لوائها هو الحل
- لا يوجد في الكون شيء ثابت، التطور والتغير والتبدل سمة العصر
- ...وتبقى الأنثى هي الأصل
- هار مجدون أو جبل مجدو
- العنف ضد المرأة، صراع بين الذكورة والأنوثة،منذ الأزل، والباد ...
- وجهة نظر، ردا على من يطالب بإلغاء السلطة وحلها
- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، من السيء إلى الأسوأ
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتنافس الجمهوري والديموقراط ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد محمود القاسم - بقرة ومعزة شلومو