أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالخالق حسين - دعوة لحل محنة الأرامل والمطلقات في العراق















المزيد.....

دعوة لحل محنة الأرامل والمطلقات في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا شك أن في مجتمع إسلامي وذكوري مضطرب مثل المجتمع العراقي، صار فيه القتل بالجملة مسألة اعتيادية، تكون حصة المرأة من الظلم والفقر والقهر مضاعفاً. فالمرأة هي العنصر الأضعف في هكذا مجتمع، تتحمل الكثير من عواقب الحروب ولإرهاب. لقد بلغ عدد النساء اللواتي فقدن أزواجهن رقمتاً قياسياً، أما نتيجة للحروب العبثية في عهد حكم البعث، أو الإرهاب البعثي ما بعد سقوط هذا النظام المسخ، المتلبس بقمصان "المليشيات الإسلامية" في قتل النساء حسب المزاج وباسم الله والإسلام، ، حيث صارت المرأة تتحمل العبء الأكبر في معيشة أطفالها اليتامى، خاصة وأن ليس في العراق نظام المعونة الاجتماعية يهتم بمعيشة هذه الشريحة الواسعة من المجتمع.

فكما يفيد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي في 1/2/2008) أن عدد الأرامل في العراق بلغ الآن نحو مليون ونصف المليون أرملة (وربما أكثر) والعدد في تزايد. وإذا ما أضفنا عدد كبير غير معلوم من المطلقات وأطفالهن إلى هذا الرقم، ومعظمهن بلا موارد، لعرفنا حجم المأساة التي تعيشها هذه الشريحة الواسعة من الشعب العراقي. كما ويضيف التقرير أن " في كل أسبوع يمتلئ مكتب النائبة في البرلمان العراقي سميرة الموسوي بعشرات الرسائل من الأرامل من جميع أنحاء العراق، حتى إن إحداهن كتبت لها مستفسرة عن ماذا تختار: هل تنفق ما تبقى لها من مال قليل على طفلها الرضيع، أم على الطلبات المدرسية لابنها الاكبر."

نعم هناك معونات حكومية لعدد قليل من هذه الشريحة "يقدر بنحو 84 ألف أرملة، وبمعدل يتراوح بين 40 إلى 95 دولارا شهريا.." ولكن هذا لا يكفي لحل المشكلة. لذا فهكذا وضع مأساوي لا شك وأنه ينذر بعواقب اجتماعية واقتصادية وسياسية وخيمة في بلد هو أصلاً غارق في بحر من المشاكل. فماذا عسى على المرأة المسكينة أن تعمل في هذه الحالة وهي محاصرة بالجوع ومعيشة أطفالها اليتمى والإرهاب؟ إذ كما ينقل التقرير المذكور عن السيدة نرمين عثمان وزيرة شؤون المرأة بالإنابة "إن عدد الأرامل في تزايد مستمر، وان "الوضع بات مثل قنبلة موقوتة، وخصوصا أن الكثير منهن ما زلن يافعات وشابات وهن حبيسات البيوت".

ومن عواقب هذا الوضع هو شيوع الرذيلة طبعاً، إذ كما يقول الإمام علي (ع) "أينما حل الفقر قال له الكفر خذني معك" وهو صاحب القول المشهور: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته". كما وينقل عن أبي ذر الغفاري قوله: "عجبت من امرئ لم يجد الطعام في بيته ولم يخرج شاهراً سيفه في وجوه الناس." ومعنى هذا أن هكذا وضع يهدد بتفشي الريلة، أي كما يقول الشاعر: ففي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان.

وهذا يذكرني بمقاطع من ملحمة شاعر الشعب الخالد محمد صالح بحر العلوم (أين حقي) يقول فيها:
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟!
************
ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة
وإذا القاضي هو الجاني ويقضى: أين حقي؟!
************
أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة
ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة
ولماذا عدها زانية غير شريفة
ألأن العرف لا يسمع منها: أين حقي؟!
************
كان من واجبه يمنحها عيش كفاف
قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف
ولماذا أغلظ القاضي فيها وهو مناف
للنواميس ولا يسأل منها: أين حقي؟!

نعم، هذا ما يهدد شريحة واسعة من المجتمع العراقي. وقد استغل أعداء العراق هذا الوضع بنشر لقطات فيدو لسقوط عدد من النساء العراقيات في الرذيلة بسبب الحاجة الاقتصادية، فراح البعض من أنصار النظام الساقط بنشر هذه اللقطات، مستغلاً هذه الظاهرة للشماتة والطعن بتحرير العراق من أبشع نظام عرفه التاريخ، علماً بأن ظاهرة السقوط في رذيلة البغاء قد تفشت في عهد الدكتاتور المقبور، مما اضطر إلى فرض أبشع العقوبات بحق المضطرات من النساء، فكان يقطع رقابهن بالسيف، ويضع رؤوسهن على أعمدة أمام بيوتهن لعدة أيام قصد الفضيحة وكوسيلة لإرعاب المجتمع. ولم يكتف النظام بقتل المتهمات بالسقوط في البغاء فحسب، بل استغل هذه الحجة واستخدم الطريقة الهمجية ذاتها ضد نساء شريفات لا لشيء إلا لأنهن كن معارضات للنظام لأسباب سياسية بحتة، ولتدمير سمعة عائلاتهن أيضاً.

تتباهى الحكومة العراقية الحالية، ذات الصبغة الإسلامية، أنها خططت لميزانية سنوية لهذا العام تقدر بنحو 50 مليار دولار، وهي أكبر ميزانية في تاريخ العراق. ولكن بدلاً من أن تحل هذه الحكومة شبه الإسلامية مشاكل الشعب الاقتصادية، نراها فاقمت هذه المشاكل، وساهمت في تفشي الفساد الإداري وتبديد الثروة تحت مختلف الحجج والواجهات. فكما يقول تقرير بي بي سي: "ومع اتساع نفوذ التيارات الإسلامية المحافظة في العراق خلال الاعوام الاخيرة، صارت فرص النساء الوحيدات في لعب دور في المجتمع أو الاقتصاد العراقي ضئيلة، وسيجد العديد منهن أنفسهن حبيسات البيوت وعاجزات عن إعالة أنفسهن، وعلى الأخص في المناطق والأحياء الفقيرة.

ويجب التأكيد هنا أن الفقر في العراق لا يشمل الأرامل والمطلقات فحسب، بل وكما يشير تقرير صدر عن جمعيات إغاثة ومعونة تعمل في العراق إلى ان نحو 43 في المئة من العراقيين يعيشون "في فقر مطلق"، وهناك أربعة ملايين آخرين على الأقل بحاجة إلى معونات غذائية، ويفتقر نحو ثلثي أطفال العراق إلى مياه صحية نظيفة صالحة للشرب. (نفس المصدر).

وعلى الرغم من "وجود لجنة مختصة بشؤون المرأة في البرلمان العراقي، وأن هذه اللجنة قد رفعت مسودة قانون يمنح النساء اللواتي بلا معيل مسكنا، حتى يجنبهن عواقب الانزلاق في مهاوي البغاء، أو الاستغلال من قبل المسلحين.. إلا أن المناشدات التي رفعت إلى حكومة نوري المالكي، لم تجد آذانا صاغية، فمشروع القانون هذا لم يصل إلى مرحلة التصويت، على الرغم من ان البرلمان قد بحثه في قراءتين." ولا أدري ماذا ينتظر البرلمان للتصويت عليه وإقراره؟ بينما نراهم على عجلة من أمرهم في التصويت لمخصصاتهم ورواتبهم التقاعدية وامتيازاتهم دون أي تأخير؟ يجب أن يعرف هؤلاء أن التاريخ لا يرحم.

