أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !















المزيد.....

ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 676 - 2003 / 12 / 8 - 05:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 لم تأتِ الأفكار* في الوطن من فراغ، وانما من واقع معيشة وانتماء قومي واثني وديني، ودرجة معارف الفئات الأجتماعية، وحلم اعيدت صياغته مراراً على هيئة الأمل المنشود وفق درجة معرفة وادراك من ينشده ومن يؤيده، طالباً فيه العدل والرحمة والحلول للخروج من الواقع الصعب الذي استمر يقاسيه على أرض الآباء والأجداد التي عاش وترعرع فيها وانتمى  اليها .
 وبتوالي الزمان وتطور الفكر واسلوب المعيشة وتلاقح حضارات الشرق، على ارضية رفض الغزاة المتنوّعين الذين داسوا الوطن على مرّ العصور وخرّبوا وفرضوا، وحطّموا من رفع الرأس محتجاً ومقاوماً، متشبثاً بالأرض . الأمر الذي صهر وصاغ طموح وأحلام المكافحين على اساس البحث عن العدل والنضال في سبيله، والتمسّك بارضهم الغنّاء، ارضهم الأم .
 بعد ان تشكّلت صيغة الأمل .  .  اجتهد وأُعيد الكثير في رسم معالم الطريق اليه تحت ضربات الطبيعة والغزاة والظلم الأجتماعي المتنوع، وليس في صومعات الهدوء والتأمّل، ليكون طريق الوصول اليه معبّداً ليس بزهور المعرفة فقط، وانما بالدموع وبالدم الغالي، الأمر الذي زاد الأمل والحلم توهّجاً وصلابة وضمّخه بمقدسات الفرد، وزاده رهبة لأن ثمن بلوغه صار الأستعداد للتضحية بالأهل وبالنفس.
وعلى ذلك الأساس تداخلت وتفاعلت ارادة التغيير للوصول للحلم، باقدس مقدسات الفرد على تنوّعها، لتثبّت الأمل وتعيد رسمه وتحافظ عليه وهّاجاً امام رهبة الموت التي فرضها الواقع في البلاد من عهد سام وحام وحتى الطاغية المقبور صدام الذي امعن بالقتل والقسوة طيلة ما يقارب الأربعين عاماً الأخيرة.
وعلى تعدد آيديولوجيات العراقيين التي عكست وتعكس تنوع واقعهم واجزاء وطنهم، بقى الوطن، وطن النهرين، سقفهم وموحّدهم، الذي جُرّب في التاريخ الحديث على الأقل منذ ثورة العشرين، دفاعاً عن الهوية والمقدسات . ولم ينتم العراقيون ولم يجتهدوا ويهتدوا الى الآيديولوجيات المتنوعة، الاّ في خضم الصراع العنيد في سبيل اعلاء كلمة الوطن(الأرض) وشأنه، بالأجتهاد للوصول الى حلّ مشاكله وسعادة ورفاه ابنائه وبناته.
لقد وحّد الوطن بتنوع اجزائه كلَّ ابنائه حين انضووا تحت راياته، كلاًّ وفق منظوره ورايته وقناعاته وآيديولوجيّته، ملبين نداءه، فكان الوطن وسلامته ولايزالان هما القاسم المشترك لكل آيديولوجيات العراقيين على تنوّع طيفهم، وفرض ويفرض وجوده في اختيار السياسة الصائبة من الآيديولوجيات، لتكوين مفهوم قضية الوطن واعادة نسجها على اسس العلم والمعرفة والممكن ووفق تكوينات العراقيين عربا وكرداً واقليات، اسلاماً سنّة وشيعة ومسيحيين ومن كل الطيف العراقي، وحاجاتهم المادية والمعنوية الأجتماعية، وفق واقع عالم اليوم .
ان اسماء قادة الوطن وممثليه على اختلاف آيديولوجياتهم وافكارهم،الذين أفنوا ولاقوا المشاق والصعوبات والموت في سبيل الوطن، من قادة ثورة العشرين عرباً وكرداً، مسلمين وعلمانيين مروراً بعقداء المربع الذهبي و يوسف سلمان فهد والزعيم عبد الكريم قاسم والملا مصطفى البارزاني وفؤاد الركابي الى الأمام الصدر، لدليل على امكانية وبالتالي ضرورة تلاقي الجميع في اعادة صياغة مفهوم قضية الوطن والوطنية  .   .  التي وجدت تعبيرها في جبهة الأتحاد الوطني وغيرها من الجبهات التي عكست ظروف زمانها الوطنية والأقليمية والدولية، التي حكّمت نوعية ودرجة التمسك بالحدود الآيديولوجية حينها .
ويرى الكثيرون ان تحقيق وحدة ارادة قوى التغيير الديمقراطي المدني، لايمكن ان تتم بالقفز على واقع التنوع السياسي الآيديولوجي المتمحور على التيارات الأساسية : الديمقراطية العلمانية واليسارية، الأسلامية المتنوعة التطلّع، القومية العربية التي تعاني من التشوّش الآن، القومية الكردية المتبلورة في احزاب وبرلمان وحكومتان اقليميتان تسعيان لأدارة موحدة ، القوى الليبرالية والمستقلين الذين يواصلون تجميع كيانهم  .  .  وانما بكيفية ادارة الصراع وتنظيمه بين القوى الوطنية على اساس مصلحة الوطن .
