أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ياسين النصير - دور الإعلام في نداء قوى اليسار الديمقراطي















المزيد.....

دور الإعلام في نداء قوى اليسار الديمقراطي


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


1

كل من يقول أن قوى اليسار العراقي غير قادرة على إحداث التغيير في المجتمع العراقي فهو لم يفهم طبيعة المجتمع العراقي بعد، فالإنتماء الحزبي لفئات منه لقوى اليسار سابقا لم يعد وحده هو المعيارلحجم ودورالعدد، وإلا لانتفى دور الحزب والنخبة المحرضة. الإنتماء الوطني هو الأساس الذي يحرك قطاعات كبيرة من المجتمع عندما تصل إلى مرحلة وعيها المشترك بما يحركها.ومن هنا يبدأ دور إعلام الأحزاب والشخصيات في تحريك الشارع، وإلالماجاء نداء القوى الوطنية في هذه المرحلة بالذات دون سواها.
إن سيرورة الفعل الثوري لا تحكمه إنتماءات الناس الحزبية فقط، بقدر ما تحكمه الحاجات، والبرامج التنموية والقرارات التي تصب في صالح الطبقات الفقيرة والقضاء على العطالة والمليشيات المجرمة، وتهيئة المناخ لانتخابات ديمقراطية ومن ثم التخلي عن القوى الاجنبية التي تحتل العراق. نحن شعب يمر في مرحلة فقدان الثقة بالنفس، عندما تكون قرارات الدولة مسيرة من قوى أجنبية وأقليمية. ومن هنا فالمرحلة جد معقدة إن لم تبادر قوى التيار الديمقراطي للعمل بتنوير الناس عن طريق الإعلام الجماهيري لتوضيح حقيقة أن الوضع الذي يمر العراق به يستوجب التغيير.
من يستقرئ حركة المجتمع العراقي لا يجد ثمة رابط بين كثرة أحزاب الإسلام السياسي، وحاجة المجتمع الفعلية لها، هذا الورم اللاتنظيمي هو نتيجة الوعي الزائف بالتغيير الذي تم عن طريق الأحزاب الدينية،ولذا فالتشخيص الأولي لهذه الكثرة من الأحزاب لا يدل على حاجة فعلية للمجتمع لها بقدر ما يدل على ترهل خطاب الإسلام السياسي نفسه،والبحث عن فئات كثيرة من داخله عن موقع قدم لها بعدما تبين لها أن مسؤولي هذه الأحزاب فضلوا طائفتهم على العمق الوطني. أن من يستقرئ أسباب قيام ونشوء أحزاب الإسلام السياسي لن يجدها طبقية أو فكرية بقدر ما كانت نتيجة للإضطهاد الديني، وعندما ينتفي هذا السبب الذي يبدو أن القائمين على الدولة يسندونه داخليا عندما يصل القمع لبعضهم البعض إلى التصفيات. ولذا فالكثير من هذه الأحزاب قام نتيجة هيمنة بيوتات إسلامية على تبعيتها المقلدين من العامة مستفيدة من إرثها القديم في الحضور الفاعل على الساحة الدينية عراقيا وفارسياً.وقامت بعضها نتيجة ضعف قوى وتيارات اليسار العراقي نتيجة الضربات المتلاحقة عليه. ثم عمق قيامها اتجاه العملية السياسية بعد 9 نيسان وانحياز اميركا لقوى الإسلام السياسي الشيعي بوصفها القوى الأكثر جماهيرية.