وهناك مسألة أخرى جديرة بالإشارة، وهي مع ارتفاع الثروة وتفشي الفقر والنهب والفساد، هناك بروز ظاهرة خطيرة جداً بدأت للعيان، وهي إشعال الحرائق في البنوك والمصارف، كالذي حصل في البنك المركزي العراقي قبل أيام. إن هذه الأعمال الإجرامية يقوم بها مجرمون القصد منها إخفاء أدلة تفشي الفساد في نهب ثروات الشعب. وأنا من الذين يعتقدون بشكل جازم أن هذا الحريق كان متعمداً، الغرض منه حرق الوثائق التي تثبت ضلوع موظفين كبار في النهب. وهذا هو موقفنا إلى أن يثبت العكس.

ما العمل؟
بما إن الحكومة تجلس الآن على جبل من المال، مستفيدة من تصاعد أسعار النفط، وهناك دراسة تفيد أن وارد النفط لهذا العام 2008 ، سيفوق ما تحقق في العام الماضي بنحو 30%، وهذا يبشر بالخير العميم للعراق، وعليه أقترح ما يلي:
أولاً، على البرلمان الإسراع في التصويت على مسودة القانون الخاص بمساعدة النساء المحتاجات.
ثانياً، على الحكومة العراقية أن تعجل في تنفيذا القانون وذلك بتخصص راتباً شهرياً لجميع الأرامل والمطلقات اللواتي لا معيل لهن.
ثالثاً، يجب على الحكومة تشجيع توظيف النساء وضمان حمايتهن من الأوباش أيتام البعث الذين ظهروا لنا هذه المرة بجلباب المليشيات الإسلامية، يريدون فرض نظام طالبان الأفغان على عراق ما بعد صدام، ليترحم الناس على عهد البعث الساقط.
رابعاً، إن ما تقدمه الحكومة من معونات لـ " 84 ألف أرملة، وبمعدل يتراوح بين 40 إلى 95 دولارا شهريا.." لا يكفي لحل المشكلة، والأشد من ذلك، وكما تفيد التقارير، أن الأرامل المحتاجات للمعونة يواجهن عراقيل وعوائق بيروقراطية حكومية شديدة التعقيد تجعل أمر الحصول على مساعدة اشبه بالمستحيل. لذا نقترح على الحكومة التخفيف من الإجراءات البيروقراطية.
خامساً، في الوقت الذي نقترح فيه شمول جميع الأرامل والمطلقات وحسب استحقاقهن بالمعونات الاقتصادية، يجب كذلك مواجهة مشكلة الفقر المتفشي في المجتمع العراقي بشكل عام. وهذا الطلب ليس مستحيلاً تنفيذه، لأنه حق من حقوق المواطنة في بلد عائم على بحر من النفط، وتجلس حكومته على أضخم ميزانية في التاريخ.

وأخيراً نقول، إذا تركت الأمور على حالتها الراهنة المزرية، فهذا الوضع يوفر الأرضية الخصبة للمزيد من أعمال العنف وتفشي الجريمة المنظمة والسقوط في الرذيلة في دولة يدعي المسؤولون فيها أنهم حريصون على نشر الفضيلة.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!
- حول قرار البرلمان الأوربي وحقوق الإنسان في مصر
- التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
- هوس العرب بالسيف
- دور التربية في صناعة الإرهاب
- دلالات اغتيال بنظير بوتو
- من حصاد عام 2007
- الديمقراطية ليست بلا ثمن، ولا تراجع عنها*
- دعوة لمواجهة إرهاب طالبان الشيعة في البصرة
- مشكلة العرب أن الطائفية عندهم أقوى من القومية
- تهنئة وشكر للحوار المتمدن
- التسامح في الإسلام.. على طريقة الحكومة السودانية!!
- مؤتمر أنابوليس فرصة يجب عدم تفويتها
- العولمة حتمية تاريخية (2-2)
- العولمة حتمية تاريخية (1-2)
- ثورة أكتوبر البلشفية كانت ضد قوانين حركة التاريخ
- رد على مقال الدكتور سعدالدين إبراهيم (من فيتنام .. للجزائر.. ...
- حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا
- عبثية الكفاح المسلح
- حزب العمال الكردستاني والكفاح المسلح والمحنة العراقية


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالخالق حسين - دعوة لحل محنة الأرامل والمطلقات في العراق