أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - قضية الحرية














المزيد.....

قضية الحرية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:49
المحور: المجتمع المدني
    


الاختيار بين الحرية وشرائط الوجود من أمن واستقرار وسبل عيش، معادلة صعبة تخضع لها بعض الشعوب، وهي معادلة تحبكها دائما قوى الاستبداد وتضعها بأبشع صورة أمام شعوب لم تعهد الحرية وبذلك فإنها تخير بين غائب مجهول لا تعرف نفعه من جهة، وحاجة ضرورية ملحة لا قوام لحياتها بدونها.
لا يمكن تجاهل الشعار الاساسي الذي رفعته عملية التغيير في 9/4/2003 في العراق، وهو شعار الحرية الذي يبدو أنه لم يكن موضع قناعة حقيقية بالنسبة لكثير من القوى المحلية والاقليمية ومنها بعض القوى الداعمة للتغيير والدافعة اليه، والواضح اليوم ان شعار الحرية كان مجرد شعار مرحلي تتستر به لتمهد لنفسها الطريق لتستبد بالسلطة بعد ذلك ولتعامل المواطنين بذات الطريقة التي عملت بها نظم الظلم والانغلاق والاستبداد، النظم التي تجاهلت الحريات العامة والفردية التي تعتبر أساسا لأي نظام سياسي عادل.
اننا نشهد في العراق تقلصا يوميا لهامش الحريات وأحيانا يتسارع هذا التقلص تحت مختلف الذرائع والحجج لنجد أنفسنا يوما ما ليس اما غياب للحرية بل غياب مطلب الحرية نفسه أيضا، فقد وضعت قوى الفساد والارهاب والتخلف الشعب العراقي أمام سؤال، الصمت أم الدمار؟، وكل ذلك بسبب معادلة الرعب وغياب الامن.
تقلص هامش الحرية هو ما هيأ لبعض المسؤولين الفرصة للتوغل في مسارات الفساد مطمئنين الى أن المواطنين لن يتمكنوا من تنظيم عملية إحتجاج واسعة بسبب الظرف الامني والفاسدون مطمئنون الى ان اي تفجير ارهابي سيغطي على أخبار اكبر عمليات الفساد في وسائل الاعلام.
خلال السنوات الماضية أفلحت بعض القوى في إستغلال مشاعر الناس لدفعهم نحو التخلي عن حرياتهم ومنها حرية التفكير وإتخاذ القرار تحت وطأة الضغط العاطفي الطائفي والعرقي لتشكل هذه الانتماءات حصنا ليس لحماية أفرادها كما يقول الزعماء وإنما لسجن هؤلاء الافراد داخل عادات فكرية محددة وممارسات وسلوكيات محدودة.
تلقت قضية الحرية ضربات متتالية حتى أضعفتها وهمشتها، من إستهداف الصحفيين الى تشويه الممارسة الاعلامية وتخريب ممارسات ومفاهيم المجتمع المدني ومن ثم إشاعة تصورات منحطة عن الحرية والتخويف من تسربها الى المجتمع.
الحرية ليست مجرد شعار ولا حتى فكرة نبيلة بل هي داعم أساسي لحياة كريمة يحصل فيها المواطنون على حقوقهم وتمنحهم حق الوقوف بوجه الطغاة والفاسدين بمختلف مسمياتهم وأرديتهم وهم مطمئنون على حياتهم، وعدم التشبث بمطلب الحرية هو تبديد لمعاناة السنوات الماضية وأفراغها من معناها.
الحرية في العراق تتقلص تحت ضغط الهاجس الامني، وهي تتقلص أيضا بفعل التنظيمات المسلحة التي تفرض ثقافتها وأفكارها بالقوة، والحرية تتقلص بسبب الفقر، وتتقلص بسبب الصمت والمجاملات السياسية، وكل يوم تتقلص فيه الحرية تتسع رقعة الفساد والاستبداد.
الحرية بلا أرث في مجتمعاتنا وهي كفكرة تتأرجح منذ عهود التحديث الاولى في المنطقة الا انها كانت دائما تعاني من الاهدار في سبيل قضايا أخرى، أو خوفا منها لذلك بقيت الحرية بلا تنظيمات تتبناها ولا قيادات تدافع عنها ولا أنظمة ترسخ وجودها في المجتمع رغم إنها قضية ضرورية لكل المكونات والفئات ولكل الاتجاهات السياسية، وهي ليست ضمانا للوصول الى السلطة بطريقة سلسة بل هي ضمان لحياة المعارضين ونضالهم.
سيرى البعض في مطلب الحرية بطرا لا يتحمله الواقع ولكن هذا البعض هو خائف من الحرية لأسباب شتى، ولذلك هو إما يخوف منها أو يستخف بها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - قضية الحرية