أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - خالص عزمي - محو الامية في التربية الديمقراطية















المزيد.....

محو الامية في التربية الديمقراطية


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:51
المحور: ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 
    


في البدء ؛ وقبل الاجابة على مجمل ما يطرح من تساؤل حول ( دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع ) ؛ يتوجب اولا ازاحة كل ذلك عن كوة صغيرة يدخل منها خيط شعاع من المفهوم السياسي وحسب ؛ اي بالسماح للضوء الوهاج الاعم بازاحة ظلمة التفكير الضيق المحصور في تلك الزاوية السياسية الداكنة ؛ وذلك لكي يمكن للفكر المشرق ان يتجول بحرية تامة في عوالم الاستفسارعن المنشيء الرئيس لكل تلك العوامل المسببة في عدم قيام الدولة المدنية الديمقراطية العصرية حتى الآن .
ان كل ما يطرح من تفاصيل فرعية بغية الوصول الى حلول كثر متشابكة الجذور كـ ( النظم الاستبدادية السائدة في المنطقة ؛ ضمان الحقوق القومية والدينية والسياسية ؛حقوق المرأة ؛ دور منظمات المجتمع المدني ؛ حكومة تعمل في اطار الدولة المدنية العلمانية ؛ دور قوى اليسار والديمقراطية في نشوء الدولة الحديثة ... الخ ) انما هو طرح جدي صائب لايتحقق قيامه وتنفيذه ؛ الا بقيام المبدأ الاساس والحقيقي العملي لمباديء ( الديمقراطية ) . فقد ظلت القوى السياسية الفاعلة تتحدث عن عن مثل هذا الطرح المنطقي زمنا طويلا ؛ دون السير خطوة حقيقية في الاتجاه الصحيح الذي يوصل الى التنفيذ في وقت أقل بكثير مما فقدته تلك القوى من عمر الزمن وهي تطرح البرامج تلو البرامج ؛ وتنثر الاحاديث والخطب بهذا الشأن دونما اي طائل .

ان الديمقراطية السياسية التي تعتمد على المظهر الشكلي المتمثل في ( البرلمان ؛ والاعلام المتعدد ؛ والمعارضة الكلامية الهلامية ... الخ ) أنما هي ديمقراطية فرعية السلوك والمسالك ؛ ينفذها افراد ؛ لايرتبط جلهم بالمعنى التربوي اليومي للديمقراطية في توجهاتها الكلية العامة . ؛
ان الوعي الديمقراطي الذي يسهل كل مسار العملية السياسية ـ وغيرها كثيرـ ؛ انما ينبع من أسس لابد من وضع برنامجها موضع التطبيق العملي ؛ بأن تبدأ تلك التوعية والممارسة الشاملة للديمقراطية الاجتماعية من داخل كل أسرة مباشرة ؛ وبتوجيه من ربانيها ان كانا مثقفين قادرين على ايصال مفهوم المساواة ؛ وحرية التعبير لكل افراد العائلة وممارستها فعلا بعيدا عن صيغ الهيمنة والخوف ؛ اما اذا كانا ليسا بذالك المستوى من الوعي ؛ فلابد اذن من الالتجاء الى جهات مساعدة اخرى من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها تتولى هذه المهمة فتقوم بالعمل على اجتياز هذه المرحلة الصعبة داخل الاسر .

بعد هذه المرحلة يأتي دور المدرسة في المساعدة على افهام الطلاب مباديء الديمقراطية الشاملة ومنها الدستورية التي يتوجب شرحها لكي يفهم هؤلاء الصبية : معنى استقلال الشخصية في التعبير عن مراميها دونما هيمنة ؛.. ثم ما هي الحقوق والواجبات التي يجدر بالفرد التمسك بها وتطبيقها بقناعة تامة دونما اية تبعية مفروضة ؛ وذلك باسلوب يقرب تلك المباديء والمفاهيم لعقلية الطلاب ؛ بحيث يمكنهم بعدئذ ان يقوموا هم بدورهم في ايضاحها للمحيط الذي يعيشون فيه . ومن المؤكد ان لا يمكن لهاتين الجهتين ان تعملا بمعزل عن أسناد منظمات المجتمع المدني ؛ واجهزة الثقافة والاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لايجاد صيغة مقبولة من التوعية الشاملة لتلك المباديء الديمقراطية ونشرها بين صفوف الجماهير كافة ثم العمل مجتمعا على ترسيخها في الفكر والوجدان ؛ ولتتحول بمرور الزمن الى تقاليد لايمكن الخروج عليها كما فعلت ذلك كثير من الامم المتحضرة ديمقراطيا ؛ وعندها يكون المجتمع كله جاهزا لاداء دوره الايجابي في ممارسة حقه الطبيعي في الممارسة الديمقراطيةعن وعي وادراك لسامي معانيها ؛ ولمدى مردوها الايجابي على المجتمع عند التنفيذ.