وكان من نتيجة هذه العوامل مجتمعة، أن نشأت حال مربكة، ليس للشعب فقط بل لقوى الإسلام السياسي نفسه، خاصة الجانب الشيعي منها حيث تبدو احزابة اكثر راديكالية من الاحزاب السنية التي شهدنا تغيرا جذريا فيها بعد نهوض قوات الصحوة التي ستغير المعادلة من الدين إلى المجتمع الأكثر مدنية في حين ان احزاب الشيعة تحاول ان تغلق المجتمع وتسحبه للدين على العكس من توجهها الفكري في الاجتهاد والإنفتاح،وما نشهده من عنف حالياً في المدن الوسطى والجنوبية ليس إلا الوجة المعلن لهذا الصراع الذي سيأخذ أشكالا اكثر دموية في القابل من الأيام ما لم تلجأ الحكومة إلى إجراءات رادعة وقوية ضد المليشيات العلنية والمبطنة. وإلا فالإنهيار قادم بأيد قوى الإسلام السياسي الشيعي نفسه لأنها غير قادرة على بلورة حس وطني يشمل ليس اعضاءها فقط بل العراق جميعه. ومن هنا أصبحت حركة أحزاب الإسلام السياسي مرتبطة بالعامل الديني وبالمناسبات وهي ماشاء الله كثيرة، وتنهك الاقتصاد الوطني، وتعطل عجلة النمو، وتبعث على التخدير والعطالة، وتزيد من مشكلات الأمن، وتصرف عليها المليارات من ميزانية الدولة دون رد.إنها ثقافة سلطة الأموات هذه التي تتحكم بمستقبل العراق.
إن قوى اليسار لا تستغل هذا التشتت لقوى الإسلام السياسي الشيعي والسني ولا تتمناه، بقدر ما تريد تماسك العملية السياسية نفسها والشروع بمشروعات وبرامج لا تخدم فئة على حساب أخرى،ولكن ليس كل ما يتمناه اليسار تدركة قوى الإسلام الغارقة في غيبوبة المناصب والنهب والمحسوبيات، وسنجد ان عدم فهمها لخطاب قوى اليسار والديمقراطية سيوقعها ثانية في مهب الريح كما اوقعتها تصرفاتها في الستينات ضد القوى التقدمية عندما اصبحت كتيبة متقدمة عن قوى التخلف القومية والبعثية لتدميراليسار التقدمي العراقي.. إن مجمل الخطاب موجه لقوى الإسلام السياسي المفتت والهش، وليس لقوى اليسار التي تعرف أنها غير قادرة على احداث اي تغيير بطريقة غير ديمقراطية.
2
يكشف الدكتور مهدي الحافظ لجريدة الحياة عن سرقات كبيرة معلنة وغير معلنة في ميزانية العراق ابتداء من عام 2004 ولحد اليوم، هذه الوزارة التي يتحكم برقابها المجلس الأعلى وغيره تغلق الابواب على صرفيات ميزانية العراق لسنوات!!!- تناقلت الأخبار عن حرق متعمد يوم أمس للبنك المركزي العراقي واتلاف الاف الوثائق الخاصة بالميزانية ومنظمات اخرى وهو اجراء واضح لتعطيل اقرار الميزانية وتغييب متعمد لما كانت عليه في السنوات السابقة، إن اجرء كهذا لوحده يجعل اكبر سلطة مالية تستقيل...وستقيد التحقيقات كالعادة ضد مجهول ؟؟ فأي ادعاء بالوطنية يمتلك هؤلاء؟. لذا فحركة الشارع اليوم هي انضج عندما يرافق النداء الوطني كشوفات واضحة عن الميزانية والقروض والوزارات التي يعشعش فيها الفساد، وعن التعينيات الحزبية وعن دور المحاصصة في نهب وتخريب العراق، وعن السرقات فعندما يرافق حركة اليسار نشاط إعلام مبرمج ويحمل كشوفات واضحة وصريحة عن السرقات والفساد، ستكون قطاعات كبيرة من الشعب مع التحرك لانقاذ العراق. لاسيما وأن العامل الذاتي الثوري،اكثر نضجا من السابق وبامكانه أن يكشف كيف تهيمن تيارات سلفية ودينية على عقول وحياة الناس، ومن هنا نقول: لا لأية تطمينات على فحوى ومحتوى النداء، وإلا لماذا اصدرته القوى الوطنية إذا كان ثمة تراجع عنه.
3