لقد ترك واقع العراق السابق المتخلّف شبه التابع، ومرحلة الحرب الباردة وصراعات دول المنطقة المتمحورة عليها، وسياسة تشجيع استعداء قوة وطنية ضد أخرى، والأطماع بنفط البلاد والنفوذ الى قواها واثارة صراعاتها بالعنف ، وطبيعة الأنظمة العسكرية والمستبدة التي توالت على حكم البلاد عدا فسحات قصيرة من الأنفتاح، ثم دكتاتورية صدام الوحشية الأرهابية الديماغوجية طيلة ما يقارب الأربعين عاماً، تركت تأثيراً سلبياً كبيراً في كيفية التعامل مع الآيديولوجية وحملها والتعامل والتفاعل بها .
لقد لعبت الظروف آنفة الذكر دوراً خطيراً في اجبار القوى الوطنية على اللجوء الى السرّية والأنغلاق والأنعزال بآديولوجيّاتها، بعيداً عن الحوار والحياة التي تقيّدت من جانبها في العراق بفعل الدكتاتور المجرم الذي لم يعرف سوى ممارسة الحديد والنار والتعذيب وهتك الأعراض والوشاية والجريمة.
لقد فتح سقوط الدكتاتورية الباب لمرحلة جديدة تستدعي تحاور القوى الوطنية المشهود لها بالنضال والعمل، من اجل تقليص حيّز الخلافات والتفاعل واعمال الفكر في اعادة رسم الآيديولوجيات ومفردات الثوابت وفق نبض الحياة ومتطلبات الشعب بطيفه المتنوّع العريض، من اجل دولة العراق الديمقراطية الفيدرالية الموحدة الحديثة .
ان اصطفاف قوى واحزاب التغيير الديمقراطي المدني، وتحاورها وايجاد آليات ادارة الصراع الطبيعي بينها على اساس حرية الكلمة والفكر ومناقشة تقسيم المصالح وحركته بحساب مصالح البلاد وضماناتها الأجتماعية، بعيداً عن المزايدات التي لم يزدْ من ورائها البلد الاّ خراباً، سيكون الأنجاز الأكبر في انجاح القرار الوطني وتحقيق الأنجازات والأسراع بالوصول الى الحكومة الأنتقالية ذات الصلاحيات وانهاء الأحتلال .
ان تعقّد العالم وصغره بالعولمة والتكنيك وتطوّر الفكر البشري، يفرض على جميع القوى والأحزاب وآيديولوجيات العراق، التقارب والتفاهم على اساسيات وجود العراقيين والخروج بهم من حالة الخوف والقلق والجريمة والركض وراء الرزق والأمان واللاأبالية في بلاد الذهب الأسود .   .  الى اعادة البناء والسلام والعمل وبناء آليات الواجبات والحقوق، التي لاتشكّل مطالب تعجيزية لوحدة كلمة العراقيين في هذه الظروف ولا اثقالاً على الآيديولوجيات التي ان لم تستطع اللقاء عندها فلابد من انها تعاني من خللات خطيرة، فالفكر والآيديولوجيات لم تنشأ ولم تُعتَنق الاّ لخدمة الناس وتتطوّر بتطوّر الحياة والظروف الكبرى والحاجات .
ان وحدة ارادة قوى التغيير الديمقراطي المدني العراقية هي الضمان الأساسي بالتالي للوقوف امام مخاطر العولمة ووحشية رأس المال المالي والمضاربات وحماية ثرواتنا الوطنية ، وانجاح تحديد نظام الشفافية والمسائلة القانونية ومواجهة الفساد الأداري والرشوات والأختلاس، والوصول الى دولة عصرية يستحقّها العراقيون، وهم أهل لها بعد ان ساهموا عرباً وكرداً واقليات ومن كل انواع الطيف العراقي في بناء مثيلاتها في المنطقة وفي العالم .   

7 / 12 / 2003 ،  مهند البراك

ــــــــــــــــ
* جمع فكر.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لنقل السيادة والرجوع للشعب ! لا لأنتخابات بما فصّل الدكت ...
- تغيير الأولويات، واهمية وحدة قوى التغيير العراقية !!
- العراق: احتلال ونهب وجرائم وبطالة و . . ديمقراطية
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق - 3
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 2
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1
- امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2
- شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !