أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الدين محسن - الهوس السياسي والديني افساد للرياضة والفن














المزيد.....

الهوس السياسي والديني افساد للرياضة والفن


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:05
المحور: المجتمع المدني
    


المفروض أن هناك شيء اسمه روح رياضية .. فما معني ذلك ؟
لعله السمو فوق الأنانيات والتعصبات والتشنجات بكافة أنواعها.. . ليسود الود والحب الانساني بين الرياضيين فلا يتدنوا ولا ينجروا خلف حزازيات من أي نوع .. لا عائلية ولا قبلية ولا سياسية ولا دينية .. يتركوا كل تلك الأشياء ويدعوا الرياضة تسموا بهم فوقها ..
وكذلك الحال بالنسبة للفن .. نفس الشيء ..
ولذلك فان الفن والرياضة بامكانهما تأليف وتجميع وتقريب ما تتسبب السياسة والعقائد الدينية والقبليات و العرقيات في ابعاده و تفريقه ..
ولذا .. وبحكم طبيعة الرياضة السامية . فانها كانت الجسر والمعبر الذي فوقه تهادت المصالحة بين قوتين عالميتين كانتا متربصتين كل منهما بالأخري وذاب جليد سنوات من القطيعة بينهما – الصين وأمريكا – ومن خلال مباراة رياضية جرت مفاوضات لاقامة علاقة تقارب .. فتقاربا .. وكان جسر التقارب لا التنافر هو الرياضة ..
فماذا لو أن كل رياضي ذي خلفية سياسية له قضية تشغله وجاء بالملعب وأقحم شاغله السياسي في الرياضة ..! ؟
وماذا لو كان هناك رياضي آخر في نفس المباراة هو علي النقيض سياسيا من هذا الذي أقحم السياسة في حرم الرياضة ؟! ورفع هو الآخر فانلته أو عقيرته وأطلق صراخا سياسيا في معبد الرياضة ؟؟!!!
حينئذ قد يتحول حرم الرياضة التي تسمو بالانسان . الي معركة سياسية بين الطرفين .. !
هنا تخرج الرياضة عن مسارها ويهبط بها من السمو بالروح الرياضية والأخلاق الرياضية الي درك المشاحنة والعراك بسبب الهوس السياسي الذي لا يعرف صاحبه أين ولا متي يخرج ما عنده .. فيريد أن يسيس كل شيء في الحياة لتكون النتيجة هي افساد الحياة برمتها .. !!
ماذا لو كان بين اللاعبين لاعبا درويشا ينتمي ويتعصب لعقيدة دينية ما ولوح في الملعب بشارة من شارات أو استخدم طقسا من طقوس تلك العقيدة الدينية مقحما اياه في حرم الرياضة التي هي فوق كل التعصبات والعصبيات ؟!!
وماذا لو كا بنفس المبارة لاعب آخر ينتمي لعقيدة دينية أخري تتناحر وتتعارك مع عقيدة اللاعب الأول فتصرف هو الآخر علي نفس النحو معتديا علي حرم ولوائح وروح وأخلاقيات الرياضة ؟!!
هنا قد تتحول المباراة الي معركة دينية بين اللاعبين ويمكن أن تمتد للجمهور !!
ولكن ما يجب هو : عند دخول الحرم الرياضي يجب أن تتجمد وتتوقف عند عتبة الملعب كل العصبيات والتعصبات والحساسيات ولا يحضر سوي الروح الرياضة والسمو الانساني الذي يساهم في تهدئة تلك العصبيات والتعصبات للتقريب بين الانسان والانسان لا للمشاركة في اشعال تلك الحرائق الكامنة في الصدور ولا لمد حروب السياسات وحروب الأديان ضد بعضها الي حرم الرياضة أو حرم الفن ..
فلا يقدر الانسان حينها لا علي خدمة الحياة ليواصل الانسان والانسانية مسيرتها نحو سلام وازدها ولا يقدر الانسان بذاك الهوس السياسي الذي سمم به كل مكان بالحياة أن يكسب قضية سياسية .. !! وكيف يكسب انسان ما قضية وهو مهووس .. لا يعرف موقع العمل لأجل القضية بالتحديد ولا يميز بين ميدان العمل للقضية وبين ميادين الحياة الأخري .. فيخلط ويغلط ويفسد كل مجالات حياته فلا يصلح ولا ينصلح منها شيء !!
من حق اللاعب الرياضي أن يكون له انتماء دينيا يمارس شعائره في معبده وصحف عقيدته ..
ومن حق اللاعب الرياضي أو الفنان ان يكون له انتماء سياسي يعمل لخدمته ويدعو اليه ولكن من خلال الحزب السياسي وصحف الحزب ..
أما في حرم الرياضة أو في محراب الفن .. فتلك أماكن هدنة . استراحة .. يلتقي فيها الجميع في سمو بالحب والتسامح والرحمة .. لذا فللرياضة لوائح تراعي ذلك .. وكذلك للفن أصول وآداب وقواعد . مهما كان فنا ملتزما بقضية ما يعمل في خدمتها . فالفنان يضع في حسابه أن محراب الفن ليبث الفنان الملتزم من خلاله فنه بثا رقيقا رحيما لا يمكن أن يقود لصدام سياسي أو عقائدي .. فالرياضي والفنان يختلف عن السياسي المقاتل وحتي عن المفكر المقاتل .. – وكلاهما .. السياسي المقاتل والمفكر المقاتل بقلمه .. مالم يفهم كل منهما أن حرم الرياضة والفن يجب أن ابعادهما عن حدة معاركهما .. فذاك هو الهوس الذي كما قلنا يضر بالحياة برمتها ويفسد كل مجالاتها
بما في ذلك النضال .
نقول هذا تعليقا علي ما يفعله لاعب مصري يرفع شارات سياسية بالملعب ! مخالفا للوائح وتقاليد وأخلاقيات الرياضة ! وكان آخرها منذ أيام في المباراة التي جرت علي كأس افريقيا ..
واللوم لا يقع عليه وحده ولا علي المسئولين الرياضيين الذين لم يطبقوا عليه اللوائح الرياضية ويعاقبونه علي مخالفته تلك . ولا وحسب يقع اللوم علي النادي الذي ينتمي اليه ذاك اللاعب ولم يحاسبه ويعاقبه من أول مرة خرج فيها عن اللوائح و انشق عن الروح الرياضية . .. بل العيب الأكبر علي أولئك الذين يصفقون له لكونه يشاركهم في هوسهم السياسي ! ويعدونه بطلا يعبر عن جموع من الملايين ! وليس رياضيا غير منضبط . فاقد للالتزام مسيئا للروح الرياضية ..!
-------



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة غزة الاسلامية
- تعليقات علي مقال : ابتسامة عادل امام
- العالم والمفكر دكتور رشدي سعيد / الضابط أحق يا دكتور!
- دكتور أحمد زويل . يعلم في المتبلم!؟
- لا تصدقيهم يا فلسطين
- ابتسامة عادل امام
- تعليقات علي مقال - لا لزيارة بوش لمصر-
- قرار الاتحاد الأوربي وهياج العصابة الحاكمة بمصر
- من البريد 2 - صداع برأس العالم
- لا لزيارة بوش لمصر
- من البريد 1 - مشاريع ومشاريع أخري!
- فن استخدام الألوان
- نوادر بوكاسا - الحلقة الثالثة
- نوادر بوكاسا - الحلقة الثانية -
- نوادر بوكاسا
- حق الرد 1
- وداعا المناضل المصري - محمد يوسف الجندي-
- ارهابي يكتب بجريدة ليبرالية
- القصص القرآني 2
- بانوراما - 2


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الدين محسن - الهوس السياسي والديني افساد للرياضة والفن