أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!















المزيد.....

السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختلف الخبراء والكتاب والمعلقون السياسيون في العالم حول الأسباب الحقيقية التي دفعت أمريكا لتكثيف تواجد قواتها في منطقة الخليج واحتلال العراق. فإدارة الرئيس جورج دبليو بوش والمحافظون الجدد، ومعهم "عملاؤهم من كتاب المارين!"، ادعوا أن الغرض الرئيسي لإسقاط حكم البعث الفاشي في العراق هو تدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق ومنع انتشارها، إضافة إلى مشروع نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، بينما ذهب خصوم أمريكا إلى أن الغرض الحقيقي لأمريكا من احتلال العراق وإسقاط نظام "بطل العروبة" صدام حسين، هو للاستحواذ على النفط العراقي ولا شيء غير النفط!!

وقد سالت أطنان من الحبر، كما يقولون، في هذا السجال الذي مازال محتدماً بين الفرقاء دون الوصول إلى نتيجة، فكل فريق متمسك بحججه ومواقفه. ولكن وعن طريق الصدفة، عثر أحد الأصدقاء على رابط لفيديو على موقع (youtube.com) وفيه السيد محمد محمد صادق الصدر (المعروف بالصدر الثاني) وهو يلقي خطبة الجمعة أما حشد من المصلين قبل اغتياله عام 1999 من قبل مخابرات صدام حسين، يكشف في هذا الخطاب ولأول مرة، السبب الحقيقي وراء احتلال أمريكا للعراق حسب ما يراه هو، والذي يختلف تماماً عن الأسباب المشار إليها أعلاه. وللقارئ العربي غير الشيعي، الذي لا يعرف كثيراً عن التنظيم التراتبي للمرجعية الشيعية، نقول أن السيد الصدر الثاني كان من مرتبة آية الله، أي بلغ درجة الاجتهاد والذي يحق له أن يجتهد في الدين، فهو مجتهد، وله مقلدون من أتباع المذهب الشيعي الجعفري الأصولي. وهذا يعني أن الرجل بلغ من العلم في الفقه الديني مبلغاً كبيراً يؤهله لهذا الموقع وإصدار الفتوى.

كما ويجدر بنا أن نذكر هنا، أن الصدر الثاني هو الذي بدأ ظاهرة لبس الأكفان في العراق إثناء ظهوره أمام الجماهير إثناء خطبة وصلاة الجمعة، كعلامة استعداد للموت في إشارة منه لتحدي الحكومة البعثية الصدامية آنذاك، لأنه كان يعرف أنه مهدد بالاغتيال من جهة، وكوسيلة من وسائل تحريض الجماهير ضد النظام الفاشي في وقته. وقد تبنى الإسلاميون من أتباع الصدر وجيش المهدي بقيادة السيد مقتدى (الصدر الثالث) فيما بعد عادة لبس الأكفان لإشعال حماس الجماهير ودفعهم للموت، وهذه بدعة إيرانية ابتدعها نظام الخميني أيام الحرب العراقية – الإيرانية (1981-88)، عندما كان يبعث بالموجات البشرية من الإيرانيين البسطاء إلى جبهات القتال في مواجهة دموية مع الجيش العراقي والموت بالجملة، دون أي اعتبار لحجم الخسائر البشرية وحياة الإنسان.