شيء مستغرب ان لا فضائية عراقية،ولا صحيفة،عدا صحيفة طريق الشعب، والحوار المتمدن ومواقع مثل صوت العراق تهتم بهذه القضية التي تتفاعل وتتصاعد يوميا في أوساط كثيرة من المجتمع، وكأن القائمين على النداء اكتفوا بأن يعلنوه للناس، ويطلبون التواقيع عليه، ثم يقف ممثل عنهم أمام باب الحكومة العراقية ليسلمهم تواقيع آلاف الناس التي تطالب بالتغيير. هذه الطريقة مرفوضة جملة وتفصيلا. على المعنيين أن يشكلوا فريق عمل إعلامي محترف، وبطريقة متصاعدة ومتدرجه، يقوم بالضغط على كل القنوات الفضائية العراقية والعربية ، ويتصل بمنظمات دولية وعربية واسلامية،لأن تأخذ دورها في مهمة تنوير الناس بما يحتويه هذا النداء المصيري لقوى العراق الوطنية، كي لا يقولوا ثانية أنهم لم يسمعوا به ولم يعرفوا محتواه. ونحن نعلم أن الحكومة ستقف مسبقاً ضده، لا بل ويمكن أن تؤلف فريق عمل إعلامي مضاد وهي تملك قنوات كثيرة وصحافة وصحفيين، ناهيك عن دور إيران لاحقا في تعطيل اي مشروع يفتت اقدامها في العراق كما تفعل حاليا في لبنان وفلسطين.،وقد تغلق القوى الإسلامية المتزمتة كل قنوات الإتصال بين القوى الديمقراطية والشعب كي لا يعرف الشعب حجم الضرر الذي تمارسه الحكومة وأحزاب الإسلام السياسي ضد طماح الشعب في التغيير. هذه الحال مربكة، وعلى المعنيين في قوى اليسار أن يبدأوا من الان حملة إعلامية مكثفة، لشرح وتفسير الكثير من النقاط التي جاء بها نداء القوى الديمقراطية،وسيجدون أن آلاف الناس معهم، أدباء وصحفيين وتكنوقراطيين ومثقفين ومن مختلف الفصائل والأنتماءات،ونحن على ثقة باحزابنا وقوانا الوطنية وجماهير شعبنا العراقي بان تتفهم المسألة الجماهيرية بوضوح.
عليهم أولاً أن يستثمروا وجودهم في البرلمان، ليعلنوا بيانهم الوطني في التغيير، أمام الشعب كما تفعل الكثير من الفصائل.
وثانيا عليهم أن يطالبوا شبكة الإعلام العراقية بكل فضائياتها وصحافتها لتعميم النداء، ونشره والتعليق عليه. فنحن نعرف أن ملايين الناس لا تصلهم الصحافة ولا يقرأون ما ينشر ولا يعرفون الحراك السياسي العام، فهم قد عُصبت اعينهم وغُطي عليها، ولذا من واجبات اي مشروع نهضوي ان يكون له إعلامه وثقافته ومنتدبوه، لا سيما وأنه منطلق من داخل العملية السياسية المشاركة في الحكومة ومؤسساتها.
ثالثاً، على القوى الفاعلة أن تبدأ فورا في تصعيد حملتها الفكرية بين الناس لتبيان حقيقة أن الأوضاع التي استوجبت اصدار مثل هذا النداء المصيري المكثف،لا تحتمل التأخير،وعليهم ان يوزعوا النداء باليد على ملايين الناس وان يعقدوا ندوات مناطقية لشرح ابعاده ، فمشروع وطني كهذا لن تحله الوعود ولا كلمات التطمين ولا الندوات الفارغة من الإنجاز، وبدون الحملة الإعلامية لن يكون لأي نداء، مهما كانت ابعاده وحقيقته ومفرداته، جدوى إذا لم يصل محتواه لأطراف المدن العراقية، ويستمع إليه الناس على مختلف إنتماءاتهم، ويتعرف عليه من هو داخل العراق وخارجه.وعليهم ان لا يسلكوا الطرق القديمة في عقد مؤتمرات نخبوية باسم الديمقراطية والسلم المدني وحدها، فمثل هذه المؤترات ثبت فشلها لأن القائمين عليها لا يملكون خطابا تغييرا بقدر ما يعيدون الكلام نفسه ثم يغادرون إلى بيوتهم بعد أن يصدروا بيانا يطالبون به كذا وكذا، علي قوى اليسار ان تؤسس لساحة شعبية مكشوفة للحوار وان يتجمع الناس فيها يوميا وان يكون ثمة حراك شعبي وسياسي لا نخبوي أو فئوي.ومن هناك يمكن أن نستمع لخطابات اعمق وأكثر جدوى.وتبقى مسألة توقيت احداث مثل هذه الساحة مرهونة بالظروف التي تتطلبها مجريات الحملة الإعلامية.



#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينهض اليسار العراقي ولكن دون تهميش للإسلاميين المعتدلين
- كيف ينتفض أهلنا في الجنوب
- اميركا والثقافة العراقية
- سيناريوهات العيد السياسية في العراق
- شاعر الأحاسيس
- موت شاعر
- إدانة تقسيم العراق واجب وطني، ولكن أدينوا قبل ذلك...
- التكنوقراطي، التكنو طائفي، التكنو رادن في رؤية الرجل الصغير
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821:::القس ...
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821
- البحث عن منطق صائب خليل المشوه
- إيران ظهيرالقاعدة في العراق
- اسئلة الحداثة في تجربة الدكتور عوني كرومي الفنية
- تسليح الخرافة
- المبحرون حول بيوتهم
- الأ يخجلون 200 ألف دولار لاتحاد الأدباء العراقيين؟
- على الساسة العراقيين أن يعقلوا رباط خيلهم على أرض العراق
- جنوب لبنان /غزة/جنوب العراق
- نازك الملائكة ضمير اليقظة ونشيد الحداثة
- العراق ومؤتمر شرم الشيخ


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ياسين النصير - دور الإعلام في نداء قوى اليسار الديمقراطي