أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ثويني - كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء 2-5















المزيد.....

كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء 2-5


علي ثويني

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الغرائز و علم النفس
لقد درس علم النفس (السيكولوجيا) سطوة الغرائز، و بدا الأمر يهم الجميع ولاسيما في العراق المنخور في الوعي والنفس بعد حقب الظلام والظلال. وثمة تجليات وخواطر ونوادر و أمالي متراكمة في الثقافة الشعبية عن (الكلاب) ، جديرة بالسرد بدلالة تجارب العالم الروسي بافلوف. ومن رصدنا للأحاكي والأمثال والأساطير ،فأن ثمة الكثير جديرة بالإستذكار والإعتبار، ومتعلقات إسقاطها على واقع أحوالنا.
لكن وقبل الدخول في سرد حكاوي العراقيين بالكلاب جدير أن نعلم بأن علم النفس هو من العلوم الحديثة الذي ظهر من ضمن سياقات الفكر التحليلي الذي نضج في أواسط القرن التاسع عشر، وتشعب الاجتهاد به حتى وصلت مدارسه في العالم الى أكثر من مائة. فكتب لبعضها البقاء وأخرى الفناء . وثمة مبادرات رائده كما كان علم النفس الجماعي الذي أضطلع به المستشرق الفرنسي (كوستاف لوبون)(1841-1931) في أواخر القرن التاسع عشر ولاسيما في كتابه(روح الجماعات- أو سيكولوجية الجماهير) الذي حدد علاقة الطغيان بالجهل وصورته جلية عندنا، وذهب الى أن الطغاة يقتنصون الجهال ويشيعون الجهل غاية،كي ترسخ أقدامهم،ولا غرابة حينما أشاعت سلطة البعث الجهل وسط مجتمع عراقي كان تواقا للأنوار، ونذهب جازمين أن البعثيين كانوا مطية عبر عليها من لم يرغب ويتمنى للعراق أن ينعتق و يرتقي . بيد ان علم النفس الجماعي أهمل بعد (لوبون) ، لكنه بعث خلال العقود المتأخرة.
وجراء حيوية وعضوية علم النفس فأنه آل أن يكون شططا وبات متشظيا الى مذاهب،وتداخلت تخومه مع الكثير من العلوم والفنون وتكاملت ثم تفاضلت معها. وهنا نشير الى أن الفلسفة تداخلت مع علم النفس،حتى بدا للناظر أن نظريات علم النفس هي توجهات فلسفية ونتذكر أن كليتها في بغداد كانت تسمى(الإجتماع وعلم النفس) ايام المرحوم الوردي في الستينات.‏و ثمة قرب كبير بين علم النفس والطب وأمسى الطب النفسي واقعا ، وكذلك الحال بالنسبة لعلم النفس الحيواني أو الصناعي والبيئي والإعلامي ، أو بالنسبة لعلم النفس والرياضيات والإحصاء والفنون والعمارة وما بحث في شجونها من سطوة الهيئة والنسب والشكل والنور والظل واللون والملمس على الخواطر،حتى أن المدرسة الانطباعية في القرن التاسع عشر كانت إحدى إرهاصاتها، وهي التي فتحت مصراعي باب الفنون الحديثة .و الإنطباعية أصلا اقتفت خطى مدرسة فلسفية تحليلية أشمل.