ان هذا البرنامج التربوي الصعب الذي يمكنني ان اطلق عليه ( برنامج محو الامية الديمقراطية ) في بلادنا ؛ انما يبدأ من البيت كما قلت ؛ ولا أقصد بذلك الجانب السياسي وحسب ؛ وانما اقصد به الجانب الانساني العام ؛ اي ديمقراطية افراد الاسرة بالتعامل والتعبير وحرية الرأي ؛ فمن دون ذلك لايمكن للفرد ان يمارس حقه السياسي في الاستفتاء والانتخاب والاضراب والاعلان عن الرأي الحر ... الخ ؛ وهو مسلوب الارادة في بيته منذ الطفولة المبكرة وحتى الادراك ؛ لان ذلك سيؤدي بالتالي لاستسهال هذا الفرد ان يكون مسلوب الارادة في الحقول العامة الاشمل ودائرة المجتمع االاعم التي تتطلب منه ابداء رأيه الشخصي المستقل في قضايا مصيرية في غاية الخطورة على الشعب والوطن .

لقد نجحت تجربة الشعب العراقي في مكافحة الامية في السبعينات من القرن الماضي فمنح تنفيذ تلك التجربة الفريدة اعلى تقدير من المنظمة الاممية وكان السبب في ذلك تظافر الجهود في اصدار قانون واضح الاهداف والابعاد ؛ صارم العقوبات للمخالفين ؛ جدي الوسائل في التنفيذ ؛ تماسكت على تطبيقه حرفيا كل فصائل المجتمع المدني ؛ ويبدو لي اليوم ؛ وبعد كل تلك المسيرة الطويلة في الشكليات الديمقراطية ان ازالة جهل الفرد بمفاهيم الديمقراطية ( الجذرية والفرعية ) تحتاج الى قانون مماثل كذاك ؛ والى جدية في التنفيذ كتلك ؛ لكي نحقق للفرد حريته في ممارسة الديمقراطية وذلك للحيلولة دون سلب ارادته والتحكم في رغبته ؛ تطبيقا لمواد قانونية رادعة تمنع من الفرض والاجبار والاكراه بأية صيغة كانت ؛ لكي يبقى المواطن حرا وبعيدا عن اية جهة تريد تحويله الى امعة من قطيع تابع .

ان جميع مايطرح من آراء فرعية تهدف الى قيام دولة ديمقراطية عصرية تضمن كل تلك الحقوق الاساسية التي اشرنا اليها ؛ انما يتم فعلا باعداد دستور اصلاحي عصري بعيد عن الترهل ؛ يستبعد للعرقيات والطائفيات والاثنيات والمحاصصات ؛ يهمل للتقاليد الشكليةالبالية ؛ ؛ يعتمد مباديء حقوق الانسان والشرعية الدولية ركيزة لتحرك مواده . ودستور كهذا ... يكتب بكفاءة قانونية وطنية عالية المستوى تؤمن وتلتزم بأن لا سلطان عليها غير مصلحة الوطن الموحد العليا ؛ سيكون ضمانة أكيدة لما ترمي اليه كل القوى الوطنية الملتفة حول مفاهيم عصرية لبناء الدولة الحديثة بنت زمنها الحاضرو التي تسعى لان تكون بنت المستقبل المتطور الذي يحمي الاجيال القادمة من تغييب الديمقراطية .

