أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - غسان المفلح - إنه العار المطلق!














المزيد.....

إنه العار المطلق!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:41
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


ليلة 31.1.2008 عرضت قناة الجزيرة مشكورة! فيلم المخرجة السورية، هالا محمد، عن سجن تدمر، ورأيت ياسين الحاج صالح الباحث السوري، وفرج بيرقدار الشاعر السوري وغسان الجباعي مخرج مسرحي سوري، كل منهم يتحدث عن تجربته في سجن تدمر خاصة والسجن عامة، وأنا أشاهد الأصدقاء يتحدثون، شعرت بالخزي، و الإهانة المطلقة. بكيت وحيدا أمام الشاشة، كان البكاء مرا، أحسست بالخيبة الشاملة، كنت قبل البرنامج أقرأ مقالا فيه صورة علي العبد الله وأكرم البني وفداء حوراني، سيدة بقوة المعنى على هذا الصمت العربي، وعنوانا للوجه الحقيقي لسورية. سورية التي نريدها! ماذا يعني أن تحلل سياسات النظام؟ وماذا يعني أن تبقى ساعات يوميا تقرأ لتكتب مقالا عن المشكلة الطائفية في سورية، وماذا يعني الدعوة لعقد اجتماعي جديد في سورية أو أن تكتب من أجل قيام مصالحة وطنية؟ كلها أسئلة مرت أمامي، بشيء من الإحساس بالخواء والعبث، لدرجة تمنيت أن اعوي، كما كان يعوي أحد أصدقائي في السجن في لحظات كوابيسه، تذكرت لحظات اعتقالي الأولى عندما رميت في الشارع، ولم أعد أعرف كم أتلقى من قبضات ورفسات وركل، وشتائم لا حصر لها، وكأنهم يرسمون لوحة تشكيلية. أليس من العار ألا تجعلنا هذه السلطة ننسى: نريد النسيان، نريد تنظيف أرواحنا من كل ما علق بها على مدار عقود طوال مرت على سورية بين ملاحقات واعتقالات وحشية المبنى والمعنى، ولازالت مستمرة. لا تريدنا أن ننسى مطلقا، وهل يمكن للمرء أن يبقى مسيحا على طول الخط؟ هل يمكن للمرء أن يبقى طوال حياته يشتغل على ألا يدخل الحقد إلى روحه، لأنه يعمي البصر كما يقال في عاصمة الثقافة العربية. لا أعرف كنت أعتقد أن هنالك من يشعر بالخجل عندما ينظر إلى عيني فداء! هل هنالك من شعر بهذا الخجل؟ لا أعرف، ربما؟ وهل هنالك من شاهد قناة الجزيرة البارحة؟ إن دمشق الآن تستحق فعلا أن تكون عاصمة للثقافة العربية، وبلا منازع.
السجن مبنى والخوف معنى: لا يوجد مسافة بين المبنى والمعنى، قال غسان جباعي، بعد أن تشعر بالإهانة جراء الصفعة الأولى، لا شيء يبقى يستحق أن تخاف عليه، تخاف أن تخسره، ولكن ماذا تفعل عندما لا يتوقف الصفع والركل، والشتم على أمك وأختك وزوجتك، وحبيبتك؟ هل يمكننا إيجاد معنى آخر بعد الإهانة؟ لماذا نبحث أصلا عن مصطلح لتوصيف الحالة؟ هل يكفي أن نضيف كلمة مطلقة على هذه الإهانة حتى نستغرق المعنى؟ لا أظن، إن اللغة تتحول إلى ترهات، إلى إجراءات وقائية لكي لا يبقى المعنى حبيس الروح المهانة، وإلا سيقتلها، سيجعلها تأكل نفسها، أو تجتر الإهانة حتى تهضمها، وتتحول فيما بعد إلى متراس لمواجهة المشاريع الخارجية التي تحيط بسورية! أو إلى كتلة من النسيان المطلق لكي تستطيع إحداث التوازن النفسي مع ما تعرضت له من إهانة مطلقة.
بعد أن انتهى الفيلم المذكور، تساءلت هل يمكن تحويل السجن إلى أداة معرفية؟ أو هل يمكن للمختصين من علماء النفس، أن يحدثوا فرعا، يسمونه علم نفس السجن؟
كنت أكتب في السجن كثيرا، وأدون غالبا ما يجول في خاطري- المكسور!! على مبدأ أهل الشام- انكسر خاطره- وكنت أحاول أن أجد معنى ما تركه السجن في داخلي، وجدت نفسي بعد سنوات من هذا السجن، أكرر أنه يجب عليك ألا تسمح للحقد بأن يغزو روحك، وان تؤمن بالحرية للآخر قبل نفسك. رغم أن من يكون خاطره مكسورا في عرف أهل الشام، يصاب بالخجل والعتب على الآخر، ونحن على من نعتب بما مررنا به؟ كسر الخاطر في عاصمة الثقافة، هو أن يصاب المرء بالخيبة بعد الأمل، إي إذا كان يأمل من شخص أو من وطن أن يحقق له آماله، ولكنه يخيب له كل آماله، عندها يقول أهل الشام: انكسر خاطره. وبعد أن ينكسر خاطر المرء، مطلوب منه أن يصلحه، ويصلح ما انكسر! فكيف يصلح ما انكسر، وهو لازال في السجن! ولازال يتعرض للانكسار بشكل لحظي؟ سنبقى نجدد أرواحنا من لوثات السجون، والتعذيب والإهانات، حتى نقترب قليلا من الإحساس بالنبالة! والنبالة توق لا يتحقق، ولكنه جدير دوما بالمحاولة للرد على هذا الإصرار اليومي، على جعل الثقافة: منبرا للضحالة المطلقة. وإلا لماذا يسجن في دمشق عاصمة الثقافة العربية ميشيل كيلو، وعارف دليلة وأكرم وفايز وعلي ومحمود عيسى؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.
- العقلانية واللاعقلانية، هل السلطة حيادية؟
- أغنياء سورية، رفقا بها. إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه.
- المعارضة السورية بين التنوير والبراغماتية!
- أكرم البني هل لديك شمعة وزجاجة؟ كي لا ننساهم!
- دمشق توأم فيروز، فلا تترددي سفيرتنا إلى النجوم.
- حوار السلطة أم سلطة الحوار؟
- رسالة صريحة إلى الدكتور برهان غليون.
- اليسار اللبناني ومطلب الدولة البرجوازي! إلى سمير قصير ورفاقه ...
- خواطر: إلى راشد صطوف.
- عقلية أمنية، من تحاور إذن؟حوار مع هيثم مناع.
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-2 و3-
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-
- خوف على النظام لا خوف من أمريكا-إعلان دمشق في مرمى النيران.
- لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، ع ...
- يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟
- إعلان دمشق بين التخوين وبين القمع- ستبقى دفعة في السجن.
- ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - غسان المفلح - إنه العار المطلق!