وبعد ذلك انطلقت نظريات نفسية شتى تبعا للبيئات الثقافية. فعلماء النفس الفرنسيون، انطلقوا من خلفية اجتماعية وعقلانية "ديكارتية" في تناول قضايا النفس وكان اهتمامهم منصباً بالدرجة الأولى نحو إبراز دور المؤسسات والدوائر الاجتماعية في تكوين سمات الشخصية.‏ والمدارس التي ظهرت في ألمانيا حتى صعود النازية إلى السلطة كانت تنظر إلى النفس كجوهر خاص متميز عن الظواهر الطبيعية،متأثرة بالأنوار والفلسفة الهيغلية، لذا فإنها كانت تؤكد دوماً أن آليات نشاطها وقوانينها لا تملك أي شيء مشترك مع آليات حركة تلك الظواهر وقوانينها. أما المدارس الأمريكية فقد شددت على دراسة السلوك وضرورة التفكير في تعديله وتطويره.‏
ونجد علم النفس الأنثروبولوجي كرس نوازع قومية عنصرية، فوجد الألماني آرنولد في كتابه "البنى السيكوفيزيائية عند الدجاج" أن سلوك الدجاج الذي ينتمي إلى المناطق الجنوبية من الكرة الأرضية يغلب عليه الخضوع السريع للدجاج الشمالي الذي يظهر على سلوكه الميل إلى التفوق وحب السيطرة والرغبة في إخضاع لسلطته الأنواع الأخرى من الدجاج. ويذهب زميله ومواطنه ينيش "بالنظرية الدجاجية" ابعد،حيث يقر وجود خصائص عرقية موروثة عند الكائنات الحية تجعل من تفوّق بعضها على البعض الآخر أمراً حتمياً وطبيعياً. وقد أنعكس الأمر عند القوميين عموما عندنا ،فطفقوا يصنفون الأجناس الذكية والفطنة بالفطرة على خلاف الوارثة للبلادة والجهل،كما هو حال (الدماء السامية والآرية) الواهية التي مازالت لدينا في العراق محور تفاسير القوميين الأكراد بالرغم من أنها أمست محل تندر أهل الغرب أنفسهم وهم من صنعها وروج لها. واليوم تطور الأمر،حيث نجد تفاسير طائفية فدماء (السني) تصلح للحكم بينما دماء(الشيعي) تصلح للندب واللطم،ولم تظهر بعد "نظرية" تفسر دماء من ورد من دماء والدين ينتميان للطائفتين أو لشخص غير دينه أو مذهبه بسب قناعاته.
وعلى هدى تلك الأحجية، نتذكر مثال الضابط العراقي العروبي (عمر العلي) الذي روج في الأربعينات لأحجية أراد من خلالها فرز أهل شمال العراق عن جنوبه بالفطنة والإقدام،وتجشم التفكير، وتفتقت قريحته عن إصطلاح (خط البرغل) للتمييز بن طباع الفريقين ،معتمدا مبدأ(العلة والمعلول) الفلسفي، ومفسرا أن أهل شمال العراق ياكلون البرغل بينما جنوبه التمن(الرز) والخبز، وهو سبب ذلك الفرق، وتناسى الرجل الحصيف خريج المدارس القومية المولدة الواحدة للأخرى بأن الخبز والبرغل يأتيان من خامة القمح(الحنطة) نفسها.
ثم جاءت مدرسة التحليل النفسي في طليعة المدارس التي كتب لها النجاح، و تعدى أثرها في فترة ما بين الحربين العالميتين إلى ميادين أخرى.‏لكن ومع تغير سلوكيات الناس و نشوء سلوكيات جديدة بعد الحرب ، أضعف صدى تلك الحركة ،ولم نعد نسمع عن دفق النظريات مثلما كان في صراع المدارس الثلاث التي قادها النمساوي سيكموند فرويد(1856-1939 ) وتلميذه السويسري يونك(1875-1961)، والروسي بافلوف (1936-1849). وعلى العموم التقى الجميع في اعتماد علم النفس على ثلاث محاور وأسس وهي:‏ النشاط الذي يمارسه الإنسان،‏ والنمو النفسي، وعلاقة الإنسان بالآخرين.
ولتلمس الفرق بين المدارس والمذاهب الثلاث نجد أن (فرويد) اعتمد على الأثر الرجعي والعقل الباطن والتحليل الجنسي والليبيدو Libido وهي لفظة لاتينية استجدها في شروحاته.أما (يونك) فكان أكثر قربا للدين والروحانيات على عكس (فرويد) الملحد،فربط التحليل بالغيبيات والأسطورة وحيثيات اللغة،وقد تأثر الثاني بالأول وكانت بينهما مراسلات انتهت عام 1913،ثم تداعت الى أن سلك كل منهما طريقا له. وكلا المدرستين كانا نظريتين أكثر من كونها تجريبيتين. بيد أن المدرسة الثالثة التي قادها (بافلوف) الروسي الذي يهمنا أمرها صبت في غايات ترويض النفوس البشرية التي وظفتها الشمولية الشيوعية تباعا، و شملت مناح شتى ، ونجحت نجاحا باهرا ،حتى عمت سطوتها في عالم (الواقعية الاشتراكية) للفن والعمارة ،وهو ما حاكي بحوث فرويد الذي أخترق الفن بنوعه السريالي (فوق الحقيقة)، والذي أعتمد بواطن النفس المختمرة وشطحات وخيالات، تقترب كثيرا من مذاهب وشطحات الصوفية الإسلامية ونجزم بأنها صورة حداثية لجذرها الكامن في ثقافات الشرق.