بعد كل هذا فقد آن للتسلسل الموضوعي ان يجيب على بعض التسآؤلات المطروحة على ساحة بناء الدولة العصرية من خلال التوضيحات التالية : ــ : ـ
اولا ـ ما هي المهمات الاساسية التي تواجه قوى اليسار والديمقراطية وهي تسعى لبناء دولة عصرية ؟
ان ابرز المهمات واهمها هي العمل على بث الوعي بين صفوف الشعب كافة بحيث يصله الفـــــــــهم الصحيح عن وعي لمعنى الديمقراطية ؛ الذي يؤدي بدوره الى ايجاد مطالبة واسعة بقيادة الطبقة المثقفة ؛ لانشاء دولة ديمقراطية تمارس وجودها الفعلي عن طريق سلطاتها الثلاث وقوى مجتمعها المدني طبقا لكل تطورات العصر الذي تعيشه ؛ بعيدا عن الغوغائية والعشوائية والارهاب الظاهر او المقنع .
ثانيا ـ لايمكن اطلاقا بناء مجتمع ديمقراطي ( علماني اوغيره ) في ظل نظم استبدادية سائدة ليس في المنطقة وحسب بل في اي جزء من العالم اذ لا ديمقراطية مع استبداد
ثالثا ـ ان حقوق المرأة هي من حقوق كل افراد المجتمع ؛ ان تخصيص مواد دستورية لحقوق الانثى ؛ انما هو بالاساس تكريس لتمييز الذكورة ؛ان الدستور المعاصر لايكتب بمداد الاستثناءات والمنح والعطايا انما يكتب للكل لكي يطبق على الجميع دونما تمايز .
رابعا ـ لاضمان لاية فئة في نطاق الدولة الواحدة ؛ الا ضمان المساواة امام القانون وبموجب نصوص صارمة في الدستور تحقق العدالة والمساواة بين افراد الشعب الواحد . ان تحديد ضمانات ما لهذه الجهة او تلك ؛ انما يؤدي الى خرق القواعد العامة في المساواة بالحقوق والواجبات لكل المواطنين . وشعبنا بتنوعه ليس أكبر من تنوع مختلف شعوب الارض ( كالولايات المتحدة الامريكية ؛ والهند ؛ وروسيا
والصين ؛ واوستراليا ... ) ؛ والتنوع المقصود هو تنوع الاصول والاعراق ؛ اما الاديان والمعتقدات والمذاهب ؛ فالدين لله والوطن للجميع .

وتأسيسا على ذلك فان عدم التركيز على محو امية الفرد في مجال التربية الديمقراطية الواسعة ؛ بدءا من الاسرة حتى آخر موقع له في الحياة العامة سيجعل القوى السياسية والثقافية والتربوية والاعلامية متقوقعة على المظهرية القابعة في بحيرة راكدة من الجهل بالمفهوم الديمقراطي ؛ بل وستظل ترواح في مكانها في حلقة مفرغة من الشكليات البائسة في لعبة السياسة دونما اي تفعيل حقيقي لتربية الجيل الحاضر على ممارسة تفاصيل الحياة الديمقراطية ؛ لكي نصل ـ بعدئذ ـ جميعا الى مرتبة تغيير الواقع المخدر المتمسك بالمظهر دون الجوهر؛ فنبني دولة عصرية متحررة من كل اسباب الجهل و التخلف والخوف ؛ تضمن الحرية والعدالة للجميع .



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب القضاة ( 22 ) حازم سعيد
- التربية المسرحية في العراق
- لكي لاتضيع ثروة الالحان
- أدب القضاة ( 21 )
- موجز لما نشرت عام 2007( 4 ) الخاتمة
- اليوبيل الذهبي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
- موجز لما نشرت عام 2007(3)
- موجز لبعض ما نشرت عام 2007 (2 )
- موجز لبعض ما نشرت عام 2007 (1 )
- تطور الصراع الدرامي المسرحي
- لقطات غير عابرة
- مسيرة شركاء الحرف
- المُهجرون
- الساسة المصفدون
- سلمان شكر شاعر الموسيقى
- الى قيثارة الشاعر العراقي الكبير حافظ جميل
- مشروع تقسيم العراق وتجاهل القانون الدولي
- من مقدمات كتبي : أدب القضاة
- ووجهكِ ضاحك القسمات طلقُ 2
- ووجهك ِ ضاحك البسمات طلقُ 1


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - خالص عزمي - محو الامية في التربية الديمقراطية