المهم هنا، أن ما جاء في خطاب السيد الصدر الثاني قبل استشهاده، هو أنه تنبأ بالمخطط الأمريكي في احتلال العراق قبل سنوات من وقوعه، وكشف بكل وضوح السبب الحقيقي الذي دفع أمريكا للقيام باحتلال العراق فيما بعد. فكما بيَّنَ في خطابه (الرابط أدناه)، أن السبب هو ليس تدمير أسلحة الدمار الشامل أو نشر الديمقراطية في العراق، كما يقول "المخرفون السياسيون"، ولا النفط كما يدعي خصوم أمريكا، بل هو تحسباً لظهور المهدي المنتظر، وأن أمريكا كانت تعرف بظهور الإمام ولديها معلومات أكيدة بهذا الخصوص محفوظة لديها في دوائر البنتاكون، فقط تفتقر إلى صورته، جمعتها استخباراتها وكومبيوتراتها وغيرها من وسائل التقنية المعلوماتية والاستخباراتية الأمريكية، ولذلك حشدت أمريكا جيوشها في الخليج وخططت لاحتلال العراق استعداداً لمواجهة الإمام المهدي!!!
سألني الصديق الذي بعث لي الرابط، هل حقاً يؤمن هذا الرجل بما يقول، أم فقط يريد خدع الجماهير البسطاء لأغراض خاصة به؟ وجوابي هو أن الرجل ربما يؤمن فعلاً بما قال، لأن الإيمان بالمعتقدات الموروثة، هي التي تشكل العقل البشري. فالعقل هو وعاء يحمل الأفكار الموروثة وخاصة المعتقدات الدينية التي تدفع بالإنسان إلى التعصب والتضحية بحياته في سبيلها. إذ كما قال الفيلسوف الفرنسي، ميشال فوكو: (الدين عقل مجتمع بلا عقل). وهناك اكثر من فقيه إسلامي أكد على أنه إذا اختلف النقل مع العقل فيؤخذ بالنقل، وكما يقول الشاطبي، فإن العقل ليس أصلاً بحد ذاته، بل "يتبنى على أصل متقدم ومسلم بإطلاق... من طريق الوحي". فهذه الكوارث التي تحصل في العالم الإسلامي على أيدي الإرهابيين الإسلاميين ما هي إلا نتيجة لهذه العقلية الدينية.
ليس الشيعة وحدهم الذين يؤمنون بظهور المهدي، وأنه لا بد من أن يظهر يوماً (ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً)، إذ هو حلم جميل راودت مخيلة البشرية منذ قديم الزمان، وتؤمن به الأديان السماوية الثلاثة، فالمسيحيون يؤمنون بظهور السيد المسيح المنقذ في المستقبل، وكذلك اليهود لهم معتقد بهذا الخصوص، وكذلك المسلمون السنة يعتقدون بظهور المهدي، ولكنهم خلافاً للشيعة، لا يعتقدون بولادته بعد، إلا إنه في نظرهم سيولد في المستقبل. أما الشيعة فهم وحدهم الذين يؤمنون بأنه قد ولد فعلاً، وهو ابن الإمام الشيعي الحادي عشر، الحسن العسكري، المدفون في سامراء، وأن المهدي غاب وهو طفل، وسيظهر في المستقبل ليقيم نظام العدل والسلام، حيث تسقط فيه العملة ويعيش العالم دون حروب، وهو أشبه بـ"المدينة الفاضلة" التي تنبأ بها عدد من الفلاسفة، ابتداءً من أفلاطون مروراً بالفارابي وتوماس مور، وانتهاءً بكارل الماركس ومعه الحركة الشيوعية التي تقول أن البشرية ستعيش بسلام وسعادة فقط في ظل النظام الشيوعي الذي تسقط فيه العملة والحكومة وكل أعمال العنف.
مشكلة ظهور المهدي في أيامنا هذه، أنه ومنذ سقوط نظام حكم صدام حسين وإلى الآن، ظهر علينا العديد من الأشخاص ادعى بعضهم إما أنه هو المهدي أو الممهد لظهوره، وأنه على اتصال به تمهيداً لظهوره. ولكن المشكلة أنه ما أن يظهر مثل هذا الشخص ويتبعه البسطاء من الشيعة، حتى وتنهض باقي فرق الإسلام السياسي الشيعي بمحاربته. وكان آخر هذه الألاعيب ما يسمى بحركة (اليماني) وجند السماء في البصرة والتي تسببت في وقوع المئات من الضحايا. وهذا يعني أنه حتى لو سلمنا جدلاً بوجود المهدي المنتظر، ألا يعني هذا أنه حتى الذين يؤمنون به سيحاربونه عند ظهوره؟ والسؤال الأهم هو، ألا يعني هذا أن المدعين بوجود المهدي هم غير جادين في ادعائهم، بل يدعونه لأغراض هم أعرف بها من غيرهم؟

وقد نشر مؤخراً كتاب المؤرخ العراقي الكبير الراحل جواد علي، صاحب الأسفار التاريخية الكبيرة، عن المهدي المنتظر، وهو رسالة دكتوراه قدمها في الثلاثينات من القرن الماضي باللغة الألمانية ولم يجرؤ على نشرها بالعربية آنذاك طلباً للسلامة. وقد قامت دار منشورات الجمل عام 2005 بترجمته إلى العربية ونشره. والكتاب أفضل دراسة علمية لحد الآن عن المهدي والغموض والشكوك والخرافات التي تحيط به، جدير بالقراءة.

والسؤال الأخير هو، إلى متى تبقى الجماهير الفقيرة البائسة ضحية يتلاعب بعقولها رجال الدين، وخاصة قادة الإسلام السياسي الذين لم يشبع نهمهم من دماء الأبرياء والذين استغلوا الدين لمآربهم السياسية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لمشاهدة السيد الصدر الثاني وكيفية معرفته بان أمريكا ستدخل العراق، يرجى فتح الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=Vaqaguv7k9o&feature=related

2- رابط لإمام مسجد في الغرب، يقوم بإثارة الهستيريا في الناس.
http://www.youtube.com/watch?v=ei_BA1Bsinc



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قرار البرلمان الأوربي وحقوق الإنسان في مصر
- التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
- هوس العرب بالسيف
- دور التربية في صناعة الإرهاب
- دلالات اغتيال بنظير بوتو
- من حصاد عام 2007
- الديمقراطية ليست بلا ثمن، ولا تراجع عنها*
- دعوة لمواجهة إرهاب طالبان الشيعة في البصرة
- مشكلة العرب أن الطائفية عندهم أقوى من القومية
- تهنئة وشكر للحوار المتمدن
- التسامح في الإسلام.. على طريقة الحكومة السودانية!!
- مؤتمر أنابوليس فرصة يجب عدم تفويتها
- العولمة حتمية تاريخية (2-2)
- العولمة حتمية تاريخية (1-2)
- ثورة أكتوبر البلشفية كانت ضد قوانين حركة التاريخ
- رد على مقال الدكتور سعدالدين إبراهيم (من فيتنام .. للجزائر.. ...
- حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا
- عبثية الكفاح المسلح
- حزب العمال الكردستاني والكفاح المسلح والمحنة العراقية
- حول إستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!