استثمرت السياسة البحوث النفسية، وأمست بحوث (بافلوف) تسخر في الاتحاد السوفييتي.أما فرويد فقد قارع النازية بسبب يهوديته وحتى (صهيونيته)،لهذا أحرقت كتبه وهرب الى بريطانيا ومات عاجلا هناك،ويقول أعداءه بأنه طلب من طبيبه أن ينتحر على يده من خلال جرعة كبيرة من المخدر طلبها كعلاج لألم من مرض عضال أصابه بالفم. بينما نجد السويسري (يونك) قد غازل النازية مبطنا كونه (جيرماني) العرق.
وجدير بالذكر أن بافلوف لم يكن من نتاج الحقبة الشيوعية مثلما الحال في جل رهط المبدعين الروس،لكن أسمه أستثمر مثل غيره في الحقبة السوفيتية.وهو نتاج المد الفكري للحقبة القيصرية المتأخرة التي أثمرت في مشروع بطرس الأكبر. وهنا نلاحظ أن الحقبة الشيوعية لم تنتج أعلاما مثلما سابقاتها،والحال سيان مع الدول العربية التي جاءت بعد الانقلابات "الثورية"، واستثمرت بإبليسية، النتاج العقلي لسابقاتها من العهود،حتى نسبت بعضهم لها،كما حدث مع الناصرية في مصر والبعثية في العراق، فسرعان ما أصاب تلك السلطات التفسخ والترهل ، والأنكى أنها لم تنتج رموز وأعلام يعتد بهم، بل بالعكس، أمست وبالا على حركة الفكر والوعي والمبادرات الذاتية للأفراد والجماعات،بالرغم من تبنيها شعارات طنانة للحداثة والعلمانية والإشتراكية والحرية..الخ.
وتمكث تجارب (بافلوف) الأكثر استقطابا واهتماما،ضمن سياقات بناء السلطة في العالم الثالث و العربي على الخصوص،ونموذجها سلطة البعث في العراق، التي تعاملت بموضوعية،وحولتها من نظرية مشكوك بها، الى تطبيق ناجح . وجدير أن نشير أن ثمة جهد بذله رعيل من الباحثين بهذا الخصوص يتشكل من مستشارين مصدرهم أوربا الشرقية، ولاسيما من ألمانيا الشرقية ويوغسلافيا، أو شيوعيين بهلوانيين سابقين انخرطوا في جوقة البعث، ،أو مبعوثين بعثيين خضعوا لدورات تأهيلية في بعض دول الشرق والغرب،ولا يمكن أن ننسى ما قام به الدكتور فاضل البراك خريج جامعات موسكو في بناء المنظومة الإستخبارية العراقية على أسس(بافلوفية).
اعتمدت نظرية(بافلوف) على سطوة الغرائز ، واستعملت الحيوانات للتجريب،كونها احتفظت بخامتها الأولى، دون تشذيب للنفس و العقل، على أساس الإشتراك مع الإنسان في ذلك. ووجد الأمر شروح عدة منها ما أورده (م. غ. ياروشيفسكي) في كتابه الذي دونه عام 1908، حين يصف الآصرة: (علم النفس حينما يدرس الإنسان، إنما يلاحظ سلوكه ويغيّره تجريبياً ويصممه ويخضعه للتحليل الكمي. والهدف من ذلك كله هو بناء النظرية القادرة على أن تصبح الأساس لتوجيه الأفعال النفسية للناس من خلال التعليم والعمل والمعاشرة)( ). لكن الروسي (پيوتري. غالپيرين)(ت:1988) يذهب الى أن :( الحاجة إلى الغذاء وتحريض الحصول عليه لدى الإنسان وكثير من الحيوانات متشابهان جدًّا على العموم؛ لكن السلوك الغذائي للحيوانات والإنسان مختلفان إلى حدٍّ بعيد، فهو لدى الحيوانات كافة سلوك غريزي، لكنه ليس غريزيًّا عند الإنسان)( ).
وهنا نقف على أرجوحة تقييم السلوك الغريزي عند الإنسان، بين الغيرة altruistic أو الأنانية egoistic. وهذا ما يستلزم من وجهة النظر المجتمعية، إجراء مقارنة بين مصالح الفرد ومصالح الآخرين، وبنتيجة ذلك يتم تفضيل هذه أو تلك. لكن لا وجود لهذه المقارنة في الممارسة الغريزية للحيوان، فهو يتصرف تحت ضغط ما سجي عليه، بغضِّ النظر عن المستفيد من نتائج هذا السلوك. فالدجاجة مثلا التي تحمي فراخها من القطط والصقور في نكران ذات لا تضحِّي بمصالحها في سبيل مصالح الفراخ على الإطلاق، وإنما تخضع لتأثير المنبِّه المُلزِم الذي يحثها على ردِّ الفعل الدفاعي الحتمي. فإن تمَّتْ إزالةُ هذا المنبِّه المُلزِم، كما جرى في تجربة معروفة (حيث تمَّت تغطية الفرخ بغطاء زجاجي عازل للصوت)، فإن الدجاجة، وهي ترى محاولات الفرخ اليائسة للخروج من هذا الفخِّ الشفاف، فمكثت غير مبالية ولم تحاول تقديم المساعدة له. وبالتالي فإن الحيوان لا يستجيب لمصيبة الآخر، وإنما للمنبِّه الذي يشعر بتأثيره. فإنْ وُجِدَ إنسانٌ محمَّل بالدوافع التي زرعها فيه المجتمعُ في وضع مماثل، فإن صراعه في سبيل الآخر، بل حتى تعريض نفسه للخطر، يجب تقييمه على أنه سلوك للغيرة.
لقد اقتضى العيش في المجتمع البشري من أعضائه ألا يحسبوا حساب الخواص الطبيعية للأشياء والبشر فحسب، بل وقيمتها الاجتماعية أيضًا، وكذلك الأساليب والأشكال العامة للسلوك. وهو ما يميزه عن الحيوانَ الذي يشعر بالحاجة الغريزية تجاه مقتضيات بيئته ، بما في ذلك أعضاء جماعته، مما لا يشبه تصرف الإنسان تجاه حاجاته. وضمن الحدود التي جرى فيها تأنسُن humanization أسلاف الإنسان، كان لا بدَّ من كبح سلوكياتهم الغريزية اتجاه الوسط الخارجي، واتجاه بعضهم بعضًا ؛ حيث إن الانتقال إلى النشاط الجماعي للحصول على وسائل العيش وإلى الانسجام الاجتماعي والدفاع المشترك ضد الأعداء " أي إلى أشكال من النشاط تقوم على العلاقات الاجتماعية، لا البيولوجية " ، هو الذي أصبح الشرط الأساسي للعيش واستمرار النوع. وأن من أحرز نجاحًا أكبر في هذا الكبح من أسلاف الإنسان تمكن من احتمال ضغط الفرز الطبيعي natural selection، الأمر الذي أدى إلى اضمحلال الغرائز في نهاية المطاف. وهكذا عرف بافلوف بأن أشهر من سخر لتجاربه هو كلبه، الذي تفنن كيف يستثمر سطوة غريزته وتقريبها للإنسان.
وجدير بالرصد ما طرقه الطبيب الهنغاري ليبوت سوندي في كتابه "تحليل القدر" بحث فيه عن أسباب الميول المختلفة كالحب والصداقة والاستحسان وانتخاب حرفة دون أخرى حتى أسباب التعرض لنوع من المرض أو الهلاك بصنف من أصناف الموت. وبحوث هذا الطبيب تركيب لأمور بيولوجية ونفسية واجتماعية وهي أمور على المحك أو كما يقول المثل العراقي(القلوب سواجي تجري) وهي في الحقيقة (سجايا)، نعزيها للغيب والطالع والأبراج،و(عالم الذر) كما يذهب إليه المعتزلة والشيعة، لكنها واقع يجدر بحثه. واستنادا الى ما ورد في الحديث النبوي الشريف : (الأرواح جنود مجندة. فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) .
و في علم الوراثة نعلم أن الجينات أو المورثات هي التي تنقل الخصائص الوراثية من الآباء والأمهات إلى الذرية وأنها نوعان: سائدة أو غالبة، وصاغرة أو مغلوبة. وهي جميعاً تشترك في تكوين الفرد وتعيين شكله وملامحه وطباعه ونفسيته. ويرى سوندي أن الجينات السائدة تنقل الوراثة الظاهرة وتعين المزاج والشكل والملامح، وأن الجينات الصاغرة تحمل قوة تدفع الأفراد بعضهم نحو بعض، متى تشابهت هذه الجينات وتماثلت، فهي مع أنها أشياء بيولوجية خفية ذات تأثير في المجموعة النفسية ولاسيما في نطاق اللا شعور.يقول سوندي ما معناه: إن الإنسان يميل إلى آخر في الحب أو الصداقة أو الاستحسان أو في نطاق الحرفة كعلاقة المريض بالطبيب أو التلميذ بالأستاذ أو الاشتراك في تصور مثلٍ أعلى واحد حين يتماثل أو يتشابه القسم الأكبر من جيناتهما الصاغرة.
والخلاصة أن الطبيب الهنغاري يرد ميول الأفراد بعضهم نحو بعض إلى أمور بيولوجية، و يفحص اتجاه قدر المرء ويرجعه إلى دوافع لا شعورية ناشئة عن تلك الجينات الخفية. وكأن تحليله هذا على حد تعبيره هو كشف عن شجرات الأنساب اللا شعورية عند الناس.
ثمة اتجاه أحدث وأهم وأكثر موضوعية وواقعية في تحليل علاقات الناس وميول بعضهم نحو بعض نجده في البحوث الاجتماعية الأميركية التي تتسمى بالـ(سوسيومتريا). وموضوع البحث في هذه المدرسة الاجتماعية شخصية الإنسان في نسيج علاقاته بالآخرين. تقوم هذه العلاقات على أشكال من التجاذب والتنافر وضروب من الائتلاف والاختلاف ودرجات من الاهتمام أو قلة المبالاة. وقد أنشأت هذه المدرسة اختبارات تُجريها على جماعات محصورة النطاق كالمدارس والمعامل والأسر والأندية وسكان بناية واحدة وفرق الرياضة وأفراد أسراب الطيران وأمثالها. وتدخل في هذه الدراسات حتى دور العجزة والتأهيل والسجون. والغرض منها استشفاف القوى النفسية الكامنة في هذه الجماعات أي ما يختلج اختلاجاً عفوياً في نفوس الأشخاص بعضهم تلقاء بعض من تجاذب أو تنافر أو قلة مبالاة حين يلتقون أو يعملون أو يتعايشون. ولاشك أن تلك القوى النفسية ذات أثر كبير في رضا الأفراد وفي حسن نتائج الأعمال التي يراد إنجازها وفي الوصول إلى الغاية التي يراد بلوغها. وللحديث في تلك الأمالي بقية في الحلقة الثالثة (الكلاب بين بافلوف وسرديات التاريخ).



#علي_ثويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء15
- عمارة البيوت في سياق الثقافة الكردية
- حينما غنوا القوميين الأكراد: يا أهلا بالمعارك
- العمارتان العراقية و الفارسية..مدخل مقارن في الريادة والإقتب ...
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء2- من ثلاثة أجزاء
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء1- من ثلاثة أجزاء
- بلاد مابين الفدرلة والفرهدة
- 30 تموز..الأمريكان والبعث وصدام.. خصام أم وئام
- ثورة تموز... رؤية متروية بعد الحول التاسع والأربعين
- وزراء البيشمركة وعودة الى لعبة الحرب بالنيابة
- خان مرجان وعمارة الرمق الأخير في بغداد الجزء22
- خان مرجان وعمارة الرمق الأخير في بغداد-الجزء 1-2
- دهمائنا ومخراطيونا والديمقراطية الأمريكية
- فرنسا الجديدة والعراق الجديد
- تقسيم بغداد و-...خط البرغل-
- تقسيم بغداد و-خط البرغل-
- الحوار المتمدن ومصير كركوك
- حوادث -الشيخان-، ونحر اليزيديين في دولة التناحر القومي-الطائ ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ثويني - كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء 2-5